كومونة باريس: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ElphiBot (نقاش | مساهمات)
SHBot (نقاش | مساهمات)
ط تهذيب، إضافة/إزالة وسوم صيانة، أزال وسم بذرة
سطر 49:
 
{{تاريخ فرنسا}}
في يوليو [[1870]]، أعلن [[نابليون الثالث]] [[الحرب الفرنسية البروسية|حربا]] لم يستعد لها جيدا على [[مملكة بروسيا]] وهزم فيها سريعا. سقطت الإمبراطورية الثانية التي أسسها يوم [[4 سبتمبر]] 1870 نتيجة انتفاضة باريسية دامت طول اليوم. استقرت [[حكومة الدفاع الوطني (فرنسا)|حكومة للدفاع الوطني]] في [[مبنى بلدية باريس]] رسميا لمواصلة الحرب ضد الولايات الألمانية التي من ضمنها قوات كانت تحتل شمال البلاد. وفي قراءات عدة كقراءة المؤرخ [[هنري غيلمان]]، انحصر دور هاته الحكومة المنبثقة عن الطبقة المسيطرة في توقيع الاستسلام وجعل الفرنسيين يتقبلون الهزيمة لقطع الطريق عن التهديد الاشتراكي الباريسي والذي دون مساعدة من الألمان ما كان من الممكن السيطرة عليه.<ref>http://www.rts.ch/archives/tv/culture/dossiers-de-l-histoire/3448489-la-guerre-de-1870.html</ref><ref>http://www.rts.ch/archives/tv/culture/dossiers-de-l-histoire/3436385-l-ordre-moral.html</ref>
 
[[حصار باريس|حوصرت باريس]] وعاش سكانها نقصا في الغذاء ومجاعة خطيرة في شتاء سنة 1870-1871. زيادة على ذلك، علم الفرنسيون بعد هذا الذل أن [[الإمبراطورية الألمانية]] قامت وأعلنت في [[قاعة المرايا]] [[قصر فيرساي|بقصر فيرساي]] يوم 18 يناير 1871. وقع [[جول فافر]] مع [[مستشار إمبراطوري|المستشار الإمبراطوري]] [[أوتو فون بسمارك]] يوم 28 يناير 1871 [[الهدنة الفرنسية الألمانية (1871)|هدنة]] والتي تقرر فيها وقف الأعمال العسكرية لمدة خمسة عشر يوما قابلة للتجديد وتشكيل جمعية وطنية مسؤولة عن تحديد هل تكمل فرنسا الحرب أم توقع معاهدة سلام.
 
صعدت الأحداث من التوتر داخل باريس خصوصا بين عامة الشعب والبسطاء والذين من بينهم "البدون سراويل داخلية" ([[لغة فرنسية|باللغة الفرنسية]]: '''{{إحراف ملمح|Sans-culottes|:سون كيلوط}}''') وهم ثوريون من فترة 1792-1794 : النجارون والدباغون والإسكافيون وصناع الأحذية والخياطون والبنائون ...<ref>Guy Antonetti, ''Histoire contemporaine politique et sociale'', {{p.|310}}.</ref>
 
انعقدت انتخابات [[8 فبراير]] في عجالة للتوقيع بسرعة على الهدنة وأنتجت [[الجمعية الوطنية (1871)|جمعية وطنية]] مكونة أساسا من الملكيين (400 نائب) عن لوائح تدعو لهدف "السلام". على العكس كان نواب باريس يتكونون أساسا من الجمهوريين في لوائح تدعو "لإكمال الحرب" وأغلبهم متطرفون. بالفعل، اعتقد الشعب الباريسي أنه دافع عن وجهة نظره بشكل صحيح ولم يظن أنه هزم حيث كانت هناك فجوة فكرية بين العاصمة والمحافظات وصلت بعض الأحيان حتى السخط.
 
