غزو النورمان لجنوب إيطاليا: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ZkBot (نقاش | مساهمات)
SHBot (نقاش | مساهمات)
ط إزالة وصلات إلى نطاق ملحق..
سطر 13:
أول موعد مزعوم لوصول الفرسان النورمان إلى جنوب إيطاليا كان عام 999م. وفقًا لمصادر عدة، توقف الحجاج النورمان في ذلك العام (الذين يفترض أنهم مروا هناك قبل وبعد هذا التاريخ) العائدون من [[كنيسة القيامة]] في [[القدس]] عن طريق بوليا في [[ساليرنو]] حيث كانوا يتمتعون بضيافة الأمير [[غايمار الثالث أمير ساليرنو|غايمار الثالث]]، عندما تعرضت المدينة وضواحيها للهجوم من طرف [[ساراكينوس|المسلمين من أفريقيا]] والذين طالبوا بدفع الجزية السنوية المتأخرة. في حين بدأ غايمار بجمع الجزية، عاب النورمان على اللومبارد افتقارهم للشجاعة وهاجموا محاصريهم على الفور. انسحب المسلمون وخلفوا الكثير من الغنائم، بينما أصر غايمار الشاكر للنورمان على بقائهم. رفض النورمان لكنهم وعدوا بتقديم هداياه الغنية لمواطنيهم في نورماندي، وإخبارهم عن عرض المكافأة مقابل الخدمة العسكرية في ساليرنو. حتى أن بعض المصادر تقول بأن غايمار أرسل مبعوثين إلى نورماندي لجلب الفرسان. يسمى هذا السرد لوصول النورمان أحيانًا بـ"تقليد ساليرنو".<ref name=joranson355>Joranson, 355 and n 19.</ref>
 
سجل تقليد ساليرنو لأول مرة من قبل [[أماتوس من مونتيكاسينو]] في كتابه ''يستوار دي لي نورمانت'' (تاريخ النورمان) بين 1071-1086. استعار [[بطرس الشماس]] الكثير من المعلومات المتعلقة من أماتوس في متابعته لـ ''كرونيكون موناستيري كازينينسيس'' (وقائع الدير الكاسيني) ل[[ليو من أوستيا]]، والمكتوب في بدايات القرن الثاني عشر. أصبحت القصة من ساليرنو مقبولة في التاريخ انطلاقًا من ''[[أناليس إكليسياستيسي]]'' (الحوليات الكنسية) [[سيزاري بارونيو|لبارونيو]] في القرن السابع عشر.<ref>Joranson, 356.</ref> شكك في واقعية أحداثها في القرون التالية، ولكنها قبلت مع بعض التعديل من قبل معظم الباحثين منذ ذلك الحين.<ref>Both Chalandon and Norwich provide a combined story based on the Salerno and Gargano traditions. Houben, p 8, presents the Salerno tradition as fact.</ref>
 
