الخصيان (طائفة): الفرق بين النسختين

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
أنشأت بترجمة الصفحة "Skoptsy"
(لا فرق)

نسخة 15:00، 9 أغسطس 2015

الخصيين أو السكوبتسي ({{lang-ru|скопцы}}) هي طائفة سرية انتشرت في الإمبراطورية الروسية. أشتهر الخصيين بممارساتهم الإخصاء للرجال وإستاصال الثدي للنساء وفقاً لتعاليمهم الرافضة للشهوة الجنسية. نشأت الطائفة كإمتداد لطائفة معروفة بإسم "شعب الله" التي أشير لها لأول مرة في أواخر القرن 18. تم إضطهاد الخصيين من قبل الحكومة الإمبراطورية ومن ثم من قبل الإتحاد السوفيتي، وحص لهم نمو كبير قبل أن يتلاشون في الغموض في منتصف القرن العشرين.

المعتقدات وممارسة الإخصاء

 
رجل وإمرأة خصيين بـ "الختم الأكبر"

الخصيين هي صيغة جمع من "خصي" وأصل  الكلمة باللغة الروسية هو "skopets" وتعني "الإنسان المخصي". وكما يشير الاسم فإن السمة الأساسية للطائفة هي الإخصاء. لديهم إعتقاد بانه بعد طرد أدم وحواء من جنة عدن، كان لديهم النصف المتبقي من الفاكهة المحرمة والتي غرست في أجسادهم مكونه كلاً الخصيتين و الثديين. لهذا، فإنه عند إزالة هذه الأعضاء الجنسية فإن المخصي يعود بعد ذلك إلى حالة الصفاء والنقاء إلى ماقبل الخطيئة الأصلية. يعتقد الخصيين أنهم عندما يقومون بذلك فإنهم يوفون إلى المسيح تمام الإيفاء حسب ماورد في إنجيل متى 19:12[1] و 18:8,9.[2]

هناك نوعين من الإخصاء: ختم أصغر وختم أكبر (أي إخصاء جزئي وإخصاء كامل). بالنسبة للرجال، فالختم الأصغر يعني إزالة الخصيتين فقط، بينما في الختم الأكبر يتم إزالة كلاً من الخصيتين والقضيب. الرجال الذين قاموا بالختم الأكبر يستخدمون قرن البقر عند عملية التبول. يتم إجراء الإخصاء بإستخدام وسائل بداية مثل موس الحلاقة ولايتم إستخدام أي مواد مخدرة أثناء العملية.

أول عملية إخصاء لإنثى تعود لعام 1815. يتم في العادة إزالة الثديين، ووفقاً لموسوعة 1911، فإن بعض الرويات تشير إلا انه يتم إزالة شفرات المهبلين، مما يجل العملية شكل من أشكال ختان الإناث.

يعتقد الخصيين أن الشر الرئيس في هذا العالم يكمن في ( الجمال الجسدي، سلوك الإنسان الجنسي، الرغبة الجنسية، الخ) والذي بدورة يمنع البشر من التواصل مع الله. الطريق إلى الكمال يبدأ بإستئصال السبب ومن ثم تحرير الروح. يضمن الإخصاء أنه لاسبيل إلى إرتكاب أي من الذنوب التي تسببها الرغبة الجنسية.

التاريخ

تم إكتشاف الخصيين لأول مرة من قبل السلطات الروسية المدنية عام 1771 في منطقة أوريول. أدين فلاح روسي أسمه أندريه إيفانوف بإقناع ثلاثة عشر فلاحاً بأن يقوموا بإخصاء أنفسهم. وقام بمساعدته فلاح اخر أسمه كوندراتي سيليفانوف. أجري تحقيق على إثر تلك الأحداث. تم إعتقال إيفانوف وإرساله إلى سيبيريا. بينما هرب سيليفانوف، لكن تم القبض عليه في عام 1775.

