التاريخ الاجتماعي للفيروسات: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 42:
== أوائل العصر [[عصور حديثة|الحديث]] حتى أخره==
 
تبدأ الفترة الحديثة مع بداية فترة [[أسرة تيودور|تيودور]] حين انتصر [[هنري السابع ملك إنجلترا|هنري السابع]] (Henry VII) على [[ريتشارد الثالث ملك إنجلترا|ريتشارد الثالث]] (Richard III) في [[معركة بوسوورث]] 22 أغسطس ١٤٨٥م. وبعد الانتصار بفترة وجيزة أصاب الجيش فجاءة مرض [[تعرق (مرض)|التعرق الانجليزي]].<ref>Quinn, pp. 40–41</ref> هذا المرض جديد وغريب في نفس الوقت لانه أصاب الاغنياء بصفة خاصة، وربما يكون قد نشأ في فرنسا حيث قام هنري السابع بتجنيد جيشه.<ref>McNeill, p. 229</ref> اجتاح لندن وباء في صيف عام 1508، ولقي العديد من الضحايا مصرعهم خلال يوم واحد، وكانت حالات الوفاة منتشرة في جميع انحاء المدينة. وأصبحت الشوارع خالية تماماً إلا من العربات التي تنقل الجثث. واصدر الملك هنري اعلانإعلان بحظر الدخول للمدينة(منع الدخول اليها) باستثناء الأطباء والصيادلة.<ref>Penn, pp. 325–326</ref> وفي عام 1556 تفشى وباء جدبد راح ضحيته عشرات الآلاف، ربما كان مرض الانفلونزا أو عدوى فيروسية مماثلة. ولكن لا يمكن الاعتماد على التقديرات في ذلك الوقت والأخذ بها لان الطب لم يكن علماً متخصص بعد.<ref name="Mortimer 2012, p. 278">Mortimer (2012), p. 278</ref><ref>Quinn, p. 41</ref><ref>Karlen, p. 81</ref> بالرغم من ضعف امكانات الطب والدواء لتخفيف معاناة الضحايا المصابين، ومع ذلكالمصابين تم اتخاذ التدابير للحد من انتشاءانتشار المرض مثلومنها: فرض قيود على التجارة والسفر، عزلوعزل الأسر المنكوبة من المجتمع، تبخيروتبخير المباني وقتل الماشية.<ref>Porter, p. 9</ref>
 
 
سطر 58:
[[حمى صفراء|الحمّى الصفراء]] هي مرض فيروسي قاتل وفتاك يُسببه فيروس فلافي أو [[فيروسات مصفرة|الفَيروسَةُ المُصَفِّرَة]] (جِنْسٌ مِنَ الفَيروسات). وينتقل الفيروس إلى البشر عن طريق البعوضة المُسماة بالبعوضة [[زاعجة مصرية|(الزاعجة)المصرية]] (Aedes aegypti) وظهر لأول مرة منذُ أكثر من 3.000 سنة.<ref> Mahy, (b) p. 514</ref> تم تسجيل أول اصابة بوباء الحمى الصفراء عام 1647 م في جزيرة [[باربادوس]]، ولكن أطلق عليه حاكم الجزيرة (جون وينثرب) ذلك الوقت اسم "باربادوس ديستمبر" أو مرض حُمى الديستمبر. وفُرضت قوانين [[حجر صحي|الحجر الصحي]] للمرة الأولى على الأطلاق في أمريكا الشمالية من أجل حماية الشعب.<ref> Dobson, pp. 146–147</ref> ومن ثم ظهرت أمراض أخرى في أمريكا الشمالية في القرون ال 17 و 18 و 19.<ref> Patterson KD (1992). "Yellow fever epidemics and mortality in the US, 1693–1905". Social Science and Medicine (1982) 34 (8): 855–865. doi:10.1016/0277-9536(92)90255-O. PMID 1604377.</ref> ظهرت أول حالة معروفة من مرض [[حمى الضنك|حُمى الضنك]] في [[إندونيسيا]] و[[مصر]] عام 1779م. وحملت السفن التجارية المرض الى الولايات المتحدة فظهر الوباء وانتشر في [[فيلادلفيا]] عام 1780 م.<ref> Chakraborty, pp. 16–17</ref>
 
[[ملف:Ambrosius Bosschaert the Elder (Dutch - Flower Still Life - Google Art Project.jpg|200px|تصغير|يسار|لوحة "الطبيعة الصامتة" للفنان (Ambrosius Bosschaert (1573–1620]][[ملف:Semper Augustus Tulip 17th century.jpg|200px100px|تصغير|يسار|رسم بالألوان المائية من القرن 17 Semper Augustus، تشتهر بأنها أغلى توليب تم بيعها في عصر جنون التوليب.]]]]
 
