الزراعة في اليمن: الفرق بين النسختين

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
طلا ملخص تعديل
سطر 11:
 
==تاريخ==
{{مفصلة|مملكة سبأ|تاريخ اليمن القديم}}
[[ملف:Marib Dam-University of Calgery.jpg|260px|تصغير|يسار|إعادة تصميم لما كان عليه [[سد مأرب]] القديم من تصميم جامعة كالغيري والمؤسسة الأمريكية لدراسة الإنسان.]]
[[ملف:Hababa flickr01.jpg|تصغير|يسار|260px|لا زال عدد من الصهاريج القديمة يستخدم في أرياف اليمن وهذا أحدها ويعود للقرن الأول قبل الميلاد ويقع في [[مدينة ثلاء|قرية ثلا]] في [[محافظة عمران]].]]
كانت الزراعة والتجارة بما تنتجه الأرض عماد اقتصاد [[مملكة سبأ|السبئيين]]، وأُكتشفت نصوص سبأيه متعلقه بقوانين تنظيم الزراعة والري، كانت تكتب على صخور كبيرة توضع على مدخل السوق، <ref>جواد علي، المفصل ج ٧ ص ٢٥</ref> دفعت ندرة المياه في [[شبه الجزيرة العربية]] قديماً وحديثاً السبئيين والمعينيين لإنشاء مستعمرات على طول الطريق التجارية، عوضاً عن بناء حكومة مركزية ومجتمع كبير، <ref>جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج ٧ ص ١٩</ref> وبناء السدود للإستفادة من السيول في أحواض وتوجيهها الجهة التي يريدون عن طريق أبواب تفتح وتغلق حسب الحاجة، ويعتبر [[سد مأرب]] أحد أقدم السدود في العالم وكان يروي ما يقارب 24,000 [[آكر]] (قرابة 98,000 كم مربع)، <ref>{{يوتيوب|gQsORyUJvZg|Queen of Sheba Behind the Myth Docmentary}}</ref> وعده الباحثون معجزة تاريخ الجزيرة العربية، <ref>Werner Daum.''Yemen: 3000 Years of Art and Civilisation in Arabia Felix''.Innsbruck : Pinguin-Verlag ; Frankfurt/Main : Umschau-Verlag 1987 p.10</ref> ودفع السبئيون الأجور وقدموا المواد الغذائية للعمال الذين يقومون بصيانة السدود وبنائها إلا في حالات الطوارئ، فحينها كان الملوك يجبرون زعماء القبائل والمواطنين وكل من يجدونه أمامهم على العمل لتجنب الكارثة، <ref>R. Le Baron Bowen, Irrigation In Ancient Qataban, Archaeological Discoveries In South Arabia, P.43</ref>
 
ذكر [[القرآن]] أن مسكن سبأ "جنتان عن يمين وشمال" وهي دلالة أنها أرض زراعية واليمن وجنوب الجزيرة بشكل عام أكثر خصوبة من سواها من الأقاليم <ref>[http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=51&ID=1484 لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور]</ref>
 
في حضارة اليمن القديمة كان يشار للأرض المزروعة نخلا بلفظة "أنخل" وللأرض بنفس اللفظ المستخدم في العربية المستخدمة حاليا "أرض" ولإضافة أداة التعريف يضاف حرف النون في آخر الكلمة (أرضن) والأرض التي تزرع عنباً بلفظة "أعنب" وعن الأرض الثرية والموفرة بألفاظ من قبيل "أثمر" و"موفرن" <ref>Nikolaus Rhodokanakis.''Altsabäische Texte II'' p.58</ref> وكان ال[[عنب]] ينتج مرتين في السنة وقد كان من أهم المحاصيل الزراعية وعرفت اليمن بجودة عنبها، <ref>زيد بن عنان، '' تاريخ حضارة اليمن القديم '' ط ١ ص ١٠٥</ref> وكانت السلطة تمنع المزارعين من قطف المحاصيل ولديها أجهزة متخصصة لمراقبة المحصول لتحديد الضريبة أو تسديد ديون عليها لمالك الأرض. ويقال للدقيق "طحنم" (طحين) في نصوص ال[[مسند]]، <ref>جواد علي، '' المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام '' ج ٧ ص ٥٨</ref> وذكر [[سترابو]] أن العسل مشهور في اليمن وأنه كثير جداً، <ref>المفصل ج ٧ ص ١١٨</ref> وكان السبئيون يواجهون الآفات الزراعية بعدة أساليب أولها وأكثرها بدائية، كان تسميه ال[[بستان]] بأسم أحد الآلهة وتخصيص جزء من المحصول للإله إذا نجح في المهمة المطلوبة وحمى الزرع، <ref>جواد علي، '' المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام '' ج ٧ ص ٩٣</ref> وقد يكون المقصود تقديم جزء من المحصول للمعبد. <ref>Adolf Grohmann, Arabia Volume 3, Issue 1, Part 3 p.126</ref> وأكبر آفاتهم كان [[الجراد]] ويشير السبئيون إليه بلفظة "أربى" وعملوا على رش حقول القمح بتربة خاصة لحمايتها منه. <ref>عدنان ترسيسي، '' اليمن وحضارة العرب '' ص ٢٥</ref>
 
لم يكن إيصال المياه إلى الجبال والزراعة عليها أمراً سهلا مما اضطر السبئيين إلى تمهيدها على شكل مدرجات ولا زالت ظاهرة إلى اليوم في [[اليمن]]، <ref>Nikolaus Rhodokanakis.''Altsabäische Texte II'' p.43</ref> وقد ذكر اليونان ذلك وكيف أن جبال اليمن تبدو كسلالم وهو ليس نتاج الطبيعة بل لإن اليمنيين القدماء أرادوها كذلك لتسهل عليهم الزراعة في المرتفعات، <ref>David George Hogarth,''The penetration of Arabia: a record of the development of western knowledge concerning the Arabian peninsula''.Alston Rivers, 1905 p.19-20</ref> وللأسف قليل من هذه المدرجات أو "جروبن" <ref group="ملاحظة">(مفردها جربت أو جربة والجمع في اللغة الصيهدية يكون بإضافة الواو فيقال جروب لجمع جربة)</ref> بقي مزروعاً إذ أن غالبها تصحر نتيجة الإهمال عبر السنين، <ref>جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج ٧ ص ٣٥ و٣٦</ref> وقام السبئيون مثل غيرهم من اليمنيين الآخرين ببناء الصهاريج لحفظ المياه وتزويدها بمجاري تحت الأرض تصل لعدة كيلومترات لإيصال المياه للسكن والمزارع ولا زالت الصهاريج تستخدم في أرياف اليمن وبنفس الطريقة القديمة. <ref>Maria Hõfner,''Sabatica. Bericht über die archäologischen Ergebnisse seiner zweiten, dritten und vierten Reise nach Südarabien''.1953 p.56</ref>
 
==مقدمة==