تاريخ الأردن: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ZkBot (نقاش | مساهمات)
ط WPCleaner v1.37b - باستخدام وب:فو (وسوم كود قالب بدون محتوى)
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط Bot: Converting bare references, using ref names to avoid duplicates, see FAQ
سطر 55:
==== العصور الإسلامية ====
{{طالع أيضا|الفتح الإسلامي لبلاد الشام| الدولة الأموية| الدولة العباسية| الدولة الفاطمية| الحملات الصليبية|الأيوبيون| المماليك| جند الأردن}}
[[ملف:Al Urdun Coin.jpg|thumb|عملة من القرن الثامن الميلادي كتب عليها: (بسم الله ضرب في [[الأردن]]) <ref>[http://en.wikipedia.org/wiki/History_of_Jordan#Islamic_History History of Jordan - Wikipedia, the free encyclopedia<!-- عنوان مولد بالبوت -->]</ref>]]
بقيت الأردن تخضع للحكم [[الروماني]] حتى مجيء [[الإسلام]] وانهاء الحكم البيزنطي على يد [[العرب]] [[المسلمين]] القادمين من [[شبه الجزيرة العربية]]. في الفترة 630 – 640 تحولت الأردن إلى [[الإسلام]] وحدث ذلك بشكل رئيسي في عام 636 عندما هزم العرب المسلمون الجيوش البيزنطية في [[معركة اليرموك]] في الجزء الشمالي من الأردن، وفي [[معركة مؤتة]] الجزء الثاني استشهد على أرض الأردن ثلاثة من قادة [[المسلمين]] في بداية الفتح الإسلامي، [[زيد بن حارثة]] و[[جعفر بن أبي طالب]] و[[عبد الله بن رواحة]] وما تزال أضرحة هؤلاء الشهداء الثلاثة موجودة في الأردن. امتد الحكم الإسلامي حتى غطى سورية وفلسطين والأردن ثم فتحت [[مصر]] عام 642 ميلادية التي كانت تحت الحكم البيزنطي. أما العراق فقط أصبح تحت الحكم العربي بدلا من الحكم الساساني الفارسي عام 640 ميلادية ولم تلبث [[بلاد فارس]] كلها أن تبعت الخلافة العربية المسلمة واختفت بهذا ثاني أكبر امبراطورية شرقية. امتدت الدولة الإسلامية الجديدة أثناء حكم الخلفاء الراشدين الذي امتد تسعة وعشرين سنة (632-661 ميلادي) من الأناضول وجبال القفقاس في الشمال حتى حضرموت في الجنوب ومن [[الهند]] في الشرق حتى سواحل [[البحر الأبيض المتوسط]] و[[طرابلس]] في [[شمال أفريقيا]]. وبقيت مدينة [[جرش]] شاهدة على اثار [[الحضارة الرومانية]] في الأردن.<ref name="ReferenceA"/><ref name="ReferenceB">الخطيب محمد - حضارة العرب في العصور القديمة- الطبعة الأولي- 2005 – دار طلاس دمشق.</ref>
[[ملف:Quseir Amra Fresque.jpg|تصغير|200بك|يسار|رسم جداري من [[قصر عمرة]]]]
سطر 92:
منذ [[القرن التاسع عشر]] كانت [[الدولة العثمانية]] تعيش مرحلة من التدهور والانحطاط السريع ومن جميع الجوانب، فمن ناحية كان الاقتصاد منهارًا وقد اعترف [[الصدر الأعظم]] بإفلاس الدولة مرتين ما جعلها مضطرة للاستدانة من البنوك الأوروبية بفوائد مرتفعة،<ref>عصر السلطان عبد الحميد، محمد أبو عزة، دار الأهالي، دمشق 1998، ص.49</ref> وفقد القرش العثماني 78% من قيمته بين عامي [[1814]] و[[1839]]،<ref>الدولة العثمانية: قراءة جديدة لعوامل الانحطاط، قيس جواد العزاوي، الدار العربية للعلوم، بيروت 2003، ص.70</ref> وعانت [[بلاد الشام]] على وجه الخصوص من انعدام الأمن بين المدن ما ساهم في تقليص حجم التجارة الداخلية،<ref>عصر السلطان عبد الحميد، مرجع سابق، ص.37</ref> كما انهارت الزراعة مشفوعة بهجمات قطاع الطرق على القرى والعوامل الطبيعية المختلفة فضلاً عن الضرائب الزراعية الباهضة،<ref>يقول [[مدحت باشا]] والي العراق في مذكراته: ''كان الفلاح العربي يأخذ الأرض من الدولة شرط أن يقدم لها ثلاث أرباع المحصول مستبقيًا لنفسه الربع، ومن الطبيعي ألا يشجع هذا النظام على الزراعة وأن يجعل