الحكيم (أسماء الله الحسنى): الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
طلا ملخص تعديل
طلا ملخص تعديل
سطر 1:
أحكم الحكماء وواهب الحكمة هو '''الله الحكيم''' سبحانه ، فلا يَخلُقُ شيئاً عبثا، ولا يُشَرِّعُ شيئاً سدى ، الذي له الحُكم في الأولى والآخرة. قال الله تعالى : {{قرآن مصور|الأنعام|18}} ([[سورة الأنعام]]).
{{ويكي|تاريخ=مارس 2014}}
 
'''الحكمة''': وضع الأشياء مواضعها، وتنزيلها منازلها.
قال الله تعالى: {{قرآن مصور|الأنعام|18}} ([[سورة الأنعام]])
 
و'''الحكيم''': الموصوف بكمال الحكمة، وبكمال الحكم بين المخلوقات، فالحكيم هو واسع العلم والإطلاع على مبادئ الأمور وعواقبها، واسع الحمد تام القدرة غزير الرحمة، فهو الذي يضع الأشياء مواضعها، وينزلها منازلها اللائقة بها في خلقه وأمره، فلا يتوجه إليه سؤال، ولا يقدح في حكمته مقال.
'''ورد اسم الحكيم علما مطلقا معرفا في القران''' كأسم من أسماء الله الحسنى,38 مرة , ووردت صفة حكيم 40 مرة.<br />
'''تكامل اسم الحكيم مع أسماء الله الحسنى :-'''
 
واسم '''الحكيم''' وصفة '''الحكمة''' لله تعالى لم تأت في القرآن منفصلة عن اسم آخر أو صفة أخرى من صفاته تعالى ، '''فالله الحكيم ''' له كامل الحكمة المقترنة بالعزة والعلم والخبرة والسعة والتوب والحمد ، بدليل قوله في الآيات [[ملف:Ra bracket.png|وصلة=|12بك]]العزيز الحكيم[[ملف:La bracket.png|وصلة=|12بك]] - [[ملف:Ra bracket.png|وصلة=|12بك]]العليم الحكيم[[ملف:La bracket.png|وصلة=|12بك]] - [[ملف:Ra bracket.png|وصلة=|12بك]]الحكيم الخبير[[ملف:La bracket.png|وصلة=|12بك]] - [[ملف:Ra bracket.png|وصلة=|12بك]]واسع حكيم[[ملف:La bracket.png|وصلة=|12بك]] - [[ملف:Ra bracket.png|وصلة=|12بك]]تواب حكيم[[ملف:La bracket.png|وصلة=|12بك]] - [[ملف:Ra bracket.png|وصلة=|12بك]]حكيم حميد[[ملف:La bracket.png|وصلة=|12بك]].
'''العزيز الحكيم''' :جاءت 29 مرة في الآيات
 
==اسم الحكيم في القرآن ==
'''العليم الحكيم''':جاءت أربع مرات و الحكيم العليم : جاءت مرتان
 
ورد اسم [[ملف:Ra bracket.png|وصلة=|12بك]]الحكيم[[ملف:La bracket.png|وصلة=|12بك]] عَلَماً مُطلقاً مُعرفاً في [[القرآن]] كاسمٍ من أسماء الله الحسنى 38 مرة ، ووردت صفة حكيم 40 مرة.
'''الحكيم الخبير''' :جاءت ثلاث مرات<br />
'''تكامل اسم الحكيم مع أسماء الله الحسنى''':
# '''العزيز الحكيم''' : جاءت 29 مرة في [[القرآن|القرآن الكريم]]
# '''العليم الحكيم''' : جاءت أربع مرات ، و '''الحكيم العليم''' : جاءت مرتان في [[القرآن|القرآن الكريم]]
# '''الحكيم الخبير''' : جاءت ثلاث مرات في [[القرآن|القرآن الكريم]]
'''الملاحظات :''' لاحظناجائت فيأسماء الأسماءالله الحسنى المطلقة العلم المتكاملة مع اسم الحكيم أنهامقترنة مع ثلاثة أسماء حسنى لله تعالى هي "'''" العزيز و العليم و الخبير'''" كانتكان ترتيبها على الشكل التالي متكاملا حسب النظم القرآني لها :
* جاء اسم '''العزيز''' متقدما في الترتيب النظمي [[القرآن|للقرآن]] لاسم '''الحكيم''' في كافة الآيات التسعة والعشرون ، و لم يتقدم ترتيب الحكيم على العزيز و لا لمرة واحدة.
 