تظهر رواية تاريخية أخرى تصف وصول أوائل النورمان إلى إيطاليا في الروايات الأولية دون ذكر وجودهم قبل ذلك. سميت تلك الرواية "تقليد جارجانو".<ref name=joranson355/> تذكر تلك الرواية أن الحجاج النورمان إلى مزار [[رئيس الملائكة ميخائيل]] في [[جارجانو|مونتي جارجانو]] التقوا هناك باللومباردي [[ميلوس من باري]] وكانوا مقتنعين بالانضمام إليه في الهجوم على البيزنطيين في بوليا. حدث هذا في 1016.
سطر 23:
يعود تاريخ اغتيال ريبوستيل في كل الروايات لعهد روبرت العظيم أي بعد 1027، رغم اعتقاد بعض العلماء أن روبرت هي خطأ طباعي لريتشارد، مما يشير إلى [[ريتشارد الثاني دوق نورماندي]] الذي كان الدوق في 1017.<ref>Joranson, 369.</ref> التأريخ السابق ضروري لتحديد فيما إذا كانت هجرة النورمان الأولى مرتبطة بالدرينغوت ومقتل وليام ريبوستيل. في تواريخ [[رالف غلابر]] يغادر "رودولفوس" نورماندي بعد أغضب الكونت ريتشارد (أي ريتشارد الثاني).<ref>Joranson, 371.</ref> تختلف المصادر فيمن كان قائد الرحلة إلى الجنوب بين الأشقاء. سمى أروديريك و[[ويليام جومييج]] في كتابه ''[[أفعال الدوقات النورمان|غيستا نورمانوروم دوكوم]]'' أو (أفعال الدوقات النورمان) أوزموند؛ بينما سمى غلابر رودولف. أما ليو وأماتوس و[[أديمار شابان]] فسموا غلبرت. وفقًا لمعظم المصادر الإيطالية من الجنوب كان غلبرت قائدًا للوحدات النورمانية في [[معركة كاناي (1018)]].<ref>Chalandon, 52. Norwich.</ref> أما إذا كان رودولف هو ذاته رودولف في كتاب أماتوس المذكور بأنه أخ درينغوت، فربما كان رودولف هو القائد في معركة كاناي.<ref>Joranson, 371, disputes the identification of the two Rudolfs.</ref>
 
تظهر فرضية أخرى حديثة فيما يتعلق بالحدث النورماني في جنوب إيطاليا بخصوص غلابر وأديمار، وليو (دون متابعة بطرس). تشير جميع السجلات الثلاث إلى فرار النورمان (أربعين أو أكثر إلى حوالي 250) بقيادة رودولف هربًا من غضب ريتشارد الثاني وصولًا إلى البابا [[بنديكتوس الثامن]] في روما الذي أرسلهم إلى [[كابوا]] أو [[ساليرنو]] للاستفادة من قدراتهم العسكرية ضد البيزنطيين حيث كان البابا بنديكت حانقًا عليهم لغزوهم أراضي بينيفينتو (آنذاك تحت الهيمنة البابوية).<ref>Joranson, 371–373.</ref> التقوا هناك بزعامات بينيفنتو: [[لاندولف الخامس من بينيفينتو]] و[[باندولف الرابع من كابوا]] وربما غايمار الثالث من ساليرنو آنف الذكر وميلوس من باري. وفقًا لوقائع ليو، يفترض أن يكون رودولف ورالف من توسني الشخص ذاته.<ref>Joranson, 373. Leo calls him "Rodulfus Todinensis."</ref>
 
إذا كان أول تأكيد على المشاركة العسكرية للنورمان في الجنوب كمرتزقة في خدمة ميلوس في المعركة ضد البيزنطيين في مايو 1017، فإنهم غادروا نورماندي على الأرجح بين يناير وأبريل السابقين.<ref>Joranson, 372.</ref>
سطر 34:
وصل [[كونتوليون تورنيكيوس|ليو تورنيكيوس كونتوليون]] خلفًا لباسيل في مايو من ذلك العام. تمرد ميلوس مرة أخرى مع وفاة باسيل ولكنه وظف في هذه المرة الفرقة النورمانية التي وصلت حديثًا - سواء التي أرسلها البابا بنديكت أو التي التقاها مع أو دون مساعدة من غايمار في مونتي جارجانو. بعث ليو ب[[ليو باسيانوس]] مع جيش لقتال القوة اللومباردية النورمانية. التقى باسيانوس وميلوس في [[فورتوري]] في أرينولا. كانت معركة غير حاسمة (وفقًا ل[[ويليام من بوليا]]) أو انتصارًا لميلوس (وفقًا ل[[ليو من أوستيا]]). تولى تورنيكيوس زمام الحملة بنفسه واصطدم بهم في معركة ثانية قرب [[سان باولو دي تيشفيتاتي|تشيفيتا]]. كانت هذه المعركة الثانية انتصارًا لميلوس على الرغم من أن [[لوبوس بروتوسباتاريوس]] والمؤرخ الشهير المجهول الهوية من باري سجلاها كهزيمة. دارت معركة ثالثة كانت نصرًا حاسمًا لميلوس في فاكاريتشا. خضعت كامل المنطقة بين فورتوري و[[تراني]] لسيطرة ميلوس بحلول سبتمبر بينما أعفي تورنيكوس من مهامه لصالح [[باسيل بويوانس]] الذي وصل في ديسمبر.
 
