لوبي دي فيغا: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 118:
 
=== إنشاء الكوميديا الجديدة ===
أنشأ لوبي دي فيغا المسرح الكلاسيكي الإسباني في [[العصر الذهبي الإسباني|العصر الذهبي]] بأسلوبٍ دراميٍّ جديد، وفي هذا الأسلوب قام بدمج التراجيدية[[تراجيديا|التراجيديا]] بالهزلية محطماً بذلك قاعدة الوحدات الثلاث التي تدعو لها المدرسة الشعرية الإيطالية، والتي كان أساسها كتاب [[أرسطو]] [[فن الشعر (أرسطو)|الشعرية]] -الذي يهتم بالإنعكاسات الجمالية من خلال تجسيد التراجيدية-، وعلمو[[بلاغة|علم البلاغة]] خاصته القائم على [[ثلاث وحدات]]: وحدة العمل (والتي تكون باحتواء العمل على قصة واحدة) وحدة الزمان (وذلك بأن تدور أحداث العمل في غضون أربع وعشرين ساعة أو أكثر قليلا) ووحدة المكان ( أن تدور أحداث العمل في مكان واحد أو أماكن مجاورة) .
أما بالنسبة لوحدة العمل، فكوميديا لوبي دي فيغا تقوم على استخدام الوضع المتشابك أو ما يسمّى بالوضع المتشابك الإيطالي وذلك بدمج قصّتين أو أكثر في نفس العمل، تكون إحداها رئيسية وأخرى ثانوية، الأولى يكون الأبطال فيها من [[أرستقراطية|طبقة النبلاء]] والأخرى -الثانوية- تكون من بطولة الخدم أو العامة.
وأما عن وحدة الوقت التي كان يلتزم بها كتاب ذاك القرن، فإن لوبي لم يكن يفعل ذلك دائما؛ فقد نجد له كوميديا واحدة تروي أحداث حياة شخص ما منذ البداية وحتى النهاية، ولهذا كان ينظّم العرض المسرحي لسير أحداث القصة عن طريق جعل استراحاتٍ بين فصول العرض. والأمر سيان فيما يتعلق بوحدة المكان؛ فهو لم يكن يلتزم بها اطلاقا.
 
وعلاوةً على ذلك، فإن لوبي دي فيغا لم يحترم الوحدة الرابعة، وهي وحدة الاسلوب وأصول العرض التي تم تفصيلها وطرحها في المدرسة الأرسطية، وكان ذلك بدمجه -كما قلنا- بين التراجيديةالتراجيديا والهزلية، كما أنه عَمَدَ إلى المسرح البوليمتريكي الذي يستخدم أنواع مختلفة من البيت الشعري والمقاطعو[[المقاطع الشعرية،الشعرية]]، إذ تعتمد البنية الشعرية لنص الكوميديا على المشهد نفسه وما يمثله، فعلى سبيل المثال؛ تُستخدم [[قصيدة الرومانس]] عند وصف الشخوص وللحديث عن العلاقات بينهم في بيئة العمل، كاستخدام [[المقاطع الثُمانية]] الشائعة في الشعر الايطالي. أما المقاطعا[[لمقاطع الشعرية رباعية]] [[وخماسية]] الأبيات فتُستخدم أثناء [[حوار|الحوارات]] على المسرح، وأما [[سونيته|السنوتيات]] فهي ما يميل لوبي لاستخدامه في [[مونولوج|المنولوجات الداخلية]] أو تلك أحاديث النفس التي تأمل وتحْلُم. وتظهر السنوتيه أيضا عندما يحين وقت تبديل ملابس الممثلين خلف الكواليس. وبالنسبة للمقاطع الشعرية عُشارية الأبيات؛ فتكون في مشاهد الشكوى والنحيب.
إن أكثر هذه الأبيات شيوعا في كوميديا لوبي دي فيغا هو البيت المكوّن من ثمانية مقاطع لفظية، ثمّ يأتي بعده البيت الشعري المكوّن من أحدى عشرة مقطع لفظي -بيت شعري من أصل ايطالي، واستخدمه الأدباء الإسبان في عصر النهضة- ثمّ يليهما المقاطع والأبيات الشعرية الأخرى.
وبهذا يكون لوبي قد جمع بين المسرح البوليمتريكي وقليلا من المسرح الأكاديمي -على عكس المسرح الكلاسيكي الفرنسي-، فاقترب بذلك أكثر إلى المسرح الإليزابيثي.