عبد الله البطال: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
سطر 21:
[[ملف:Asia Minor ca 740 AD.svg|تصغير|خريطة لآسيا الصغرى البيزنطية وحدود الحروب الإسلامية البيزنطية في بدايات القرن الثامن الميلادي.]]
 
يُعتقد أن البطال أشترك في في [[حصار القسطنطينية (717-718)]]. وفقاً للمصادر التاريخية (المؤرخان: [[اليعقوبي]] و[[محمد بن جرير الطبري]]) ظهر البطال لأول مرة [[727]]م، في واحدة من الغارات السنوية ضد الأناضول البيزنطي، قاد هذه الحملة [[معاوية بن هشام]] ابن الخليفة [[هشام بن عبد الملك]] (حكم من 723م – 743م). قاد البطَال طليعة الجيش وسيطر على مدينة [[جانقري|خنجره]]، قبل أن يدخل الجيش في [[حصار نيقية (727)]] الغير ناجح.<ref name="EI2"/><ref>Blankinship (1994), p. 120</ref><ref>[[s:تاريخ الخلفاء#هشام بن عبد الملك|كتاب تاريخ الخلفاء، هشام بن عبد الملك (21)، على ويكي مصدر.]]</ref> يعتبر بلانكنشب أن سيطرة البطال على خنجره تعتبر واحدة من أعظم نجاحات الأمويين ضد البيزنطيين في هذه الفترة، إلى جانب سيطرة [[مسلمة بن عبد الملك]] على [[قيصرية]] في 726م.<ref>Blankinship (1994), pp. 120–121</ref>
قاد البطال غارة أخرى لا يُعرف عنها الكثير في (731م – 732م). ولم تكن موفقة وذُكر أنه توفي فيها الأمير العربي [[s:البداية والنهاية/الجزء التاسع/قال ابن جرير فيها كان مهلك الأمير عبد الوهاب بن بخت|عبد الوهاب بن بخت]].<ref name="EI2"/><ref name="B162">Blankinship (1994), p. 162</ref> في العام التالي 115 هـ تولى البطال قيادة جزء في حملة إلى جانب معاوية بن هشام ودخلوا [[أفيون قره حصار]] في [[فريجيا]]. حاول الجيش البيزنطي التصدي للمسلمين، ولكن البطال هزمهم، وأسر قسطنطين وذلك حسب المصادر الإسلامية وتقول المصادر البيزنطية أن الذي أسره البطال هو شخص كان يدعي العرش البيزنطي.<ref name="EI2"/><ref name="B162"/><ref name="PmbZ">Winkelmann, Lilie, et al. (1999), pp. 5–6</ref>
<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1=اليعقوبي|العنوان=كتاب تاريخ اليعقوبي، على موقع المكتبة الشاملة.|مسار=http://islamport.com/w/tkh/Web/364/243.htm|تاريخ الوصول=13 رمضان 1436 هـ}}</ref> ظهر البطال آخر مرة في حملة كبيرة فيها عشرات الآلاف من الرجال من الجيش الأموي ضد البيزنطيين إلى جانب مع مالك بن شعيب، نائب حاكم ملطية، قاد البطال قوة من الفرسان قوامها 20000 في حين سليمان بن هشام قاد القوة الرئيسية التي تقف وراءها. وصلت قوة البطال وقوة مالك حتى (اكرونون)أكرونيون أفيونالمعروفة اليوم بأفيون قره حصار، ولكن تواجه وهُزم من قبل البيزنطيين بقيادة الإمبراطور ليو (الحاكم من: 717م - 741م) وولده قسطنطين في [[معركة أفيون قره حصار]]. لقى فيها جميع القواد المسلمين وثلثي الجيش حتفهم.<ref name="EI2"/><ref name="PmbZ"/><ref>Blankinship (1994), pp. 169–170</ref><ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1=عادل السيوي، ديوان الأهرام، موقع الأهرام الرقمي|العنوان=نوافذ على الملكوت|مسار=http://digital.ahram.org.eg/Motnw3a.aspx?Serial=1834309&archid=22|تاريخ الوصول=15 رمضان 1436 هـ}}</ref>
 