أرسلت مفرزة من [[حرس فارانجي|الحرس الفارانجي]] التي تعتبر من قوات النخبة إلى إيطاليا لقتال النورمان بناء على طلب من بويوانس. التقت القوتان عند نهر [[أوفانتو]] بالقرب من [[كاناي]]، وهو موقع المعركة التي انتصر فيها [[حنبعل]] على الرومان في 216 قبل الميلاد. كانت النتيجة نصرًا بيزنطيًا حاسمًا. حمى بويوانس انتصاره مباشرة ببناء قلعة كبيرة عند ممر [[الأبينيني]] لتحرس سهل بوليا. في 1019، حمت قلعة [[ترويا]] (كما سميت) وحدات بويوانس النورمانية الخاصة، مما يدل على النزعة الحقيقية للنورمان للعمل كمرتزقة.
 
خوفًا من التحول في القوى في الجنوب، اتجه البابا بنديكت -الذي كما ذكر سابقًا قد كان أعطى الدفعة الأولية لإشراك النورمان في الحرب - في 1020 إلى [[بامبرغ]] للتشاور مع [[إمبراطور روماني مقدس|الإمبراطور الروماني المقدس]] [[هنري الثاني (إمبراطور روماني مقدس)|هنري الثاني]]. لم يأخذ الإمبراطور أي إجراء فوري ولكن الأحداث التي جرت في العام التالي أقنعته بالتدخل. تحالف بويانس مع باندولف من كابوا وسارا باتجاه داتوس الذي كان يحرس برجًا في أراضي [[دوقية جيتا]] مع القوات البابوية. ألقي القبض عليه وبتاريخ 15 يونيو 1021 وضع في كيس مع قرد وديك وأفعى وألقي في البحر. في 1022 انطلق جيش إمبراطوري ضخم نحو الجنوب في ثلاث مفارز بقيادة هنري الثاني و[[بلغريم (مطران)|بلغريم من كولونيا]] و[[بوبو من تريفين|بوبو من أكويليا]] لمهاجمة ترويا. رغم أن ترويا لم تسقط، إلا أن جميع الأمراء اللومبارد جلبوا إلى الإمبراطورية واقتيد باندولف إلى سجن ألماني، وهكذا انتهت فترة الثورة اللومباردية.
سطر 41:
في 1024، كان المرتزقة النورمان (ربما بقيادة رانولف درينغوت) في خدمة غايمار الثالث عندما قام وباندولف الرابع بحصار [[باندولف الخامس من كابوا|باندولف الخامس في كابوا]]. في 1026 وبعد حصار لمدة 18 شهرًا، استسلمت كابوا وأعيدت إلى باندولف الرابع. في السنوات التالية، ارتبط مصير رانولف بباندولف، ولكن في 1029، تخلى عن الأمير وانضم إلى [[سرجيوس الرابع من نابولي]]، والذي طرده باندولف من [[نابولي]] في 1027، وربما بمساعدة من رانولف نفسه.
 
في 1029، سيطر سرجيوس ورانولف على نابولي. وفي أوائل عام 1030، منح سرجيوس رانولف مقاطعة أفيرسا والتي كانت أول إمارة نورمانية في المنطقة. كما زوج سرجيوس أخته إلى الكونت الجديد. في 1034، توفيت أخت سرجيوس وعاد رانولف إلى خدمة باندولف. وفقًا لأماتوس:
 
<blockquote>
سطر 49:
أدت التعزيزات النورمانية والمرتزقة المحليون الذين وجدوا ترحيبًا بهم في مخيم رانولف طون طرح أسئلة عنهم إلى تضخم الأعداد في إمرة رانولف. في ذلك المخيم، شكلت [[لغة نورمانية قديمة|اللغة]] والعادات النورمانية بوتقة تضم مجموعة متباينة من الأفراد في ما يشبه شعبًا كما لاحظ أماتوس أيضًا.
 
