اعتماد الرميكية: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
Jobas (نقاش | مساهمات)
الرجوع عن تعديل معلق واحد من 188.248.233.0 إلى نسخة 15011540 من محمد عبد الغني.
سطر 5:
في يومٍ بينما كان المعتمد يتنزَّه مع شاعره [[أبو بكر بن عمار|ابن عمار]] في مرج الفضة - أحد متنزهات إشبيلية المطلة على نهر [[الوادي الكبير]] - قال له:<ref name="المعتمد6">{{Harvnb|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=101}}</ref> «صنع الريح من ماء الزَّرد» (يقصد أن يكمل رفيقه بيت الشعر)، إلا إنَّ بديهة ابن عمار كانت بطيئة، فسكت طويلاً ولم يكمله، وكانت بقربهما امرأة تغسل الملابس في النهر، فقالت: «أيُّ درعٍ لقتال لو جمد». وقد تعجَّب المعتمد من موهبتها بالشعر، وفتن بجمالها، فسأل عنها، فقيل له أنها جارية لرميك بن حجاج واسمها اعتماد، فذهب إلى صاحبها "رميك بن حجاج" واشتراها منه وتزوجها، وعُرِفَت بعد ذلك بلقب ''اعتماد الرميكية''، وكانت أقرب زوجات المعتمد إليه.<ref name="المعتمد7">{{Harvnb|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=102}}</ref> بل وقد كان لقب المعتمد بالأصل هو "المُؤَيَّد بالله"، لكن بعد زواجه من الرميكية غيَّر لقبه إلى ''المعتمد على الله'' تيمُّناً باسمها "اعتماد".<ref name="المعتمد11">{{Harvnb|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=107}}</ref>
 
كان يغدق المعتمد الكثير من الأموال لإرضاء رغبات الرميكية، ومن أشهر قصص تبذيره لأجل إرضاءها يومٌ أرادت فيه أن تسير على الطين، فأمر المعتمد بأن يُسحَق لها [[طيب|الطيب]] وتُغَطَّى به كل ساحة القصر، ثم تُصَبُّ الغرابيل، ويُصَبُّ [[ماء الورد]] عليهما، وقد عُجِنَ ذلك حتى أصبح كالطين، فسارت عليه الرميكية مع جواريها. وفي يومٍ بعد هذه الحادثة اختلفت معه وغضبت، فقالت له: «والله ما رأيتُ منك خيراً قط!»، فقا لها: «ولا يوم الطين!»، فخجلت منه واعتذرت. كذلك يُروَى أنها رأت يوماً وهي في [[قرطبة]] الثلج يهطل شتاءً، وكان ذلك نادر الحدوث في جنوب الأندلس، فبكت بشدة، وجاء المعتمد وسألها عن سبب بكائها، فقالت: «إنك طاغية جبار غشوم، انظر إلى جمال ندف الثلوج البارقة اللينة العالقة بغصون الأشجار، وأنت أيُّها الناكر للجميل لا يخطر ببالك أن تُوفِّر لي مثل هذا المنظر الجميل كل شتاءٍ ولا تصحبُني إلى بلدٍ يتساقط فيه الثلج كل شتاء»، فقال لها المعتمد: «لا تحزني ولا تستسلمي لليأس يا سلوة النفس ومنية القلب، فإنِّي أعِدُكِ وعداً صادقاً أنك سترين هذا المنظر الذي أدخل على قلبك السرور كل شتاء»، ثم أمر بزرع أشجار [[اللوز]]<ref name="المعتمد8">{{Harvnb|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=103}}</ref> على جبل قرطبة، لتظهر عند طلوع أزهارها كأنها مُغطَّاة بالثلوج.<ref name="المعتمد134">{{Harvnb|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=104}}</ref> وقد أثارت نزوات الرميكية المتكرِّرة هذه سخط علماء ووجهاء دولة المعتمد، وأصبحوا يرون أنها تجر المعتمد إلى الإستهتارلاستهتار وحياة اللهو.<ref name="المعتمد134">{{Harvnb|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=104}}</ref> وعندما أفتى فقهاء المسلمين يوسف بن تاشفين بجواز ضمِّه إمارات ملوك الطوائف إليه بالقوة، كان من ضمن ما أشاروا إليه في فتاواهم تبذير الرميكية وجر زوجها إلى حياة الترف واللهو.<ref name="المعتمد13423">{{Harvnb|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=275}}</ref>
 
في عام 484 هـ (1091م) سقطت إشبيلية عاصمة بني عبَّاد في أيدي [[المرابطين]]، واقتيدت الرميكية مع زوجها المعتمد أسرى إلى المغرب، حيث أقاموا أولاً لمدة وجيزة في [[طنجة]]، ثم [[مكناسة]]، وأخيراً استقروا في [[أغمات]].<ref name="المعتمد في المغرب">[http://www.habous.net/daouat-alhaq/item/1383 المعتمد بن عباد في المغرب]. مجلة دعوة الحق، العددان 60 و61. [[وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية]].</ref> ورافقته الرميكية طوال ما تبقَّى من حياته. ويُروَى من نكاتها أثناء إقامتهما في أغمات قولها مرَّة: «لقد هُنَّا هنا»، وقالت له مرة عندما مرض: «يا سيّدي ما لنا قدرةٌ على مرضاتك في مرضاتك».<ref name="المعتمد134">{{Harvnb|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=327}}</ref> توفيت الرميكية قبل زوجها المعتمد بقليل،<ref name="المعتمد9834">{{Harvnb|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=331}}</ref> وقد دُفِنَت بجانب زوجها<ref name="المعتمد12434">{{Harvnb|أدهم| Ref =المعتمد بن عبَّاد|2000|p=336}}</ref> في [[ضريح المعتمد بن عباد|ضريحهما]] بمدينة أغمات.