غزو النورمان لجنوب إيطاليا: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط اضافة لشريط البوابات : حرب
ZkBot (نقاش | مساهمات)
سطر 24:
 
تظهر فرضية أخرى حديثة فيما يتعلق بالحدث النورماني في جنوب إيطاليا بخصوص غلابر وأديمار، وليو (دون متابعة بطرس). تشير جميع السجلات الثلاث إلى فرار النورمان (أربعين أو أكثر إلى حوالي 250) بقيادة رودولف هربًا من غضب ريتشارد الثاني وصولًا إلى البابا [[بنديكتوس الثامن]] في روما الذي أرسلهم إلى [[كابوا]] أو [[ساليرنو]] للاستفادة من قدراتهم العسكرية ضد البيزنطيين حيث كان البابا بنديكت حانقًا عليهم لغزوهم أراضي بينيفينتو (آنذاك تحت الهيمنة البابوية).<ref>Joranson, 371–373.</ref> التقوا هناك بزعامات بينيفنتو: [[لاندولف الخامس من بينيفينتو]] و[[باندولف الرابع من كابوا]] وربما غايمار الثالث من ساليرنو آنف الذكر وميلوس من باري. وفقًا لوقائع ليو، يفترض أن يكون رودولف ورالف من توسني الشخص ذاته.<ref>Joranson, 373. Leo calls him "Rodulfus Todinensis."</ref>
 
إذا كان أول تأكيد على المشاركة العسكرية للنورمان في الجنوب كمرتزقة في خدمة ميلوس في المعركة ضد البيزنطيين في مايو 1017، فإنهم غادروا نورماندي على الأرجح بين يناير وأبريل السابقين.<ref>Joranson, 372.</ref>
 
سطر 35:
 
أرسلت مفرزة من [[حرس فارانجي|الحرس الفارانجي]] التي تعتبر من قوات النخبة إلى إيطاليا لقتال النورمان بناء على طلب من بويوانس. التقت القوتان عند نهر [[أوفانتو]] بالقرب من [[كاناي]]، وهو موقع المعركة التي انتصر فيها [[حنبعل]] على الرومان في 216 قبل الميلاد. كانت النتيجة نصرًا بيزنطيًا حاسمًا. حمى بويوانس انتصاره مباشرة ببناء قلعة كبيرة عند ممر [[الأبينيني]] لتحرس سهل بوليا. في 1019، حمت قلعة [[ترويا]] (كما سميت) وحدات بويوانس النورمانية الخاصة، مما يدل على النزعة الحقيقية للنورمان للعمل كمرتزقة.
 
خوفًا من التحول في القوى في الجنوب، اتجه البابا بنديكت -الذي كما ذكر سابقًا قد كان أعطى الدفعة الأولية لإشراك النورمان في الحرب - في 1020 إلى [[بامبرغ]] للتشاور مع [[إمبراطور روماني مقدس|الإمبراطور الروماني المقدس]] [[هنري الثاني (إمبراطور روماني مقدس)|هنري الثاني]]. لم يأخذ الإمبراطور أي إجراء فوري ولكن الأحداث التي جرت في العام التالي أقنعته بالتدخل. تحالف بويانس مع باندولف من كابوا وسارا باتجاه داتوس الذي كان يحرس برجًا في أراضي [[دوقية جيتا]] مع القوات البابوية. ألقي القبض عليه وبتاريخ 15 يونيو 1021 وضع في كيس مع قرد وديك وأفعى وألقي في البحر. في 1022 انطلق جيش إمبراطوري ضخم نحو الجنوب في ثلاث مفارز بقيادة هنري الثاني و[[بلغريم (مطران)|بلغريم من كولونيا]] و[[بوبو من تريفين|بوبو من أكويليا]] لمهاجمة ترويا. رغم أن ترويا لم تسقط، إلا أن جميع الأمراء اللومبارد جلبوا إلى الإمبراطورية واقتيد باندولف إلى سجن ألماني، وهكذا انتهت فترة الثورة اللومباردية.
 
== خدماتهم كمرتزقة (1022-1046) ==
في 1024، كان المرتزقة النورمان (ربما بقيادة رانولف درينغوت) في خدمة غايمار الثالث عندما قام وباندولف الرابع بحصار [[باندولف الخامس من كابوا|باندولف الخامس في كابوا]]. في 1026 وبعد حصار لمدة 18 شهرًا، استسلمت كابوا وأعيدت إلى باندولف الرابع. في السنوات التالية، ارتبط مصير رانولف بباندولف، ولكن في 1029، تخلى عن الأمير وانضم إلى [[سرجيوس الرابع من نابولي]]، والذي طرده باندولف من [[نابولي]] في 1027، وربما بمساعدة من رانولف نفسه.
 