في 1037، ترسخ نفوذ النورمان عندما خلع الإمبراطور [[كونراد الثاني]] باندولف وثبت رانولف "كونت أفيرسا" بتعيين مباشر من الإمبراطور. في 1038، غزا رانولف كابوا ليوسع رقعة حكمه لتصبح الأكبر في جنوبي إيطاليا.
 
بين 1038 و1040، أرسل النورمان فرقة أخرى جنوبًا برفقة فرقة من اللومبارد بقيادة [[غايمار الرابع من ساليرنو]] لقتال المسلمين في صقلية لصالح البيزنطيين. نال أول أفراد [[سلالة هوتفيل|عائلة هوتفيل]] شهرة في القتال في صقلية تحت قيادة [[جورج مانياكيس]]. نال [[وليام الذراع الحديدية|وليام هوتفيل]] لقبه "الذراع الحديدية" في حصار [[سرقوسة]].
سطر 55:
بعد اغتيال الكتبان [[نيقفوروس دوكيانوس]] في [[أسكولي ساتريانو|أسكولي]] في عام 1040، اعتزم النورمان انتخاب زعيم من بين أنفسهم، ولكن بدلًا من ذلك تلقوا رشوة من [[أتينولف أمير بينيفينتو]] لانتخابه زعيمًا لهم. في 16 مارس 1041، قرب [[فينوسا]] على أوليفنتو حاول جيش النورمان التفاوض مع الكتبان الجديد [[ميخائيل دوكيانوس]] ولكنهم فشلوا ودارت بينهم معركة مونتيمادجوري قرب كاناي. على الرغم من أن الكتبان قد استدعى قوة كبيرة من الفارانجيين من باري، كانت المعركة هزيمة كاملة لجيشه حيث مات العديد من جنوده غرقًا في [[أوفانتو]] أثناء انسحابهم.
 
في 3 سبتمبر 1041، هزم النورمان الذين كانوا اسميًا تحت القيادة اللومباردية لأردوين وأتينولف الكتبان البيزنطي الجديد [[إكزاغستوس بويوانيس]] واقتادوه أسيرًا إلى [[بينيفنتو]]، مما يدل على ما تبقى من هيمنة اللومبارد على تلك الأراضي. أيضًا خلال تلك الفترة، بدأ غايمار الرابع بتوظيف النورمان تحت لوائه عبر وعود مختلفة. في فبراير 1042، فاوض أتينولف - مدفوعًا بكونه معزولًا أو برشوة بيزنطية - على فدية إكزاغستوس ومن ثم فر بالفدية إلى الأراضي البيزنطية. حل محله [[أرغيروس]] الذي أحرز بعض الانتصارات السابقة ولكنه تلقى رشوة أيضًا لينضم لصف البيزنطيين.
 
في سبتمبر 1042، انتخب النورمان أخيرًا قائدًا من بينهم. كان التمرد لومبارديًا في الأصل ليصبح نورمانيًا في المضمون والقيادة. انتخب وليام الذراع الحديدية بلقب كونت. التمس هو وغيره من القادة اعترافًا من غايمار بفتوحاتهم. تلقوا الأراضي حول [[ملفي]] كإقطاعية وأعلن غايمار "دوق بوليا وكالابريا". في ملفي 1043، قسم غايمار المنطقة (باستثناء ملفي نفسها، والتي كان من المقرر أن تحكم على النموذج الجمهوري) إلى اثنتي عشرة بارونية لصالح القادة النورمان: تلقى وليام [[أسكولي ساتريانو|أسكولي]] و[[أسكليتين من أتشيرينزا|أسكليتين]] [[أتشيرينزا]] و[[تريستان من مونتيبيلوسو|تريستان]] [[إرسينا|مونتيبيلوسو]] و[[هيو توبوف]] [[مونوبولي]] و[[بيتر الأول من تراني|بيتر]] [[تراني]] و[[دروغو هوتفيل]] [[فينوسا]] ورانولف درينغوت الذي أصبح مستقلًا تلقى [[جارجانو|مونتي جارجانو]]. تزوج وليام بدوره من غيدا ابنة [[غاي دوق سورينتو|غاي]] [[دوقية سورينتو|دوق سورينتو]] وابنة أخ غايمار. كان التحالف بين النورمان وغايمار قويًا.
سطر 72:
 
