ولاية البصرة: الفرق بين النسختين

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 64:
{{اقتباس|تبعد الكويت عن البصرة 60 ميلا في البحر وهي كائنة على الساحل بالقرب من نجد وأهلها كلهم مسلمون وعدد بيوتها 6,000 وليست بتابعة لأية حكومة وكان الوالي السابق [[محمد نامق باشا|نامق باشا]] يريد إلحاقها بالبصرة فأبى أهلها لأنهم قد اعتادوا عدم الإذعان للتكاليف والخضوع للحكومات فبقى القديم على قدمه ونسل هؤلاء العرب من الحجاز وكانوا قبل 500 سنة قد حضروا إلى هذه البقعة وهم وجماعة من قبيلة مطير وواضع أول حجر لتلك البلدة رجل اسمه صباح وقد كثر عدد أهلها على تمادي الأيام وشيخها اليوم اسمه [[عبد الله الثاني الصباح|عبد الله بن صباح]] وهو من هذه القبيلة والأهالي هناك شوافع وهم يديرون أمرهم معتمدين على الشرع الشريف وحاكمهم وقاضيهم منهم فهم يعيشون شبه جمهورية وموقعهم يساعدهم على الاحتفاظ بحالتهم الحاضرة وهم لا يشتغلون بالزراعة بل بالتجارة البحرية وعندهم ألفان من المراكب التجارية الكبيرة والصغيرة فهم يشتغلون بصيد اللؤلؤ في البحرين وفي عمان وتسافر سفائنهم الكبيرة إلى الهند وزنجبار للتجارة وقد رفعوا فوق مراكبهم راية مخصوصة بهم واستعملوها زمنا طويلا.<ref>مذكرات مدحت باشا، الدار العربية للعلوم، 2002، ص.238</ref>}}
 
كانتوكان تأسيس الكويت يرجع إلى العام [[1613]] والتي كانت منذ تأسيسها مستقلة عن الحكم والقوانين العثمانية وكانالأمر هذاالذي أحدساهم أسبابفي ازدهارها اقتصادياً. ففي عهد [[عبد الله بن صباح بن جابر الصباح|عبد الله بن صباح]] كانت الكويت تفرض ضريبة تصدير واستيراد موحدة تقدر بـ 1%، وفي المقابل كانت البصرة تحصل 3% من قيمة البضائع الآسيوية و 7.5٪ من البضائع الأوروبية. كما في عهده تم نقل المحطة التجارية ل[[شركة الهند الشرقية]] من البصرة للكويت أثر الاضطرابات السياسية في البصرة.<ref name="روسي"/> وقال في ذلك [[قوردون لوريمر]] في كتابه [[دليل الخليج]]:
وكان تأسيس الكويت يرجع إلى العام [[1613]] أثر هجرة [[العتوب]] من وسط نجد <ref>محمد بن عثمان. روضة الناظرين عن مآثر علماء نجد وحوادث السنين. مطبعة الحلبي. القاهرة، الجزء الأول</ref> في ظل ظروف دولية مواتية لتأسيس لنشأة الكويت نظراً لضعف سلطة الأمبرطورية العثمانية في العراق وساحل الخليج العربي في تلك الفترة، ومما يدل على ضعف السلطة العثمانية هو احتلال قوات [[عباس الأول (صفوي)|الشاه عباس الأول]] كل العراق من الموصل حتى البصرة في عامي 1623 - 1624. ولم يعود حكم المنطقة للعثمانيين إلا عام 1639 بعد وفاة الشاه. كما تعرضت منطقة البصرة إلى حرب دامت ثلاث سنوات بدءً من عام 1667 إثر انتفاضة متسلم البصرة حسين باشا على الحكم العثماني. كما تعرضت منطقة البصرة إلى انتفاضة أخرى في بدايات القرن الثامن عشر أثر هجوم القبائل العربية الموحدة بقيادة [[المنتفق|شيخ المنتفق]] مدعومة بالجيش الإيراني.<ref name="روسي">غيورغي بونداريفسكي. الكويت وعلاقاتها الدولية خلال القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. ترجمة ماهر سلامة. [[مركز البحوث والدراسات الكويتية]]. ١٩٩٤.</ref> وتشير بعض المصادر أن [[صباح الأول بن جابر الصباح|صباح الأول]] أول حكام الكويت قام بأخذ موافقة السلطات العثمانية ببغداد لاستقرارهم في هذا المكان، وقد تضاربت الأراء حول الإقدام على مثل هذا التصرف حيث يرى البعض أن موافقة العثمانيين على وجود العتوب في المنطقة سيكسب العتوب قدر من الشرعية والحصانة في مواجهة [[بني خالد]].<ref name="وجودا">الكويت وجوداً وحدوداً:الحقائق الموضوعية والإدعاءات العراقية. [[مركز البحوث والدراسات الكويتية]]. ١٩٩٧.</ref><ref>عثمان بن سند البصيري. سبائك العسجد</ref>
 
