ثورة الزنج: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ZkBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت: تفادي تحويلات القوالب
سطر 1:
{{ويكيوصلات قليلة|تاريخ=مايو 2012}}
 
'''حركة الزنج''': (255 ـ 270هـ/ 869 ـ 883م):يُشار إلى أن مدينة [[البصرة]] شهدت في منتصف القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي) ما عرف بـ"ثورة الزنج"، الذين ثاروا على المالكين وأسسوا حكومة لهم كان مقرها مدينة المختارة (جنوب البصرة) قبل أن تنهار حركتهم بعد أقل من عقدين، وذلك عندما جندت [[الدولة العباسية]] كل إمكاناتها، فكانت أطول [[ثورة|ثورات]] العصر العباسي وأخطرها.
سطر 56:
وكان قائد هذه الثورة فارسي يدعو نفسه زورا هو علي ابن محمد ابن أحمد ابن علي ابن عيسى ابن زيد ابن علي ابن الحسين ابن علي ابن أبي طالب عليهم السلام شاعرا وعالما كان يمارس في سامراء تعليم النحو والخط والنجوم وكان واحدا من المقربين إلى الخليفة المنتصر بالله العباسي ولما قتل الاتراك المنتصر بالسم ومارسوا الاعتقال والسجن والنفي والاضطهاد لحاشيته كان علي ُابن محمد هذا من بين المعتقلين، ثم حدث تمرد من فرقة الجند الشاكريه ببغداد يؤازرهم عامة الناس دخلت بغداد معها في فوضى عارمه واختفت الجيوش والشرطه من الشوارع، فأقتحم المتمردون السجون وأطلقوا سراح من فيها ومنهم بالطبع علي ابن محمد، ليشعلَ ثورة ًا قضت مضجعَ العباسيين إلى أقصى مدى.
 
غادر علي ابن محمد بغداد إلى سامراء ومنها إلى البحرين حيث دعا إلى الثورة ضد الدولة العباسية الواقعة تحت سيطرة الجند الاتراك، بالرغم من اشتهار هذه الثورة بثورة الزنج الا انها لم تكن ثورة ًعنصرية ًللزنج وحد ِهم ولم تقف أهدافُها عند تحرير العبيد أو تحسين ظروف عملهم، فقائد هذه الثورة عربي حر علوي رغم تشكيك خصومه في صحة نسبه العلوي كما كانت الحكومة تفعل دائما في مثل هكذا مواقف، وأغلبُ قوادها كانوا عربا كذلك مثل علي ابن ابان المهلبي وسليمان ابن موسى الشعرواني وسليمان ابن جامع وأحمد ابن مهدي الجبائي ويحيى ابن محمد البحراني ومحمد ابن سمعان وغيرهم الكثير وعلى امتداد السنوات السبع الأولى من عمر الثورة الممتدة من سنة مئتين وتسع واربعين للهجره إلى سنة مئتين وست وخمسين للهجره كان قادتها ومحيطها وجمهورها عربيا خالصا فهي قد بدأت في مدينة هجر أهم مدن البحرين ثم في بادية البحرين وسط عربها ثم في الاحساء بين احياء بني تميم وبني سعد وفي هذا المحيط العربي قامت سلطة ُهذه الثورة ودولتـُها وحدثت الحروب بينها وبين جيوش الدولة العباسية، ويصف الطبري سلطة علي ابن محمد في هذا المحيط العربي فيقول لقد أحله اهلُ البحرين من أنفسهم محل النبي حتى جبي له الخراج هناك ونفذ حكمُه بينهم وقاتلوا أسباب السلطان بسببه
 