كل تحسين لها مستحيلاً؛ فنتج عن ذلك أن أهمل أكثر العرب الأرض مفضلين السلب على الطريق التجارية لكسب الرزق"''. عصر السلطان عبد الحميد، مرجع سابق، ص.178</ref> أما نظام الامتيازات الأجنبية الذي فتح المجال أمام البضائع الأوروبية باجتياح الأسواق المحليّة، يعتبر مسؤولاً عن انكماش الموارد المالية للسلطنة واندثار الحرف وتراجع الصناعات الزراعية والخزفيّة، وهجرة السكان فضلاً عن ازدياد الضرائب العامة،<ref name="أول">عصر السلطان عبد الحميد، مرجع سابق، ص.32</ref> حتى بلغ معدل ارتفاعها ثلاثة عشر مرة على الفرد الواحد.<ref>أحد أمثلة ارتفاع الضرائب ما يقوله نميران بيك رئيس اللجنة المالية في مجلس المبعوثان: ''على مدى الثلاثين سنة الأخيرة، رأينا إيرادات الحكومة لم تزد شيءًا في حين نرى بسرور ممزوج بامتعاض في دخل إدارة الديون العمومية زيادة عظيمة، لقد ارتفع رسم الدامغة 20% والملح 100% والحرير 200%"''. انظر عصر السلطان عبد الحميد، مرجع سابق، ص.72</ref> ويتفق المؤرخون أن هذا الواضع البائس لم يدفع القصر السلطاني على ضبط نفقاته التي كانت تساوي ثلث واردات الدولة، أو تقليص مصاريف الجيش أو تفادي الحروب المتكررة التي يدخل بها.<ref>الدولة العثمانية: قراءة جديدة لعوامل الانحطاط، مرجع سابق، ص. 35</ref> هذا الوضع أدى إلى تفجّر عدد من الثورات فاندلعت انتفاضة [[حلب]] عام [[1850]] وانتفاضة [[حوران]] عام [[1852]] و[[كسروان]] عام [[1854]].<ref>من أوربان الثاني إلى جورج بوش الثاني، أمير الصوّا، دار الينابيع، دمشق 2004، ص.109 البلاد العربية في القرن التاسع عشر.</ref>
 
يضاف إلى ذلك كلّه تفشي الأمية والجهل في الولايات الشامية خلال تلك الحقبة، فيقول المؤرخ محمد أبو عزة، أنه يندر أن تجد في الحي إلا أفرادًا قلائل يجيدون القراءة الوكتابة، ويذكر أن الشيخ طاهر الجزائري قد كتب أن أهالي [[دمشق]] لا يدرون أنهم لا يدرون.<ref name="أول" /> أما إدارة ولايات الشام العثمانية، فكانت تسند في الغالب لولاة أتراك وغالبًا بدافع إبعادهم عن العاصمة [[إسطنبول]] للحد من نفوذهم السياسي، كما حصل مع [[مدحت باشا]] الذي تولّى [[العراق]] ثم [[دمشق|الشام]]، أو لقاء محسوبيات وحفاظًا على توازنات عائليّة خاصة كما حصل مع ولاة [[آل العظم]]، والأمر نفسه ينطبق على السناجق والمتصرفيات وغيرها من التقسيمات الصغرى. أما النسيج الاجتماعي آنذاك، فكان يقوم على التمييز بين الإقطاعيين وطبقات الشعب الكادحة من جهة، وبين مختلف الطوائف من جهة ثانية،<ref>سوريا صنع دولة وولادة أمة، وديع بشور، دار اليازجي، دمشق 1994، ص.205</ref> وقد عانى الأردن بشكل عام من الإهمال الذي أصاب تطور بنيته التحتية في [[العهد العثماني]] وكان ذلك يتعلق بعدة جوانب منها الأعمال الإنشائية للدولة العثمانية والتي كانت تقام إذا كانت ذات مدلول ديني فقط وبناء على هذا بنت [[قصر القطرانة]] لأنه يحمي قوافل الحجاج أما معظم المدارس والمستشفيات والحمامات والآبار ودور الأيتام فبقيت مهملة جداً. وكان أهم الأعمال والمشاريع الإنشائية في ذلك الزمن مشروع إنشاء خط [[سكة حديد الحجاز]] الذي كان يبدأ من [[دمشق]] حتى [[المدينة المنورة]]. لكن أصبحت سكة الحديد أداة مفيدة لنقل [[الجيش العثماني (1826-1922)|الجيوش العثمانية]] والتموين لتصل قلب الأراضي الحجازية, وبتالي تعرضت السكة لهجمات عديدة وجهت إليها خلال [[الثورة العربية الكبرى]].<ref>[http://www.ammonnews.net/article.aspx?articleNO=13438 صفحة من تاريخ الاردن 41 | عمونيون | وكالة عمون الاخبارية<!-- عنوان مولد بالبوت -->]</ref><ref>[http://www.ammonnews.net/article.aspx?articleNO=13642 صفحة من تاريخ الاردن 42 | عمونيون | وكالة عمون الاخبارية<!-- عنوان مولد بالبوت -->]</ref><ref>[http://www.ammonnews.net/article.aspx?articleNO=13237 صفحة من تاريخ الاردن 40 | عمونيون | وكالة عمون الاخبارية<!-- عنوان مولد بالبوت -->]</ref>
 