في 1029، سيطر سرجيوس ورانولف على نابولي. وفي أوائل عام 1030، منح سرجيوس رانولف مقاطعة أفيرسا والتي كانت أول إمارة نورمانية في المنطقة. كما زوج سرجيوس أخته إلى الكونت الجديد. في 1034، توفيت أخت سرجيوس وعاد رانولف إلى خدمة باندولف. وفقًا لأماتوس:
 
<blockquote>
سطر 48:
 
أدت التعزيزات النورمانية والمرتزقة المحليون الذين وجدوا ترحيبًا بهم في مخيم رانولف طون طرح أسئلة عنهم إلى تضخم الأعداد في إمرة رانولف. في ذلك المخيم، شكلت [[لغة نورمانية قديمة|اللغة]] والعادات النورمانية بوتقة تضم مجموعة متباينة من الأفراد في ما يشبه شعبًا كما لاحظ أماتوس أيضًا.
 
في 1037، ترسخ نفوذ النورمان عندما خلع الإمبراطور [[كونراد الثاني]] باندولف وثبت رانولف "كونت أفيرسا" بتعيين مباشر من الإمبراطور. في 1038، غزا رانولف كابوا ليوسع رقعة حكمه لتصبح الأكبر في جنوبي إيطاليا.
 
بين 1038 و1040، أرسل النورمان فرقة أخرى جنوبًا برفقة فرقة من اللومبارد بقيادة [[غايمار الرابع من ساليرنو]] لقتال المسلمين في صقلية لصالح البيزنطيين. نال أول أفراد [[سلالة هوتفيل|عائلة هوتفيل]] شهرة في القتال في صقلية تحت قيادة [[جورج مانياكيس]]. نال [[وليام الذراع الحديدية|وليام هوتفيل]] لقبه "الذراع الحديدية" في حصار [[سرقوسة]].
 
بعد اغتيال الكتبان [[نيقفوروس دوكيانوس]] في [[أسكولي ساتريانو|أسكولي]] في عام 1040، اعتزم النورمان انتخاب زعيم من بين أنفسهم، ولكن بدلًا من ذلك تلقوا رشوة من [[أتينولف أمير بينيفينتو]] لانتخابه زعيمًا لهم. في 16 مارس 1041، قرب [[فينوسا]] على أوليفنتو حاول جيش النورمان التفاوض مع الكتبان الجديد [[ميخائيل دوكيانوس]] ولكنهم فشلوا ودارت بينهم معركة مونتيمادجوري قرب كاناي. على الرغم من أن الكتبان قد استدعى قوة كبيرة من الفارانجيين من باري، كانت المعركة هزيمة كاملة لجيشه حيث مات العديد من جنوده غرقًا في [[أوفانتو]] أثناء انسحابهم.
 
سطر 58:
 
في سبتمبر 1042، انتخب النورمان أخيرًا قائدًا من بينهم. كان التمرد لومبارديًا في الأصل ليصبح نورمانيًا في المضمون والقيادة. انتخب وليام الذراع الحديدية بلقب كونت. التمس هو وغيره من القادة اعترافًا من غايمار بفتوحاتهم. تلقوا الأراضي حول [[ملفي]] كإقطاعية وأعلن غايمار "دوق بوليا وكالابريا". في ملفي 1043، قسم غايمار المنطقة (باستثناء ملفي نفسها، والتي كان من المقرر أن تحكم على النموذج الجمهوري) إلى اثنتي عشرة بارونية لصالح القادة النورمان: تلقى وليام [[أسكولي ساتريانو|أسكولي]] و[[أسكليتين من أتشيرينزا|أسكليتين]] [[أتشيرينزا]] و[[تريستان من مونتيبيلوسو|تريستان]] [[إرسينا|مونتيبيلوسو]] و[[هيو توبوف]] [[مونوبولي]] و[[بيتر الأول من تراني|بيتر]] [[تراني]] و[[دروغو هوتفيل]] [[فينوسا]] ورانولف درينغوت الذي أصبح مستقلًا تلقى [[جارجانو|مونتي جارجانو]]. تزوج وليام بدوره من غيدا ابنة [[غاي دوق سورينتو|غاي]] [[دوقية سورينتو|دوق سورينتو]] وابنة أخ غايمار. كان التحالف بين النورمان وغايمار قويًا.
 
