تصنيف:تاريخ آسيا الوسطى: الفرق بين النسختين

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سيد محمود سيد مبشر
ط استرجاع المقال حتى أخر تعديل من قبل Murtasa
سطر 5:
[[de:Kategorie:Zentralasiatische Geschichte]]
[[en:Category:History of Central Asia]]
 
 
كانت بلاد ما وراء النهر تعج بالقبائل التركية منذ اقدم العصور وكان القسم الاكبرمن هذه القبائل تعيش في مناطق الشاش(طشقند حاليا) وفرغانه الا ان تمركزها هذا يقل نواحي مناطق زرفشان وقشقادريا وخلال القرنين الثامن والتاسع توزعت هذه القبائل في فرغانه والشاش بشكل سريع ومن الناحية اللغوية فان سكان هذه المناطق قد اختلطت لغتهم التركية مع لغة اهل الصٌّغد (التاجيكية) .
في القرن الثامن كان معظم سكان فرغانه من قبائل "القارلوك" واما الشاش فكان المنتمون الى قبيلة "اوغوز" يشكلون الاكثرية فيها ويذكر الجغرافي العربي ابن حوقل ان حوالي الف عائلة من الاتراك الذين اعتنقوا الاسلام وفدت الى مناطق الشاش والمناطق الواقعة جنوب غرب جيمكنت "اترار" ويعتقد انهم من قبيلة "اوغوز" التي سكنت على الضفة اليمنى من نهر "سيردريا" وكانت لهم قوة لا يستهان ونرى ذلك ينعكس من خلال الفلكور الاوزبكي لذا يعتقد انهم كانوا اجداد الاوزبك الحاليين ومع نهاية القرن العاشركان يطلق اسم "تركمان" على بعض قبيلة الاوغوز.
ويذكر المؤرخ طاهر مروزي الذي عاش في النصف الاول من القرن الثاني عشر ان بعض الاوغوزالمعتنقين للاسلام اطلق عليهم اسم "تركمان" وذلك من خلال مجاورتهم للمناطق التي اعتنقت الاسلام. ومع كثرة اعداد المعتنقين للاسلام بدا هولاء في اخراج الغير مسلمين منهم من خوارزم الى صحاري "القبجاق".
كما يذكر المروزي في تاريخه انه وباذن امراء آل سامان كان بعض هولاء الاوغوز يتنقلون في المناطق المحاذية للضفة الغربية لنهر "زرفشان" وحتى مناطق "نور آتا" وذلك في نهاية القرن العاشر الميلادي. وعرف هولاء فيما بعد بالسلاجقة الاتراك المنحدرين من التركمان "الاوغوز" .
وبالاضافة للاوغوز كان لقبيلة اخرى تسمى "تركش" دور كبير في المناطق المذكورة اعلاه. وقد عاش القسم الاكبر من القبائل التركية في مناطق "يتى سو" في القرن العاشر ويذكر ان "الصغد" غزوا تلك المناطق خلال القرنين الخامس والسادس ودلت على ذلك الابحاث والاستكشافات التاريخية التي قام بها (أ.ن.برنيتشام) كما دلت الاكتشافات الاثرية على استوطان الكثير من الصغد في وادي نهر "تلاس" وكذلك في مناطق الضفة اليسرى لنهر "جودريا" وحتى مدينة "توقماق" اي ان الصغد عاشوا في المناطق الممتدة من غرب "جيمكنت" وحتى حدود سور الصين العظيم.
تميز الصغد بتوفقهم في مجال الزراعة والتجارة ولعبوا دورا تجاريا مهما في طريق الحرير الرابط بين الصين وباقي مناطق آسيا. كما ان الصغد اثروا في القبائل التركية وخاصة قبيلتي "أرغو توخسي" و"القارلوق" من خلال الاختلاط بهم مما ادى الى اثراء الحياة المدنية لتلك القبائل وخاصة في المدن الا ان الصغد وفي نهاية الامر فقدوا الكثير من قوتهم وبريقهم واهم سبب لذلك هو التزاوج مع العناصر التركية وبالتالي فقدوا لغتهم وبالتدريج بدوا في التخاطب باللغة التركية ونسيان لغتهم الام.
