توحيد الألوهية: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ZkBot (نقاش | مساهمات)
ط WPCleaner v1.37b - باستخدام وب:فو (عناوين تبدأ برمز "=" واحد - وصلة تساوي نص الوصلة)
ZkBot (نقاش | مساهمات)
ط تنظيف، أضاف وسم وصلات قليلة باستخدام أوب (11752)
سطر 1:
{{وصلات قليلة|تاريخ=ديسمبر 2015}}
{{أقسام التوحيد}}
يؤمن المسلمون أن '''توحيد الألوهية''' هو أصل الدين، وأساس شرائع الإسلام، وأنه أحد الأقسام الثلاثة التي يُقسم إليها التوحيد الإسلامي: الألوهية والربوبية والأسماء والصفات؛ فناسب بيان مفهومه وفضائله، مع بيان أقسام التوحيد الثلاثة عند المسلمين للتفريق بينهما.
 
== مفهوم توحيد الألوهية ==
السطر 9 ⟵ 10:
2- هو إفراد الله بالعبادة<ref>رسائل الشيخ محمد بن إبراهيم الحمد في العقيدة 2/2.</ref>.
 
3- هو إفراد الله تعالى بجميع أنواع العبادة؛ الظاهرة، والباطنة، قولاً، وعملاً، ونفي العبادة عن كل من سوى الله تعالى كائناً من كان<ref name="ReferenceA">راجع معارج القبول شرح سلم الأصول1/ 31. </ref>.
 
4- وعرفه [[عبدالرحمن بن ناصر السعدي]] عريف جامع ذكر فيه حد هذا التعريف، وتفسيره، وأركانه، فقال: "فأما حدُّه، وتفسيره، وأركانه فهو أن يعلم، ويعترف على وجه العلم، واليقين أن الله هو المألوه وحده المعبود على الحقيقة، وأن صفات الألوهية ومعانيها ليست موجودة بأحد من المخلوقات، ولا يستحقها إلا الله تعالى.
فإذا عرف ذلك واعترف به حقَّاً أفرده بالعبادة كلها؛ الظاهرة، والباطنة، فيقوم بشرائع الإسلام الظاهرة: كالصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والجهاد، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وبر الوالدين, وصلة الأرحام، والقيام بحقوق الله، وحقوق خلقه.
ويقوم بأصول الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره لله، لا يقصد به غرضاً من الأغراض غير رضا ربِّه، وطلب ثوابه، متابعاً في ذلك رسول الله، فعقيدته ما دل عليه الكتاب والسنة، وأعماله وأفعاله ما شرعه الله ورسوله، وأخلاقه، وآدابه الاقتداءُ بنبيه ،في هديه، وسمته، وكل أحواله<ref>هذا الكلام بنصه منقول من رسائل الشيخ محمد بن إبراهيم الحمد في العقيدة 2/2، وقد أحال الحمد كلام السعدي إلى المراجع التالية: االحق الواضح المبين لابن سعدي 112_113 والفتاوى السعدية لابن سعدي ص10_11، والشيخ عبد الرحمن بن سعدي وجهوده في العقيدة د. عبد الرزاق العباد 151_152. </ref>.
 
قال [[حافظ الحكمي]] عن هذا النوع في منظومته سلم الوصول إلى علم الأصول في التوحيد<ref>راجع معارج القبول شرح سلم الأصول1/ 31. <name="ReferenceA"/ref>:
 
هذا وثاني نوعي التوحيد **** إفرادُ ربِّ العرش عن َندِيدٍ
السطر 23 ⟵ 24:
وكل ما سبق من التعريفات صحيحة، ولا تعارض بينها، ويستدل لها بالكتاب والسنة.
قال تعالى:{{قرآن مصور|البقرة|21|22}} [البقرة:21-22]،{{قرآن مصور|الإسراء|23}} [الإسراء:23]، وقال تعالى: {{قرآن مصور|النساء|36}} [النساء:36]، وقال تعالى: {{قرآن مصور|طه|14}} [طه:14] وغير ذلك من الآيات.
ومن السنة النبوية ما جاء في الصحيحين<ref> أخرجه البخاري برقم 5967، أخرجه مسلم برقم (30).</ref>،عن معاذ بن جبل(رضي الله عنه) قال: كنت رديف النبي ( صلى الله عليه وسلم) على حمار, فقال لي: ((يا معاذ, أتدري ما حق الله تعالى على العباد, وما حق العباد على الله؟)) قلت: الله ورسوله أعلم. قال: ((حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا, وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا)).
 
== معنى العبادة ==
 
ذكر الرازي في تفسيره معنى العبادة فقال" العبادة عبارة عن كل فعل وترك يؤتى به؛ لمجرد أمر الله تعالى بذلك، وهذا يدخل فيه جميع أعمال القلوب وأعمال الجوارح"<ref> تفسير الرازي 10/99.</ref>. ووافق الرازي في تعريفه ما ذهب إليه الشافعي، حيث يرى أن العبادة كل ما أمر الله به فعلا، وكل ما أمر بالكف عنه تركا، فقال كما في الرسالة: "وابتلى طاعتهم بأن تَعَّبدهم بقول وعمل وإمساك عن محارم حماهموها"<ref>الرسالة للشافعي ص 17. وللاستزادة من هذا المبحث راجع: جهود علماء الشافعية في تقرير توحيد العبادة للدكتور العنقري ص154 وما بعدها.</ref>.
 