خلال فترة حكمه، بدأ وليام وغايمار غزو [[كالابريا]] في 1044 وبنى قلعة كبيرة في ستريدولا ربما قرب [[سكيلاتشي]]. كان وليام أقل نجاحًا في بوليا حيث هزم في 1045 قرب [[تارانتو]] من قبل أرغيروس رغم أن أخاه دروغو نجح في غزو [[بوفينو]]. مع وفاة ويليام، تصل فترة خدمة النورمان كمرتزقة تمامًا إلى نهايتها وتشهد صعود اثنتين من الإمارات النورمانية الكبيرة وكلاهما تدينان بالولاء الاسمي للإمبراطورية الرومانية المقدسة: مقاطعة أفيرسا والتي أصبحت لاحقًا [[إمارة كابوا]] ومقاطعة بوليا والتي أصبحت لاحقًا [[دوقية بوليا]].
 
سطر 73:
== مقاطعة أفيرسا (1049–1098) ==
في الخمسينيات والستينيات من القرن الحادي عشر، كان هناك مركزان للسلطة النورمانية في جنوب إيطاليا: الأول في ملفي تحت حكم سلالة هوتفيل والآخر في أفيرسا تحت حكم الدرينغوت. تولى [[ريتشارد الأول من كابوا|ريتشارد درينغوت]] وربما عن طريق العنف حكم مقاطعة أفيرسا في 1049 وبدأ على الفور سياسة التوسع الإقليمي وبالتالي منافسة الهوتفيل.
 
توسع في البداية على حساب جيرانه اللومبارد مثل [[باندولف السادس من كابوا]] و[[أتينولف الأول من جيتا]] و[[جيزولف الثاني من ساليرنو]]. دفع بحدود الأخير حتى كادت إمارته تنتهي وصمدت مدينة [[ساليرنو]]. كما هدف إلى توسيع نطاق نفوذه سلميًا عندما خطب ابنته إلى الابن البكر لأتينولف من جيتا، ولكن عندما توفي الصبي قبل الزواج، طالب اللومباردي بمهر ابنته على أي حال. رفض الدوق مطالب ريتشارد الذي حاصر [[أكينو]] واستولى عليها، والتي كانت واحدة من الإقطاعيات القليلة المتبقية من جيتا (1058). التسلسل الزمني لغزوه لجيتا مربك. تشير الوثائق من 1058 و 1060 إلى [[جوردان الأول من كابوا|جوردان]] الابن البكر لريتشارد بدوق جيتا، ولكن تم الطعن بصحة تلك الوثائق بأنها مزورة، حيث أن أتينولف كان لا يزال دوقًا عندما توفي في 1062.<ref>Skinner, 156 and n32. Both documents are preserved in the ''[[Codex Cajetanus]]''. Both have been ruled forgeries on the basis of erroneous dating clauses and the absence of Richard. Also, Jordan's reputed wife, Rapizza, appears to be make-believe.</ref> بعد وفاة أتينولف، تولى ريتشارد وجوردان حكم الدوقية، ولكنهما سمحا لولي عهد أتينولف ([[أتينولف الثاني من جيتا|أتينولف الثاني]]) بالحكم كتابع لهما حتى 1064، عندما ضمت جيتا تمامًا لإمارة درينغوت. عين ريتشارد وجوردان دوقات دمى من بين النورمان.<ref>Skinner, 156 and n32.</ref>
 
عندما توفي أمير كابوا الضعيف في 1057، قام ريتشارد بمحاصرة المدينة على الفور. كما هو الحال مع جيتا فإن التسلسل الزمني لاستيلائه على [[كابوا]] مربك. خلف باندولف في حكم كابوا أخوه [[لاندولف الثامن من كابوا|لاندولف الثامن]]، الذي ذكر أميرًا حتى 12 مايو 1062. تولى ريتشارد وجوردان اللقب الأميري في 1058، لكنهما سمحا للاندولف على ما يبدو في الاستمرار في الحكم وربما تحت إمرتهما وأن يحافظ على مفاتيح المدينة لأربع سنوات أخرى على الأقل. في 1059، دعا البابا [[نيقولا الثاني]] المجمع الكنسي إلى ملفي حيث أكد ريتشارد كونتًا لأفيرسا وأميرًا لكابوا. أقسم ريتشارد لاحقًا الولاء للبابوية في ممتلكاته. بعد ذلك، نقل الدرينغوت مقر قيادتهم إلى كابوا وحكموا أفيرسا وجيتا من هناك.
 
