إمارة المنتفق: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 22:
== هجرات القبائل والعشائر والحواضر إلى مملكة المنتفق وأسبابها ==
 
تتنوع أصول قبائل المنتفق بشكل يثير الدهشة بحيث أنه يوجد في هذا الاتحاد قبائل وعشائر من معظم الأصول العربية، ويرجع السبب في ذلك إلى تشجيع الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق (آل سعدون والتي كانت تعرف بـ آل شبيب) لسياسة الهجرة للقبائل والعشائر العربية إلى دولتهم، يصف مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي كثرة الأصول التي ترجع لها قبائل وعشائر المنتفق وكأنه جزيرة العرب مالت إلى العراق بكل تنوع أصول قبائلها، كتاب عشائر العراق، ج4، قسم امارة المنتفق، ص:28 '''(((وعشائر المنتفق من حيث العموم (عدنانية)قبائلها. سكنت العراق من القديم توالي ورودها، وتكاملت وكأن جزيرة العرب مالت إلى أنحاء العراق، وجدتها مفتحة الأبواب. ويتخلل هذه عشائر قحطانية من زبيدية وحميرية عاشت معها، واكتسبت أوضاعها إلا أن الاكثرية الساحقة عدنانية. ويطلق عليها (عشائر المنتفق).))).'''
 
أما أسباب تشجيع الهجرة إلى المنتفق فأهمها مواجهة الضغط العسكري للقوتين العظمى في المنطقة والمجاورتين لمملكة المنتفق (العثمانيين والفرس)، حيث استطاعت أسرة السعدون وقبائلهم وعشائرهم (القديمة والمهاجرة) أن يشكلوا درعا قويا تكسرت عليه الكثير من الحملات العثمانية والفارسية، يذكر المؤرخ يعقوب سركيس، في كتابه مباحث عراقية، ق 3 '''(((ليس بخاف على من له اطلاع على تاريخ آل سعدون، ذوي الشرف الباذخ والعز الأثيل أنهم جعلوا من (اتحاد) المنتفق قدوة للعشائر والقبائل، حاربوا به العثمانيين والفرس وأنزلوا بهم الهزائم))).'''
 
ومن الأسباب المهمة أيضا لسياسة تشجيع الهجرة هو محاولة المحافظة على عروبة العراق بوجه العثمانيين والفرس وسياساتهم التي كانت تهدف إلى ازالة مظاهر العروبة من العراق، يذكر الشيخ والمؤرخ علي الشرقي عام 1929 م، في كتابه ذكرى السعدون، وذلك عند حديثه عن المخلفات الثمينة التي تركتها امارة السعدون، ص: 29 '''(((العروبة بكل مظاهرها حتى انك إذا الغت العراق تجد الكردية غالبة على الموصل والتركية بادية في بغداد والفارسية متمكنة من النجف وكربلاء ولكنك تجد البصرة وبلاد المنتفق عربية بكل مظاهر العربية الصالحة وذلك بسبب تلك الامارة العربية التي تغلبت على كل المظاهر الغير عربية وصبغتها بصبغة العروبة))).'''
 
وقد بدأت أسرة السعدون بهذه السياسة بشكل واسع منذ عهد حاكم مملكة المنتفق الأمير محمد بن مانع بن شبيب آل شبيب (والد الأمير سعدون الذي عرفت باسمه الأسرة لاحقا)، يذكر الدكتور حميد بن حمد السعدون في كتابه امارة المنتفق وأثرها في تاريخ العراق والمنطقة الأقليمية 1546 م – 1918 م، ص: 92'''(((وقد بدأت هذه السياسة منذ الأيام الأولى لامارة – محمد المانع – حيث سعوا لجذب أغلب عشائر نجد العربية نحو العراق، بعد أن تيقنوا مايتعرض له العراق من ضغوط ومن جهتين (العثمانيون والفرس)، الأمر الذي لايمكن مقارعته والحفاظ على عروبة العراق دون الاكثار من القبائل العربية النسب والأصل... ولابد ان نضيف أن بادية المنتفق مفتوحة، لذلك كانت أقرب الديار للهجرات الواسعة للقبائل من شبه الجزيرة العربية، لأسباب سياسية أم أقتصادية أم اجتماعية، وعليه نجد صلة القرابة بين قبائل نجد والمنتفق واسعة، لأن أغلب عشائر المنتفق قبائل نجدية أو حجازية. كما أن الجدب والركود الاقتصادي والحياة القاسية سمات طبعت حياة قبائل نجد، يقابلها على أرض العراق، وفرة مائية وأرض زراعية خصبة ومنتوجات تكفل للحياة البشرية ديمومتها... ان حسن الاستقبال الذي مارسته امارة المنتفق مع القبائل النازحة إليها، واقطاعهم الأراضي الزراعية ومراعي الماشية، قد وازن المعادلة التي كانت المنتفق تخشاها، بازدياد حجم اعدائها من غير العرب... ومن يدقق في العشائر التي استطاعت امارة المنتفق أن تجعلها تنصهر وتتفاعل في بوتقة اتحادها، تعزيزا لنهجها العربي الساعي للكرامة والاستقلال، لامتلك بين يديه قائمة طويلة بأسماء هذه العشائر، ولاتضح لديه مدى الجهد الذي بذل في تعزيز نفوذ هذه الامارة العربية، والذي لم تبخل فيه عشائرها في تقديم أغلى المهور من أجل طموحها وكرامتها، مما أبقى هذه الامارة لأكثر من (350) عاما، تناطح جميع من أراد ايذاءها، وفي المقدمة منهم (العثمانيون) والذين لم يبذلوا من جهد في كل محاولاتهم وجهودهم لإسقاط الإمارات المستقلة، مثلما بذلوه مع امارة المنتفق))).'''
 