* أما اسم '''الحكيم''' مع اسم '''العليم''' فقد تقدم ترتيبه معه مرتين وتأخر عنه أربع مرات.
'''جاء اسم العزيز متقدما في الترتيب النظمي للقرآن لاسم الحكيم''' في كافة الآيات التسعة والعشرون لم يتقدم ترتيب الحكيم على العزيز و لا لمرة واحدة.
 
'''* أما اسم '''الحكيم '''مع اسم''' العليمالخبير''' فقد تقدم تقدم ترتيبه معه مرتينتقدمه وتأخرفي عنهكل أربعالحالات مراتالثلاث.
 
'''أما الحكيم مع الخبير''' فقد تقدمه في كل الحالات الثلاث.
جاءت صفة :حكيم مع صفات الذات الإلهية " '''عزيز - عليم - واسع- تواب حميد'''" على التعداد التالي :
 
'''عزيز حكيم''' : جاءت 18 مرة
 
'''عليم حكيم''':جاءت 14 مرة: و حكيم عليم : جاءت 5 مرات
 
'''واسع حكيم''':جاءت مرة
 
'''تواب حكيم''' :مرة
 
'''حكيم حميد''' :مرة
 
'''الملاحظات :''' في الصفات لاحظنا صفة حكيم تأخرت ترتيبا بعد صفات عزيز و عليم و واسع و تواب وتقدمت على صفة عليم خمس مرات وعلى صفة حميد مرة واحدة .
هذه الملاحظات يمكن فهم أسرارها حسب موقع الاسم والصفة في سياق الآية .
 
نتدبر الآن معاني الحكمة والحكيم بالمفهوم القرآني :
 
'''الحكمة هي:'''
 
'''المفهوم العام لكلمة "حكمة "''' هي اكتساب العلم من التعلم أو من التجارب، ويكون صاحب العلم حكيما.
وجاءت صفة [[ملف:Ra bracket.png|وصلة=|12بك]]حكيم[[ملف:La bracket.png|وصلة=|12بك]] مع صفات الذات الإلهية '''"عزيز''' - '''عليم''' - '''واسع''' - '''تواب''' - '''حميد'''" على التعداد التالي :
'''الحكمة بالمفهوم الشرعي''' : وحي من العلوم والمعارف والشرائع والعبادات والحدود السماوية المنزلة يوحى به الله تعالى لانبياءه ورسله ومن شاء من العباد وكافة المخلوقات,قال تعالى" يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ...ِ [البقرة : 269] وإتيانها يكون وحيا والحكمة المؤتاة للنبي محمد وهي في تعريفها الشرعي -السنة النبوية المطهرة - بدليل قوله تعالى " وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ.." [النساء : 113] وهي ( التبيان) وهدفها تفصيل وشرح آيات القرآن والإجابة على أسئلة الناس فيما يختص بما لم يفصل فيه القرآن للعامة . والدعوة إلى سبيل الله" ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ.." وأسلوبها كما قال تعالى :".َ'' وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ .''." ومن ذلك أمر الله تعالى لنساء نبيه الكريم بنقل ما يسمعنه ويرينه عن النبي في بيته للناس قال تعالى : " ''وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِير''اً [الأحزاب : 34] '''والحكمة نوعان :'''
 
# '''عزيز حكيم''' : جاءت 18 مرة في [[القرآن|القرآن الكريم]]
'''1. الحكمة المنزلة''' في الكتب  قال تعالى ".... ''وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ'' ..." وهي ( البينات ) بدليل قول الله تعالى في الحكمة المؤتاة لعيسى عليه السلام " ''وَلَمَّا جَاء عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ''  " ومثالها ما جاء في القرآن في سورة الإسراء في الآيات من 23 إلى 39 لقوله تعالى في آخرها "''ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ'' .... " والتي منها :
# '''عليم حكيم''' : جاءت 14 مرة ، و '''حكيم عليم''' : جاءت 5 مرات في [[القرآن|القرآن الكريم]]
العناية بالوالدين ونظم العلاقة بهم "...''. وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً'' "[الإسراء : 24]
# '''واسع حكيم''' : جاءت مرة في [[القرآن|القرآن الكريم]]
نظم الشأن المالي وعلاقته بالناس" ''وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً'' (26) ''إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً'' (27)
# '''تواب حكيم''' : مرة في [[القرآن|القرآن الكريم]]
# '''حكيم حميد''' : مرة في [[القرآن|القرآن الكريم]]
 
