التاريخ الاجتماعي للفيروسات: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 76:
[[ماري وورتلي مونتاغيو]](1689-1762) كاتبة ارستقراطية، زوجة عضو البرلمان إدوارد وورتلي مونتاغيو. في عام 1716 تم تعيين زوجهاالسفير اليريطاني في إسطنبول أيام الدولة العثمانية، ولحقت به الى هناك. بعد أسبوعين من وصولها أكتشفت اللممارسات المحلية للوقاية من مرض الجدري عن طريق عملية التَجْدير ( تلقيح بالجدري في الشرق القديم) وهي عملية يتم فيها حقن الجلد بالصديد او القيح من ضحايا الجدري.<ref> Tucker, p. 6</ref> كانت ماري قد أصيب بعدوى الجدري في وقت سابق، كما مات أخوها من نفس المرض، لذلك قررت ماري أن تحمي ابنها إدوارد وعمره خمس سنوات من المعاناة، فأرسلت في طلب طبيب السفارة تشارلز ميتلاتد ليقوم بتجدير ابنها (يحقنه بالجدري). وعندما عادت الى لندن طلبت من ميتلاند ان يقوم بتجدير ابنتها وعمرها أربع سنوات أمام الطبيب الملكي.<ref> Tucker, pp. 16–17</ref> وفي وقت لاحق تمكنت مونتاغيو من اقناع الأمير والأميرة ويلز بان يتبنو اقتراحها في القيام بذلك الاجراء على العامة. عرض الملك منح العفو الكامل لستة سجناء ممن كان محكوم عليهم بالإعدام وينتظرون تنفيذ في سجن نوغت، وذلك في نظير قيامهم بتطبيق التجربة عليهم من اجل خدمة العامة. وبالفعل وافق السجناء وتم حقنهم بالجدري عام 1721 م وتم شفاء جميع السجناء من هذا الاجراء. وللتأكد من تأثير التجربة في الوقاية من المرض قامت واحدة من هؤلاء السجينات وعمرها 19 عاما بالنوم لمدة ستة أسابيع في سرير أحد الضحاياالمصابين بالمرض وكان طفل 10 سنوات ولم تصيبها العدوى.<ref> Tucker, p. 17</ref>
 
كُررت التجربة على أحد عشر طفلاُ من الأيتام ونجو جميعهم من ذلك البلاء. وتم تطعيم أحفاد الملك [[جورج الأول ملك بريطانيا العظمى|جورج الأول]] عام 1722 م.<ref> Lane, p. 137</ref> لم تكن تلك الطريقة آمنة تماما حيث كان هناك فرصة واحدة لحدوث وفاة من بين خمسين حالة.<ref> Rhodes, p. 21</ref> بالاضافة الى ذلك كانت تلك الممارسة مُكلفة؛ كان الطبيب يتقاضى مان بين 5 و10 جنيه استرليني نظير القيام بذلك الاجراء. وكانت تُباع للمارسينللممارسين الأخرين بأتعاب بين 50الى 100 جنيه استرليني أو مقابل نصف الأرباح. أصبحت ممارسة التجدير (التطعيم بالجدري) مُربحة ولكنها ظلت بعيدة عن متناول الكثيرين لتكلفتها العالية حتى أواخر 1770s.<ref> Rhodes, p. 21</ref> في ذلك الوقت لم يعرف أحد شيئاً حول الفيروسات أو [[جهاز مناعي|الجهاز المناعي]] ولم يعرفوا حتى كيف تقوم تلكلتلك الممارسة التجديربالتجدير أن بتوفيرتُوفر المناعة والوقاية من مرض الجدري.<ref> Zimmer, p. 83</ref>
 
'''[[إدوارد جينر]]'''(17 مايو 1749 - 26 يناير 1823) هو طبيب ملكي إنكليزي كان أول من اكتشف [[لقاح]] لمرض الجدري. تلقى التطعيم بالتجدير وهو طفل صغير وعانى كثيراً من الجدري لكنه عاش ونشأ محمياً منه.<ref> Booss, p. 57</ref> <ref> Reid, p. 16</ref> لاحظ "جينر" ان عُمال حلب الأبقار الذين أصابهم مرض حمى جدري البقر معتدلة ( cowpox ) لديهم مناعة ضد مرض الجدري. لذلك قرر إختبار تلك النظرية ولكنه لم يكن أول من يقوم بذلك. وفي 14 مايو 1796 اختار جينر طفل سليم "[[جيمس فيبس|جيمس فيبس]]" عمره 8 سنوات ليقوم بتطعيمه بمرض جدري البقر. ونجا الطفل من التطعيم التجريبي لفيروس جدري البقر، وعانى الطفل من حُمى خفيفة فقط . وفي 1 يوليو 1796 أخذ "جينر" عينة من قيح الجدري وقام ب[[تطعيم]] الطفل "فيبس" بها في ذراعه وقام بالأمر مرارا وتكرارً، ونجا الطفل بعد أكثر من 20 مرة دون استسلام للمرض. بعد وقت قليل اتضح ان طريقة جينر للتطعيم بجدري البقر أكثر أماناً من طريقة التجدير، وفي عام 1801 م تم تطعيم أكثر من 100.000 شخص ضد المرض.<ref> Lane, p. 140</ref>