إنتشر مذهب الخصيين مع هروب سيليفانوف من سيبيريا وإدعائة أنه ابن الله المتجسد في شخص المرحوم بيتر الثالث الروسي. أدعى سيليفانوف أيضاً انه "ملك الملوك و إله الآلهه"، وألعن أنه إنجازه هو تخليص المؤمنين من خلال عملية الإخصاء.

لمدة ثمانية عشر عاماً عاش سيليفانوف في سانت بطرسبرغ، في بيت أحد تلاميذه، وتلقى ولاءً مضاعفاً كذلك الذي يحصل عليه المسيح والقيصر. في عام 1797، تم إعقاله مجداداً بأوامر القيصر بافل الأول وأودع في مستشفى المجانين. وتم الإفراج عليه تحت حكم ألكسندر الأول، ولكنه مالبث أن القي القبض عليه مجدداً عام 1820 ولكن هذه المره أودع في دير سوزدال، حيث توفي هناك عام 1832 عن عمر يناهز المئة عام. لم يتم القضاء على مذهب الإخصاء على الرغم من جميع التحقيقات الغاضبة التي قام بها القسم الثالث في المستشارية (الشرطة السرية للقيصر) واستمرت الشائعات في الإزدهار.

لم تقتصر الطائفة على طبقة الفلاحين فقط. فقد كان من ضمنهم أتباعها النبلاء، الضباط العسكريين والبحريين، موظفوا الخدمة المدنية، الكهنة و التجار، وكانت أعدادهم في تزايد مستمر حتى انه تم نقل 515 من الذكور و 240 من الإناث ممن ينتمون إلى الجماعه إلى سيبريا كعقاب بين عامي 1847 و 1866ولم يأثر ذلك بأي شكل من الأشكال على وجود الجماعه. في عام 1874 كان تعداد الجماعه حوالي 5444، منهم 1465 من الإناث. من هؤلاء كان هنالك 703 من الرجال و 100 من النساء ممن أشترك في أعمال تشويه جسديه.

مورس ضد الخصيين العديد من الممارسات القمعية إلى جانب السخرية منهم. حيث كان يتم إلباس الذكر منهم ملابس أنثى ويُطاف بهم حول القرية وهم يرتدون قبعات الحمقى. في عام 1876، تم ترحيل 130 شخص منهم. وللهروب من تلك الأوضاع، قرر العديد منهم الهجرة إلى رومانيا حيث أختلط العديد منهم مع المؤمنين القدامى الذين تم نفيهم من قبل والذين يعرفون بإسم ليبوفانز. يقول الكاتب الروماني المعروف أيون لوكا كاراجياله انه في أواخر القرن التاسع عشر، كان أغلب من يقودون عربان الأحصنه المعده للأجرة في بوخارست هم من الخصيين الروس (يطلق عليهم Scopiţi باللغة الرومانية). مع أن القانون الروسي كان صارماً تجاههم، حيث كان يجب على كل خصي ان يسجل نفسه، إلا ان ذلك لم يأثر على شعبية المذهب.

بدأ الخصيين يعرفون بإسم المرابين (نيويورك تايمز 1910)، وكان هناك مصطبة في سانت بطرسبراغ معروفة بإسم "مصطبة الخصيين".

أصبح أتباع هذا المذهب ما يقارب من 100,000 تابع في مطلع القرن العشرين، على الرغم من جميع انواع القمع والمحاكمات التي تتعرض له اتباع الطائفة (نيويورك تايمز 1910). بفضل المزيد من الضغوط التي مورست ضدهم و بفضل مشروع  الزراعة الجماعية في إطار الإتحاد السوفيتي، أمكن تخفيض أعداد أتباع الجماعه ليصلوا إلى بضعة الآف في عام 1929، ويعتقد ان الطائفة لقيت حتفها تقريباً في أيامنا هذه (لين 1978).

