الزراعة في اليمن: الفرق بين النسختين

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
طلا ملخص تعديل
سطر 115:
تبلغ كمية هذه المياه حوالي 10 مليار متر مكعب في حوض المسيلة، 205 مليار متر مكعب في حوض تهامة وتتوزع البقية من الاحتياطي الجوفي على بقية المناطق وتبلغ كمية السحب من المياه الاحتياطية 1.5 مليار متر مكعب سنوياً عن طريق 55ألف بئر ارتوازية يتم سحبها من المياه الاحتياطية إذ يتم ضخ 3400 مليون متر مكعب من هذه المياه ومعظمه يذهب للنشاط الزراعي إذ يستهلك 90% من هذه الكمية و8%تذهب للقطاع المنزلي و2% للقطاع الصناعي ويمثل هذا الحجم من المياه المستخرجة ما يفوق معدل التغذية الجوفية بمقدار 900 مليون متر مكعب؛ مما سبب في حصول انخفاض متزايد في منسوب المياه الجوفية؛ إذ يصل مستوى هذا الانخفاض في بعض الأحواض ما بين 2-6 أمتار سنوياً وقد تفاقم هذا الوضع مع نهاية السبعينيات وبداية الثمانينات من القرن العشرين عندما بدأت أعمال حفر الآبار العميقة تتزايد بصورة كبيرة وبدأت مرحلة استنزاف كبيرة للمياه الجوفية عندما وجد المزارعون أن هناك مردوداً سريعاً لاستخدام هذه المياه في الزراعة.
 
===القات والإقتصاد===
ارتفعت مساحة الأراضي المزروعة بالقات في اليمن العام الماضي إلى 136 ألف و138 هكتار مقارنة بـ 110 آلاف و293 هكتار عام 2002 م، في تطور لافت لانتشار زراعته وزحفه بشكل كبير ومتسارع خلال السنوات الأخيرة صوب المساحات الزراعية من المحاصيل الأخرى كالحبوب وبعض الفواكه.
ويعد القات بإجماع اقتصاديين وأخصائيين- كارثة خطيرة لها أضرار اقتصادية واجتماعية على الأسرة اليمنية تتمثل في تحمل تكاليف شراء القات بمبالغ باهضة إلى جانب تأثيره على إنتاج المحاصيل الغذائية خاصة الحبوب والفواكه، واستنزافه لكميات هائلة من مخزونات المياه الجوفية, إضافة إلى أضراره الاجتماعية بالتفكك الأسري وتأثيراته النفسية والسلوكية.
 
وأعتبر وزير الزراعة والري الدكتور منصور احمد الحوشبي لوكالة الأنباء اليمنية /سبأ/ القات مشكلة وكارثة اقتصادية أصبح ينافس وبشدة زراعة المحاصيل الزراعية الأخرى كالفواكه والحبوب اللازمة لتوفير اللأمن الغذائي وتقليص الفجوة الغذائية لليمن.. وعزا أسباب انتشار زراعة القات في اليمن على مساحات واسعة إلى العائدات والأرباح الكبيرة التي يجنيها المزارعون من القات.
وأشار الحوشبي إلى أن استراتيجة وزارة الزراعة والري لمكافحة القات في اليمن تركز على إيجاد بدائل وآليات مناسبة تتمثل بتشجيع استيراد أصناف جديدة من المحاصيل الزراعية وإدخال الميكنة الزراعية الحديثة وتعزيز دور الإرشاد الزراعي للتوعية بالآثار السلبية للقات لما من شأنه الإسهام في الحد من ظاهرة اتساع زراعته.. متطرقا إلى الإجراءات التي اتخذتها الوزارة للحد من الظاهرة منها قرار الوزارة الصادر في نهاية عام 2006، القاضي بمنع استيراد المبيدات التي تستخدم في زراعة القات.
 