وسع ريتشارد وجوردان أرضيهما الجديدة في جيتا وكابوا شمالًا نحو [[لاتيوم]] وإلى [[الدولة البابوية|الولايات البابوية]]. في عام 1066، زحف ريتشارد على روما نفسها ولكنه دفع عنها بسهولة. اتسم وصول جوردان إلى الحكم خلفًا لريتشارد بفترة من التحالف مع البابوية (وهو تحالف متقطع قام به ريتشارد) وأوقف الفتوحات في كابوا. في 1090، توفي جوردان ليتولى ابنه الصغير [[ريتشارد الثاني من كابوا|ريتشارد الثاني]]، بينما كان الأوصياء عليه ضعيفين وغير قادرين على السيطرة على كابوا ذاتها. أجبروا في النهاية على الفرار من المدينة من قبل لومباردي اسمه [[لاندو الرابع من كابوا|لاندو]] والذي حكمها بعد ذلك بدعم من المواطنين، حتى أجبرته قوات هوتفيل في [[حصار كابوا]] عام 1098 على التخلي عن الحكم. كانت تلك النهاية المطلقة للحكم اللومباردي في إيطاليا.
 
سطر 92:
 
سكن صقلية أغلبية من [[الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية|المسيحيين اليونانيين]]، وكانت تحت السيطرة العربية عندما بدأ النورمان غزوها. كانت الجزيرة تحت حكم [[أغالبة|الأغالبة]] ومن ثم [[الدولة العبيدية|الفاطميين]]، ولكن في 948 انتزع [[إمارة بني كلب (صقلية)|الكلبيون]] السيطرة على الجزيرة من الفاطميين حتى عام 1053. اندلعت سلسلة من الأزمات حول الخلافة على الحكم الجزيرة في العقدين الثاني والثالث من القرن الحادي عشر مما فتح الطريق لتدخل [[زيريون|الزيريين]] من [[إفريقية|أفريقية]]. سقطت صقلية في حالة من الاضطراب وتحولت إلى إقطاعيات صغيرة متحارية. استغل النورمان بقيادة [[روبرت جيسكارد]] وشقيقه الأصغر [[روجر الأول كونت صقلية|روجر بوسو]] تلك الحالة لغزو الجزيرة، حيث أن البابا منحه لقب دوق ومن بين دوقياته كان لقب "دوق صقلية" الفارغ عمليًا، ولكنه حثه بذلك على انتزاع صقلية من المسلمين.
 
غزا روبرت وروجر صقلية في الأول من مايو 1061، حيث عبرا [[ريدجو كالابريا]] وحاصرا [[ميسينا]] من أجل السيطرة على [[ميسينا (مضيق)|مضيق ميسينا]] الاستراتيجي. عبر روجر المضيق أولًا، ونزل ليلًا على الجزيرة وفاجئ الجيش المسلم في الصباح. عندما نزلت قوات جيسكارد في وقت لاحق من ذلك اليوم، لم يجدوا أي مقاومة وكانت ميسينا مهجورة. حصن روبرت جيسكارد المدينة على الفور وتحالف مع [[أمير|الأمير]] ابن التمنة ضد منافسه ابن الحواس.
 
سطر 101:
 
عاد روبرت في 1064، ولكنه تجاوز كاستروجيوفاني وسار مباشرة نحو باليرمو. إلا أنه اضطر للتخلي عن معسكره بسبب الرتيلاء (نوع من العناكب) وألغيت كامل الحملة. حاول حصار [[باليرمو]] مرة أخرى في عام 1071، لكنه نجح فقط في السيطرة على المدينة دون قلعتها. عين روجر [[ملحق:قائمة ملوك صقلية|كونتًا على صقلية]] تحت سلطان دوق بوليا. سقطت القلعة في يناير 1072. اقتسم روبرت الجزيرة مع شقيقه روجر. احتفظ روبرت بباليرمو ونصف ميسينا ووادي ديموني وترك الباقي متضمنًا ما لم يتمكن من فتحه لأخيه روجر.
 
في عام 1077 حاصر روجر [[تراباني]]، أحد معاقل المسلمين المتبقية في غرب الجزيرة. قاد ابنه [[جوردان هوتفيل|جوردان]] طلعة فاجأ فيها حامية حيوانات الرعي. مع انقطاع إمدادات الغذاء عن المدينة، استسلمت في وقت قريب بعدها. في 1079 حوصرت مدينة [[طبرمين|تاورمينا]] وفي 1081 قام جوردان وروبرت دي سورفال وإلياس كارتومي بغزو [[كاتانيا]] التابعة لأمير [[سرقوسة]] في هجوم مفاجئ آخر.
 