== فضائل تحقيق توحيد الألوهية وآثاره<ref> انظر القول السديد للسعدي ص 24، مباحث في العقيدة للدكتور الطيار ص50. </ref> ==
المسلمون يعظمون توحيد الألوهية ويرون من ثمراته: أنه من أعظم الأسباب لتكفير السيئات والذنوب، ويدل على هذا، ما جاء في صحيح مسلم<ref>أخرجه مسلم برقم (2687).</ref> عن أبي ذر(رضي الله عنه) قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم): ((يقول الله عز وجل: ومن لقيني بقراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئا لقيته بمثلها مغفرة بقراب الأرض)).
 
وهو السبب الأعظم لتفريج كربات الدنيا والآخرة ودفع عقوبتهما، كما حصل في قصة يونس عليه السلام.
 
ومن أجل فوائده أنه يمنع الخلود في النار، إذا كان في القلب منه أدنى مثقال حبة خردل، فعن أبي سعيد الخدري(رضي الله عنه): أن النبي ( صلى الله عليه وسلم)قال: ((إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، يقول الله: من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجوه))<ref> أخرجه البخاري برقم (6560). </ref>.
وأنه إذا كمل في القلب يمنع دخول النار بالكلية، ويدل على هذا: ما جاء في صحيح البخاري<ref>أخرجه البخاري برقم (1186). </ref> ومسلم عن عتبان بن مالك الأنصاري، أن رسول الله(صلى الله عليه وسلم): ((إن الله قد حرم على النار من قال: لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله)).
 
ومنها: أنه يحصل لصاحبه الهدى الكامل والأمن التام في الدنيا والآخرة، قال تعالى:{{قرآن مصور|النساء|36}} [النساء:36]
 
ومنها: أن الموحد من أسعد الناس بشفاعة النبي(صلى الله عليه وسلم)، كما روى البخاري في صحيحه<ref>أخرجه البخاري برقم (99). </ref> من حديث أبي هريرة(رضي الله عنه) أن رسول الله( صلى الله عليه وسلم): ((أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة، من قال لا إله إلا الله، خالصا من قلبه، أو نفسه)).
 
ومن أعظم فضائله: أن جميع الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة متوقفة في قبولها وفي كمالها، وفي ترتب الثواب عليها على التوحيد، فكلما قوي التوحيد والإخلاص لله كملت هذه الأمور وتمت.
السطر 53 ⟵ 54:
ويقصدون بتوحيد الأسماء والصفات: أي إثبات كل ما أثبته لنفسه وأثبته له رسوله (صلى الله عليه وسلم) من الأسماء والصفات على وجه يليق بكماله وجلاله، دون تكييف أو تمثيل، ودون تحريف أو تأويل أو تعطيل، وتنزيهه عن كلِّ ما لا يليق به<ref>انظر: تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد لمحمد بن إسماعيل الصنعاني ص10. وراجع: لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية لشرح الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية لمحمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي1/182.</ref>.
 
ويعتقد علماء أهل السنة والجماعة أن هذا التقسيم مأخوذ بالاستقراء لنصوص القرآن الكريم والأحاديث النبوية، وأنه معلوم لدى متقدمي علماء السلف، فقد أشار إليه عبيد الله بن محمد المعروف بابن بطة العكبري (المتوفى سنة 387ه)ـ في كتابه الإبانة<ref>الإبانة الكبرى عبيد الله بن محمد المعروف بابن بطة العكبري 6/149.</ref>، وابن منده (المتوفى: 395هـ) في كتابه التوحيد<ref>التوحيد ومعرفة أسماء الله عز وجل وصفاته على الاتفاق والتفرد لأبي عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مَنْدَه العبدي، ص61 وما بعدها، 2/14 وما بعدها.</ref>، <ref>وللاستزادة: انظر أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن لمحمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي3/17، القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد لعبد الرزاق بن عبد المحسن البدر.</ref>
 
ومن الآيات التي جمعت أقسام التوحيد الثلاثة قول الله تبارك وتعالى في سورة مريم: {{قرآن مصور|مريم|65}} [مريم:65]
يقول الشيخ عبد الرحمن بن سعدي: " اشتملت [أي الآية] على أصول عظيمة على توحيد الربوبية وأنَّه تعالى ربُّ كلِّ شيء وخالقُهُ ورازقُه ومدبِّرُه، وعلى توحيد الألوهية والعبادة وأنَّه تعالى الإله المعبود وعلى أنَّ ربوبيته موجبة لعبادته وتوحيده ولهذا أتى فيه بالفاء في قوله: {فَاعْبُدْهُ} الدالة على السبب أي فكما أنَّه ربُّ كلِّ شيء فليكن هو المعبود حقّاً فاعبده، واشتملت على أنَّ الله تعالى كامل الأسماء والصفات عظيم النعوت جليل القدر وليس له في ذلك شبيه ولا نظير ولا سمي، بل قد تفرَّد بالكمال المطلق من جميع الوجوه والاعتبارات<ref>تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للسعدي، تفسير سورة مريم.</ref>"
 
 
 
== المصادر ==