ازدواجية التوجه الجنسي: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط إضافة بوابة مثلية جنسية (شريط البوابات)
لا ملخص تعديل
سطر 12:
[[تصنيف:إل جي بي تي]]
[[تصنيف:ازدواجية الميول الجنسية]]
==============================================================================
و يضيف لكاتب: د. سداد جواد التميمي
البلد: العراق - المملكة المتحدة
 
هناك عدة مصطلحات فيها بعض من الغموض رغم أنها تحتوي على كلمات يفهمها الجميع وربما أشهرها هو مصطلح التوجه الجنسي Sexual Orientation بالإضافة إلى مصطلح التوجه الجنسي هناك مصطلح التفضيل الجنسي Sexual Preference التعبير الأول شائع الاستعمال في الوسط العلمي غير أن التعبير الثاني ربما يجوز استعماله عند الحديث عن الدفاعات النفسية ضد الرغبات الجنسية ثنائية التوجه الذي هو عنوان هذا المقال. السبب في ذلك يعود إلى أن كلمة تفضيل تحمل في طياتها عامل عفوي وإرادي وطوعي بنسب مختلفة على عكس مصطلح التوجه فهو منطقياً يعني التوجه نحو قطب واحد ويحمل في طياته عاملاً لا إراديا.
 
يجوز تعريف التوجه الجنسي على أنه اتجاه رد الفعل الشبقي أو الانجذاب الجنسي، المتوجه نحو الأفراد من نفس الجنس (المثلي) Homosexual ، أو الجنس الآخر (الغيري) Heterosexual ، أو الجنسين معا (التوجه الجنسي الثنائي) Bisexual هذا التعريف لا يخلو من الإشكال والسبب أنه يحتوي فقط على رد فعل فسيولوجي بحت غير قابل للنقاش ولا يأخذ في نظر الاعتبار المستويات المختلفة للعاطفة الجنسية وارتباطها بالوظائف الإدارية للمخ. ولكن هناك تعبيرات أقل إشكالاً دون الأخيرة وتعرف التوجه الجنسي ببساطة:
1- منجذب نحو الرجال Androphilic.
2- منجذب نحو النساء Gynephilic.
3- غير منجذب Analophilic.
 
المصطلحات الثلاثة كانت كثيرة الاستعمال ولا تزال المصطلحات المفضلة في بعض الأدبيات ويطلق على الفرد ذي التوجه الجنسي الثنائي مصطلح غير منجذب. تكمن مشكلة هذه المصطلحات بأنها تحتوي على كلمات شديدة الارتباط بالثقافة الكلاسيكية الغربية والتي تكاد تكون حصراً على طبقة صغيرة من كبار المفكرين في أيامنا هذه.
 
للمزيد من التفصيل سنرى بأن هذا المصطلح له أبعاده النفسية الدقيقة ويوضح الكثير من الالتباسات عند التطرق إلى التوجه الجنسي الثنائي. السبب في ذلك يعود إلى أن مسالة التوجه الجنسي الثنائي Bisexuality مسألة مثيرة للجدل في جميع الأوساط و تتعارض فيها الأفكار العلمية والنفسية والاجتماعية.
لتجاوز كل هذا الارتباك الفكري هناك من يحزم الأمر بأن التوجه الجنسي صنفان فقط وهما:
1- التوجه الغيري.
2- التوجه المثلي.
وإن كان يضيف التوجه الجنسي الثنائي فهو لتفادي الجدال ويضيف علامة استفهام في نهاية الكلمة.
 
الكثير من الذي ينكر وجود التوجه الجنسي الثنائي، يعتبره ارتباكاً وصراعاً في داخل الإنسان المثلي من أجل البقاء في مجتمع لا يتقبل بالأحضان التوجه المثلي الجنسي وإن كان ينادي بحقوق المثليين علناً. كذلك هناك من يقول أن التوجه الجنسي الثنائي ما هو إلا جزء لا يتجزأ من انتشار الهوية الفردية واضطرابات الشخصية، وهذا الرأي لا يخلو من الصواب، ويشكل ركن الأساس في الشرح أدناه.
 
التطور الشخصي والهوية الجنسية الثنائية التوجه:
فشلت جميع الدراسات الميدانية على المستوى الاجتماعي والطبي في العثور على مؤشرات وصفات شخصية قبل مرحلة البلوغ يمكن الاستناد عليها لتخمين الهوية الجنسية في المستقبل. بعبارة أخرى ليس هناك مؤشر في سلوك الطفل وتفاعله مع الآخرين يدل على أن الطفل سيكون غيرياً أو مثلياً في علاقاته الجنسية، ويشمل ذلك صفات أنثوية عند الذكور أو ذكورية عند الإناث.
 