[[ملف:صورة توضيحية لنبته القات.jpg|تصغير|left|نبات القات]]
كانت اليمن من أشهر الدول المصدرة للبن ويُعتبر [[البن]] اليماني من أجود أنواعه على الإطلاق<ref>Yemen." Encyclopædia Britannica. Encyclopædia Britannica Online. Encyclopædia Britannica Inc., 2012. Web. 25 Nov. 2012</ref> تأثرت زراعته وقطاع الزراعة في [[الجمهورية اليمنية]] بشكل عام بسبب زراعة القات ويستهلك قرابة 40% من مياه الري خاصة وأن محصول البلاد من المياه ضئيل أصلاً <ref name="news.sky.com">[http://news.sky.com/story/752130/yemen-legal-high-is-fueling-extremism Yemen: Legal High Is 'Fueling Extremism' Sky News last retrieved DEC 13 2012]</ref> وكل حزمة تكلف حوالي 500 لتر من [[الماء]] ويقول العلماء أن [[صنعاء]] قد تكون أول عاصمة في العالم تجف فيها المياه تماما <ref name="newyorker.com">[http://www.newyorker.com/reporting/2011/04/11/110411fa_fact_filkins?currentPage=2 DEXTER FILKINS,''Letter from yemen'' The NewYorker last retrieved dec 2012]</ref> بالإضافة لآثاره الصحية، فإن القات يشكل خطر اقتصادي قاتل فالقات يؤثر على سير الأعمال في [[اليمن]] فرغم البطالة المرتفعة بين الشباب، إلا أن الموظفين منهم لا يقضون سوى بضع ساعات في الصباح لأعمالهم ومن في الساعة الثانية ظهراً تقريبا، تتوقف عجلة العمل في اليمن وينحسر النشاط في [[صنعاء]] إلى بدايات المساء وفق تقرير مجلة [[النيويوركر]] الأمريكية التي وصفت الرئيس السابق [[علي عبد الله صالح]] بـ"المحظوظ" بسبب هذه العادة الإجتماعية<ref name="newyorker.com"/> كثير من الأراضي الزراعية الصالحة لزراعة الفواكه والخضار أقتطعت لزراعة القات للمدخول الكبير الذي ينتج عن تجارته ومعظمهم من مشايخ [[قبائل اليمن|القبائل]] المتنفذين بالذات في المرتفعات الجبلية المسلحة والمقربين من الرئيس السابق [[علي عبد الله صالح]] يكادون يعتمدون اعتماد شبه كلي على تجارة هذه النبتة ولم تبذل الحكومة جهداً يذكر لمكافحة استخدامها لإن الضرائب المفروضة أصلاً لاتجد طريقها إلى خزانة الدولة بل إلى هولاء المسؤولين وفق تقرير مؤسسة جيمس تاون الأمريكية <ref>[http://www.jamestown.org/single/?no_cache=1&tx_ttnews%5Btt_news%5D=36271 Michael Horton,''Yemen's Dangerous Addiction to Qat'' The JamesTown Fondation last retrieved dec 13 2012]</ref> بل في "فيلم وثائقي" [[بروباغندا|بطابع دعائي]] من إنتاج مجموعة [[إم بي سي]] تصف فيه صالح بـ"باني اليمن ومغيرها من حال إلى حال"، أخبر [[علي عبد الله صالح]]الإعلامية [[نيكول تنوري]] أن القات مثل [[الشاي]] <ref>{{يوتيوب|2l_fROMPHd0|أروع فلم وثائقي عن حياة الرئيس علي عبد الله صالح تاريخ الولوج ١٣ ديسمبر ٢٠١٢}}</ref> مدخول تجارة القات يقارب 12 مليون دولار يومياً <ref name="news.sky.com"/> كان الاقتصاد اليمني عبر العصور يحقق الإكتفاء الذاتي ولم يستورد اليمنيين طعامهم أبداً، الآن حوالي 80% من الغذاء مستورد <ref name="guardian.co.uk">[http://www.guardian.co.uk/environment/2010/feb/26/yemen-qat-water-drought Yemen threatens to chew itself to death over thirst for narcotic qat plant last retrieved DEC 13 2012]</ref>
 
أدرجت [[منظمة الصحة العالمية]] القات عام [[1973]] ضمن قائمة المواد المخدرة، بعدما أثبتت أبحاث المنظمة التي استمرت ست سنوات احتواء نبتة القات على مادتي [[نوربسيدو فيدرين]] وال[[كاثين]] المشابهتين في تأثيرهما لل[[أمفيتامينات]].<ref name="aljazeera.net">[http://www.aljazeera.net/specialfiles/pages/0d5ff2b3-ac0e-47a1-9676-12de0bdd2269 القات الأكثر انتشاراً في اليمن والقرن الأفريقي]</ref>
وقال " نحن بصدد الإعداد للمؤتمر الوطني لمكافحة القات الذي يهدف إلى الخروج برؤية واضحة وإستراتيجيات وسياسات عامة للتعامل مع القات وبما يسهم في الحد من زراعته وأضراره".
 