== مقاطعة أفيرسا (1049–1098) ==
في الخمسينيات والستينيات من القرن الحادي عشر، كان هناك مركزان للسلطة النورمانية في جنوب إيطاليا: الأول في ملفي تحت حكم سلالة هوتفيل والآخر في أفيرسا تحت حكم الدرينغوت. تولى [[ريتشارد الأول من كابوا|ريتشارد درينغوت]] وربما عن طريق العنف حكم مقاطعة أفيرسا في 1049 وبدأ على الفور سياسة التوسع الإقليمي وبالتالي منافسة الهوتفيل.
 
توسع في البداية على حساب جيرانه اللومبارد مثل [[باندولف السادس من كابوا]] و[[أتينولف الأول من جيتا]] و[[جيزولف الثاني من ساليرنو]]. دفع بحدود الأخير حتى كادت إمارته تنتهي وصمدت مدينة [[ساليرنو]]. كما هدف إلى توسيع نطاق نفوذه سلميًا عندما خطب ابنته إلى الابن البكر لأتينولف من جيتا، ولكن عندما توفي الصبي قبل الزواج، طالب اللومباردي بمهر ابنته على أي حال. رفض الدوق مطالب ريتشارد الذي حاصر [[أكينو]] واستولى عليها، والتي كانت واحدة من الإقطاعيات القليلة المتبقية من جيتا (1058). التسلسل الزمني لغزوه لجيتا مربك. تشير الوثائق من 1058 و 1060 إلى [[جوردان الأول من كابوا|جوردان]] الابن البكر لريتشارد بدوق جيتا، ولكن تم الطعن بصحة تلك الوثائق بأنها مزورة، حيث أن أتينولف كان لا يزال دوقًا عندما توفي في 1062.<ref>Skinner, 156 and n32. Both documents are preserved in the ''[[Codex Cajetanus]]''. Both have been ruled forgeries on the basis of erroneous dating clauses and the absence of Richard. Also, Jordan's reputed wife, Rapizza, appears to be make-believe.</ref> بعد وفاة أتينولف، تولى ريتشارد وجوردان حكم الدوقية، ولكنهما سمحا لولي عهد أتينولف ([[أتينولف الثاني من جيتا|أتينولف الثاني]]) بالحكم كتابع لهما حتى 1064، عندما ضمت جيتا تمامًا لإمارة درينغوت. عين ريتشارد وجوردان دوقات دمى من بين النورمان.<ref>Skinner, 156 and n32.</ref>
 
عندما توفي أمير كابوا الضعيف في 1057، قام ريتشارد بمحاصرة المدينة على الفور. كما هو الحال مع جيتا فإن التسلسل الزمني لاستيلائه على [[كابوا]] مربك. خلف باندولف في حكم كابوا أخوه [[لاندولف الثامن من كابوا|لاندولف الثامن]]، الذي ذكر أميرًا حتى 12 مايو 1062. تولى ريتشارد وجوردان اللقب الأميري في 1058، لكنهما سمحا للاندولف على ما يبدو في الاستمرار في الحكم وربما تحت إمرتهما وأن يحافظ على مفاتيح المدينة لأربع سنوات أخرى على الأقل. في 1059، دعا البابا [[نيقولا الثاني]] المجمع الكنسي إلى ملفي حيث أكد ريتشارد كونتًا لأفيرسا وأميرًا لكابوا. أقسم ريتشارد لاحقًا الولاء للبابوية في ممتلكاته. بعد ذلك، نقل الدرينغوت مقر قيادتهم إلى كابوا وحكموا أفيرسا وجيتا من هناك.
سطر 81:
 