'''الملاحظات :''' في الصفات تأخرت صفة [[ملف:Ra bracket.png|وصلة=|12بك]]حكيم[[ملف:La bracket.png|وصلة=|12بك]] ترتيبا بعد صفات '''عزيز''' و '''عليم''' و '''واسع''' و '''توّاب''' وتقدمت على صفة '''عليم''' خمس مرات وعلى صفة '''حميد''' مرة واحدة ، هذه الملاحظات يمكن فهم أسرارها حسب موقع الاسم والصفة في سياق الآية.
''' التشريع المالي للإنسان''' " ''وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً''
 
==مفهوم الحكمة==
الأمان الرباني في الرزق " ''وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءاً كَبِيراً''
للحكمة مفهوم عام للكلمة ، ومفهوم فى الشرع.
 
=== '''المفهوم العام''' ===
أخلاقيات اجتماعية :" ''وَلاَ تَقْرَبُواْ الزنا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً'' "
'''الحكمة''' هي اكتساب العلم من التعلم أو من التجارب، ويكون صاحب العلم حكيما.
 
=== '''المفهوم الشرعي''' ===
كيفية وقوانين العلاقات الاجتماعية "''وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّه إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً'' (33)
'''الحكمة''' وحي من العلوم والمعارف والشرائع والعبادات والحدود السماوية المنزلة يوحى به الله تعالى لأنبياءه ورسله ومن شاء من العباد وكافة المخلوقات ، قال تعالى [[ملف:Ra bracket.png|وصلة=|12بك]] يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ [[ملف:La bracket.png|وصلة=|12بك]] ([[سورة البقرة]]، [[الآية]] 269) وإتيانها يكون وحيا والحكمة المؤتاة للنبي محمد وهي في تعريفها الشرعي : السنة النبوية المطهرة ، بدليل قوله تعالى [[ملف:Ra bracket.png|وصلة=|12بك]] وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ[[ملف:La bracket.png|وصلة=|12بك]] ([[سورة النساء ]]، [[الآية]] 113) وهي ( التبيان) وهدفها تفصيل وشرح آيات القرآن والإجابة على أسئلة الناس فيما يختص بما لم يفصل فيه القرآن للعامة . والدعوة إلى سبيل الله [[ملف:Ra bracket.png|وصلة=|12بك]]ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ[[ملف:La bracket.png|وصلة=|12بك]] ([[سورة النحل]]، [[الآية]] 125) وأسلوبها كما قال تعالى [[ملف:Ra bracket.png|وصلة=|12بك]]وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ[[ملف:La bracket.png|وصلة=|12بك]] ([[سورة النحل]]، [[الآية]] 125) ومن ذلك أمر الله تعالى لنساء نبيه الكريم بنقل ما يسمعنه ويرينه عن النبي في بيته للناس قال تعالى : {{قرآن مصور|الأحزاب |34}} ([[سورة الأحزاب ]]).
 
== أنواع الحكمة ==
'''العلاقة بالأمانات وأموال الناس والعهود''' ''" وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً'' (34)
الحكمة نوعان ، حكمة منزلة من الله تعالى فى كتابه الحكيم وهى بينات من الله ومثالها تشريعات الله ، وحكمة أوحى الله بها للنبيين والمرسلين وسُمّيت عند المسلمين "[[سنة (إسلام)|السنَّة النبوية]]" وهى أقوال وأفعال وتطبيقات لما أوحى الله به من الحكمة.
'''المعاملات التجارية :''' " ''وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِالقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً'' (35)
 
=== '''النوع الأول : الحكمة المُنزَلة''' ===
'''الشأن العلمي وآداب الحديث العلمي''':" ''وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً'' (36)
قال الله تعالى [[ملف:Ra bracket.png|وصلة=|12بك]]وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ[[ملف:La bracket.png|وصلة=|12بك]] ([[سورة البقرة]]، [[الآية]] 231).
 
