الحرب العثمانية - البندقية (1570–1573): الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 70:
تأهب الجانبان لهذه المُواجهة التي جُمع لها وفقاً لبعض التقديرات ما بين سبعين إلى تسعين بالمائة من السفن الموجودة في البحر المُتوسط في ذلك الوقت.<ref>Guilmartin (2002), p. 141</ref> كان الأسطولان مُتساويين تقريباً، إذ بلغ عدد سفن العثمانيين ثلاثمائة مُقابل مائتين للمسيحيين، في حين كان الأسطول المسيحيّ أكثر جاهزيةً. بلغ عدد الجنود المُشاركين ثلاثين ألف تقريباً في كُل جانب على حدة، ومع أنّ الأسطول المسيحيّ كان مُزوّداً بضعف الأسطول العثمانيّ من المدافع إلا أنّ العثمانيين امتلكوا كتيبةً كبيرةً من الرماة المهرة.<ref>Abulafia (2012), pp. 449–450</ref> وفي السابع من أكتوبر التقى اشتبك الأسطولان في [[معركة ليبانت]] التي تمخّض عنها انتصارٌ ساحقٌ للحلفاء وتدمير الأسطول العثمانيّ. بلغت خسائر العثمانيين في هذه المعركة حوالي 20,000 ما بين قتيل وجريح وأسير بالإضافة إلى فقدان نحو 12,000 مسيحيّ كانوا أسرى لدى العثمانيين.<ref name="ReferenceA" /><ref name="Geoffrey Parker p. 88">Geoffrey Parker, ''The Military Revolution'', p. 88</ref> أما المسيحيون فقد قُتل منهم حوالي 7,500 رجل ولم يخسروا سوى سبع عشرة سفينة.<ref name="ReferenceA">''Confrontation at Lepanto'' by T.C.F. Hopkins, intro</ref> باتت المعركةُ في الوجدان الشعبيّ نقطة تحوّل حاسمة في الصراع العثمانيّ المسيحيّ الطويل، إذ أنهت الهيمنة العثمانيّة البحريّة التي استمرّت مُنذ [[معركة بروزة]] عام 1538.<ref name="Finkel160"/> وبالرغم من عِظم المعركة، إلا أنّ نتائجها المُباشرة كانت مُتواضعة. لم يتمكّن الحلفاء من شنّ هجماتٍ جديدةٍ على العثمانيين بسبب برودة الشتاء القارصة التي أعقبت المعركة، في حين استغلّ العثمانيون فترة التوقّف هذه لإعادة بناء قوّاتهم البحريّة.<ref>Faroqhi (2004), p. 38</ref> وفي الوقت ذاته عانت البُندقيّة خسائر في [[دالماسيا]] حين هاجم العثمانيون مُمتلكات البنادقة هناك.<ref>{{cite journal | first = Tomislav | last = Raukar | url = http://hrcak.srce.hr/index.php?show=clanak&id_clanak_jezik=86538&lang=en | title = Venecija i ekonomski razvoj Dalmacije u XV i XVI stoljeću | language = Croatian | journal = Journal - Institute of Croatian History | volume = 10 | number = 1 |date=November 1977 | issn = 0353-295X | publisher = Faculty of Philosophy, Zagreb | location = Zagreb, Croatia | page = 222 | accessdate = 2012-07-08}}</ref>
 
يُمكن تلخيص الوضع الاستراتيجيّ بعد معركة ليبانت بمقولة [[الصدر الأعظم]] لسفير البنادقة: "لقد أحرق المسيحيّون لحيتي (يقصد الأسطول) ولكنني قطعت لهم ذراعاً (يقصد قبرص). لحيتي سوف تنمو من جديدجديد، أمّا الذراع فلا". وبالرغم من جُرأة هذا التصريح، إلا أنّ الأضرار التي لحقت بالأسطول العثمانيّ كانت شديدةً. لم تكن خسارة السفن الضرر الأكبر الذي لحق بالعثمانيين، إنّما تمثّل الضرر بشكلٍ خاصّ بخسارة الغالبية الساحقة من الضبّاط والبحّارة والفنيين والمُشاة ذوي الخبرة. لقد أدرك البنادقة والإسبان صعوبة استبدال هؤلاء الخبراء بالنسبة للدولة العثمانية، لذا أقدموا في العام الذي تلاه على إعدام من وقعوا أسرى بين أيديهم.
 
==المراجع==