سطر 107:
 
كان غزو صقلية تحت إشراف قيادة موحدة، لذلك لم يكن هناك أي تحد لسلطة روجر من قبل الغزاة الآخرين وهكذا حافظ على سلطة قوية على رعاياه العرب واليونان واللومبارد والنورمان. أدخلت الكنيسة الكاثوليكية إلى الجزيرة ونظمت أمورها الكنسية تحت إشراف روجر بموافقة بابوية. أنشئت [[أبرشية|الأبرشيات]] في باليرمو (مع سلطة حضرية) وسرقوسة و[[أغريجنتو]]. بعد صعودها إلى مرتبة مملكة في 1130، أصبحت صقلية مركز السلطة النورمانية.
 
في 1091، نزل روجر في مالطا وأخضع عاصمتها المسورة [[مدينة (مالطة)|مدينة]]. فرض ضرائب على الجزر، ولكنه سمح للحكام العرب بمواصلة عملهم. في 1127، استبدل روجر الثاني الحكومة المسلمة بمسؤولين من النورمان. تحت حكم النورمان، تحولت اللغة العربية التي استخدمها سكان الجزر اليونانية المسيحية خلال قرون من الهيمنة الإسلامية إلى لغة متميزة هي [[لغة مالطية|المالطية]].
 
== غزو أمالفي وساليرنو (1073–1077) ==
سقطت كل من أمالفي وساليرنو بيد روبرت جيسكارد عبر نفوذ زوجته [[سيكيلغايتا]]. ربما استسلمت أمالفي لها عبر المفاوضات، <ref name=skinner203>Skinner, 203.</ref> بينما سقطت ساليرنو فورًا بعد توقفها عن مطالبة زوجها بعدم التدخل في إمارة شقيقها أمير ساليرنو. حاول الأمالفيون أيضًا لفترة وجيزة تجنب الوقوع تحت السلطان النورماني بوضع أنفسهم تحت سلطة الأمير جيزولف، ولكن هذا فشل وخضعت الدويلتان ذاتي التاريخ المرتبط بشكل وثيق منذ القرن التاسع لسلطة النورمان الدائمة.
 
بحلول صيف 1076، تسبب جيزولف الثاني من ساليرنو عن طريق القرصنة والغارات بالكثير من المتاعب للنورمان ما يكفي لدفعهم على تدميره. في ذاك الموسم اتحد النورمان بقيادة ريتشارد من كابوا وروبرت جيسكارد لمحاصرة ساليرنو. على الرغم من أن جيزولف أمر مواطنيه بتخزين ما يكفي لحصار عامين، إلا أنه صادر ما يكفي منه ليواصل حياة الترف التي يعيشها حيث تضور السكان جوعًا في وقت قريب. في 13 ديسمبر 1076، خضعت المدينة بينما فر الأمير وخدمه إلى القلعة التي سقطت في مايو 1077. تمت مصادرة أراضي جيزولف وممتلكاته ولكن أطلق سراحه. تقلصت حدود إمارة ساليرنو عبر الزمن بسبب الحروب مع [[وليام هوتفيل|وليام من برنشيباتي]] وروجر الثاني ملك صقلية وروبرت جيسكارد إلى أكثر بقليل من العاصمة وضواحيها. مع ذلك كانت المدينة الأكثر أهمية في جنوب إيطاليا والاستيلاء عليها أمر أساسي لإقامة المملكة في الخمسين عامًا اللاحقة.
 
في 1073، توفي [[سرجيوس الثالث من أمالفي]] تاركًا ابنه الرضيع [[جون الثالث من أمالفي|جون الثالث]] خلفًا له. لحاجتهم إلى ملك قوي يحميهم في تلك الأيام المتقلبة، طرد الأمالفيون الدوق الرضيع واستدعوا روبرت جيسكارد في نفس العام.<ref>Skinner, 202.</ref> رغم ذلك، لم تهدأ أمالفي تحت سيطرة النورمان. لم يستطع خلف روبرت روجر بورسا السيطرة على أمالفي حتى عام 1089، بعد طرد جيزولف أمير ساليرنو المخلوع والذي أقره مواطنو المدينة بمساعدة بابوية ضد إدعاءات ورثة روبرت. بين 1092-1097، لم تعترف أمالفي بسلطة النورمان ويبدو أنها سعت لمساعدة بيزنطية.<ref name=skinner203/> عينوا [[مارينوس سيباستوس من أمالفي|مارينوس سيباستي]] في 1096.
 