وأظهرت دراسة حديثة حول الزراعة أن القات سبب من أسباب ارتفاع أسعار المحاصيل الزراعية في اليمن.
وأفادت الدارسة إلتي نفذها أكاديميون وخبراء في وزارة الزراعة والري أن زراعة القات في اليمن من الأسباب الرئيسية لارتفاع أسعار الكثير من المحاصيل الزراعية والخضراوات خاصة محصول الطماطم، البطاطس، والبن، خلال العام الجاري.
وعزت أسباب تراجع المساحات الزراعية للمحاصيل النقدية إلى عوامل انتقائية من خلال إتجاه المزراعين صوب زراعة أشجار القات للحصول على عائدات مالية كبيرة.. وأعتبرت القات خطرا حقيقيا على الرقعة الزراعية.
وحسب الدراسة فإن هناك مؤشرات لتراجع زراعة البن في اليمن بشكل ملحوظ، خلال السنوات الخمس الماضية بسبب القات، حيث زاد إنتاج القات ومساحاته المزروعة خلال العقود الثلاثة الأخيرة بـ 18 ضعفا، فارتفعت من سبعة آلاف هكتار في عام 1970 إلى 127 هكتاراً في عام 2005 م أي ما يساوي 25 % من الأراضي الزراعية المروية.
 
وتشير البيانات الصادرة عن الإحصاء الزراعي إلى أن مساحات زراعة البن تراجعت من 33 ألف و545 هكتار عام 2002 م إلى 32 ألف و260 هكتار عام 2006 م, وكذا بالنسبة مساحات زراعة محصول القطن تراجعت من 27 ألف و887 هكتار عام 2002 م إلى 17 ألف و845 هكتار عام 2006 م ,والعنب من 22 ألف و796 هكتار إلى 12 ألف و544 هكتار، والبرتقال من 14 ألف و309 هكتار إلى 7 آلاف و606 هكتار خلال نفس الفترة.
وفيما قدرت الدراسة حجم الإنفاق الشعبي على تناول القات يصل إلى نحو 2 ر1 مليار دولار سنويا.. أوصت بإيجاد بدائل لزراعة واستهلاك القات باعتبارها ظاهرة اجتماعية يومية مكلفة اقتصاديا ومضرة صحيا.
قال رئيس الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي الدكتور إسماعيل محرم" تستنزف أشجار القات كميات هائلة من المياه الجوفية حيث يتم استنزاف سبعة آلاف ملميتر مكعب من المياه للهكتار الواحد ".. مبينا أن القات بدأ يغزو الوديان في الهضبة الجبلية وخاصة في قاع جهران والبون, حيث يوجد أكثر من 400 مزرعة قات في قاع جهران فقط.. لافتا إلى أن التقديرات الإحصائية الحديثة تفيد بأن عدد أشجار القات المزروعة في اليمن تصل إلى حوالي 260 مليون شجرة.
 
وأرجع محرم التطور الكبير في العائد الاقتصادي لمبيعات القات لأسباب إتساع قنوات التسويق وارتفاع مدخلات الإنتاج للمحاصيل الزراعية الأخرى.. لافتا إلى أن توسع مساحات زراعة القات في اليمن تترتب عليه كثير من الأضرار أهمها تقليص الرقعة الزراعية للمحاصيل الأخرى, واستنزاف مخزوننا من المياه الجوفية اللازمة للري واستمرار الحياة, بالإضافة إلى ان القات أحد مصادر ظهور الأمراض المستعصية بسبب الأثر المتبقي من المبيدات على الأعشاب.. منوها إلى أن الشخص الذي يتعاطى القات بشكل مستمر يمضغ مع القات سنويا ما يعادل 6 كيلوجرامات من المبيدات الموجودة في أوراق القات.
 