و(الحكمة) هي (البينات) بدليل قول الله تعالى في الحكمة المؤتاة لعيسى عليه السلام [[ملف:Ra bracket.png|وصلة=|12بك]]وَلَمَّا جَاء عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ[[ملف:La bracket.png|وصلة=|12بك]] ([[سورة الزخرف]]، [[الآية]] 63) ، ومثال الحكمة جاء في [[القرآن]] في سورة الإسراء فى الآيات من 23 إلى 39 ، لقوله تعالى في آخر تلك الآيات: [[ملف:Ra bracket.png|وصلة=|12بك]]ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ[[ملف:La bracket.png|وصلة=|12بك]] ([[سورة الإسراء ]]، [[الآية]] 39) ، والتي منها :
'''أخلاقيات التواضع''' :" ''وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً'' (37)<br />''ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ'' .... (39)
 
# العناية بالوالدين ونظم العلاقة بهم: {{قرآن مصور|الإسراء |23|24}} ([[سورة الإسراء ]])
'''2. الحكمة الموحى بها''' والتي ليست من الكتاب: ليست كلاما إلهيا مباشرا بل هو أقوال حكيمة وتطبيقات نموذجيه يقولها ويمارسها الموحى إليهم تؤدي إلى فهم الكتب السماوية , وقد سُميت عند المسلمين(السنة الشريفة) وهي : مجموع الأقوال والأفعال النبوية التي تمثل السيرة والأحاديث النبوية , فلا نقول أن الحديث النبوي المتواتر صحيحا كصحة القرآن محفوظا كمثله أو كما قال الله سبحانه في القرآن "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر : 9] ومن هذه الحكمة ما أوتي النبيون من قبل كمثل :الحكمة لداود عليه السلام لقوله تعالى"..''. وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ'' ..."َ [البقرة : 251] " ''وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ'' [صـ : 20]  والحكمة المؤتاةا عيسى عليه السلام قال تعالى " ''وَلَمَّا جَاء عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ..''..[الزخرف : 63]  والتي آتاها لقمان الحكيم  " وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ ..... [لقمان : 12] وآتاها آل إبراهيم عليه السلام ( الأنبياء من ذريته) :- ...''. فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً'' [النساء : 54] والحكمة التي أوتيت محمد(ص):" ''كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ'' [البقرة : 151] هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ [الجمعة : 2] " لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ... [آل عمران : 164] "...وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ...ً [النساء : 113] إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ ... ''وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ.''...ٌ [المائدة : 110] كذلك أتى الله تعالى الحكمة لغير الأنبياء والرسل أيضا بدليل قوله تعالى "''يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً.''.. [البقرة : 269] "وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ [آل عمران : 48]
# نظم الشأن المالي وعلاقته بالناس: {{قرآن مصور|الإسراء |26|27}} ([[سورة الإسراء ]])
# التشريع المالي للإنسان: {{قرآن مصور|الإسراء|29}} ([[سورة الإسراء ]])
# الأمان الرباني في الرزق: {{قرآن مصور|الإسراء|31}} ([[سورة الإسراء ]])
# أخلاقيات اجتماعية: {{قرآن مصور|الإسراء|32}} ([[سورة الإسراء ]])
# كيفية وقوانين العلاقات الاجتماعية: {{قرآن مصور|الإسراء|33}} ([[سورة الإسراء ]])
# العلاقة بالأمانات وأموال الناس والعهود: {{قرآن مصور|الإسراء|34}} ([[سورة الإسراء ]])
# المعاملات التجارية: {{قرآن مصور|الإسراء|35}} ([[سورة الإسراء ]])
# الشأن العلمي وآداب الحديث العلمي: {{قرآن مصور|الإسراء|36}} ([[سورة الإسراء ]])
# أخلاقيات التواضع: {{قرآن مصور|الإسراء|37}} ([[سورة الإسراء ]])
[[ملف:Ra bracket.png|وصلة=|12بك]]ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ[[ملف:La bracket.png|وصلة=|12بك]] ([[سورة الإسراء ]]، [[الآية]] 39) ، فكل ما سبق أعلاه من التشريعات المختلفة هى من [[ملف:Ra bracket.png|وصلة=|12بك]]الْحِكْمَةِ[[ملف:La bracket.png|وصلة=|12بك]] .
 