هاجم بوهيموند بن روبرت وشقيقه روجر من صقلية أمالفي في 1097 ولكن تم صدهم. كان في هذا الحصار أن اتجه أوائل النورمان للمشاركة في [[الحملة الصليبية الأولى]]. هزم مارينوس فقط بعد أن انقلب عليه بعض النبلاء الأمالفيين والذين انضموا إلى الجانب النورماني في 1101. ثارت أمالفي مرة أخرى عام 1130 عندما طالبها [[روجر الثاني (صقلية)|روجر الثاني]] ملك صقلية بالولاء له. هزمت المدينة في نهاية الأمر عام 1131، عندما سار [[جون (أدميرال صقلي)|الأمير جون]] صوبها برًا وحاصرها [[جورج من أنطاكية]] بحرًا وأقام قاعدة في [[كابري]].
 
سطر 124:
 
في حين أن معظم بوليا عدا أقصى الجنوب وباري قد استسلمت للنورمان خلال حملات الإخوة الكونتات وليام ودروغو وهمفري، فإن نسبة كبيرة من كالابريا كانت في أيدي البيزنطيين عند تنصيب روبرت جيسكارد عام 1057. جرت أولى المحاولات للسيطرة على كالابريا من قبل ويليام وغايمار في بدايات الأربعينات من القرن الحادي عشر بينما نصب دروغو جيسكارد الطموح هناك في بدايات العقد الخامس من القرن نفسه. إلا أن وظيفة روبرت في كالابريا في بداياتها كانت في الاقتتال الإقطاعي ومنع اللصوصية وليست في أي الغزو المنظم للمناطق ذات السكان اليونان.
 
بدأ روبرت كونتيته بحملة فورية في كالابريا. توقف الحملة لفترة وجيزة لحضوره مجلس ملفي في 23 أغسطس 1059، حيث رقي إلى دوق. عاد إلى كالابريا في وقت لاحق من ذلك العام حيث حاصر جيشه [[كارياتي]]. خضعت البلدة مع وصول الدوق وقبل نهاية الموسم خضعت كل من [[روسانو]] و[[غيراتشي]] أيضًا. من المدن الهامة في شبه الجزيرة، ظلت [[ريدجو كالابريا|ريدجو]] فقط في أيدي البيزنطيين عندما عاد روبرت إلى بوليا في فصل الشتاء. في بوليا، أزال الحامية البيزنطية من [[تارانتو]] (ولو مؤقتًا) و[[برينديزي]]. وعندما عاد إلى كالابريا في 1060، كان الهدف شن الحملة الصقلية. تطلب سقوط ريدجو حصارًا طويلًا وشاقًا. إلا أن روجر شقيق روبرت أعد [[معدات حصار|آلات الحصار]] خلال الفترة الانتقالية.
 
سطر 137:
== غزو نابولي (1077–1139) ==
كانت [[دوقية نابولي]] تبعية بيزنطية اسميًا وواحدة من أواخر دول الجنوب الإيطالي الخاضعة للنورمان. تحالف دوقات نابولي منذ أيام سرجيوس الرابع مع رانولف درينغوت في عشرينيات القرن الحادي عشر، حيث تحالفوا مع النورمان من أفيرسا وكابوا باستثناءات وجيزة فقط. استغرق إدماج نابولي في دولة هوتفيل ستين عامًا بدءًا من عام 1077.
 
في صيف 1074، اندلع القتال بين ريتشارد من كابوا وروبرت جيسكارد. تحالف [[سرجيوس الخامس من نابولي]] مع الأخير وجعل من مدينته مركزًا لإمداد قوات جيسكارد. حرضه ذلك ضد ريتشارد الذي كان مدعومًا من غريغوري السابع. في يونيو حاصر ريتشارد نابولي ولكن لفترة وجيزة فقط. باشر ريتشارد وروبرت وسرجيوس بعد ذلك مفاوضات مع غريغوري من خلال الوساطة التي قدمها [[فيكتور الثالث|ديسيديريوس من مونتيكاسينو]].
 
في عام 1077، حاصر ريتشارد من كابوا نابولي بينما فرض حصار روبرت جيسكارد حصارًا بحريًا. بعد أن توفي ريتشارد خلال الحصار في 1078، حيث أن أعفي فقط من الحرمان الكنسي على فراش الموت، رفع خليفته جوردان الحصار ليصحح وضعه مع البابوية التي وقعت السلام مع الدوق سرجيوس ورفع الحصار وتفرقت قوات روبرت جيسكارد.
 