وفي [[موقعة الردم(البحرين)|موقعة الردم]] في [[البحرين]]احرز العباسيون انتصارا مؤثرا على الثورة فأنسحب علي ابن محمد إلى البصرة ونزل هناك بين عرب بني ضبيعه من نزار ابن معن ابن عدنان فدعاهم للثوره فتبعوه وكان عددٌ منهم من قادة ثورته وجيشه ولما طردته الدولة والقت القبض على أغلب انصاره ووضعتهم في السجون مع ابنه الأكبر وابنته وزوجته غادر على ابن محمد إلى بغداد متخفيا واقام بها عاما كاملا دون أن يشعر به أحد
 
في سنة مئتين وخمس وخمسين للهجره حدثت في البصرة فتنة بين طائفتين من جندها الجند البلاليه والجند السعديه واسفرت هذه الفتنه عن اضطراب عارم وغياب للنظام تمخض عنها كسر السجون وأطلق سراحُ المعتقلين ومنهم اهلُ وانصارُ على ابن محمد فغادر بغداد ووصل إلى ضواحي البصرة ليواصل ثورته من جديد متطلعا لتجاوز اخفاقاته السابقة وهنا بدأ أول انعطاف للثوره نحو الزنج أي بعد قرابة ِسبع ِسنوات من اندلاعها
 
كانت البصرة أهم المدن في جنوب العراق وكان جنوب العراق مشحون بالرقيق والعمال الفقراء الذين يعملون في مجاري المياه ومصابها ويقومون بكسح السباخ والأملاح وذلك تنقية للأرض وتطهيرا لها كي تصبح صالحة للزراعه وكانوا ينهضون بعملهم الشاق هذا في ظروف عمل قاسيه وغير إنسانية للغايه تحت اشراف وكلاء غلاظ قساة عديميي الرحمه ولحساب ملاك الأرض من اشراف العرب ودهاقنة الفرس الوافدين إلى العراق ,اما العبيد فكانوا مجلوبين من أفريقيا السوداء زنوجا واحباشا ونوبيين وقرماطيون إضافة إلى فقراء العرب العراقيين والذي كان يطلق عليهم في ذلك الوقت تسمية الفراتيين
 
شرع علي ابن محمد الفارسي الجديد يدرس أحوال هؤلاء البائسين من فقراء وعبيد ويسعى لضمهم لثورته كي يحررَهم ويحاربَ بهم الطبقة الارستقراطيه التي تضطهدهم بمعونة الدولة العباسية وعلى رأسها الخليفة الحاكم باسم الدين في العاصمة سامراء آنذاك فكان أول زنجي ينظم إليه هو ريحانُ ابنُ صالح الذي أصبح من قادة الحرب علي ابنُ محمد يتنقل مع قادته بين مواقع عمل الرقيق والفراتيين فقراء العرك أماكنهم وترك الخضوع لسادتهم والانضمام إلى معسكر
سطر 70:
استطاعت الثورة ان تكتسب أكثر فأكثر ثقة َجماهير الزنج والفراتيين فقراء العراق الذين بدورهم كانوا اشبه مايكونون بالرقيق وبالذات في ظروف العمل وشروطه، وخاصة بعدما رفض قائدُ الثورة مطالبَ الاشراف والدهاقين والوكلاء بأن يردَ عليهم عبيدَهم لقاء خمسة ِدنانير عن كل رأس، لقد رفض الثائر العلوي علي ابن محمد هذا العرض، بل وعاقب هؤلاء السادة الذين قدّموا العرض، فطلب من كل جماعة من الزنج ان يجلدوا سادتـَهم ووكلائَهم القدامى. وزاد من اطمئنان الزنج إلى الثورة ما أعلنه قائدُها بأنه لم يَثُرْ الا لرفع المظلومية ِعنهم، وعاهدهم على أن يكون في الحرب بينهم بقوله :اشرككم فيها بيدي واخاطر معكم فيها بنفسي، بل قال لهم ليُحط ْ بي جماعة ٌمنكم فإن احسوا مني غدرا فتكوا بي. وبهذه الثقة تكاثر الزنجُ في صفوف الثورة وفي كتائب جيشها بل وانضمت إليها الوحدات الزنجيه من جيش الدولة العباسية في كل موطن من المواطن التي التقى فيها الجيشان.حتى سميت لذلك بثورة الزنج، واشتهرت بهذا الاسم في مصادر التاريخ.
في عشرات المعارك التي وقعت بين جيوش الزنج وجيوش الدولة العباسية كان النصر غالبا للزنج فيها، وتأسست كثمرة لهذه الانتصارات دولة ٌللثوره اقامت فيها سلطتـَها وطبقت فيها أهدافها، ونفذ فيها سلطانُ الثائر العلوي علي ابن محمد. ولقد بلغت دولة ُالثورة هذه درجة ًمن القوة فاقت بها كلَ ماعرفته الخلافة العباسية قبلها من اخطار وثورات. والمؤرخون الذين كانت عندهم ان الدنيا كانت هي الإمبراطورية العباسية قالوا ان الزنج قد اقتسموا الدنيا مع بني العباس واجتمع إليه من الناس ما لاينتهي العدُ والحصرُ إليه وكان عمال الدولة الثائره يجمعون لعلي ابن محمد الخراج على عادة السلطان حتى لقد خيف على ملك بني العباس ان يذهب وينقرض.
أقام الثوارُ لدولتهم عاصمة ًسموها المختاره أنشأوها إنشاء في منطقة تتخللها فروعُ الأنهار كما أنشؤوا عدة َمدن أخرى وضمت دولتـُهم مدنا وقرى ومناطقَ كثيره ضمت البحرين والبصره والأبله والاهواز وواسط والقادسيه وجنبلاء والنعمانيه والمنصوره ورام هرمز والمنيعه والمذار وتستر وخوزستان وعبادان وأغلبَ [[سواد العراق]]
 