=== النوع الثاني : الحكمة المُوحَى بها===
أحكم الحكماء و واهب الحكمة هو الله الحكيم سبحانه , واسم الحكيم وصفة الحكمة لله تعالى لم تأت في القرآن منفصلة عن اسم آخر أو صفة أخرى من صفاته تعالى كما بينا في بداية الخاطرة .قال الله : { وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير }(سورة الأنعام الآية 18) هو الله (الحكيم ) الموصوف بكمال الحكمة وبكمال الحكم بين المخلوقات.
وهى التي ليست من الكتاب ، وليست كلاما إلهيا مباشرا ، بل هى أقوال حكيمة وتطبيقات نموذجية يقولها ويمارسها المُوحى إليهم تؤدي إلى فهم الكتب السماوية ، وقد سُميت عند المسلمين : [[سنة (إسلام)|السنة الشريفة]] ، وهي : مجموع الأقوال والأفعال النبوية التي تمثل [[السيرة النبوية|السيرة]] و [[حديث نبوي|الأحاديث النبوية]] ، فلا نقول أن [[حديث نبوي|الحديث النبوي]] المتواتر صحيحاً كصحة القرآن ، أو محفوظاً مثله كما قال الله سبحانه في القرآن {{قرآن مصور|الحجر |9}} ([[سورة الحجر]]). ومن هذه الحكمة ما أوتي النبيون من قبل ، كمثل:
 
# الحكمة لداود عليه السلام لقوله تعالى [[ملف:Ra bracket.png|وصلة=|12بك]]وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ[[ملف:La bracket.png|وصلة=|12بك]] ([[سورة البقرة ]]، [[الآية]] 251) ، وقال تعالى [[ملف:Ra bracket.png|وصلة=|12بك]]وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ[[ملف:La bracket.png|وصلة=|12بك]] ([[سورة ص]]، [[الآية]] 20).
الحكيم من الناس هو الإنسان واسع العلم والإطلاع على مبادئ الأمور وعواقبها ،
# والحكمة المؤتاة لعيسى عليه السلام قال تعالى [[ملف:Ra bracket.png|وصلة=|12بك]]وَلَمَّا جَاء عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ[[ملف:La bracket.png|وصلة=|12بك]] ([[سورة الزخرف ]]، [[الآية]] 63) ، [[ملف:Ra bracket.png|وصلة=|12بك]]إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ[[ملف:La bracket.png|وصلة=|12بك]]...وفى نفس الآية...[[ملف:Ra bracket.png|وصلة=|12بك]]وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ[[ملف:La bracket.png|وصلة=|12بك]] (([[سورة المائدة]]، [[الآية]] 110)
# والتي آتاها لقمان الحكيم [[ملف:Ra bracket.png|وصلة=|12بك]]وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ[[ملف:La bracket.png|وصلة=|12بك]] ([[سورة لقمان ]]، [[الآية]] 12)
#وآتاها آل إبراهيم عليه السلام و الأنبياء من ذريته [[ملف:Ra bracket.png|وصلة=|12بك]]فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً[[ملف:La bracket.png|وصلة=|12بك]] ([[سورة النساء ]]، [[الآية]] 54).
# والحكمة التي أوتيت سيدنا محمد[[ملف:Mohamed peace be upon him.svg|21px]] [[ملف:Ra bracket.png|وصلة=|12بك]]كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ[[ملف:La bracket.png|وصلة=|12بك]] ([[سورة البقرة ]]، [[الآية]] 151)، [[ملف:Ra bracket.png|وصلة=|12بك]]هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ[[ملف:La bracket.png|وصلة=|12بك]] ([[سورة الجمعة ]]، [[الآية]] 2) ، [[ملف:Ra bracket.png|وصلة=|12بك]]لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ[[ملف:La bracket.png|وصلة=|12بك]] ([[سورة آل عمران]]، [[الآية]] 164) ، [[ملف:Ra bracket.png|وصلة=|12بك]]وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ[[ملف:La bracket.png|وصلة=|12بك]] ([[سورة النساء ]]، [[الآية]] 113).
# كذلك أتى الله تعالى الحكمة لغير الأنبياء والرسل أيضا بدليل قوله تعالى [[ملف:Ra bracket.png|وصلة=|12بك]]يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً[[ملف:La bracket.png|وصلة=|12بك]] ([[سورة البقرة ]]، [[الآية]] 269) ، [[ملف:Ra bracket.png|وصلة=|12بك]]وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ[[ملف:La bracket.png|وصلة=|12بك]] ([[سورة آل عمران]]، [[الآية]] 48).
 