كانت الكويت منذ تأسيسها مستقلة عن الحكم والقوانين العثمانية وكان هذا أحد أسباب ازدهارها اقتصادياً. ففي عهد [[عبد الله بن صباح بن جابر الصباح|عبد الله بن صباح]] كانت الكويت تفرض ضريبة تصدير واستيراد موحدة تقدر بـ 1%، وفي المقابل كانت البصرة تحصل 3% من قيمة البضائع الآسيوية و 7.5٪ من البضائع الأوروبية. كما في عهده تم نقل المحطة التجارية ل[[شركة الهند الشرقية]] من البصرة للكويت أثر الاضطرابات السياسية في البصرة.<ref name="روسي"/> وقال في ذلك [[قوردون لوريمر]] في كتابه [[دليل الخليج]]:
{{اقتباس|نتيجة الصعوبات والعقبات التي وضعتها السلطات التركية في وجه الوكالة البريطانية في البصرة قررت الوكالة الانسحاب مؤقتا إلى الكويت وتم ذلك في [[30 أبريل]] [[1793]] وبقيت الوكالة بالكويت حتى [[26 أغسطس]] [[1795]] ونستطيع أن نستنتج من اختيار الكويت مقراً تلجأ إليه الوكالة التي انسحبت من العراق التركي أن الكويت لم تكن في سنة 1793م وبأي حال من الأحوال تابعة لتركيا<ref>لوريمر، دليل الخليج القسم التاريخي الجزء الثالث، ص.1507</ref>}}
كما مما يؤكد استقلالية الكويت عن الحكم العثماني في ولاية البصرة هو استقبال الكويت لعدد كبير من الهاربين من السلطة العثمانية، ولعل أشهر هذه الأحداث هو استقبال الكويت للشيخ الثويني شيخ المنتفق ومصطفى آغا متسلم البصرة عام 1787 بعد فشل تمردهما ضد سليمان باشا والي بغداد، ورفض حاكم الكويت آنذاك تسليم الهاربين.<ref name="وجودا"/> كما تشير الأحداث إلى تحالف حاكم الكويت عبد الله الصباح مع [[عبد العزيز بن سعود]] في الوقت الذي كان فيه حاكم بغداد يشن حملته على الوهابيين. وذكر [[المقيم السياسي البريطاني في الخليج العربي|المقيم السياسي البريطاني]] [[لويس بيلي|المقدم بيلي]] في دراسته للوضع في الكويت :
{{اقتباس|يعترف العرب بسلطة الأتراك مثلما نعترف نحن بالعقائد ال39 للكنيسة الأنجليكانية - الكل يتفق معها، لكن لا أحد يتذكرها<ref name="روسي"/>}}
 
 
في عام 1899 قام أمير الكويت [[مبارك الصباح]] بتوقيع [[معاهدة الصداقة الأنجلو-كويتية 1899|معاهدة حماية]] مع بريطانيا بطلب من أمير الكويت بهدف مقاومة محاولات الدولة العثمانية بضم الكويت. ورفض أمير الكويت في عام 1900 طلب الحكومة الألمانية المدعوم من قبل الدولة العثمانية بمد خط سكك حديد من برلين مروراً بالدولة العثمانية وينتهي في الكويت. وقام حاكم البصرة في بدايات القرن العشرين بمصادرة جميع أراضي وممتلكات أمير الكويت وعائلته في البصرة والفاو بحجة أنه ليس عثمانياً وغير مسجل وأسرته في "سجل النفوس". وفي عام 1913 رسمت بريطانيا الحدود بين [[الكويت]] و[[الدولة العثمانية]] في [[المعاهدة الأنجلو-عثمانية لعام 1913|المعاهدة الأنجلو-عثمانية]] وقد نصت المادة السابعة من المعاهدة على أن يبدأ خط إشارات الحدود من مدخل خور الزبير في الشمال ويمر مباشرة إلى جنوب أم قصر وصفوان وجبل سنام حتى وادي الباطن وتبعية جزر [[بوبيان]] و[[وربة]] و[[فيلكا]] و[[قاروه]] و[[مسكان]] للكويت، أضافت المادة السادسة أن تبعية القبائل الداخلة ضمن هذه الحدود ترجع للكويت، ولم تشر الاتفاقية إلى تبعية الكويت لولاية البصرة.<ref>بيان الكويت، د.سلطان بن محمد القاسمي، ص.425</ref><ref name="ترسيم">ترسيم الحدود الكويتية العراقية: الحق التاريخي والإرادة الدولية. [[مركز البحوث والدراسات الكويتية]]. الكويت. ٢٠٠٣</ref>