ويذكر عالم اللغات "محمود الكاشغري"(466هـ-1073م) وينتمي الى قبيلة القاره خان التركية في كتابه المشهور "ديوان لغات الترك" وهو اول كتاب لتعليم اللغة التركية عرفه العرب كيف ان اللغة التركية اثرت بشكل كبير على لغة الصغد وخاصة اهل القرى والمدن حيث يذكر تحدث الكثير باللغتين في ان واحد الا ان المتكلمين بلغة الصغد كانوا على ما يبدوا يشكلون الاقلية وبالتالي فان سكان مناطق "يتى سو" ومع نهاية القرن الحادي عشر كانوا قد نسوا لغتهم الام بشكل تام وخاصة الصغد المجاورين للأتراك في مدنهم في "يتي سو" و"سيردريا" وبالتالي فقدوا وحدتهم السياسية والاجتماعية ويستثنى من ذلك سكان المناطق الجبلية الذين عاشوا بشكل منزوي عن باقي المجتمعات وبالتالي فان اختلاطهم مع الاتراك كان بسيطا و لم يشكل اي فقدان لهويتهم.
يذكر الجغرافي "المقدسي"( 336-380 هـ-947-990م) مؤلف كتاب" احسن التقاسيم في معرفة الاقاليم"
عن القلاع الموجودة في مدن" بروكت"و "بلاخ" لصد هجمات الاوغوز. وهذه المناطق كانت ابعدها شرقا التي سكنها قبائل الاوغوز-التركمان في وقتها الا ان قبائل "القبجاق" فقد اجبرت الاوغوز (عام 281 هـ-894م) الذين كانوا يسكنون شمال نهر"امبادريا" الى ترك منازلها فسلك بعضهم الرحيل الى منطقة "قيزيل اردات" (تركمنستان الحالية).
عام 766 م نجح "القارلوك" في اقصاء قبيلة "تركش" والاستيلاء على مناطقهم في "يتي سو" وشكلوا اكبر القبائل التي تواجدت حيث كانت ديارهم تمتد من مناطق وادي نهر "تلاس" وعبورا بجنوب "ايسيق كول" وحتى نهر "تاريم" في تركستان الشرقية وقد تحولت طرقهم التي كانوا يتنقلون فيها الى طرق للقوافل فيما بعد.
وهناك معلومات عن "القارلوك" نجدها في كتاب "حدود العالم" لمجهول الهوية يذكر مؤلفه ان القارلوك كانوا يسكنون افضل المناطق وأعمرها حيث اختاروا العيش في مناطق تتمتع باعتدال الجو و وفرة المياه بالاضافة الى تمتعهم بمستوى عالي من المدنية والتطور واما عن حياتهم الاجتماعية فيذكر الى انتمائهم الى اسر تتفاوت فيما بينها من حيث القوة والسلطة بالاضافة الى انشغالهم بالزراعة و الرعي وقسم آخر بالصيد .(مدنهم قولان-لوكاوية قطار الحديد)؟؟؟
ويأتي بعد القارلوك قبيلة "جيكل" التركية وكان تمركزهم في الشمال الشرقي لـ"ايسيق كول" ومدينة "طراز" ويذكر صاحب كتاب "حدود العالم" معلومات عن ملابسهم فيقول انهم كانوا يرتدون قبعات محاكة من الصوف ويرعون القطعان الكبيرة من الماشية وخاصة البقر والثيران ويسكنون خيام مصنوعة من وبر وجلد الحيوانات وكانوا يعبدون الشمس والنجوم الا انهم كانوا اقل من القارلوك من الناحية التطور المدني الا انهم كانوا اغنى منهم ثروة ومالا.
واما "محمود الكاشغري" فيوزعهم الى ثلاث مجموعات فيذكر ان المجموعة الاولى من قبيلة "جيكل" كانت تسكن منطقة "قوياس" المقابلة لـ"بلاساغون" اي المناطق الجنوبية لـ"ايسيق كول" واما المجموعة الثانية فكانت تسكن منطقة "طراز" و اما المجموعة الثالثة فلم يذكر عنها شيئا.
وتأتي في المرتبة الثالثة قبيلة "يغما" التركية وكانت مساكنهم تمتد من جنوب "ايسيق كول" وحتى "كاشغر" وكانت طرقهم في الارتحال تتمركز في الاساس في مناطق تركستان الشرقية وبالرجوع الى كتاب "حدود العالم" يصفهم المؤلف بانهم كانوا قليلوا العلم بالزراعة و يعتبرون متخلفين ثقافيا عن باقي القبائل التركية وكانوا يعملوا على الرعي وصيد الطيور الجارحة الا انهم كانوا يمتلكون القطعان الكبيرة من الماشية وخاصة الخرفان
ويعتبرهم بانهم كانوا اشد القبائل التركية في القتال والغزو.
