سريالية: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
الرجوع عن تعديل معلق واحد من 41.97.136.32 إلى نسخة 14555259 من 1339861mzb.
SHBot (نقاش | مساهمات)
ط تهذيب، إضافة/إزالة وسوم صيانة، أزال وسم بذرة
سطر 4:
و قد لقيت المدرسة السريالية رواجا كبيرا بلغ ذروته بين عامي 1924-1929 و كان آخر معارضهم في باريس عام 1947.
 
ومن أهم أقطابها الفنان الإسباني [[سلفادور دالي]] (1904-1989). ومن بعض أعماله الفنية "الخلوة"، "تداعي الذاكرة"، "الآثار" و"البناء".
 
== النشأة والتطور ==
نشأت المدرسة السيريالية الفنية في [[فرنسا]]، وازدهرت في العقدين الثاني والثالث من [[القرن العشرين]]، وتميزت بالتركيز على كل ما هو غريب ومتناقض ولا شعوري. وكانت السيريالية تهدف إلى البعد عن الحقيقة وإطلاق الأفكار المكبوتة والتصورات الخيالية وسيطرة الأحلام. واعتمد فنانو السيريالية على نظريات فرويد رائد التحليل النفسي، خاصة فيما يتعلق بتفسير الأحلام.
 
وقدّ تطورت السّريالية من خلال أنشطة [[دادا|الدّادا]] (الدّادئية) خلال [[الحرب العالمية الأولى]] حيث كان مركزها الأساس باريس. ومن العشرينيات فصاعداً انتشرت الحركة عبر العالم وأثّرت بشكلٍ كبيرٍ في [[الفنون البصرية]] والأدب والموسيقى و الفكر السّياسي والممارسة و[[فلسفة|الفلسفة]] و[[نظرية اجتماعية|النّظرية الاجتماعية]] في العديد بلدان العالم.
 
وصف النقاد اللوحات السيريالية بأنها تلقائية فنية ونفسية، تعتمد على التعبير بالألوان عن الأفكار اللاشعورية والإيمان بالقدرة الهائلة للأحلام. وتخلصت السيرالية من مبادئ الرسم التقليدية. في التركيبات الغربية لأجسام غير مرتبطة ببعضها البعض لخلق إحساس بعدم الواقعية إذ أنها تعتمد على الاشعور.
 
واهتمت السيريالية بالمضمون وليس بالشكل ولهذا تبدو لوحاتها غامضة ومعقدة، وإن كانت منبعاً فنياً لاكتشافات تشكيلية رمزية لا نهاية لها، تحمل المضامين الفكرية والانفعالية التي تحتاج إلى ترجمة من الجمهور المتذوق، كي يدرك مغزاها حسب خبراته الماضية.
سطر 21:
ولقد قامت [[الحرب العالمية الأولى]] بتشتيت الكتاب والفنانين الذين كانوا في باريس, وانخرط الكثيرون في تلك المرحلة بحركة الدّادا مقتنعين بفكرة أنّ القيم [[برجوازية|البرجوازية]] جلبت الصّراع والحرب للعالم. وناصر الدّادئيون تجمعات “لا للفن” (رفض الفن التقليدي ومحاربة الفن بفن جديد يتجاهل علم الجمال التقليدي) وكتاباتهم وأعمالهم الفنية. ولكنّهم عادوا بعد الحرب إلى باريس واستأنفوا نشاطاتهم. كان [[أندريه برتون]] الذي درس الطب و[[طب نفسي|الطب النّفسي]] يعمل خلال الحرب في مشفى للأعصاب ويطبّق طرق [[سيغموند فرويد]] في التحليل النفّسي على الجنود الذين كانوا يعانون من صدمة الحرب. وخلال لقاءه بجاك فاتش, شعر برتون أنّ فاتش هو الابن الروحي للكاتب ومؤسس فلسفة الباتافيزيقا جاري ألفرد, وأعجب بإراء الفنان الشاب ضد المجتمع وازدراءه للتقاليد الفنية الراسخة. وقد كتب لاحقاً قائلاُ” في الأدب كنت مأخوذاً برامبو وجاري وأبولينير ونوفو ولاتريمينت, ولكني مدين بالغالب ل جاك فيتش”.
 
