ثورة الزنج: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
تنسيق وتصحيح لغوي
سطر 2:
 
== طبيعة الحركة وأهدافها ==
قامت حركة الزنج في عام [[255 هـ]]، وأنهكت دولة [[الدولة العباسية|الخلافة العباسية]] قبل أن تقضي عليها، وكان عماد هذه الحركة في باديء الأمر بعض [[عرب|العرب]] المغامرين من [[المهالبة]] و[[الهمدانيين]]والهمدانيين وغيرهم، أما الفئات التي شاركت فيها فهي متنوعة: بعض [[زنج|الزنج]]، وأهل القرى، وبعض [[عرب|العرب]]، وعشائر عربية ثائرة على السلطة.
أما فيما يتعلق بالشخصية التي قادت هذا الجمع، فهو شخص [[فارس|فارسي]] الأصل من أهل الري يُدعى "بهبوذ" وتسمى بعلي بن محمد وادعى انتسابه إلى عبد القيس ثم إلى زيد بن علي بن الحسين بن علي، وهو شخصية محيرة فعلاً حيث يلاقي الباحث صعوبات جمة في معرفة نسبه، وذلك بفعل تقلباته السريعة، تبعًا للظروف التي كان يمر بها.
 
سطر 9:
ويبدو أن جماعة كثيرة العدد في [[البحرين]] قد تنكرت له، مما دفعه إلى مغادرتها إلى [[البادية]] ليستقطب [[الأعراب]]، وادعى فيها النسب [[شيعة|الشيعي]] على أنه [[يحيى بن عمر أبو الحسين]]، فالتف حوله بعض [[الأعراب]] فاستغلهم بإعادة السيطرة على [[البحرين]]، إلا أنه هزم وفر إلى مدينة [[البصرة]].
 
ووقف أثناء إقامته القصيرة فيها على أوضاعها الداخلية [[سياسة|السياسية]] والاجتماعية حيث كان المجتمع البصري منقسمًا على نفسه، فحاول أن يستغل هذه الخلافات لصالحه إلا أنه فشل، وفي الوقت نفسه رأى في حياة [[العبيد]] فيها الذين يعملون في [[مستنقع|المستنقعات]] المجاورة فرصة لتحقيق طموحاته لكنه طُرِدَ منها فذهب إلى [[بغداد]]، وفي [[بغداد]] استنبط نسبًا علويًا جديدًا فانتسب إلى [[أحمد بن عيسى بن زيد]]، ثم حاول الوثوب إلى السلطة مستغلاً الأوضاع المضطربة في حاضرة الخلافة، ولكنه لم يتمكن من ذلك بفعل إحكام نفوذ [[ترك|الأتراك]] وقبضتهم على الوضع، فعاد إلى [[البصرة]] في عام [[255هـ]] ليتزعم حركة ثورية مدعيًا أن [[الله]] أرسله لتحرير [[عبودية|العبيد]] وإنقاذهم مما كانوا يعانونه من بؤس كما ادعى العلم بالغيب، وانتحل [[النبوة]].
 
والواقع أن فكرة [[المهدي المنتظر]] رافقت علي بن محمد في جميع مراحل حياته [[سياسة|السياسية]]؛ فاستغلها بذكاء، وهو بادعائه المهدية، كان يضرب على وتر حساس في نفوذ جماعة [[العلويين]] الذين برح بهم الشقاء، فكانوا يأملون في ظهور المهدي المنقذ الذي يزيل عنهم الغمة، ويفرج عن أيامهم كربتها، وركز كثيرًا على عراقة أصله وكتبها على نقوده وسمي نفسه "المهدي علي بن محمد" المنقذ.
سطر 15:
وجهر علي بن محمد في إحدى مراحل حياته بمذهب [[الخوارج]] الذين يلائم مبدأهم ميل أصحابه الشورية، فحارب من أجل العدالة الاجتماعية والمساواة، وكتب شعاراته على الرايات باللونين الأخضر والأحمر وهما لون [[العلويين]] ولون [[الخوارج]].
 
ولقد تعارضت أفكار علي بن محمد عن الخلافة مع مفهوم [[الشيعة]] لها التي تؤكد على الوراثة، وتبنى رأي [[الخوارج]] القائم على الشورى، مما نفَّر منه [[الأعراب]] البسطاء، و[[عرب]] [[البصرة]] و[[الأهواز]] و[[واسط]] والمناطق المحيطة بها، كما رفض قرمط أن يرتبط معه بعوامل دينية، أما شدته وقسوته تجاه أعدائه فقد جعلته خارجيًا متطرفًا، يُضَاف إلى ذلك أنه عامل أسرى الحرب معاملة [[عبودية|الرقيق]]، ووعد أتباعه بأنه سيملكهم المنازل والعبيد، وهذا يعني تحويل حياة الزنج من أرقاء إلى ملاك [[العبيدعبودية|للعبيد]].
والواضح أن هذا التناقض في عقيدة الحركة يفرغها من أي صبغة عقائدية، ويجعلها [[حركة]] مسلحة ضد النظام ليس إلا، كما يجعل من قائدها رجلاً مغامرًا طموحًا إلى السلطة.