في 1130، عين البابا المزيف [[أناكليتوس الثاني]] روجر الثاني من صقلية ملكًا وأعلن ضرائب نابولي جزءًا من مملكته.<ref name=skinner206>Skinner, 206–207.</ref> في 1131، طالب روجر من مواطني أمالفي حصون مدينتهم ومفاتيح قلعتهم. عندما رفض المواطنون، كان [[سرجيوس السابع من نابولي]] على استعداد لمساعدتهم في البداية بأسطوله، ولكن جورج من أنطاكية حاصر ميناء نابولي بأسطول أكبر، كما أن سرجيوس تراجع أيضًا بسبب قمع الأمالفيين الذين خضعوا لروجر. وفقًا للمؤرخ [[ألكسندر من تيليزي]] فإن "نابولي والتي نادرًا ما تم فتحها بالسيف منذ العصر الروماني، استسلمت الآن لقوة روجر بناء على مجرد تقرير [أي سقوط أمالفي]".
 
في 1134، دعم سرجيوس تمرد [[روبرت الثاني من كابوا]] و[[رانولف الثاني من أليفي]] ولكنه تجنب أي مواجهة مباشرة مع روجر. بعد سقوط كابوا قدم البيعة للملك. في 24 أبريل 1135، وصل أسطول من [[بيزا]] بقيادة روبرت من كابوا إلى نابولي حاملًا 8,000 من التعزيزات. خدمت نابولي كمركز للثورة ضد روجر الثاني للسنتين التاليتين. حوصر سرجيوس وروبرت ورانولف في نابولي حتى ربيع 1136. بحلول ذلك الوقت، مات كثير من الناس من الجوع. إلا أنه ووفقًا للمؤرخ والمتعاطف مع المتمردين [[فالكو من بينيفينتو]]، سرجيوس والنابوليين لم يضعفوا "مفضلين الموت من الجوع من أن يسلموا رقابهم لسلطة ملك شرير". وضع فشل الحصار البحري في منع سرجيوس وروبرت في مناسبتين منفصلتين من التوجه إلى بيزا للحصول على المزيد من الإمدادات علامة على عدم كفاية جهود روجر. عندما سار جيش لإغاثة نابولي بقيادة الإمبراطور [[لوثير الثالث (إمبراطور روماني مقدس)|لوثير الثاني]]، رفع الحصار. عندما غادر الإمبراطور على عجل في العام التالي، خضع سرجيوس كليًا لروجر في مقابل عفو شامل وأدى البيعة على الطريقة النورمانية. في 30 أكتوبر 1137، توفي دوق نابولي الأخير إلى جانب الملك في [[معركة رينيانو]].
سطر 154:
 
بدأ النورمان بسرعة في بناء وتوسيع وترميم القلاع في جنوب إيطاليا. يبدو أن معظم قلاعهم كانت إما أصلية أو على أساس الهياكل القائمة من طرف اللومبارد، على الرغم من أن بعضها بني على الأنقاض البيزنطية أو في صقلية على الأساسات العربية. بحلول نهاية عهد النورمان، حولت معظم القلاع الخشبية إلى حجرية.
 
بعد القلعة اللومباردية في ملفي والتي غزاها النورمان في وقت مبكر ودمجوها مع برج محصن مستطيل في أواخر القرن الحادي عشر، كانت مقاطعة كالابريا أولى المقاطعات التي تغيرت جذريًا [[بناء القلاع|ببناء القلاع]] النورمانية. في 1046، بدأ وليام الذراع الحديدة بناء "ستريدولا" وهي قلعة كبيرة قرب [[سكيلاتشي]] وبحلول 1055 كان روبرت جيسكارد قد بنى ثلاثة قلاع: في [[روسانو]] في مكان قلعة بيزنطية، و"سكريبلا" مقر ضرائبه والتي تحمي ممر في وادي كراتي، و[[سان ماركو أرجينتانو]] (برج محصن 1051) بالقرب من [[كوزنسا]].<ref>Gravett and Nicolle, 132.</ref> في 1058، بنيت [[سكاليا]] على منحدر على البحر.
 
سطر 165:
== مراجع ==
; مراجع أولية
* [http://www.leeds.ac.uk/history/weblearning/MedievalHistoryTextCentre/medievalTexts.htm مركز وثائق التاريخ القروسطي في جامعة ليدز]، حيث المراجع الأولية متاحة ومترجمة للإنكليزية تحت عنوان "المملكة النورمانية في صقلية"
* غوفريدو مالاتيرا، [http://www.thelatinlibrary.com/malaterra.html مآثر روجر من كالابريا وصقلية وأخيه الدوق جيسكارد] في المكتبة اللاتينية
* [[وليام من بوليا]]، [http://www.thelatinlibrary.com/williamapulia.html إنجازات روبرت جيسكارد] في المكتبة اللاتينية
* لوبوس بارينثسيس، [http://www.thelatinlibrary.com/protospatarius.shtml وقائع موجزة عن منجزاته في مملكة نابولي بين عامي 860-1102] في المكتبة اللاتينية
 