وبالعودة إلى باريس فقد انضم بريتون لأنشطة الدادا وأسس مجلة أدبية تسمى (Littérature) مع لويس أراغون وفيلب سوبالت وبدأوا بتجربة الكتابة العفوية التّلقائية (الآلية) دون مراقبةٍ للأفكار. ونشروا كتاباتهم وأحلامهم في المجلة. وقد توسع بريتون وسوبالت في الكتابة التّلقائية وكتبوا كتاب “الحقول المغناطيسية” The Magnetic Fields عام 1920.
 
ومع استمرارهما بالكتابة, جلبا أنظار العديد من الكتاب والفنانين. وقد جاؤوا بالاعتقاد أنّ الكتابة التّلقائية هي تقنيةٌ أفضل للتغير الاجتماعي من هجوم الدادا على القيم السائدة. وقد نمت المجموعة لتضمّ باول إلورد, وبنيامين بيرت, و رينيه كريفل, وروبرت ديزنوس, وجاك بارون, وماكس موريس, وبيار نافيل, وروجر فيتراك, وغالا إلورد, و[[ماكس إرنست]], و[[سلفادور دالي]], ومان راي, وهانس آرب, وجورج كالكيني, وميشيل ليرس, وجورج ليمبور, وأنطون أرتود, وريموند كوينو, وأندريه ماسون, وجوان ميرو, ومارسيل دوشامب, وجاك بريفرت, وإيف تانجي.
 
ومع تطويرهم لفلسفتهم, اعتقد السّرياليون أنّ التعبيرات العادية يمكن أن تكون مهمة جداً في السّريالية ولكن يشترط أن يكون مصاغةً بانفتاحٍ تامٍ على عالم الخيال حسب [[جدلية|الديالكتيك]] [[هيجل|الهيجلي]]. كما اهتموا أيضاً بالديالكتك [[كارل ماركس|الماركسي]] وأعمال منظرين آخرين مثل [[والتر بنيامين]] وهربرت ماركوس.
سطر 29:
وكان لأعمال فرويد حول [[تداع حر|التّداعي الحر]], وتفسير الأحلام و[[عقل باطن|اللاوعي]] أهمية قصوى للسّرياليين لتطوير طرقهم نحو الخيال الحرّ. وتبنوا فكرة الخصوصية Idiosyncrasy (حالة عقلية تتضمن تعبيرات وردود أفعال خاصة بالمريض) ورفضوا فكرة الجنون المنبثقة عنها. ووضح سلفادور دالي ذلك بقوله” هناك فرق وحيد بيني وبين ورجل مجنون هو أنّي لست مجنوناً”
 
وإلى جانب تفسير الأحلام, أكدّ السرياليون أنّه بالإمكان جمع عناصر غير متجانسة طبيعياً في نفس الإطار للحصول على نتائج غير منطقية ومذهلة. وقد أضاف بريتون فكرة التجاور Juxtaposition (أسلوب أدبي يقوم على الانتقالات غير المتوقعة وغير المتجانسة منطقياً من موضوع لآخر) إلى بينانه عام 1924, والتي نقلها بدوره عن مقال للشاعر بيير ريفيردي ذكر فيه ” كلما كان بين التّباعد بين حقيقتين أو أكثر أكبر, كانت الصورة وقوة العاطفة والواقع الشعري أقوى”.
 
