جرمنتيون: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
أماكن و آثار لعيش الجرمنت أهملت
سطر 29:
ولا بد أن جرمة كانت تحتل أرضا مرتفعة على شكل قضيب أو حاجز يخترق مساحة واسعة ضخمة من المياه الضحلة، وكما نتصور، نرى المظهر العام للمنطقة كان يختلف تماما عما هو عليه اليوم. ويبدو أن من المحتمل أن كلا من جرمة وسانية جبريل، التي بعد مسافة 300 متر إلى الشرق كانتا جزءا من جرمة القديمة، التي كانت عند أعظم امتداد لها، تغطي جزءا من الأرض تصل مساحته إلى عشرين هكتارا. وقد بينت الاكتشافات التي إنجزت حتى اليوم أن أقدم استيطان تم في المنطقة حل في منطقة تقع تحت مدينة جرمة الحديثة؛ لأن الأبنية المشيدة من الطوب الطيني، والتي تتراكم في طبقات فوق بعضها البعض، وترجع إلى فترات عديدة تنبين بأن ذلك الموقع الذي استوطنه الناس في وقت ما، استمر مركزا للإقامة والحياة. وفي أواخر القرن الأول الميلادي اجتذب هذا الموقع جميع سكان زنككرة تقريبا، أما مع مجيء منتصف القرن الثاني الميلادي فلابد أن الناس هجروا القلعة الواقعة على قمة المرتفع بزنككرة إلى مكان المقابر التي تقع الآن على منحدراتها السفلى.<ref>الجرمنتيون سكان جنوب ليبيا القدماء، ص75.</ref> أما في سانية جبريل فقد دامت الحياة حتى مطلع القرن الثالث الميلادي، ولكن جرمة ظلت مسكنا ومكان إقامة مدة أطول بكثير.<ref>الجرمنتيون سكان جنوب ليبيا القدماء، ص77.</ref>
ورغم الأهمية العظيمة لجرمة والإعجاب الشديد بها فلا بد أن يكون الكثير من الجرمنتيين قد عاشوا في قرى أو في منازل منفردة صغيرة. ويؤيد هذا الاحتمال اتصال وامتداد خطوط المقابر والفخار على طول وادي الآجال.<ref>الجرمنتيون سكان جنوب ليبيا القدماء، ص79.</ref>
و لهم مقابر في منطقة (تساوة-وادي عتبة) تختلف عن مقابر الجرمنت في جرمة ؛فهي مدورة الشكل وكأنهم دفنوا واقفين أو جالسين، ففي تساوة مقبرتين ،وفي ( شربة)بتشديد الراء عدة مقابر وهي قرية أثرية جنوب تساوة تبعد عنها بعض الكيلوا مترات جنوبا في الصحراء وتوجد نقوش ورسومات أثرية لهم في منطقة( متخندوش )وهو ممر أثري قديم، ولهم رسومات في (جبل الحساونة- بوادي الشاطيء)ومع هذه الرسومات قد تجد بعض حروف (التفيناغ )وهي اللغة الطارقة ،آثار تدل على قرون من البشر عاشوا على هذه الأرض .
 
== دولتهم ==
أسس الجرمنتيون دولة عظمى منذ أكثر من عشرين قرنا في الصحراء الليبية وحضارة متطورة كما يؤكد عالم الآثار البريطاني ديفيد ماتينغلي، وكان الجرمنتيون الذين يحكمهم ملوك على ما يبدو، قد سيطروا في أوج حضارتهم على منطقة واسعة من الصحراء تبلغ مساحتها حوالى 300 ألف كيلومتر مربع وهددوا في ذلك الحين المدن الواقعة على ساحل [[البحر المتوسط]] وشعوب منطقة جنوب الصحراء في [[تشاد]] و[[النيجر]]، وكانت [[جرمة]] عاصمتهم تقع في وادي الآجال وهو أرض منخفضة يبلغ طولها 150 كيلومترا وعرضها بين ثلاثة وخمسة كيلومترات من الغرب إلى الشرق بين دهناء [[أوباري]] وشاطىء صخري.<ref>[http://www.elaph.com/ElaphArts/2004/9/10887.htm إيلاف: الجرمنتيون اقاموا دولة في الصحراء الكبرى.]</ref>