==حكمة الله في خلقه وفى شرعه==
'''''والله الحكيم'' :''' هو كامل الحكمة المقترنة بالعزة والخبرة والتوب والعلم والحمد والسعة بدليل قوله في الآيات ''"العزيز الحكيم - العليم الحكيم - الحكيم الخبير - واسع حكيم - تواب حكيم - حكيم حميد'' "
 
=== حكمة الله في خلقه ===
واسع الحمد، تام القدرة ، غزير الرحمة فهو الذي يضع الأشياء مواضعها، وينزلها منازلها اللائقة بها في خلقه وأمره، فلا يتوجه إليه سؤال، ولا يقدح في حكمته مقال .
فإن الله تعالى خلق الخلق بالحق ومشتملاً على الحق، وكان غايته والمقصود به الحق، خلق المخلوقات كلها بأحسن نظام ، ورتبها أكمل ترتيب ، وأعطى كل مخلوق خلقه اللائق به بل أعطى كل جزء من أجزاء المخلوقات وكل عضو من أعضاء الحيوانات خلقته وهيئته ، فلا يرى أحد في خلقه خللاً، ولا نقصاً ، ولا فطوراً ، فلو اجتمعت عقول الخلق من أولهم إلى آخرهم ليقترحوا مثل خلق الرحمن أو ما يقارب ما أودعه في الكائنات من الحسن والانتظام والإتقان لم يقدروا ، وأَنّى لهم القدرة على شيء من ذلك؟ وحسب العقلاء الحكماء منهم أن يعرفوا كثيراً من حِكَمِه ، ويطَّلعوا على بعض ما فيها من الحسن والإتقان . وهذا أمر معلوم قطعاً بما يُعلم من عظمته وكمال صفاته وتتبع حِكَمِه في الخلق والأمر ، وقد تحدى عباده وأمرهم أن ينظروا ويكرروا النظر والتأمل هل يجدون في خلقه خللا أو نقصاً ، وأنه لا بد أن ترجع الأبصار كليلة عاجزة عن الانتقاد على شيء من مخلوقاته .
 
=== حكمة الله في شرعه ===
* '''هو الله (الحكيم )''' الموصوف بكمال الحكمة وبكمال الحكم بين المخلوقات، فالحكيم هو واسع العلم والإطلاع على مبادئ الأمور وعواقبها ، واسع الحمد، تام القدرة ، غزير الرحمة فهو الذي يضع الأشياء مواضعها، وينزلها منازلها اللائقة بها في خلقه وأمره، فلا يتوجه إليه سؤال، ولا يقدح في حكمته مقال .
فإن الله تعالى شرع الشرائع ، وأنزل الكتب ، وأرسل الرسل ليعرفه العباد ويعبدوه ، فأي حكمه أجلّ من هذا ، وأي فضل وكرم أعظم من هذا، فإن معرفة الله وعبادته وحده لا شريك له ، وإخلاص العمل له وحمده، وشكره والثناء عليه لهى أفضل العطايا منه لعباده على الإطلاق ، وأجلُّ الفضائل لمن يمنَّ الله عليه بها ، وأكمل سعادة وسرور للقلوب والأرواح ، كما أنها هي السبب الوحيد للوصول إلى السعادة الأبدية والنعيم الدائم ، فلو لم يكن في أمره وشرعه إلا هذه الحكمة العظيمة التي هي أصل الخيرات، وأكمل اللذات ، ولأجلها خُلقت الخليقة وحق الجزاء وخلقت الجنة والنار ، لكانت كافية شافية . فأوامر الله تعالى ونواهيه محتوية على غاية الحكمة والصلاح والإصلاح للدين والدنيا ، فإنه لا يأمر إلا بما مصلحته خالصة أو راجحة ، ولا ينهى إلا عما مضرته خالصة أو راجحة.
'''وحكمته نوعان''' :
 
