أنطون الجميل: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط قوالب الصيانة و/أو تنسيق، أزال وسم بذرة باستخدام أوب
لا ملخص تعديل
سطر 21:
كان دمث الأخلاق، مؤمناً بالحرية التي تتمثل عنده بتحطيم الطغيان العثماني، متسامحاً، فلم يتعصب ولم يتحيز، ولم ينزلق في مهاوي العنف والخصومة.
 
أولع أنطون الجميل بالأدب والشعر قبل أن يصبح صحفياً، وقد أدى به هذا الولع إلى الاتصال بالشعراء، والإقبال على مجالسهم، وعقد أواصر الصداقة معهم، وكان كثير التردد إلى ندوة الشاعر إسماعيل صبري التي ضمت صفوة أدباء وادي النيل وشعرائه، حتى أصبح نجماً لامعاً فيها.. وفي أجواء هذه الندوة تنفست شاعريته الخصبة، وتجلت مواهبه الأصيلة. كانت مقالاته في الأهرام أنيقة إلى أبعد الحدود، ينتقي ألفاظها وينسق جملها، ومهما يكن الموضوع الذي يتناوله دقيقاً وجدّياً، فإننا نحس شاعرية المعاني والأفكار تقطر رقة وعذوبة، أو تتلظى حمية، خالصة من أي وعورة أو جفاء. كان يصب آراءه في فقرات هي أدنى إلى الشعر منها إلى النثر.
 
اهتم بدراسة شعراء جيله كشوقي، وإسماعيل صبري، وخليل مطران، وولي الدين يكن وغيرهم، دون أن يعمد إلى جرح أحدهم، أو الإساءة إليه، أو النيل منه، بل كان يقف دائماً موقف الناقد النزيه المحايد البصير الذي لم تجرفه الأهواء والأحقاد. كان ذوقه السليم وإحساسه المرهف هما المعيار الذي ينطلق منه في دراساته ونقده.