عملة: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 51:
وهكذا فإن الوجهة الفردية فيما يتعلق بالنقود لا ينبغي أن تحجب الوجهة الاجتماعية فعندما يولد عدم توافق في تطور هاتين الوجهتين مع بعضها بصورة منسجمة أي عندما يحوز الأفراد على مبلغ من النقود تمنحهم قوة شرائية تفوق ما هو معروض للبيع فإن هذه القوة الشرائية تضعف ويفقد هؤلاء الأفراد جزءاً من منفعة النقود الموجودة بحوزتهم. ولتكوين فكرة واضحة عن أن النقود ليست شيئاً من الوجهة الفردية إذا كانت لم تقترن بإنتاج موازي لل[[سلع]] من الوجهة الاجتماعية فإنه يكفي أن نتصور اقتصاداً تكون فيه الموجودات من النقود مكتنزة عند الأفراد دون مقابلها من [[سلعة|سلع]] و[[خدمة|خدمات]] بقصد البيع، ففي مثل هذه الظروف إذا أراد الأفراد أن يستخدموا نقودهم للحصول على [[السلع]] و[[خدمة|الخدمات]] وإن العرض الذي يفترض أن يواجه طلبهم يكون مصوناً وتفقد النقود قوتها الشرائية ولا يعود لها مطلقاً أي منفعة من الوجهة الفردية.
 
نستخلص مما تقدم أنه عندما نسعى إلى تحديد مكانة النقود وأهميتها في [[اقتصادنظام رأسمالي|الاقتصاد الرأسمالي]] فإن علينا تجنّب الوقوع في الخطأ الذي وقع فيه ([[إتجارية|المركانتيليون]]) وغيرهم في الماضي وإذا انطلقنا من وظائف النقود التي شرحناها فإننا نلاحظ فائدة دراستنا للظواهر النقدية، ذلك لأن النقود تسهل التبادل من كل النواحي، كذلك فإن وظيفة النقود المتعلقة بحفظ قيمة النقود هي وظيفة لا غنى عنها لتمكين [[اقتصاد|الاقتصاد]] القائم على المبادلة من أن يتطور وينمو.
 
والواقع أن [[نظام رأسمالي|الاقتصاد الرأسمالي]] يرتكز على أساس ملكية الأفراد [[عناصر الأنتاجالانتاج|لأدوات الإنتاج]]، وإن الإنتاج هو إنتاج تلقائي يتم عن طريق قوى [[السوق]] وجهاز الأثمان الذي يلعب الدور الحيوي في توزيع القوى الإنتاجية، بعبارة أخرى [[السوق]] وحركات الأثمان هي الأساس في التنسيق في الاقتصاد الرأسمالي، وفي هذا [[اقتصاد|الاقتصاد]] لا تكمن أهمية النقود فقط في كونها وسيطاً للتبادل، بل هي تدخل في معاملات [[السوق]] على هيئة الأثمان، فإن كل طلب على [[سلعة]] أو [[خدمة]] يوجد مقابله عرض للنقود، والعكس صحيح.
 
ونحن نعلم أن الأثمان تتشكل في [[نظام رأسمالي|النظام الرأسمالي]] عندما يحدث توازن بين الكمية المعروضة والكمية المطلوبة. وبما أن كل عرض للنقود يجب أن يقابله طلب على السلعة والعكس بالعكس لذلك فمن الضروري أن تكون كمية النقود قيد [[التداول]] كافية بالنسبة للحاجات ولكن ليس أكثر منها. حتى لا يختل المستوى العام للأثمان بسبب تزعزع كمية التداول النقدي.
أي لا يجب أن ترتفع الأثمان بسبب فائض في كمية النقود المتداولة، أو تنخفض الأثمان بسبب شحّ في النقود المتبادلة. ولكي يبقى المستوى العام للأثمان ثابتاً مستقراً فإنه يجب أن يبقى توازن بين كمية النقود المتداولة وكمية [[السلع]] المتبادلة، ويجب أن تتوازى كمية النقود مع الحاجات ومع كمية [[المنتجات]] المعروضة. وإلا فإن مستوى الأثمان يتعرّض لهزات سيئة وكذلك المستوى العام للأثمان أي [[القوة]] الشرائية.