طبعت حرب 1870 المدينة عميقا والتي عانت من [[حصار باريس|حصار حاد ومجحف]] ومعها عانى الشعب من المجاعة. اعتبر الباريسيون الهدنة غير مقبولة بعد أن قاوموا العدو لمدة أربعة أشهر. أحس الثوار القوميون اليساريون بالمهانة بعد هذه الهزيمة.<ref name=chevallier294>Jean-Jacques Chevallier, ''Histoire des institutions et des régimes politiques de la France de 1789 à 1958'',{{p.|294}}.</ref>.
سطر 66:
=== الوضع الاجتماعي الباريسي ===
==== السبب وراء الثورة ====
اختفى التنوع الاجتماعي في الأحياء الباريسية والذي كان قائما منذ العصور الوسطى خصوصا بالتحولات الحضرية في عهد [[الإمبراطورية الفرنسية الثانية|الامبراطورية الثانية]]. سكن في أحياء المدينة الغربية (الداوئر السابعة والثامنة والسادسة عشر والسابعة عشر) أغنى الأغنياء وخدمهم. وسكن في الأحياء الوسطى الميسورون. وتركزت الطبقات الشعبية في شرق المدينة (الدوائر العاشرة والحادية عشر والثانية عشر والثالثة عشر والثامنة عشر والتاسعة عشر والعشرين). كان عدد العمال كبيرا : 442000 من 1.8 مليون من سكان المدينة، حسب إحصاء [[1866]]، وكان عدد الحرفيين 70000 نسمة (أغلبهم يعمل لوحده أو بصحبة عامل واحد) وكذلك كان عدد التجار الصغار مهما وكان وضعهم الاجتماعي قريبا من وضع العمال. بدأت هذه الطبقات الشعبية بتنظيم نفسها في تلك الفترة.
 
ساهم عاملان في هذه الانتفاضة الشعبية. أولا، [[حق الإضراب في فرنسا|حق الإضراب]] الذي صدر في [[1864]] والذي استفيد منه كثيرا في السنوات الأخيرة من الإمبراطورية الثانية. نشر عمال بمناسبة انتخابات فبراير 1864 التشريعية [[بيان الستين]] والذي طالب بحرية الشغل وحق الحصول على القروض والتضامن. منذ سبتمبر 1864، وجدت [[الجمعية العالمية للعمال|منظمة عمالية عالمية]] وكان لها ممثلون في باريس (في [[1868]] قررت الحكومة الامبراطورية حل فرعها الفرنسي والذي ساهم أعضاء منه في مظاهرات جمهورية). ثانيا، مكن [[قانون الإعلام الفرنسي في الإمبراطورية الثانية والجمهورية الثالثة|قانون حرية الإعلام]] الصادر في 1868 الظهور العلني للمطالب الاقتصادية المعادية للرأسمالية : ساند برنامج [[بينوا مالون]] و[[أوجين فارلان]] للانتخابات التشريعية لسنة 1869 "[[تأميم]]" الأبناك والتأمين والمناجم وسكك الحديد... بينما تظاهر [[لويس أوغسط بلونكي|البلونكيون]] والذين كانوا مساهمين في الانتفاضة بشكل متواصل وهو ما أقلق المندوبين الجمهوريين.
سطر 72:
خشيت الطبقات الشعبية الباريسية (أو بالأحرى جزء منها) أن تحبط مرة أخرى ولا تنتفع من ثورتها كما حدث في سبتمبر [[1870]] (إسقاط [[الإمبراطورية الفرنسية الثانية|الإمبراطورية الثانية]]). هذه الحالة عايشتها الطبقات الشعبية في ما سبق من ثورات أيضا حيث أنه في [[ثورة يوليو 1830|الأيام الثورية البارسية ليوليو 1830]] كما في [[الثورة الفرنسية 1848|ثورة فبراير 1848]] والتي لحقتها انتخابات مايو 1848 استمالت الطبقات الغنية والميسورة السلطة السياسية لصالحها وأسست [[ملكية يوليو]] [[الإمبراطورية الفرنسية الثانية|والإمبراطورية الثانية]]. في [[1871]]، ظل الباريسيون ينظرون بعين الريبة لجمعية فبراير المنتخبة التي كان ثلثي أعضائها من الملكيين والبونابارتيين. يقول [[جون جاك شوفاليي]] : "كانت الكومونة تعبيرا، بالنسبة لروادها، لحس جمهوري فائق الحمرة وضد الدين ويعقوبي وبروليتاري يجلده الكره لهذه الجمعية الملكية".<ref name=chevallier294/>
 