يُوجد في المتاحف الأوروبية العديد من اللوحات التي تُصور زهور [[توليب|التوليب]] ذات خطوط ملونة جذابة. ورُسمت العديد من تلك اللوحات في القرن 17 ومنها نماذج [[طبيعة صامتة|الطبيعة الصامتة]] ل[[Johannes Bosschaert|جوهانس يوستشارت]]. كانت تلك الزهور تتمتع بشعبية كبيرة، وسعى لشراءها من يتحمل ثمنها فقط؛ حتى انه في ذروة عصر [[جنون التوليب]] (هوس الخزامي) وصل سعر [[بصلة|البصلة]] الواحدة منها يساوي ثمن منزل وفي أحيان أخري تمت مقايضتها بالأراضي والمواشي والبيوت.<ref> Crawford (2011), pp. 121–122</ref> ولم يكُن من المعروف في ذلك الوقت أن تلك الخطوط الملونة هي في الحقيقة يُسببها فروس انتقل إليها بالصدفة من [[ياسمين|الياسمين]] عن طريق البشر.<ref> Mahy, (a) pp. 10–11</ref> وبعد ان أضعفها الفيروس، أصبح الاستثمار رديئاً. وبصلات قلبلة فقط هي التي أنتجت أزهاراً تحمل نفس الخصائص الجذابة للنباتات الأم.<ref> Crawford (2011), p. 122</ref>
سطر 70:
 
[[ملف:Edward Jenner2.jpg|200px|تصغير|يسار|إدوارد جينر]]
[[ماري وورتلي مونتاغيو]](1689-1762) كاتبة ارستقراطية، زوجة عضو البرلمان إدوارد وورتلي مونتاغيو. في عام 1716 تم تعيين زوجهاالسفير اليريطاني في إسطنبول أيام الدولة العثمانية، ولحقت به الى هناك. بعد أسبوعين من وصولها أكتشفت اللممارسات المحلية للوقاية من مرض الجدري عن طريق عملية التَجْدير ( تلقيح بالجدري في الشرق القديم) وهي عمليةممارسة يتم فيها حقن الجلد بالصديد او القيح من ضحايا الجدري.<ref> Tucker, p. 6</ref> كانت ماري قد أصيب بعدوى الجدري في وقت سابق، كما مات أخوها من نفس المرض، لذلك قررت ماري أن تحمي ابنها إدوارد وعمره خمس سنوات من المعاناة، فأرسلت في طلب طبيب السفارة تشارلز ميتلاتد ليقوم بتجدير ابنها (يحقنه بالجدري). وعندما عادت الى لندن طلبت من ميتلاند ان يقوم بتجدير ابنتها وعمرها أربع سنوات أمام الطبيب الملكي.<ref> Tucker, pp. 16–17</ref> وفي وقت لاحق تمكنت مونتاغيو من اقناع أمير وأميرة [[ويلز]] ابن الملك ([[جورج الثاني ملك بريطانيا العظمى|جورج الثاني]]) بان يتبنو اقتراحها في القيام بذلك الاجراء على العامة. عرض الملك منح العفو الكامل لستة سجناء ممن كان محكوم عليهم بالإعدام وينتظرون تنفيذ في سجن نوغت، وذلك في نظير قيامهم بتطبيق التجربة عليهم من اجل خدمة العامة. وبالفعل وافق السجناء وتم حقنهم بالجدري عام 1721 م وتم شفاء جميع السجناء من هذا الاجراء. وللتأكد من تأثير التجربة في الوقاية من المرض قامت واحدة من هؤلاء السجينات وعمرها 19 عاما بالنوم لمدة ستة أسابيع في سرير أحد الضحاياالمصابين بالمرض وكان طفل 10 سنوات ولم تصيبها العدوى.<ref> Tucker, p. 17</ref>
 
كُررت التجربة على أحد عشر طفلاُ من الأيتام ونجو جميعهم من ذلك البلاء. وتم تطعيم أحفاد الملك [[جورج الأول ملك بريطانيا العظمى|جورج الأول]] عام 1722 م.<ref> Lane, p. 137</ref> لم تكن تلك الطريقة آمنة تماما حيث كان هناك فرصة واحدة لحدوث وفاة من بين خمسين حالة.<ref> Rhodes, p. 21</ref> بالاضافة الى ذلك كانت تلك الممارسة مُكلفة؛ كان الطبيب يتقاضى مان بين 5 و10 جنيه استرليني نظير القيام بذلك الاجراء. وكانت تُباع للممارسين الأخرين بأتعاب بين 50الى 100 جنيه استرليني أو مقابل نصف الأرباح. أصبحت ممارسة التجدير (التطعيم بالجدري) مُربحة ولكنها ظلت بعيدة عن متناول الكثيرين لتكلفتها العالية حتى أواخر 1770s.<ref> Rhodes, p. 21</ref> في ذلك الوقت لم يعرف أحد شيئاً حول الفيروسات أو [[جهاز مناعي|الجهاز المناعي]] ولم يعرفوا حتى كيف لتلك الممارسة بالتجدير أن تُوفر المناعة والوقاية من مرض الجدري.<ref> Zimmer, p. 83</ref>