=== التاريخ المعاصر ===
سطر 134:
}}</ref> ثم عاد إلى [[مكة]] في [[20 حزيران]]/[[يونيو]] [[1915]] قدّم لوالده تقريرًا حول وضع [[الدولة العثمانية]] وإعلان الحرب عليها.<ref name="خامس">سوريا صنع دولة وولادة أمة، مرجع سابق، ص.232</ref>
[[ملف:Recruiting for the Holy War near Tiberias 1914.jpg|thumb|right|275px|مجمع التطوع في الجيش العثماني قرب [[طبريا]] (1914 م)]]
سيستغرق الشريف حسين حوالي عام في دراسة موقفه من الثورة، خلال هذا الوقت كان تسلّط [[جمال باشا]] قد بلغ شأنًا عاليًا، <ref name="خامس"مولد تلقائيا1>سوريا صنع دولة وولادة أمة، مرجع سابق، ص.235</ref> ولحق بطشه بجميع وجهاء وأعيان الجمعيات العربية في [[دمشق]] واعتقل أغلب رموزها من أمثال [[شكري القوتلي]] و[[فارس الخوري]] وغيرهما، وترافقت الاعتقالات مع التعذيب وقوافل الإعدام،<ref>يذكر أن الشريف حسين قد أبرق إلى [[جمال باشا]] وإلى الصدر الأعظم والسلطان بوجوب حصر العقوبة بالسجن المؤبد، إذا ما أدين أحد المعتقلين، بيد أن الشفاعات لم تجد نفعًا، وكان أول الضحايات يوسف الهاني إذ أعدم في [[بيروت]] يوم [[5 نيسان]]/[[أبريل]] [[1916]]، وكان قد سبقه في [[20 آب]]/[[أغسطس]] [[1915]] [[عيد الشهداء|أول قافلة من الشهداء]] مكونة من أحد عشر رجلاً هم: صالح حيدر، ومحمود المحمصاني، ومحمد المحمصاني، وسليم عبد الهادي، وعبد الكريم الخليل، ونايف تللو، وعبد القادر خرسا، وعلي أرمنازي، ونور الدين القاضي، ومسلم عابدين، ومحمود العجم، ونخلة مطران، ويوسف الحايك. انظر سوريا صنع دولة، مرجع سابق، ص.235</ref> وقد لقّب [[جمال باشا]] "بالسفّاح" من حينها. وعندما زار فيصل دمشق للمرة الثالثة في [[كانون الثاني]]/[[يناير]] [[1916]] كان المناخ مؤاتيًا جدًا للثورة ومن جميع الاتجاهات.
كانت [[بريطانيا]] عاجزة عن تحقيق نصر حاسم على العثمانيين طوال عام [[1915]] بل إنها تلقت هزيمة نكراء في معركة غاليبوي، وانسحبت من منطقة المضائق التركية، وكذلك تلقت هزيمة أخرى في [[الكوت]] التابعة [[العراق|للعراق]] في [[نيسان]]/[[أبريل]] [[1916]]. دفعت هذه الهزائم بريطانيا عن طريق مفوضها في [[مصر]] [[هنري مكماهون]] [[مراسلات حسين - مكماهون|مراسلة]] [[الشريف حسين]] بهدف حضّه على إعلان الثورة على [[الدولة العثمانية]]؛ طالب الشريف حسين بدولة عربية برئاسته لكن أجوبة مكماهون كانت غامضة وغير حاسمة، سوى ذلك فإن الإنكليز لم يكونوا يعرفوا شيءًا عن الجمعيات السرية الناشطة في [[دمشق]] بل اعتبروا الشريف حسين يفاوض بمطامع شخصية، لإقامة دولة عربية يصبح خليفتها.<ref name="خامس" /> انتهت [[مراسلات حسين - مكماهون|مراسلات الحسين مكماهون]] في [[30 كانون الثاني]]/[[يناير]] [[1916]] ولم يحرك ساكنًا لإطلاق الثورة، ثم أوفدت الحكومة الفرنسية إلى [[مصر]] وزير خارجيتها جورج بيكو فوصلها يوم [[9 شباط]]/[[فبراير]] [[1916]] وبدأ مفاوضات مع المندوب الجديد في مصر [[مارك سايكس]] حول تنفيذ مقررات مؤتمر سان بطرسبرغ، الذي عقده الحلفاء، ولد بنتيجة المفاوضات [[سايكس بيكو|اتفاق سايكس بيكو]] يوم [[16 أيار]]/[[مايو]] [[1916]]، ونصّ على منح [[سوريا]] و[[لبنان]] و[[كيليكيا]] و[[لواء إسكندرون]] لفرنسا مقابل دعم الجيش الفرنسي لبريطانيا.<ref name="خامس" />
[[ملف:CCL5 072.jpg|thumb|سارية علم العقبة تحمل علم الثورة العربية الكبرى، 2006]]