المظفر ركن الدين بيبرس: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط اضافة لشريط البوابات : تاريخ|مصر
ZkBot (نقاش | مساهمات)
ط تهذيب باستخدام أوب
سطر 6:
 
== السلطنة ==
كان السلطان الناصر محمد أثناء فترة حكمه الثانية ما زال صغير السن مما جعله تحت سيطرة الأميران سلار وبيبرس الجاشنكير. في تلك الفترة انتشر الفساد ونظام الحماية<ref>االحماية: حماية الأفراد والتجار مقابل دفعهم مكس لأمير.</ref> وتضخمت سطوة وثروات المماليك البرجية التي كان بيبرس الجاشنكير يتزعمها ومنافسيها المماليك الصالحية والمنصورية التي كان على رأسها الأمير سلار والمماليك الأشرفية بزعامة الأمير برغلى<ref>المماليك البرجية: المماليك المقيمة بأبراج قلعة الجبل, كانوا من الشركس - المماليك الصالحية: مماليك السلطان الأيوبى الصالح أيوب - المماليك المنصورية: مماليك السلطان المنصور قلاوون - المماليك الأشرفية: مماليك السلطان الأشرف خليل.</ref><ref>الأمير برغلى تزوج ابنة بيبرس الجاشنكير أثناء سلطنته. (المقريزى, السلوك, 2/ 429)</ref>. في عام 1308 أدرك السلطان الصغير قلة حيلته وخطورة موقفة في مواجهة سلار وبيبرس الجاشنكير فزعم أنه ذاهب إلى [[الحج (توضيح)|الحج]] ولكنه بدلا من الذهاب إلى [[مكة]] ذهب إلى [[الكرك]] ورفض العودة إلى مصر<ref>الشيال, 2/ 183-182</ref><ref>لم يقصد الناصر محمد التنحى عن الحكم ولكن لأنه كان يدرك أن سلار وبيبرس سيزيحانه أو سيفتكا به عاجلا أو أجلا فقد قرر الابتعاد عنهما لتنظيم اموره والاتصال بمؤيديه من أمراء الشام ومصر لتعزيز موقفه عند عودته للاطاحة بسلار وبيبرس وقد نجح الناصر محمد في خطته وأطاح بهما فيما بعد عند عودته إلى مصر ليحكم للمرة الثالثة.-(الشيال, 2/183)</ref> فما كان من سلار إلا أن خاطب الأمراء الذين عرضوا عليه السلطنة قائلا: " والله يا أمراء أنا ما أصلح للملك, ولا يصلح له الا أخى هذا " وأشار إلى بيببرس الجاشنكير فهتف البرجية: " صدق الأمير " فوافق الأمراء ونصب بيبرس سلطانا على البلاد بلقب الملك المظفر ومعه الأمير سلار نائبا للسلطنة <ref>المقريزى, السلوك, 2/424-423</ref><ref>الشيال, 2/ 183</ref>. ومنح بيبرس نيابة الكرك ومائة فارس للناصر محمد وبعث اليه برسالة تقول: " أنى أجبت سؤالك فيما اخترته, وقد حكم الأمراء على فلم تمكن مخالفتهم, وأنا نائبك ". وحلف أمراء الشام ماعدا الأمير الأفرم الذي رفض سلطنة بيبرس قائلا: " بئس والله ما فعله الملك الناصر بنفسه!, وبئس ما فعله بيبرس! وأنا لا أحلف لبيبرس -و قد حلفت الملك الناصر- حتى أبعث إلى الناصر" ولكنه وافق بعد أن شكره الناصر وأخبره أنه قد ترك الملك وان عليه أن يحلف لمن يولونه<ref>المقريزى, السلوك, <2/ 425</ref>.
 
إلا أن الامور لم تستقم لبيبرس الجاشنكير الذي لم يكن محبوبا عند المصريين بسبب سؤ الأحوال الاقتصادية والسياسية وفى عهده انخفض منسوب [[النيل]] وارتفعت الأسعار وفشا الوباء ولاحت في الأفق تهديدات مغولية وصليبية<ref>الشيال, 2/183</ref><ref name="المقريزى, السلوك">المقريزى, السلوك, <2/ 431</ref>. ما أن استقر بيبرس على عرش السلطنة حتى وردت الأنباء بأن ملك [[قبرص]] قد اتفق مع بعض ملوك [[حملات صليبية|الصليبيين]] على غزو [[دمياط]] فأمر بيبرس بمد جسر من القاهرة إلى دمياط وجسر آخر بطريق الإسكندرية<ref>المقريزى, السلوك, <2/ 426-425</ref>. ثم وردت أخبار آخرى بتأهب المغول للهجوم على الشام<ref name="ReferenceA">المقريزى, السلوك, <2/ 432</ref>. إلا أن وجود الناصر في الكرك كان هو ما يفزع بيبرس أكثر من أي شئآخر فأرسل اليه يطالبه بإعادة المال الذي أخذه من مصر إلى الكرك وأمره أن لا يبقى عنده سوى عشرة مماليك مهددا اياه بانه ان لم يفعل ذلك فلسوف يرسل اليه العسكر لتخرب الكرك عليه فأرسل له الناصر مبلغا من المال<ref>المقريزى, السلوك, <2/ 428</ref>. وأمر بيبرس بمنع الخمر في مصر واستخدم عنف مفرط ضد العامة والتجار وحتى الأمراء<ref>المقريزى, السلوك, <2/ 431-430</ref>. وتدهورت الأحوال وخرجت العامة تطوف الشوارع مرددة :" سلطاننا ركين ونائبنا دقين، يجينا الماء منين. جيبوا لنا الأعرج, يجى الما ويدحرج" <ref> name="المقريزى, السلوك, <2"/ 431</ref> وبركين ودقين كانوا يقصدون بيبرس (ركن الدين) وسلار لقلة عدد شعرات الحيتة أما بالأعرج فكانوا يعنون الناصر محمد لأن كان به عرج خفيف<ref>الشيال 2/ 183</ref>.
 