== التراث ==
إذا كان عبد الله البطال لم يأخذ حقه من الشهرة في مهنته العسكرية، فقد نمت شهرته في الحكايات الشعبية. بحلول القرن العاشر الميلادي أصبح أحد أبطال الحكايات حول [[الحروب الإسلامية البيزنطية]]، سجل العالم [[المسعودي]] في كتابه [[مروج الذهب]] في القرن العاشر الميلادي أن عبد الله من "مشاهير المسلمين" الذين عرضت صورهم في الكنائس البيزنطية احتراماً له.<ref name="EI2"/> يقول المسعودي في كتابه: {{مض|وأخبرني بعض الروم - ممن كان قد أسلم وحسن إسلامه - أن الروم صورت عشرة أنفس في بعض كنائسها من أهل البأس والنجدة والمكايد في النصرانية والحيلة من المسلمين: منهم الرجل الذي بعث به معاوية حين احتال على البطريق فأسره من القسطنطينية، فأقاد منه بالضرب ورده إلى القسطنطينية؛ و'''عبد الله البطال'''، وعمرو بن عيدعبد الله، وعلي بن يحيى الأرمني...}}<ref>
{{مرجع كتاب|المؤلف1=المسعودي|العنوان=كتاب مروج الذهب، (2/129)، على موقع المكتبة الشاملة.|مسار=http://islamport.com/d/3/tkh/1/133/2665.html|تاريخ الوصول=13 رمضان 1436 هـ}}</ref> زين المؤرخان الأندلسي [[محي الدين بن عربي]] و المؤرخ الفارسي [[أبو علي البلعمي]] في القرن العاشر-القرن الثاني عشر أن له دور في [[حصار القسطنطينية (717-718)]].<ref name="EI2"/> ذكر [[ابن عساكر]] في كتابه [[تاريخ دمشق (كتاب)|تاريخ دمشق]] الكثير من الروايات حول البطال منها: ذكر البيزنطيين اسمه لتخويف الأطفال، ودخوله [[عمورية]] وتظاهره بأنه رسول وكشفه خططهم، ودخوله [[دير]] فيه نسوة (تزوج احداهن لاحقاً) وقتله أحد البطارقة. ومقابلته الإمبراطو ليو ووفاته وطلبه منه أن يدفنه من معه من المسلمينأسرى المسلمين، ففعل الملك.<ref name="EI2"/> ومن ناحية أخرى بداية ب[[ابن عساكر]] ومعاصره السموأل بن يحيى المغربي انتقد الكثير من المؤرخين المسلمين مختلف الافتراءات أدخلت في حسابات حياة البطال. ويقول الذهبي: «إن القُصّاص حكوا عنه ـ أي البطال ـ من الخرافات ما لا يليق». وقال ابن كثير بعد حديثه عن البطال: «وأما ما يذكر العامة عن البطّال من السيرة المنسوبة إلى دلهمة (ذات الهمّة) والأمير عبد الوهاب والقاضي عقبة فكذب وجهل وتخبط فاحش».<ref name="EI3"/><ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1=ابن كثير|العنوان=كتاب البداية والنهاية|مسار=http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1089&idto=1090&bk_no=59&ID=1241|تاريخ الوصول=13 رمضان 1436 هـ}}</ref><ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1=الذهبي|العنوان=سير أعلام النبلاء|مسار=http://www.al-eman.com/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%B3%D9%8A%D8%B1%20%D8%A3%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%A1/131-%20%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B7%D8%A7%D9%84%20%D8%A3%D8%A8%D9%88%20%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF%20%D8%B9%D8%A8%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87/i950&d1198134&c&p1|تاريخ الوصول=13 رمضان 1436 هـ}}</ref> وقال [[ابن كثير]] بعد أن لخص سيرته في كتابة [[البداية والنهاية]]: «وأما ما يذكره العامة عن البطال من السيرة المنسوبة إلى دلهمة، والبطال، والأمير عبد الوهاب ، والقاضي عقبة فكذب وافتراء، ووضع بارد، وجهل كبير، وتخبيط فاحش، لا يروج ذلك إلا على غبي أو جاهل ردي، كما يروج عليهم سيرة [[عنترة العبسي]] المكذوبة، وكذلك سيرة البكري، والدنف وغير ذلك، والكذب المفتعل في سيرة البكري أشد إثما وأعظم جرما من غيرها; لأن واضعها يدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.»<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1=[[ابن كثير]]|العنوان=كتاب البداية والنهاية، ثم دخلت سنة ثنتين وعشرين ومائة، ص115-116، على موقع إسلام ويب|مسار=http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1089&idto=1090&bk_no=59&ID=1241|تاريخ الوصول=13 رمضان 1436 هـ}}</ref><ref name="EI3"/>
 
استغل اسم عبد الله البطال في عملين الأول في اللغة العربية (سيرة ذات الهمة والبطّال) أو دلهمه والثاني في الملحمة الأدبية التركية الشعبية [[سيد بطال غازي]].<ref name="EI2"/> وعلى الرغم من أن كلاهما تم تأليفهما في القرن الثاني عشر ورسما على تقاليد عربية، فهما يعرضان فروقات هامة، فالرواية التركية تتضمن العديد من التأثيرات الفارسية والتركية، بما فيها العناصر الخارقة من التقاليد الشعبية أو زخارف من ال[[شاهنامه]] ورواية أبو مسلم.<ref name="Melikoff">Melikoff (1986), pp. 1003–1004</ref> كل من الروايات تضع البطّال في منتصف القرن التاسع الميلادي وتربطه ب[[ملطية]] و[[عمر الأقطع|أميرها عمر الأقطع]] (المتوفى:[[863]]م) ونتيجة لذلك أصبح مرتبطاً بشكل خاص مع مدينة ملاطية وما حولها.<ref name="Melikoff"/><ref>Dedes (1996), pp. 9–14</ref> أخذ الصحصاح بطل قبيلة بني كلاب دور البطّال الخاص في الحروب الأموية ضد البيزنطيين في دلهمه. وفي هذه الروايات ظهر البطال كبطل إسلامي وأصبح يشبه فيها أوديسيوس (المشهور بالمكر والدهاء) في الدهاء.<ref>Canard (1961), pp. 158–173, esp. 167–169</ref> واعتبره [[أتراك|الأتراك]] رمزاً بارزاً في فتوحاتهم للأناضول بعد فتح ملطية 1102 على يد [[دانشمنديون|الدانشمنديين]]. عُمل على قصصه (بالتركية:Battalname) في عهد [[السلاجقة]] و[[العثمانيين]]، وأصبح موضوعاً لمجموعة كبيرة للعديد من الحكايات الشعبية.<ref name="Melikoff"/><ref>Dedes (1996), pp. 9–16, 23–25</ref> ويرفع [[علاهيون|العلاهيون]] و[[بكتاشية|البكتاشية]] من قدره ويسمونه ب[[(سيد (لقب تشريفي)|السيد]]، و للبطال مزار في مدينة سيد غازي-التي سميت باسمه-، ويأتيه الزوار من مناطق بعيدة مثل آسيا الوسطى حتى أوائل القرن 20.<ref name="Melikoff"/><ref>Dedes (1996), pp. 16–22</ref>