مناعة ذاتية: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
وسمان: تحرير من المحمول تعديل ويب محمول
ط WPCleaner v1.36b - باستخدام وب:فو (مقالات فيها أحرف تحكم يونيكود)
سطر 31:
 
عادة ما تكون أمراض المناعة الذاتية مزمنة لذلك فهي تحتاج إلى معالجة ومراقبة طويلة الأمد حتى عندما يشعر المريض أنه بحالة جيدة‎ ويمكن حالياً شفاء أو السيطرة تماماً على القليل من أمراض المناعة الذاتية باستعمال المعالجة الملائمة‎ ومع ذلك فإن الغالبية العظمى من المرضى المصابين بأمراض المناعة الذاتية يستطيعون مواصلة حياتهم بشكل طبيعي عند تلقيهم للرعاية الطبية المناسبة.
ويستطيع الأطباء مساعدة مرضاهم على تدبير عواقب العملية الالتهابية التي تنجم عن أمراض المناعة الذاتية‎ وعلى سبيل المثال غالباً ما يصف الأطباء الإنسولين للسيطرة على مستوى سكر الدم عند الذين يعانون من الداء السكري من النوع الأول لئلا تؤدي مستويات السكر المرتفعة إلى حدوث أذية في العين أو الكلى أو الأعصاب والأوعية الدموية‎ غير أن الأبحاث العلمية في هذا المجال تهدف إلى التوصل إلى إمكانية منع الالتهاب (Inflammation) من تدمير الخلايا المنتجة للإنسولين في البنكرياس والتي تعتبر فعاليتها حيوية من أجل السيطرة على سكر الدم.
وفي بعض الأمراض الأخرى كالذأب الذئبة الحمامي المجموعي والداء الروماتويدي فقد تمكن الأدوية من إبطاء أو إيقاف تدمير جهاز المناعة للكليتين والمفاصل‎ وتدعى الأدوية التي تكبح الاستجابة المناعية لتحقيق السيطرة على الالتهاب المتسبب عن الهجوم المناعي الذاتي بمثبطات المناعة (Immunosuppressive medications) وتنتمي إلى هذه الزمرة من الأدوية كل من الستيرويدات القشرية (Corticosteroids) والميثوتريكسات (Methotrexate) والسيكلوفوسفاميد (Cyclophosphamide) والأزاثيوبرين (Azathioprin) والسيكلوسبورين (Cyclosporin) ولسوء الحظ تثبط هذه الأدوية أيضاً من قدرة جهاز المناعة على مقاومة العداوى(Infections)إضافة إلى تأثيراتها الجانبية الأخرى التي لايستهان بها.
إن الهدف الحالي في معالجة مرضى المناعة الذاتية هو الوصول إلى علاجات تحقق هدأة (Remission) المرض مع أقل قدر ممكن من الأعراض الجانبية‎ وتركز العديد من البحوث على مراحل مختلفة من الاستجابة‎.
 
سطر 41:
الداء الروماتويدي (Rheumatoid arthritis):
 
يستهدف الهجوم المناعي عند المرضى المصابين بالداء الروماتويدي الغشاء المفصلي (Synovium) الذي يغلف مختلف المفاصل‎ يكون الالتهاب في هذه الحالة متناظراً أي أن هذا المرض يصيب بشكل متساو طرفي الجسم ويتسبب في إحداث الألم والتورم والتيبس في المفاصل المصابة‎ تساعد هذه المظاهر على تفريق الداء الروماتويدي عن الالتهاب العظمي المفصلي (Osteoarthritis) والذي هو حالة تنكسية (Degenerative) أكثر شيوعاً تنجم عن الحت والتخرب المفصلي التدريجي على مدى سنين طويلة.
وتركز العلاجات المتاحة حالياً للداء الروماتويدي على التقليل من الالتهاب المفصلي باستعمال مضادات الالتهاب أو مثبطات المناعة‎ ويمكن لهذا المرض في بعض الحالات من أن يصيب العين أو الرئتين أو الأوعية الدموية كما أن مظاهر أمراض مناعية أخرى كمتلازمة سيوجرين (Sjogren's Syndrome) تتظاهر بجفاف في إفرازات الجسم وتؤدي إلى جفاف في العين والفم مثلاً تظهر عند المصابين بالداء الروماتويدي‎ ويعتبر الداء الروماتويدي أحد أكثر أمراض المناعة الذاتية شيوعاً‎ ولم يتبين إلى اليوم ضلوع أي عامل عدوائي في هذا المرض.
سطر 111:
التصلب المتعدد (Multiple Sclerosis):
 
