التاريخ الاجتماعي للفيروسات: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 77:
[[ملف:Jenner cartoon from 1802.jpg|200px|تصغير|يسار|رسم كارتون عام 1802 م ، يُصور "إدوارد جينر" يقوم بتطعيم الناس بلقاح جدري البقر، والأبقار تخرج من أجسامهم .]]
بالرغم من اعتراضات الممارسين الطبيين للتلقيح بالجدري(varilation) لأنهم توقعوا انخفاضاً في دخلهم، جعلت [[المملكة المتحدة]] التطيعم بالمجان للفقراء في عام 1840 م. وفي العام نفسه تم منع الممارسة بالحقن بالجدري وأعُلن انها ممارسة غير قانونية بسبب الوفيات المصاحبة لها.<ref> Lane, p. 140</ref> ثم أصبح التطعيم إجباريا في بريطانيا وويلز بموجب قانون التطيعم لعام 1853 م، ونص القانون على تغريم الأباء £1 جنيه استرليني ما لم يتم تطيعم أطفالهم قبل بلوغهم عمر ثلاثة أشهر. ولم يُطبق القانون بالشكل الكافي بالاضاقة الى عدم فعالية نظام توفير التطعيمات والذي لم يتغير منذ 1840 م.وبعد أن اظهر السكان امتثالا مبكرا للتطعيم، نسبة قليلة فقط تم هي التي خضعت للتطعيم.<ref> Brunton, pp. 39–45</ref> فلم يلقى التطعيم الاجباري ترحيباً، وبعد مظاهرات معارضة، تم تكوين رابطة مناهضة للتطعيم وأُخرى مناهضة للتطعيم الإجباري في عام 1866 م.<ref> Glynn, p. 153</ref><ref> Brunton, p. 91</ref> وعقب الحملات المناهضة للتطعيم الاجباري تفشى الجدري في صورة وباء خطير في مدينة [[غلوستر]]، حيث ضرب الوباء المدينة لأول مرة منذ 20 سنة ومات 434 شخص من بينهم 281 طفل.<ref> Glynn, p. 161</ref> وبالرغم من ذلك وافقت الحكومة على رأي معارضي التطعيم، وارضاءاً لهم أصدرت قانون التطعيم لعام 1898 م ومنعت بموجبه الغرامات، كما أدرجت بنداً لأول مرة "[[المستنكف الضميري]]" (Conscientious objector) يتعلق بأن يعمل المرء بما يمليه عليه ضميره، ويسمح للآباء والأمهات الذين لا يؤمنون بفعالية التطعيم أو سلامته بالحصول علي شهادة إعفاء من التطعيم. وخلال السنوات التالية تم منح 205.000 اعفاء من التطعيم، وبحلول عام 1912 تم تطعيم أقل من نصف عدد السكان من المواليد الجُدد.<ref> Glynn, p. 163</ref> وفي عام 1948 م لم يعد التطعيم ضد الجدري اجبارياً في المملكة المتحدة.<ref> Glynn, p. 164</ref>
==== لويس باستير و مرض داء الكلب ( السُعار ) ====
 
[[ملف:Louis Pasteur, foto av Félix Nadar Crisco edit.jpg|200px|تصغير|يسار|[[لوي باستير|لويس باستير]]]]
[[داء الكلب]] أو السُعار بالانجليزية rabies هو مرض فيروسي فتاك و يؤدي في الغالب الى الوفاة تسببه عدوى تنتقل عن طريق [[ثدييات|الثدييات]] أي حيوانات ذوات دم حار. عُرف في القرن 21 انه يصيب الثدييات البرية مثل الثعالب والخفافيش ولكنه واحد من أقدم الأمراض الفيروسية: داء الكلب rabies هي كلمة تنتمي للغة [[لغة سنسكريتية|السنسكريتية]] (''Rabhas'') التي ترجع الى 3000 سنة قبل الميلاد،<ref> Shors, p. 352</ref> وتعني " الجنون " أو " العنف "،<ref> Zuckerman, p. 291</ref> وهذا المرض معروف منذ أكثر من 4000 سنة.<ref> Mahy, (b) p. 243</ref> يُمكن العُثور على وصف لداء الكلب في نصوص [[بلاد الرافدين]] والنصوص [[اليونان القديمة|اليونانية القديمة]] و أطلقت عليه اسم ليسا ''lyssa'' او ليتا ''lytta'' وتعني الجنون.<ref> Mahy, (b) p. 243</ref> كما يُكن العُثور على مراجع لداء الكلب في قانون [[قانون بلالاما|مملكة أشنونا]] التي تعود الى 2300 سنة قبل الميلاد. وكتب الفيلسوف اليوناني [[أرسطو]] أقدم وصفاً غير مُختلف عليه للمرض وكيف ينتقل المرض للبشر. كما سجل الفيلسوف اليوناني ''سلسوس'' في القرن الأول الميلادي أعراض المرض و أطلق عليه هيدروفوبيا ''hydrophobia'' "[[رهاب|رُهاب]] الماء" وذلك لأن ضحاياه المصابون الغير قادرين على الابتلاع عُرف عنهم الإصابة بتهيّج عند رؤية الماء، وافترض أن لُعاب الحيوانات الحاملة للعدوى يحتوى على جُرثومَة مُخاطِية ( حيوان غَروي ) أو سُم ولوصف ذلك اخترع كلمة "''فيروس''".<ref> Mahy, (b) p. 243</ref> على الرغم من عدم تسببه في حدوث أوبئة كانت الإصابة بعدوى االسُعار أو مرض داء الكلب مُخيفة حقاً وذلك بسبب أعراضه ومنها الهلوسة ورُهاب الماء والموت.<ref> Mahy, (b) p. 243</ref>