==خلاصة==
'''أحدهما :''' الحكمة في خلقه، فإنه خلق الخلق بالحق ومشتملاً على الحق، وكان غايته والمقصود به الحق، خلق المخلوقات كلها بأحسن نظام ، ورتبها أكمل ترتيب ، وأعطى كل مخلوق خلقه اللائق به بل أعطى كل جزء من أجزاء المخلوقات وكل عضو من أعضاء الحيوانات خلقته وهيئته ، فلا يرى أحد في خلقه خللاً، ولا نقصاً ، ولا فطوراً ، فلو اجتمعت عقول الخلق من أولهم إلى آخرهم ليقترحوا مثل خلق الرحمن أو ما يقارب ما أودعه في الكائنات من الحسن والانتظام والإتقان لم يقدروا ، وأنى لهم القدرة على شيء من ذلك وحسب العقلاء الحكماء منهم أن يعرفوا كثيراً من حكمه ، ويطَّلعوا على بعض ما فيها من الحسن والإتقان . وهذا أمر معلوم قطعاً بما يعلم من عظمته وكمال صفاته وتتبع حكمه في الخلق والأمر ، وقد تحدى عباده وأمرهم أن ينظروا ويكرروا النظر والتأمل هل يجدون في خلقه خللا أو نقصاً ، وأنه لا بد أن ترجع الأبصار كليلة عاجزة عن الانتقاد على شيء من مخلوقاته .
ومن حكمة الشرع الإسلامي أنه الغاية لصلاح القلوب ، والأخلاق ، والأعمال، والاستقامة على الصراط المستقيم، و هو الغاية لصلاح الدنيا، فلا تصلح أمور الدنيا صلاحاً حقيقياً إلا بالدين الحق الذي جاء به محمد ، وهذا مُشاهد محسوس لكل عاقل ، فإنَّ أمة محمد لمّا كانوا قائمين بهذا الدين أصوله وفروعه وجميع ما يهدي ويرشد إليه ، كانت أحوالهم في غاية الاستقامة والصلاح ، ولما انحرفوا عنه وتركوا كثيراً من هداه ولم يسترشدوا بالهمة العالية، انحرفت دنياهم كما انحرف دينهم. وكذلك انظر إلى الأمم الأخرى التي بلغت في القوة، والحضارة والمدنية مبلغاً هائلاً، ولكن لما كانت خالية من روح الدين ورحمته وعدله، كان ضررها أعظم من نفعها، وشرها أكبر من خيرها وعجز علماؤها وحكماؤها وساستها عن تلافي الشرور الناشئة عنها، ولن يقدروا على ذلك ما داموا على حالهم . ولهذا كان من حكمة الله أن ما جاء به سيدنا محمد [[ملف:Mohamed peace be upon him.svg|21px]] من الدين والقرآن لهو أكبر البراهين على صدقه وصدق ما جاء به ، لكونه محكماً كاملاً لا يحصل إلا به،وبالجملة.
 