; مراجع ثانوية
* برنارد باكراك [http://links.jstor.org/sici?sici=0040-165X%28198507%2926%3A3%3C505%3AOTOOWT%3E2(198507)26:3<505:OTOOWT>2.0.CO%3B2;2-Q "حول أصول نقل أحصنة وليام الفاتح"] ''Technology and Culture'', Vol. 26, No. 3. (Jul., 1985), pp.&nbsp;505–531.
* [[Ferdinand Chalandon|Chalandon, Ferdinand]]. ''Histoire de la domination normande en Italie et en Sicilie''. Paris: 1907.
* Loud, Graham Alexander. "How 'Norman' was the Norman Conquest of Southern Italy?" ''Nottingham Medieval Studies'', Vol. 25 (1981), pp.&nbsp;13–34.
* Loud, Graham Alexander. "Continuity and change in Norman Italy: the Campania during the eleventh and twelfth centuries." ''[[Journal of Medieval History]]'', Vol. 22, No. 4 (December, 1996), pp.&nbsp;313–343.
* Loud, Graham Alexander. [http://links.jstor.org/sici?sici=0013-8266%28199909%29114%3A458%3C815%3ACWAPIT%3E2(199909)114:458<815:CWAPIT>2.0.CO%3B2;2-P "Coinage, Wealth and Plunder in the Age of Robert Guiscard."] ''[[English Historical Review]]'', Vol. 114, No. 458. (Sep., 1999), pp.&nbsp;815–843.
* France, John. "The Occasion of the Coming of the Normans to Italy." ''[[Journal of Medieval History]]'', Vol. 17 (1991), pp.&nbsp;185–205.
* Gay, Jules. ''L'Italie méridionale et l'empire Byzantin: Livre II''. Burt Franklin: New York, 1904.
* Gravett, Christopher, and Nicolle, David. ''The Normans: Warrior Knights and their Castles''. Osprey Publishing: Oxford, 2006.
* Houben, Hubert (translated by Graham A. Loud and Diane Milburn). ''Roger II of Sicily: Ruler between East and West''. Cambridge University Press, 2002.
* Jamison, Evelyn. "The Norman Administration of Apulia and Capua, more especially under Roger II and William I". ''Papers of the British School at Rome'', VI (1917), pp.&nbsp;265–270.
* Joranson, Einar. "[http://links.jstor.org/sici?sici=0038-7134%28194807%2923%3A3%3C353%3ATIOTCO%3E2(194807)23:3<353:TIOTCO>2.0.CO%3B2;2-N The Inception of the Career of the Normans in Italy: Legend and History.]" ''[[Speculum (journal)|Speculum]]'', Vol. 23, No. 3. (Jul., 1948), pp.&nbsp;353–396.
* Matthew, Donald. ''The Norman Kingdom of Sicily''. Cambridge University Press, 1992.
* [[John Julius Norwich|Norwich, John Julius]]. ''The Normans in the South 1016-1130''. London: Longman, 1967.
* Norwich, John Julius. ''The Kingdom in the Sun 1130-1194''. London: Longman, 1970.
* Skinner, Patricia. ''Family Power in Southern Italy: The Duchy of Gaeta and its Neighbours, 850-1139''. Cambridge University Press: 1995.
</div>
== وصلات خارجية ==
* [http://www.norman-world.com/angleterre/index.htm النورمان - شعب أوروبي] من البعثة الأوروبية.
 
 
{{مواضيع إيطاليا}}
{{شريط بوابات|إيطاليا|حرب}}
 
[[تصنيف:نزاعات في القرن 12]]
[[تصنيف:إيطاليا البيزنطية]]
[[تصنيف:إيطاليا الوسيطة]]
[[تصنيف:نزاعاتالقرن في11 القرنفي 12إيطاليا]]
[[تصنيف:القرن 12 في إيطاليا]]
[[تصنيف:تاريخ صقلية]]
[[تصنيف:حروب الإمبراطورية البيزنطية]]
[[تصنيف:صقلية الوسيطة]]
[[تصنيف:غزوات]]
[[تصنيف:حروب الإمبراطورية البيزنطية]]
[[تصنيف:نزاعات في القرن 11]]
[[تصنيف:إيطاليانزاعات الوسيطةفي القرن 12]]
[[تصنيف:تاريخ صقلية]]