== السقوط ==
ثم بعث بيبرس بالأمير مغلطاى إلى الملك الناصر ليأخذ خيوله ومماليكه فحنق الناصر وقال له: " أنا خليت ملك مصر والشام لبيبرس, وما يكفيه حتى ضاقت عينه على فرس عندى أو مملوك لى, ويكرر الطلب ؟ ارجع اليه, وقل له والله لئن لم يتركنى والا دخلت بلاد التتر, وأعلمتهم أنى قد تركت ملك أبى وأخى وملكى لمملوكى, وهو يتبعنى ويطلب منى ما أخذته" وكتب الناصر لنواب الشام ومؤيديه من أمراء مصر يستعطفهم ويثيرهم ضد بيبرس<ref>المقريزى, السلوك, <2/ 432<name="ReferenceA"/ref>. ثم ورد الخبر بخروج الناصر محمد من الكرك تجاه جهة غير معروفة وانتشر الخبر في أنحاء القاهرة وانشق الأمير نوغاى عن بيبرس ورحل إلى الكرك مع مماليكه <ref>المقريزى, السلوك, <2/ 435-434</ref> وأخذ نواب الشام وعسكرها وعسكر مصر ينضمون إلى صف الناصر حتى خطب بدمشق له فسقط في يد بيبرس وعلم قرب زوال أمره. ودخل الناصر محمد دمشق واستقبله الأمراء وعامة الناس استقبالا حارا <ref>ابن كثير, 25/ 14</ref>. هذا بينما في القاهرة راحت العامة تسب بيبرس في الشوارع فكان رده عليهم مشوب بالعنف المفرط مما زاد من مقتهم له وثورتهم عليه<ref>المقريزى, السلوك, <2/ 441-439</ref> فازداد اضطرابا وجمع الأمراء, وكان من بينهم الأمير المؤرخ [[بيبرس الدوادار]] <ref>ركن الدين بيبرس الدوادار : أمير ومؤرخ مملوكى ولد ومات في مصر في الثمانين من عمره. عاش بين المماليك وشارك في حروبهم. كان من مماليك السلطان قلاوون الذي نصبه نائبا على الكرك ثم جعله نائبا للسلطنة. شارك في فتح عكا (1291) في عهد السلطان الأشرف خليل كما شارك في معركة مرج الصفر(1303) ضد المغول في عهد السلطان الناصر محمد. رغم احترام الناصر له إلا أنه سجنه أثناء سلطنته الثالثة. من أهم مؤلفاته " فكرة الزبدة في تاريخ الهجر" (11 مجلد) و"التحفة المملوكية في الدولة التركية".</ref> واستشارهم فيما يفعله فنصحوه بخلع نفسه واستعطاف الملك الناصر لنيل عفوه. وتخبط بيبرس الجاشنكير فقام بنهب الخزائن والخيل وتوجه إلى باب الاسطبل للفرار مع بعض أمراءه ومماليكه البرجية وكانت عدتهم سبعمائة فارس فاجتمع العوام عند الباب وراحوا يصيحون عليه ويرمونه بالحجارة فمنع مماليكه من الاعتداء على العوام وأمرهم بنثر المال عليهم ليشتغلوا بجمع المال عنهم إلا أن العوام لم يلتفتوا إلى المال المنثور وراحوا يتبعونهم ويسبونهم إلى أن تمكنوا من الفرار منهم بعد أن اخافهم المماليك بشهر سيوفهم <ref>المقريزى, السلوك, <2/ 441-442</ref>. فر بيبرس الجاشنكير إلى بلدة أطفح بصعيد مصر ثم إلى مدينة [[أخميم]] عازما الهروب إلى [[برقة]] إلا أن أكثر مرافقيه تخلوا عنه وفارقوه في أخميم وعادوا إلى القاهرة فقرر عدم الذهاب إلى برقة<ref>المقريزى, السلوك, <2 /447</ref>.
 
في اليوم التالى لفرار بيبرس من القاهرة، وكان يوم الأربعاء، وبأمر من سلار الذي بقى في القلعة, هتف الحراس باسم الملك الناصر وكتب سلار إلى الناصر بتنحى بيبرس وفراره وفي يوم الجمعة خطب على منابر القاهرة ومصر باسم الملك الناصر وأسقط اسم الملك المظفر بيبرس بعد أن حكم البلاد فترة تقل عن سنة<ref>المقريزى, السلوك, <2/ 442-443</ref>.