يرى بعض المؤرخين أيضا عدة عوامل أخرى في اندلاع الانتفاضة ومنهم [[جاك روجري]] الذي يسطر دور الثورة [[جورج أوجين أوسمان|الأوسمانية]] العمرانية والحضرية التي أعادت تهيئة أحياء باريس ويقول أن الكومونة جاءت لمحاولة إعادة تهيئة شعبية للمجال الحضري الباريسي.<ref>Jacques Rougerie, ''La Commune'', 1988.</ref>
 
==== من هم الثوار ؟ ====
سطر 78:
 
=== اندلاع الثورة ===
أمر [[أدولف ذيرز]] بإنشاء [[حصن|حصونا]] تحيط بباريس حينما كان وزيرا في عهد [[لويس فيليب الأول|لويس فيليب]]. أسس هذه المنشأة الضخمة لحماية المدينة من الأعداء وأيضا حسب حسابا في تلك الفترة للحد من الانتفاضات الشعبية القادمة حيث يكفي حينئذ غلق الحصون على المنتفضين وسحقهم داخلها. اقترح ذيرز في خضم [[الثورة الفرنسية 1848|ثورة 1848]] على الملك [[لويس فيليب الأول|لويس فيليب]] هذه الخطة لسحق الثورة الباريسية.
 
في يوم 17 مارس 1871، شكك [[أدولف ذيرز]] وحكومته في نوايا الباريسيين، الذين كانوا قد استولوا على مدافع الحرس الوطني لمنع القوات الألمانية من الوصول إليها، وأرسل في تلك الليلة قوات تحت قيادة [[كلود لوكونت (جنرال)|الجنرال لوكونت]] للاستيلاء على تلك المدافع الممركزة في هضبة [[مونتماتر]]. ألقى الثوار القبض على الجنرال وأعدموه في صبيحة الغد هو و[[جاك ليون كليمون طوماس|الجنرال كليمون طوماس]]. في نفس اليوم، نظم ذيرز اعتقال [[لويس أوغسط بلونكي|بلونكي]]<ref>منتفض ثوري جمهوري لقب "بالمسجون" لأنه قضى أكثر من نصف عمره في سجون ومعتقلات الملوك والإمبراطور.</ref> الذي كان يرتاح عند طبيب صديق له في [[بروتونو]] ([[لوت (إقليم فرنسي)|لوت]]). من هناك تم نقله إلى [[بريتاني]] تحت حراسة عسكرية مع أوامر لقتله إن فر.
 
حينما قررت الحكومة نزع سلاح الباريسيين أحسوا بالتهديد. فقد كان هذا الأمر يقضي بانتزاع 227 مدفعا خزنوها في [[بيلفيل (السين)|بيلفيل]] و[[مونتماتر]]. اعتبر الباريسيون هاته المدافع كملكية خاصة بهم دفعوا ثمنها حينما تجندوا للحرب ضد بروسيا. ورأوا أنهم سيكونون دون أي دفاع (مثل يونيو 1848). وامتلكوا غير تلك المدافع أيضا 500000 بندقية.
 
[[ملف:Communecannon.jpg|thumb|مدافع 18 مارس.]]
سطر 93:
* {{يوتيوب|RndVFGtT-zI|كومونة باريس طلایه دار انقلاب اجتماعی درقرن نوزدهم (بخش دوم)}}
* {{يوتيوب|3gbGvZT_h_A|كومونة باريس طلایه دار انقلاب اجتماعی درقرن نوزدهم (بخش پایانی)}}
 
{{بذرة تاريخ}}
{{كومنز|Commune de Paris}}