== غزو أبروتسو (1053–1105) ==
في عام 1077، توفي آخر أمير لومباردي لبينيفينتو. عين البابا روبرت جيسكارد لخلافته في 1078. في 1081 تخلى جيسكارد عن الإمارة، التي ضمت آنذاك بينيفنتو نفسها والقليل من الأراضي بجوارها، بعد أن قلص النورمان حجمها بغزواتهم في العقود السابقة، وخصوصًا بعد تشيفيتاتي وحتى بعد 1078. أعاد البابا تثبيت جيسكارد على بينيفينتو في تشيبرانو في يونيو 1080 في محاولة لوضع حد للتجاوزات النورمانية على أراضيها، وكذلك الأرض التي ارتبطت تقنيًا بينيفينتو في أبروتسو التي حاول أقرباء جيسكارد السيطرة عليها.
 
في أعقاب تشيفيتاتي، بدأ غزو النورمان للمنطقة المطلة على البحر الأدرياتيكي من إمارة بينيفنتو. غزا [[جيفري هوتفيل]] وهو شقيق للهوتفيل في ملفي مقاطعة [[لارينو]] اللومباردية وقلعة موروني في منطقة [[سامنيوم|سامنيوم غوياماتوم]]. حول [[روبرت الأول من لوريتيلو|روبرت]] نجل جيفري هذه الفتوحات الجديدة إلى مقاطعة موحدة باسم [[لوريتيلو]] في 1061. ومع ذلك استمر في توسيع منطقة نفوذه في أبروتسو اللومباردية. غزا مقاطعة تياتي اللومباردية ([[كييتي]] حاليًا) وحاصر [[أورتونا]] والتي أصبحت هدفًا لجهود النورمان في تلك المنطقة. توسعت لوريتيلو لتصل [[بسكارا]] والولايات البابوية شمالًا. في 1078، تحالف روبرت مع جوردان من كابوا ونهب أبروتسو البابوية. أجبر النورمان بموجب معاهدة مع البابا [[غريغوري السابع]] في 1080 على احترام أراضي البابوية. في عام 1100، وسع روبرت لوريتيلو بضم [[فورتوري]] و[[بوفينو]] و[[توريمادجوري|دراغونارا]].
سطر 100:
[[ملف:Palermo-Castle-bjs-2.jpg|thumb|200px|يسار|بالاتسو دي نورماني (قصر النورمان): قصر عربي يعود للقرن التاسع الميلادي حوله النورمان إلى مقر حكمهم.]]
 
عاد روبرت في 1064، ولكنه تجاوز كاستروجيوفاني وسار مباشرة نحو باليرمو. إلا أنه اضطر للتخلي عن معسكره بسبب الرتيلاء (نوع من العناكب) وألغيت كامل الحملة. حاول حصار [[باليرمو]] مرة أخرى في عام 1071، لكنه نجح فقط في السيطرة على المدينة دون قلعتها. عين روجر [[ملحق:قائمة ملوك صقلية|كونتًا على صقلية]] تحت سلطان دوق بوليا. سقطت القلعة في يناير 1072. اقتسم روبرت الجزيرة مع شقيقه روجر. احتفظ روبرت بباليرمو ونصف ميسينا ووادي ديموني وترك الباقي متضمنًا ما لم يتمكن من فتحه لأخيه روجر.
 
في عام 1077 حاصر روجر [[تراباني]]، أحد معاقل المسلمين المتبقية في غرب الجزيرة. قاد ابنه [[جوردان هوتفيل|جوردان]] طلعة فاجأ فيها حامية حيوانات الرعي. مع انقطاع إمدادات الغذاء عن المدينة، استسلمت في وقت قريب بعدها. في 1079 حوصرت مدينة [[طبرمين|تاورمينا]] وفي 1081 قام جوردان وروبرت دي سورفال وإلياس كارتومي بغزو [[كاتانيا]] التابعة لأمير [[سرقوسة]] في هجوم مفاجئ آخر.
 