ممارسات ومعتقدات أخرى

طائفة الخصيين لاتدين مبدأ الزواج تماماً، حيث سمح لبعض أعضائها ان يكون لديهم ولد واحد، وأولائك الذين في بوخارست سمح لهم بولدين، وذلك قبل إنظمامهم للجماعه بشكل كلي. الجماعة لم تكن متشائمة، كما لم يكن لديها رغبه في الوصول إلى نهاية الجنس البشري، بل كانت تهدف إلى الوصول بالفرد إلى درجة الكمال. طقوسهم الدينية تشمل الغناء، الرقص المحموم الذي يفضي إلى النشوة، كذلك الذي يقوم به المولوية الصوفية. يطلب من جميع الأعضاء المنتمين إلى الجماعة القيام باداء قسم سري صارم، ومن ثم يشكل هؤلاء الأعضاء مايعرف بالجمعية تعاونية تبادلية.

يتم عقد الإجتماعات الخاصة بالطائفة في وقت متأخر من الليل داخل أقبية، وتستمر هذه الإجتماعات حتى الفجر. يرتدي الرجال في هذه الإجتماعات قمصان بيضاء طويلة وواسعه ومقصوصة بشكل معين مع حزام وسراويل بيضاء كبيرة. ترتدي النساء أيضاً ملابس بيضاء. يرتدي جميع الحضور جوارب بيضاء ومن لم يستطع منهم فإن يأتي حافي القدمين. يشيرون إلى أنفسهم بإسم "الحمام الأبيض".

يؤمن الخصيين بالسيد المسيح والذي بدورة سيقوم بتأسيس إمبراطورية من القديسين، أي الأنقياء. كما يؤمن الخصيين بأن المسيح لن يأتي إلا عندما يصبح أتباع المذهب 144,000 (رؤيا يوحنا. 14:1,4)، حيث قاموا بتوحيد جميع مجهوداتهم للوصول إلى هذا العدد. في عام 1911، كان هناك ميل لدى بعض أفراد الجماعه إلى انه يمكن الإيفاء بتعاليم عقيدتهم من خلال العفة و العيش الإنفرادي المعزول.

أنظر أيضاً

Notes

  1. ^ "For there are some eunuchs, which were so born from their mother's womb: and there are some eunuchs, which were made eunuchs of men: and there be eunuchs, which have made themselves eunuchs for the kingdom of heaven's sake.
  2. ^ "Wherefore if thy hand or thy foot offend thee, cut them off, and cast them from thee: it is better for thee to enter into life halt or maimed, rather than having two hands or two feet to be cast into everlasting fire.

المراجع

  • Panchenko, Aleksandr. "Strange faith" and the blood libel
  • Anatole Leroy-Beaulieu, The Empire of the Tsars (Eng. trans., 1896), vol. iii.
  • E. Pelikan, Geschichtlich-medizinische Untersuchungen über das Skopzentum in Rußland (Gießen, 1876)
  • K. K. Grass, Die geheime heilige Schrift der Skopzen (Leipzig, 1904) and Die russischen Sekten (Leipzig 1907 &c).
  • Engelstein، Laura (1999). Castration and the heavenly kingdom: a Russian folktale. Ithaca, N.Y.: Cornell University Press. ISBN:0-8014-3676-1. {{استشهاد بكتاب}}: يحتوي الاستشهاد على وسيط غير معروف وفارغs: |origmonth=، |month=، |chapterurl=، |coauthors=، و|origdate= (مساعدة)
  • Lane، Christel (1978). Christian Religion in the Soviet Union: a Sociological Study (Google Books). Albany, N.Y.: SUNY Press. ص. 94–95. ISBN:0-87395-327-4. اطلع عليه بتاريخ 2007-12-19.
  • Staff writer (6 أكتوبر 1910). "Skoptsy Members on Trial" (PDF). The New York Times. ص. 6. اطلع عليه بتاريخ 2007-12-19.
  • تحوي هذه المقالة معلومات مترجمة من الطبعة الحادية عشرة لدائرة المعارف البريطانية لسنة 1911 وهي الآن ضمن الملكية العامة.