القت الخلافة العباسية بكل ثقلها في المعركة ضد الثورة، وكرست كل إمكاناتها للجيش والقتال، وبعد أن عهد الخليفة المعتمد العباسي بالقياده الميدانيه إلى اخيه الموفق، تحول قائد الجيش إلى خليفة حقيقي وتحولت المدينة التي بناها تجاه عاصمة الثوار والتي سماها الموفقيه إلى العاصمة الحقيقية للدوله ويأتي إلى بيت مالها كلُ خراج البلاد لدعم المجهود الحربي في اخماد ثورة الزنج، وتصدر منها الاوامر إلى كل الولاة والعمال في سائر ارجاء الخلافة في أن يقدّموا كلَ مايستطيعونه لاسناد جيش العباسين في قتاله, الامر الذي اوغر صدر الخليفة المعتمد حتى لقد حاول الفرار من سامراء إلى مصر ليدخل في حماية الطولونيين ,فألقي القبض عليه بنواحي الموصل واعادوه إلى سامراء شبه سجين.
سطر 85:
كان الزنج لما غلبوا على نهر أبي الخصيب وقطعت القناطر والجسور التي عليه أحدثوا تضييقا في النهر وجانبيه وجعلوا في وسط النهر بابًا ضيقًا لتحتد جرية الماء فيه فتمتنع الزوارق من دخوله في الجزر. ويتعذر خروجُها منه في المد ,فرأى الموفق أن تقدمَهم لايتم إلا بقلع هذا التضييق فشرع في محاربتهم.
 
ألح الموفق على اقتلاع المضيق وكان يحارب المحامين عليه بأصحابه وبأصحاب لؤلؤ وغيرهم والفعلة يعملون في قلعة فأوقع بالزنج وقيعة مؤلمه فقتل المحامين على المضيق عن آخرهم ولم يسلم منهم إلا الشريد فأخذوا من أسلحتهم ما لم يستطيعوا حمله، وتقدمت سفن وزوارق الجيش العباسي.وفرق العساكر من جميع جهاته وامر الجندَ بالجد في القتال وأمر الناس أن لا يزحف أحد حتى يرى حركة العلم الأسود الذي نصبه على دار اقامته. وحتى ينفخ في بوق بعيد الصوت‏.‏
 
في يوم الاثنين السابع والعشرين من محرم سنة مئتين وسبعين للهجره زحفت الجيوش العباسية والطولونيه جميعا ومن كل الجهات نحو المختاره عاصمة الزنج والتقى الفريقان في معركة حاميه سقط فيها آلاف القتلى من الجانبين، استبسل الزنج فيها غاية الاستبسال وأخيرا تمكنوا من صد الجيش العباسي وارجاعه إلى مواقعه.
 