غادر روجر صقلية في صيف عام 1083 لمساعدة شقيقه في البر الرئيسي، ولكن جوردان الذي خلفه في إدارة صقلية تمرد مما دفعه للعودة إلى صقلية، حيث أجبر ابنه على العودة للطاعة. في 1085، تمكن في النهاية من القيام بحملة منهجية. في 22 مايو 1085 اقترب روجر من سرقوسة عن طريق البحر بينما قاد جوردان كتيبة فرسان صغيرة على بعد أربعة وعشرين كيلومترًا إلى الشمال من المدينة. يوم 25 مايو اصطدمت القوات البحرية للكونت والأمير في الميناء - حيث قتل الأمير - بينما حاصرت قوات جوردان المدينة. استمر الحصار طوال الصيف، ولكن عندما استسلمت المدينة في مارس 1086، كانت نوتو فقط تحت سيطرة المسلمين. في فبراير 1091 وبعد جهد قصير سقطت [[نوطس|نوتو]] وبذلك كامل صقلية.
 
كان غزو صقلية تحت إشراف قيادة موحدة، لذلك لم يكن هناك أي تحد لسلطة روجر من قبل الغزاة الآخرين وهكذا حافظ على سلطة قوية على رعاياه العرب واليونان واللومبارد والنورمان. أدخلت الكنيسة الكاثوليكية إلى الجزيرة ونظمت أمورها الكنسية تحت إشراف روجر بموافقة بابوية. أنشئت [[أبرشية|الأبرشيات]] في باليرمو (مع سلطة حضرية) وسرقوسة و[[أغريجنتو]]. بعد صعودها إلى مرتبة مملكة في 1130، أصبحت صقلية مركز السلطة النورمانية.
سطر 140:
في صيف 1074، اندلع القتال بين ريتشارد من كابوا وروبرت جيسكارد. تحالف [[سرجيوس الخامس من نابولي]] مع الأخير وجعل من مدينته مركزًا لإمداد قوات جيسكارد. حرضه ذلك ضد ريتشارد الذي كان مدعومًا من غريغوري السابع. في يونيو حاصر ريتشارد نابولي ولكن لفترة وجيزة فقط. باشر ريتشارد وروبرت وسرجيوس بعد ذلك مفاوضات مع غريغوري من خلال الوساطة التي قدمها [[فيكتور الثالث|ديسيديريوس من مونتيكاسينو]].
 
في عام 1077، حاصر ريتشارد من كابوا نابولي بينما فرض حصار روبرت جيسكارد حصارًا بحريًا. بعد أن توفي ريتشارد خلال الحصار في 1078، حيث أن أعفي فقط من الحرمان الكنسي على فراش الموت، رفع خليفته جوردان الحصار ليصحح وضعه مع البابوية التي وقعت السلام مع الدوق سرجيوس ورفع الحصار وتفرقت قوات روبرت جيسكارد.
 
في 1130، عين البابا المزيف [[أناكليتوس الثاني]] روجر الثاني من صقلية ملكًا وأعلن ضرائب نابولي جزءًا من مملكته.<ref name=skinner206>Skinner, 206–207.</ref> في 1131، طالب روجر من مواطني أمالفي حصون مدينتهم ومفاتيح قلعتهم. عندما رفض المواطنون، كان [[سرجيوس السابع من نابولي]] على استعداد لمساعدتهم في البداية بأسطوله، ولكن جورج من أنطاكية حاصر ميناء نابولي بأسطول أكبر، كما أن سرجيوس تراجع أيضًا بسبب قمع الأمالفيين الذين خضعوا لروجر. وفقًا للمؤرخ [[ألكسندر من تيليزي]] فإن "نابولي والتي نادرًا ما تم فتحها بالسيف منذ العصر الروماني، استسلمت الآن لقوة روجر بناء على مجرد تقرير [أي سقوط أمالفي]".