وهدفت المجموعة إلى إنشاء ثورة في التّجربة الإنسانية في كافة جوانبها الشّخصية والثّقافية والاجتماعية والسّياسية. فقد أرادوا تحرير الإنسان من العقلانية الزّائفة والعادات والبنى المَقيدة. وأعلن بريتون أنّ الهدف الحقيقي للسّريالية كان ” تعيش الثورة الاجتماعية وحدها”. ولهذا السبب, تماشت السّريالية في العديد من الأوقات مع [[شيوعية|الشّيوعية]] والأناركية (الفوضوية أو [[لاسلطوية|اللاسلطوية]])
سطر 39:
كان مكتب البحوث السريالية (Centrale Surréaliste) مكان لإلتقاء للكتّاب والفنانين السّرياليين وعقد مقابلاتهم وناقشاتهم, حيث بحثوا في موضوع “الكلام تحت تأثير النشوة”.
 
وقد تميّزت الحركة في منتصف العشرينيات باجتماعات أعضائها في المقاهي حيث كانوا يمارسون ألعاب الرسم التعاوني ويناقشون النّظريات السّريالية كالرّسم التّلقائي. وفي البداية, شكّك بريتون في أهمية الفنون البصرية للحركة السّريالية لأنّها أظهرت أقل ليونةً وانفتاحاً على الصدفة والتّلقائية. ولكن تمت السيطرة على هذه المخاوف من خلال اكتشاف تقنيات كالحّكّ (frottage) والرّسوم الانطباعية decalcomania)).
 
وانخرط في الحركة العديد من الفنانيين البصريين أمثال: [[جورجيو دي شريكو]], و[[ماكس أرنست]], و[[جوان ميرو]], و[[بيكابا فرانسيس]], و[[إيف تانجي]], و[[سلفادور دالي]], و[[لويس بونويل]], و[[البيرتو جياكوميتي]], و[[فالنتاين هوجو]], و[[ميرت أوبنهايم]], وتوين. ولاحقا في الحرب العالمية الثالثة: [[أنريكو دوناتي]]. وعلى الرغم من أنّ بريتون أُعجب [[بابلو بيكاسو|ببابلو بيكاسو]] ومارسيل دوشامب وتودَدَ لهم للانضمام للسريالية إلا أنّهم لم ينخرطوا فيها تماماً. انضم كتّاب آخرون كتريستان تزارا الذي كان منضما لحركة الدادا. وريني شار, و جورج سادول.
سطر 45:
في عام 1952, تشكلت مجموعة سريالية مستقلة في بروكسل وضمت موسيقيين والفنان إدوارد ليون ثيورد مسينز, والرّسام والكاتب [[رينيه ماغريت]], وبول نوجي, ومارسيل ليكومت, وأندريه سوريس. وفي عام 1927 انضم إليهم الكاتب لويس سكيتونير وتقابلوا بانتظام مع مجموعة باريس. وفي عام 1927 انتقل كل من جيومانز وماغريت إلى باريس وأصبحوا يترددون على دائرة برتون.
 
كان الفنانون من جذور من حركة الدادا والمدرسة [[تكعيبية|التكعيبية]] و[[تعبيرية|التعبيرية]], و[[تجريدية]] فاسيلي كاندينسكي, و[[ما بعد الانطباعية]], وخلفيات قديمة مثل [[هيرونيموس بوس|هيرونيموس بوش]], وما يسمى [[فن بدائي|بالفنون البدائية]] والساذجة. وهناك مثال واضح يستخدم بين الخبراء في العادة للتفريق بين السريالية والدادا وهو عمليّ ماكس أرنست “الآلة الصغيرة التي شيدها مينيمكاس داداماكس شخصيا” (Von minimax dadamax selbst konstruiertes maschinchen) عام 1925 و”القبلة”( Le Baiser) عام 1927.
 
فاللوحة الأولى تحمل معنى جنسياً ضمنياً وبعيداً بينما تمثل الثانية عملاً جنسياً بشكل صريح ومباشر ويظهر فيها تأثير ميرو وأساليب بيكاسو في الرّسم مع استخدام المنحنيات والخطوط والألوان المتقاطعة. في حين تأخذ الأولى أسلوب المباشرة التي يمكن أن تكون ملهمةً لحركات لاحقة كفن البوب.
 