في عام [[2009]]، تم استخدام مليار لتر من الديزل لضخ المياه لأغراض زراعية وقدرت الحكومة مقدار ماصرفته لإستنسزاف مواردها المائية بنفسها بقرابة 700 مليون دولار <ref name="guardian.co.uk"/> ومرد مشكلة المياه في اليمن هو تخزين القات إذ تحتاج هذه الشجيرة مياها أكثر من باقي الأشجار وزيادة الطلب عليها يدفع المزارعين والتجار إلى مضاعفة إنتاجهم <ref name="guardian.co.uk"/> يتم استهلاك كمية مياه عالية جدا لدرجة أن مستويات[[ماء جوفي|المياه الجوفية]] في حوض صنعاء آخذة في التناقص بسبب هذا والمسؤولين الحكوميين اقترحوا انتقال أجزاء كبيرة من سكان [[صنعاء]] إلى ساحل [[البحر الأحمر]].<ref name="Sanaa"/>
من جانبه أكد أستاذ سمية المبيدات وتلوث البيئة بجامعة صنعاء الدكتور عبد الرحمن ثابت ان التوسع المتنامي في زراعة القات أحد الأسباب التي تقف وراء تدني قدرة القطاع الزراعي في اليمن على تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية والحبوب وكذا التقليل من نسبة الفجوة الغذائية الواسعة بين الإنتاج والاستهلاك, حيث لجأت اليمن لاستيراد كميات كبيرة من المحاصيل الغذائية من القمح والأرز لسد تلك الفجوة.. مشيرا إلى أهمية إيجاد بدائل لزراعة القات وخطط استراتيجية تستهدف الحد من توسع زراعة القات الذي يتكبد اليمنييون بسببه أموال هائلة.
ونوه إلى انه يتم إنفاق ما يقارب 650 مليون دولار سنويا على القات.
وحول آثار القات السلبية على الفرد والمجتمع أفاد الدكتور ثابت ان لانفاق على شراء القات يستحوذ على ما بين 26- 30% من دخل الأسرة محتلا المرتبة الثانية بعد الغذاء الأمر الذي يشكل عبئا على ميزانية الاسرة خصوصا ذات الدخل المحدود والفقراء, وتصل الساعات المهدرة جراء جلسات تعاطيه بحوالى 20 مليون ساعة عمل في اليوم.
وحذر أستاذ المبيدات بجامعة صنعاء من خطر القات وأضراره الصحية على الفرد والمجتمع.. مؤكدا ان القات سبب رئيسي لظهور كثير من الأمراض السرطانية والخطيرة.. لافتا إلى ان أعشاب القات لاتخلو من المبيدات حتى بعد غسلها بالماء جيدا لأن المبيدات تتخزن داخل نبته القات نفسها وبالتالي فهي أحد مكوناته الأساسية ولهذا فالإقلاع عن مضغ القات هول الحل الأمثل للوقاية من الأمراض.
وحول استهلاك زراعة القات لمخزون المياه الجوفية فقد قدرت دراسة حديثة في مجال المياه والمخزون المائي في اليمن كمية استهلاك زراعة القات من المياه بحوالي 800 مليون متر مكعب في السنة, وتعد العاصمة صنعاء أكثر المناطق التي تعاني انخفاظ المخزون المائي بسبب القات حيث تستخدم أكثر من 4 آلاف بئر في صنعاء لري القات, الأمر الذي أدي إلى انخفاض جداول المياه بتموسط 3 إلى 6 امترا سنويا.
وحذر متخصصون في مجال الزراعة من أن منطقة صنعاء ستعاني من الجفاف بحلول عام 2015 نظرا لأن أشجار القات تستنفد نحو 70 % من الموارد المائية في اليمن.
 
في بلدان أخرى خارج المنطقة الأساسية المتمثلة في النمو والاستهلاك يمضغ القات في الحفلات أو المناسبات الاجتماعية. ويستخدم من قبل المزارعين والعمال للحد من التعب الجسدي أو الجوع والسائقين والطلاب لتحسين الاهتمام. في [[ثقافة مضادة|ثقافة سكان النخبة المضادة]] في [[كينيا]] فإن القات (المشار إليها محليا باسم فيفي أو ميرا) يستخدم لمواجهة الآثار المترتبة على [[خُمار|شرب الخمر]] على غرار استخدام ورقة [[كوكا|الكوكافي]] [[أمريكا الجنوبية]].
إلى ذلك أعتبر أخصائي الإرشاد الزراعي بالوحدة الحقلية الشمالية لمحافظات صنعاء، عمران، والمحويت المهندس عبد العزيز الذبحان زراعة القات أحد مصادر الاستنزاف الجائر للمياه في اليمن إلى جانب عمليات الري التقليدي خاصة في حوض عمران.. مبينا أن حوض عمران يعاني من نقص في المياه وصل إلى ستة أمتار في حين زاد عمق الابار من 250 مترا عام 2001 م إلى 450 مترا عام 2006 م.
 
{| class="wikitable" border="1"
|+ مساحة زراعة القات مقارنة ببعض المحاصيل/المساحة بالهكتار <ref name="aljazeera.net"/>
!السنة/المحصول
! البن
! السمسم
!القطن
! التبغ
! القات
! نسبة الزيادة
|-
| [[1990]]
| 24804
| 118578
| 10363
| 3706
| -
| 0.5
|-
|[[1991]]
| 23004
| 16794
| 9445
| 3805
| -
| 0.5
|-
| [[1992]]
| 23665
| 18683
| 14103
| 3965
| -
| 0.7
|-
| [[1993]]
| 24569
| 19495
| 16604
| 3737
| 84713
| 0.8
|-
| [[1994]]
| 25174
| 20409
| 12273
| 3562
| 86825
| 0.8
|-
| [[1995]]
| 27347
| 231104
| 12860
| 4046
| 88939
| 0.8
|-
| [[1996]]
| 29220
| 25914
| 15731
| 4206
| 91418
| 0.8
|-
| [[1997]]
| 31618
| 29493
| 20242
| 5024
| 93246
| 0.8
|-
| [[1998]]
| 32032
| 30331
| 23259
| 5447
| 97672
| 0.9
|}
 
==احصائيات==