فالـ[[ملف:Ra bracket.png|وصلة=|12بك]]حكيم[[ملف:La bracket.png|وصلة=|12بك]] متعلقاته: المخلوقات والشرائع. فهو الحكيم في أحكامه القدرية، وأحكامه الشرعية، وأحكامه الجزائية ، وكلها في غاية الإحكام. والفرق بين أحكام القدر وأحكام الشرع أن '''أحكام''' '''القدر''' متعلق بما أوجده الله بحكمته وكوَّنه وقدَّره وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ، أما '''أحكام الشرع''' فهى متعلِّقة بما شرعه الله تعالى. والعبد لا يخلو منهما أو من أحدهما، فمن فعل منهم ما يحبه الله ويرضاه فقد اجتمع فيه الحكمان: القدر والشرع، أما من فعل ما يضاد ذلك فقد وجد فيه الحكم القدري فإن ما فعله واقع بقضاء الله وقدره ، ولم يوجد في الحكم الشرعي لكونه ترك ما يحبه الله ويرضاه . فالخير والشر ، والطاعات والمعاصي ، كلها متعلقة وتابعة للحكم القدري ، وما يحبه الله منها هو تابع الحكم الشرعي ومتعلَّقه.
'''النوع الثاني''': الحكمة في شرعه وأمره ، فإنه الله شرع الشرائع ، وأنزل الكتب ، وأرسل الرسل ليعرفه العباد ويعبدوه ، فأي حكمه أجلّ من هذا ، وأي فضل وكرم أعظم من هذا، فأن معرفته الله وعبادته وحده لا شريك له ، وإخلاص العمل له وحمده، وشكره والثناء عليه أفضل العطايا منه لعباده على الإطلاق ، وأجلُّ الفضائل لمن يمنَّ الله عليه بها. وأكمل سعادة وسرور للقلوب والأرواح ، كما أنها هي السبب الوحيد للوصول إلى السعادة الأبدية والنعيم الدائم ، فلو لم يكن في أمره وشرعه، إلا هذه الحكمة العظيمة التي هي أصل الخيرات، وأكمل اللذات ، ولأجلها خلقت الخليقة وحق الجزاء وخلقت الجنة والنار ، لكانت كافية شافية .
<ref>مرجع الجزء الاكبر في المقال - الألباني:وصف المشركين بأنهم يعتقدون بأن الله حكيم خطأ/الحكمة هي في كثير من الأمور الإيمانية/كتب الأشاعرة طافحة بأن الله لا يوصف بأنه حكيم </ref>
 
أوامر الله تعالى ونواهيه محتوية على غاية الحكمة والصلاح والإصلاح للدين والدنيا ، فإنه لا يأمر إلا بما مصلحته خالصة أو راجحة ، ولا ينهى إلا عما مضرته خالصة أو راجحة.
 
ومن حكمة الشرع الإسلامي أنه الغاية لصلاح القلوب ، والأخلاق ، والأعمال، والاستقامة على الصراط المستقيم، و هو الغاية لصلاح الدنيا، فلا تصلح أمور الدنيا صلاحاً حقيقياً إلا بالدين الحق الذي جاء به محمد ، وهذا مشاهد محسوس لكل عاقل ، فإنَّ أمة محمد لما كانوا قائمين بهذا الدين أصوله وفروعه وجميع ما يهدي ويرشد إليه ، كانت أحوالهم في غاية الاستقامة والصلاح ، ولما انحرفوا عنه وتركوا كثيراً من هداه ولم يسترشدوا باللهمه العالية، انحرفت دنياهم كما انحرف دينهم. وكذلك انظر إلى الأمم الأخرى التي بلغت في القوة، والحضارة والمدنية مبلغاً هائلاً، ولكن لما كانت خالية من روح الدين ورحمته وعدله، كان ضررها أعظم من نفعها، وشرها أكبر من خيرها وعجز علماؤها وحكماؤها وساستها عن تلافي الشرور الناشئة عنها، ولن يقدروا على ذلك ما داموا على حالهم . ولهذا كان من حكمته الله أن ما جاء به محمد من الدين والقرآن أكبر البراهين على صدقه وصدق ما جاء به ، لكونه محكماً كاملاً لا يحصل إلا به.<br />
''وبالجملة فالحكيم متعلقاته المخلوقات والشرائع،'' وكلها في غاية الإحكام، فهو الحكيم في أحكامه القدرية، وأحكامه الشرعية، وأحكامه الجزائية، والفرق بين أحكام القدر وأحكام الشرع أن القدر متعلق بما أوجده وكوَّنه وقدَّره ، وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. وأحكام الشرع متعلِّقة بما شرعه. والعبد المربوب لا يخلو منهما أو من أحدهما، فمن فعل منهم ما يحبه الله ويرضاه فقد اجتمع فيه الحكمان، ومن فعل ما يضاد ذلك فقد وجد فيه الحكم القدري ، فإن ما فعله واقع بقضاء الله وقدره ولم يوجد في الحكم الشرعي لكونه ترك ما يحبه الله ويرضاه . فالخير والشر والطاعات، والمعاصي كلها متعلقة وتابعة للحكم القدري ، وما يحبه الله منها هو تابع الحكم الشرعي ومتعلَّقه. <br /><ref>مرجع الجزء الاكبر في المقال http://at-mo.webs.com/2-32%20AL%20HAKEEM.htm</ref>
 
==مراجع==
{{مراجع}}
 
{{أسماء الله الحسنى}}
{{ويكاموس}}