كان جورجيو دي شيريكو وتطويره السابق للفنّ الميتافيزيقي أو الماورائي أحد العوامل المهمة في الرّبط بين الجانبين الفلسفي والبصري للسّريالية حيث تبنى أسلوب الرّسوم التّوضيحية غير المنمقة والذي أعتمده فنانون آخرون لاحقاً. وقد أظهرت لوحة “البرج الأحمر” (La tour rouge) عام 1913 تناقضَ ألوانٍ صارخ ونمط توضيحي قام الرّسامون السّرياليون باعتماده فيما بعد.
 
ولوحته "حنين الشاعر" (La Nostalgie du poete) التي تحتوي على أسلوب التّجاور حيث يوجد شخص مبتعدٍ عن المشاهد, و تمثال, ونظارات, وأسماك مشكلاً بذلكَ تحدٍ للتفسيرات الفنية التقليدية. وهو أيضاً كاتب رواية Hebdomeros التي تقدم العديد من المشاهد التي تشبه الحلم مع استخدامٍ غير تقليدي لعلامات الترقيم والتركيب النحوي للجمل والقواعد حيث شكّلها لخلق جو يشبه صوره. وقد خلقت صوره وتصاميم باليه روسيس نوع من السّريالية المزخرفة والتي أثرت على الفنانين المعروفين الأكثر ارتباطاّ بالسّريالية في ذهن الجمهور: دالي وماغريت. وعلى الرّغم من ذلك فقد غادر المجموعة السّريالية عام 1928.
سطر 59:
== المسرح السّريالي ==
استخدم غيوم أبولينير كلمة السّريالية لأول مرة لوصف مسرحيته Les Mamelles de Tirésias والتّي تمّ تحويلها إلى أوبرا من قبل فرانسيس بولينك.
وقد رفض [[أنطونين أرتو]]-المنتمي للسّريالية منذ وقت مبكر- غالبية المسرح الغربي باعتباره انحرافاً عن الهدف الأصلي له والذي ينبغي أن يكون تجربةً باطنيةً وميتافيزيقيةً حسب رأيه. وأعرب عن اعتقاده بأنّ الخطاب العقلاني يتألف من “الباطل والوهم” ونظّر لشكلٍ مسرحيٍ جديد مباشرٍ ويربط بين العقل الباطن للمثليين والمشاهدين فيما يشبه طقس شعائري. وقد أنشأ أرتو مسرح القسوة والذي يتم فيه التعبير عن المشاعر والانفعالات ليس فقط من خلال اللغة وانما مادياً, مما يخلق رؤية أسطورية وأصيلة مرتبطةً ارتباطاً وثيقاً بعالم الأحلام.
 
وكان المخرج والكاتب المسرحي الإسباني [[فيديريكو غارثيا لوركا]] أحد أبرز ممارسي المسرح السّريالي خاصة في مسراحياته “الجمهور” (1930), “عندما تمر خمس سنوات” (1931) و”مسرحية بدون عنوان”(1935). وهناك أيضاً مسرحيات سريالية أخرى مثل مسرحية أراغون “ظهور إلى الجدار” (1925),ومسرحيات وروجر فيتراك “من أسرار الحب” (1927) و”فكتور” أو “الأطفال ينتصرون”. وقد وُصفت أوبرا “دكتر فاوستس ينير الأضواء” (1938) لجيرترود شتاين أنّها “السريالية الأمريكية” على الرغم من أنّها متعلقة بالجانب النّظري للتكعيبية.
سطر 92:
{{ويكاموس|سريالية}}
{{حركات فنية غربية}}
{{بذرة فن}}
 
[[تصنيف:حركات فنية]]