واما قبيلتي "تركش" و "أرغو" فقد كانتا و في حدود القرن العاشر الميلادي تتمركزان في المناطق الواقعة جنوب غرب "يتي سو" وكانتا من اكثر القبائل التركية تطورا في "يتي سو" حيث كانوا من سكان المدن والقرى وحياتهم مستقرة وذلك بسبب اختلاطهم مع الصغد وتأثرهم بثقافاتهم. ويعتبر "محمود الكاشغري" السكان اصحاب الزراعة المتمركزين حول اطراف مدن اسفيجاب (سايرام) وطراز و بلاساغون انهم من قبيلة "ارغو".
 
وقبل الشروع في تاريخ تأسيس الدولة القاره خانية او آل افراسياب في كاشغر يجدر بنا الحديث عن اهم حدثين سبقا قيام دولة قاره خان وكانت لها الاثر في تغيير نمط وطرز حياة القبائل التركية حول منطقة "يتي سو" في القرن العاشر الميلادي .
العامل الاول والمهم هو مرحلة تحول هذه القبائل من حياة الرعي والترحال الى الانشغال بالزراعة وبالتالي الاستقرار حول المدن الكبيره والسبب يعود الى اسباب داخلية لكل قبيلة وهناك سبب آخر الا وهو ان هذه القبائل بدأت في التعامل التجاري مع سكان اهل المدن وبدأت في مبادلة السلع معها ومن ثم الاستقرار واكتساب طرق جديدة في الحياة.
العامل الاخر والمهم ايضا هو ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كانت مدينة أسفيجاب "سايرام الحالية حسب مقولة المؤرخ زكي وليدي طوغان(,,,,,)" مركز التلاقي والتواصل الحدودي بين بلاد ما وراء النهر وبلاد الترك ولذلك تحولت الى مركز تجاري وزراعي ومحطة للقوافل الماره وكان القارلوك والاوغوز كما يصفهم "الاصطخري" (.....) تجار المواشي حيث كانوا من يتاجرون في بيعها و احضارها الى بلاد ما وراء النهر كما انهم كانوا يعملون كحراس للقوافل المتجه نحو الصحراء. ويدل على ذلك ما ذكره الرحالة العربي "ابن فضلان(,,,,,,) اثناء عبوره الى بلاد البلغار عام 309 هـ كيف ان حراس قافلته كانوا من الاوغوز الاتراك. ويذكر البروفيسور زكي وليدي طوغان ان هذه العادات استمرت منذ ذلك الزمن وحتى القرن التاسع عشر الميلادي.
ازدهرت في تلك الاثناء تجارة الرق المستوردين من بلاد الترك وارسالهم الى شتى بقاع العالم الاسلامي وسرعان ما بدوا هولاء الارقاء في دخول الاسلام وتعلم الدين ومن ثم التتدرج حتى وصلوا الى مواقع الحكم في تلك البقاع والتاريخ خير شاهد ان معظم الامراء والحكام كانوا من هولاء العبيد الذين حكموا مناطق تبعد عن ديارهم الام الاف من الاميال وخير مثال هو أحمد بن طولون في مصر وعموم المماليك.
يقول المؤرخ "بارتولد " ان متوسط سعر الرقيق كان يصل الى 300 درهم وتاخذ الدولة مبلغ 70 الى 100 درهم مقابل السماح له بعبور نهر "سيردريا" كجباية.
 
انشاء اول دولة اتراك في العهد الاسلامي
 
الـ قاره خانيون في تركستان
 
 
يقدم لنا المؤرخ "زكي وليدي طوغان" معلومات جد قيمة عن ظهور القاره خانيون في بلاد التركستان فيقول انه وفي عام 303 هـ-915 م بدأت قبيله "قيتاي" المغوليه في فتح شمال الصين ومنغوليا وبسبب تلك الحروب فقد بدأت القبائل المغوليه الاخرى التي كانت تسكن شمال شرق منغوليا في الهرب من الحروب وبالتالي هي ايضا بدورها اجبرت قبائل التي كانت تقيم في وسط منغوليا ومنطقة "جونغاريا" الى الانتقال الى الجنوب والجنوب الغربي. ومن ضمن هذه القبائل قبيلتي "تاتار" و "قيرغيز" اللتان انضمنتا الى القبائل الاخرى(عام 226هـ-840م) في النزوح الى وسط منغوليا ودخلتا ضمن القبائل الاخرى التي كانت تتبع دولة" هون-اوغوز" . الا انه مع القحط الشديد الذي صادف تلك الايام فقد اجبرت هذه القبائل قبيلة "الاويغور" الى النزوح الى حدود مناطق "تيان شان" والمناطق التي تتواجد فيها الان في تركستان الشرقية.