تشكل الهوية الجنسية جزء لا يتجزأ من هوية الفرد بعد مرحلة البلوغ. الصورة النهائية لهذه الهوية الشخصية تكاد تكتمل في نهاية سن المراهقة وتتأثر بالعديد من العوامل البيولوجية، الاجتماعية، التعليمية، العائلية، والتجارب الشخصية الناتجة من تفاعل الفرد مع من يحيط به من بقية الناس.
 
يتعرض الأطفال في جميع أنحاء العالم ولا يُستثنى من ذلك العالم العربي، إلى اعتداءات جنسية من قبل البالغين من نفس الجنس وكذلك إلى ممارسات جنسية بين الأطفال أنفسهم وخاصة اللواط بين الذكور. هذه الظاهرة ربما شائعة أكثر في المجتمعات العربية مقارنة بالعالم الغربي بسبب طبيعة الحضارة المحلية وغياب الثقافة الجنسية على المستوى التعليمي. هذه التجارب قد يتجاوزها الكثير من الأطفال عند البلوغ إذا ما توفرت لهم ظروف اجتماعية وتعليمية إيجابية غير أن البعض منهم يحمل مضاعفات هذا الاعتداء لسنين عدة وأحياناً طوال عمره مثل القلق، الاكتئاب وإلحاق الأذى بالنفس. غير أن ما يهمنا في هذا الأمر تأثير هذا السلوك على الهوية الجنسية.
 
تتطلب ولادة الهوية الطبيعية إلى عملية تكامل وتنظيم لتمثيل الآخرين في داخل الذات البشرية، ولكي يحدث هذا الفعل لابد للآخرين والتجارب معهم أن تكون:
1- إيجابية لتطور الطفل.
2- خالية من مشاعر الخوف والاستغلال.
3- ارتباطها بعاطفة تتناسب مع عمر الطفل.
4- خالية من مشاعر جنسية غريزية غريبة على الطفل في هذه المرحلة.
 
أما الاعتداءات الجنسية (المثلية وغير المثلية) والتجارب المثلية (وحتى الغير مثلية) دون عمر البلوغ فلا يمكن أن تحتوي من قريب أو بعيد على الصفات الأخيرة، ومن جراء ذلك ستكون نتائجها على العكس تماماً وتؤدي إلى عملية تكامل ضعيفة تتصف يغياب التمثيل الفكري المنتظم للآخرين. هذا ما يطلق عليه عملية انتشار الهوية Identity Diffusion .
 
من جراء هذه العملية يدخل الإنسان مرحلة البلوغ بدون هوية واضحة أو ما نسميه منتشرة أو مبعثرة هنا وهناك في داخل نفسه وفي تفاعله مع الآخرين. أحد مظاهر انتشار الهوية وتبعثرها هو غياب هوية جنسية واضحة. يؤدي ذلك بدوره إلى حالة من التنافر Dissonance الفكري الداخلي من جراء تجارب سلبية يتم حسمها باكتساب هوية غير مستقرة وهي ما يمكن أن نطلق عليها أحياناً الهوية الجنسية الثنائية التوجه.
 
انتشار الهوية قد يؤدي أحياناً إلى اضطرابات في الشخصية أكثر توسعاً من الارتباك الخاص في الهوية الجنسية وهو ما نطلق عليه أحياناً إما: تنظيم الشخصية الحدية Borderline Personality Organization أو اضطراب الشخصية الحدية Borderline Personality Disorder وتتميز الشخصية الحدية بالتنظيم الآتي:
1- مظاهر ضعف الذات البشرية مثل عدم تحملها القلق وميولها إلى التهور.
2- لجوئها إلى طريقة تفكير بدائية التي يتصف بها البشر قبل سن البلوغ.
3- استعمالها لدفاعات نفسية معينة.
4- احتوائها على تمثيل غير صحي لأشخاص تولوا رعايتهم أو كان لهم اتصال قوي بهم.
 
هذه العوامل الأربعة بعضها أو جميعها تولد اضطراب في الهوية وخاصة الهوية الجنسية. تتأثر هذه الهوية المرتبكة بالعمليات الدفاعية الخاصة بهذا الاضطراب وهي:
1- الانشطار أو الانفصام Splitting.
2- العمل بالمثالية البدائية Primitive Idealization .
3- التعريف الإسقاطي Projective Identification .
4- الإنكار Denial .
5- الطغيان Omnipotence.
6- الميل إلى تخفيض قيم الآخرين والقيم بحد ذاتها Devaluation .
 
 
المصادر:
1- حول الدفاعات النفسية انظر في Vaillant G 1992. Ego Mechanisms of Defense. American Psychiatric Press.
2- حول انتشار الهوية انظر في Kernberg O (July 1967). "Borderline personality organization". J Am Psychoanal Assoc 15 (3): 641–85.
3- Kramer U (October 2009). "Coping and defence mechanisms: What's the difference? - Second act". Psychol Psychother 83 (Pt 2): 207–21