يشير عبد الكريم محمد علي في كتابه تاريخ مدينة سوق الشيوخ إلى هذا الجانب (سياسة تشجيع الهجرة من قبل أسرة السعدون ) وذلك عند حديثه عن التطورات السياسية والأجتماعية التي حدثت في عموم جنوب العراق وفي مرحلة تأسيس الأمير ثويني بن عبد الله لعاصمة مملكة المنتفق سوق الشيوخ وتشجيعه للهجرة لها وللمنطقة المحيطة بها وهي السياسة التي تابعه بها حكام مملكة المنتفق الذين حكموا بعده، ص: 26 '''(((حدوث هجرات متتالية، من القبائل العربية من نجد ومن عموم الجزيرة العربية إلى هذه المنطقة الوافرة المياه، والترحيب بهم من قبل شيوخ المنتفك (آل سـعدون) واحلالهم بما يليق بكرامة العربي، واقطاعهم الاراضي على ضفتي الفرات، للزراعة الموسمية والبستنه، ومن بينهم من كان يحسن زراعة النخيل، ممن جاء من جنوب الجزيرة العربية – من الأحساء والقطيف – وهكذا نشأت بساتين النخيل على الضفتين وازدهرت الزراعة))).'''
 
لم تقتصر هذه السياسة في التشجيع على الهجرة على القبائل والعشائر البدوية أو التي تمارس الزراعة (التي كانت تنضم إلى اتحاد المنتفق القبلي) بل اتسعت لتشمل سكان المدن من الحاضرة (التي كانت تنضم إلى مملكة المنتفق خارج اطار اتحاد المنتفق القبلي) وتتضح آثار هذه السياسة في عهد حاكم مملكة المنتفق الأمير ثويني بن عبد الله بن محمد بن مانع آل شبيب (حفيد الأمير محمد بن مانع وابن أخ الأمير سعدون بن محمد الذي عرفت باسمه الأسرة لاحقا) والذي يعد أبرز من دعم هذه السياسة وشجع عليها، حيث كان يتواجد معظم المهاجرين إلى العراق من حواضر نجد في المناطق التابعة لمملكة المنتفق في عهده(اما في العاصمة مدينة سوق الشيوخ أو بلدة الزبير)، يذكر أهل نجد المقيمون في العراق في فترة حكم الأمير ثويني بن عبد الله، المؤرخ والشاعر خالد الفرج المعاصر للملك عبد العزيز (مؤسس الدولة السعودية الثالثة)، وذلك عند حديثه عن سليمان باشا والي بغداد (في القرن الثامن عشر) وعن المساعدة التي قدمها له حاكم مملكة المنتفق الأمير ثويني بن عبد الله، ويذكر المؤرخ بعض القبائل والحواضر التابعة للأمير ثويني بن عبد الله وهم عرب المنتفق وشمر العراق وأهل نجد المقيمون في العراق والزبير، كتاب الخبر والعيان في تاريخ نجد، ص: 203 '''(((وساعده على ذلك عرب المنتفق وشمر العراق، وأهل نجد المقيمون في العراق والزبير ومتولي كبرهم ثويني بن عبد الله بن محمد بن مانع الشبيبي، وهو هاشمي النسب، ورئاسة قبائل المنتفق ترجع إلى بيتهم من قديم، لأن المنتفق خليط من قبائل شتى تجمعهم رابطة التحالف والمجاورة والمصاهرات إلى أن كونوا قبيلة كبيرة تحكمت في نواحي العراق، وكادت تستقل بحكمه))).''' وفي عام 1850 م كان معظم سكان عاصمة مملكة المنتفق (مدينة سوق الشيوخ) من المهاجرين من القصيم أو نجد، كما أن معظم سكان عاصمة مملكة المنتفق منذ عام 1892 م (مدينة الخميسية) كانوا من أهل نجد، يذكر مدن مملكة المنتفق مبتدئا بمدينة سوق الشيوخ ثم الخميسية ثم المدن الأخرى، البارون الألماني ماكس فرايهير، كتاب البدو، ج: 3، قسم المنتفق، ص: 610 '''(((وفي عام 1850 م كان معظم سكانها يتألفون من مهاجرين جاؤوا من شبه الجزيرة العربية (قصمان، ونجادة). أما الخميسية الواقعة جنوب سوق الشيوخ فقد نشأت في حوالي عام 1886 م ويتألف معظم سكانها من النجديين أيضا))).'''
 
== هجرات قبائل اتحاد المنتفق من مملكة المنتفق وأسبابها==