استغل الخان "دامانلا" المنسوب الى قبيلة "تركش" من هذه الوقائع فبدأ في لملمة القبائل المهاجرة والقبائل الموجوده عنده التي التجأت اليه قادمة من الشرق وخاصة قبيلتي "ياغما" و"جيكيل" في بناء دولته فبنى مركزه بالقرب من "كاشغر" و"آقسو" كما بدأ المنتمون الى مذهب المانوية من الاويغور في الاتحاد مع البوذيين منهم وتشكيل خانية لهم في "قوجو" و"بيش باليق" اي انهم قاموا باحياء خانيتهم في .
عام 226 هـ-840 م نشبت حروب بين "بيلكانجيق قاخان" وهو من القاره خان مع السامانيين كما حارب "تافغاج قاغان" في حوالي سنة 380 هـ-893 م ضد السامانيين وبسبب حروبه واحتكاكه بالمسلمين من آل سامان اعتنق الدين الاسلامي.و في تلك الاثناء وبسبب التضييق والحروب من قبل بعض قبائل المغول فان البعض من قبائل التتار وقبيلة قيتاي اضطرت الى الانتقال الى المنطقة الوسطى من جبال "تيان شان".
في عام 390 هـ-999 م استولى القارخانيون على بخارى عاصمة السامانيين اضطر الحاكم الاخير من آل سامان وهو الامير نوح بن سامان الى الهرب من بخارى وبذلك دخلت بلاد ما وراء النهر تحت حكم القاره خانيون او "خاقان الترك" كما كان العرب يطلقون عليهم.
وبحسب البروفيسور زكي وليدي طوغان فان دخول القاره خان لدين الاسلام قد حفظ هذا الدين من انقراض كبير كان قد خطط له فيقول ان عبدة النار "المجوس" من اهل ايران فبمناسبة مرور الف عام على ذكرى بداية مذهبهم كانوا قد خططوا للقيام بثورات شاملة و عارمة ضد المسلمين(317هـ-929م) الا ان قيام دولة الاتراك "القاره خان" في "بلاساغون" وحكمهم لماوراء النهر و كذلك فان تأسيس دول اسلامية تركية حتى الحدود مع الهند قد افشلتا قيام او نجاح تلك الخطة.
وقبل دخول الاسلام لمناطق الترك كانت معظم قبائلهم تدين بديانات مختلفة فقد راجت بينهم المسيحية والبوذية والمانوية ولم يدخلوا في الاسلام الا مع القرن التاسع الميلادي.
ويذكر ابن الاثير في تاريخه "الكامل في التاريخ" ج 6 ص 258 في ذكر حوادث سنة 349 هـ فيقول"وفيها اسلم من الاتراك مائتي الف خركاه (اي خيمة كبيره) ويقول الحافظ عماد الدين "فسموا ترك ايمان فخفف اللفظ الى تركمان" ويذكر في "تاريخ اوزبكستان" ج 1 ص 371 احتمال ان يكونوا هولاء هم من قبيلة القارلوق الذين لعبوا دورا مهما و كبيرا في دولة القاره خانيون.
ويذكر في اكثر من مصدر تاريخي ان الذي قام بدعوة خاقان القاره خان "ستوك خان" هو أبو الحسن محمد الكلماتي عالم الدين في بلاط السامانيين (عام 350 هـ-961 م) الذي عاش بين الترك وكان له الفضل الاكبر في الدعوة ونشر الدين الاسلامي وقد توفي بينهم. وبعد ان قبل الخاقان الدين الجديد غير اسمه الى عبدالكريم ستوك بغراخان الذي اصبح فيما بعد اول من اسس وانشأ دولة القاره خانيون الاتراك في تركستان ولكن وبعد مضي فترة ليست بالطويلة انقسمت دولته الى قسمين الاول عاصمته "بلاساغون" والثاني في "طراز" ومن ثم في "كاشغر" كما ان الحاملين للقب "تكين" من اسرته حكموا الولايات التابعة لدولته.
وكان من اول مهامه حروبه ضد الترك البوذيين في "خوتان" وباقي قبائل الترك الذين لم يدخلو في الاسلام بعد نواحي "كاشغر" و "آقجو" حيث ادخلهم في طاعته الا ان هولاء القبائل عادوا الى دينهم السابق في اواخر عهد عبدالكريم ساتوك خان.
توفي عبدالكريم ساتوك خان عام 344 هـ بعد ان حكم مدة تقارب تسعة وعشرين عاما واستمرت دولته حتى عام 607 هـ 1210 م اي 292 عاما الا ان تاريخ هذه الاسرة يشوبها الكثير من التناقض وضعف الرويات بسبب تناقض المؤرخين في سرد حادثة ما بشكل متباين.