إن التصلب المتعدد هو مرض مناعي ذاتي ينجم عن مهاجمة جهاز المناعة للنسيج العصبي في الجهاز العصبي المركزي (Central Nervous System) وغالباً ما يحدث التخريب في الجهاز العصبي بشكل متقطع مما يتيح للمريض ممارسة حياته بشكل قريب إلى الطبيعي بين الهجمات‎ أما في الحالات الشديدة فيكون المرض متواصل الفعالية مما قد يؤدي إلى العمى والشلول (Paralyses) والموت الباكر‎ يكون الإنترفيرون بيتا (Beta Interferon) فعالا في إبطاء سير المرض والتخفيف من حدته عند جزء من المرضى إلا أن ارتفاع تكلفته لايزال عائقاً أمام انتشار استعماله الواسع.
إن التصلب المتعدد هو أكثر أمراض الأنسجة العصبية المؤدية للإعاقة عند الشباب شيوعاً وهو يصيب بمعدل 1 من كل 700 في الولايات المتحدة‎ ويعمل الباحثون حالياً على البحث عن المحرضات المحتملة لهذا الداء‎.
الداء السكري من النوع الأول
(Type 1 Diabetes Mellitus):
ينجم هذا المرض عن التخريب المناعي الذاتي للخلايا المنتجة للإنسولين في البنكرياس‎ ويحتاج الجسم للإنسولين من أجل السيطرة على مستويات السكر في الدم‎ وتكون مستويات السكر المرتفعة هي المسؤولة عن أعراض ومضاعفات هذا المرض‎ وفي الواقع فإن معظم الخلايا المنتجة للإنسولين عادة ما تتخرب قبل بدء ظهور أعراض هذا المرض‎ وتتراوح الأعراض ما بين الإحساس بالتعب البوال العطش والإحساس المفاجئ بالتشوش.
عادة ما يشخص الداء السكري من النوع الأول قبل بلوغ المريض سن الثلاثين وأحياناً يشخص باكراً جداً حتى في الشهر الأول من الحياة‎ ويعتبر الداء السكري بنوعيه لا يعد الداء السكري من النوع الثاني من أمراض المناعة الذاتية السبب الرئيسي لأذيات الكلية وفقدان البصر وبتر الساق‎ وتتيح المراقبة الجيدة لمستوى سكر الدم التقليل من احتمال حدوث هذه المضاعفات‎ وهناك استعداد وراثي للإصابة بالداء السكري من النوع الأول الذي يصيب بمعدل 1 من كل 800 في الولايات المتحدة‎ ونستطيع اليوم تحديد الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من الداء السكري ممن لديهم قريب مباشر مصاب بالمرض‎ وتتجه الجهود الآن إلى محاولة إيجاد طرق لمنع تطور المرض عند هؤلاء.
المرض الالتهابي المعوي
سطر 142:
 
إن الأبحاث الأساسية التي تهدف لتحقيق فهم أفضل لطريقة عمل جهاز المناعة في الصحة والمرض تَُتَابَع بشكل حثيث وهي ضرورية جداً لفهم آليات حدوث المناعة الذاتية وبالتالي التدخل لمنع حدوثها أو معالجتها.
إن الطريق لايزال طويلاً أمام الباحثين لتحقيق فهم أفضل لآليات نشوء مختلف أمراض المناعة الذاتية ولتصميم تداخلات علاجية مبتكرة تمنع ظهور هذه الأمراض عن المستعدين لها أو تحقق سيطرة جيدة عليها مع أقل قدر من الآثار الجانبية‎ وقد لا تعدو المسافة التي تفصلنا عن تحقيق هذه الأهداف مثبطة إذا ما نظرنا إلى الوراء لنرى ما قطعناه إلى اليوم.