أمر الموفق العباسي بتحريك العلم الأسود مرة أخرى والنفخ في البوق فزحف الناس في البر والماء يتلو بعضُهم بعضا فلقيهم الزنج واشتد القتال وقتل من الفريقين جمع كثير والح الجيش العباسي الحاحا شديد في التقدم ,فانهزم الزنج وتبعهم أصحاب الموفق يقتلون ويأسرون فقتل منهم ما لا يحصى عددا وغرق منهم مثل ذلك وحوى الموفق المدينة بأسرها فغمنها أصحابه واستنقذوا من كان بقي من الأسرى وظفروا بجميع عيال علي بن أبان المهلبي وبأخويه‏:‏ الخليل ومحمد وأولادهما وعبر بهم إلى المدينة الموفقية‏.‏
 
مضى الثائر العلوي قائد ثورة الزنج علي ابن محمد في أصحابه ومعه ابنه انكلاي وسليمان بن جامع وقواد من الزنج وغيرهم إلى الخط الثاني الذي كان معدا كمصد في حال تقدم الجيش العباسي من جهتها اشتغلت جيوش الخلافة بالنهب والإحراق وانصرفوا إلى سفنهم بما قد حووا من غنائم واسلاب.وكان معظم القتال في هذا اليوم للجيوش الطولونيه بقيادة لؤلؤ.
في يوم السبت الثاني من صفر وبعد ثلاثة أيام من الاستراحه امر الموفق جيوشَه بالمسير لقتال الزنج مرة أخرى وطاف عليهم هو بنفسه يعرف كلَ قائد مركزَه والمكانَ الذي يقصده فعبر بالناس وأمر برد السفن إلى الضفة الأخرى من نهر دجله حتى لايفكر الجندُ بالهزيمة ‏.‏
والتقى الجيشان مرة أخرى وبعد قتال ضار انهزم الزنج وتفرقوا لا يلوي بعضهم على بعض وتبعهم أصحاب الموفق يقتلون ويأسرون من لحقوا منهم،
أسر في هذه المعركة أبرز قواد ثورة الزنج سليمان بن جامع وإبراهيم بن جعفر الهمداني ودرمويه الزنجي, وانتهى الموفق إلى آخر نهر أبي الخصيب وكانت جيوشه قد اعملت سيوفها في رجال مدينة المختاره عاصمة الزنج لتقتل مقتلة عظيمه منهم حتى غطت الجثثُ وجه الأرض لترسم صورة مروعه ينقلها لنا التأريخ لواحده من اعنف الصرعات التي شهدتها أرض العراق في ذلك الزمان, وفي مساء ذلك اليوم تتقاطر أعضاء جسد الثائر العلوي قائد ثورة الزنج إلى حيث مكان الموفق العباسي كلُ عضو بيد واحد من الجند ليتبعها رأسه أخيرا
 
استمرت الحربُ بين دولة الثورة هذه وبين الخلافة العباسية لأكثر من عشرين عاما بلغ العنف فيها من الجانبين حدا لم يسبق له مثيل، حتى ليقول المؤرخون الذين يتواضعون بأرقام القتلى في هذا الصراع بأنهم بلغوا نصفَ مليون قتيل. وهكذا انطوت صفحة دمويه أخرى من صفحات التأريخ
سطر 104:
 
{{ترتيب_افتراضي:زنج}}
 
[[تصنيف:ثورة الزنج]]
[[تصنيف:الإسلام والعبودية]]