الفيض الكاشاني: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
حذف عبارة (ولا يسوى حاجة) التي اضافها احد التافهين بعد موضوع (منزاته العلمية)
وسم: لا أحرف عربية مضافة
لا ملخص تعديل
سطر 19:
 
== الولادة والنشأة والأسرة ==
ولد الفيض الكاشاني في سنة [[1007 هـ]] ونشأ في بلدة قم الإيرانية، فانتقل من بعدها إلى كاشان، وبعدها نزل إلى شيراز بعد سماعه بورود العلامة السيد ماجد البحراني هناك، فأخذ العلم منه ومن المولى صدر الدين الشيرازي، المعروف بـ [[الملا صدرا]] وتزوج ابنة المولى صدرا في شيراز وغادرها إلى كاشان وبقي هناك. امتاز الفيض بأنه وُلِد ونشأ في أسرة عريقة وبيت حافل بالعلماء والمؤلفين ولعله لم يتفق لأسرة أخرى هذه المجموعة الممتازة،والمؤلفين، فقد كان جدُّه تاج الدين محمود، وأبوه الشاه مرتضى، وخاله نور الدين محمد بن ضياء الدين. إخوان الفيض: محمد مؤمن، وعبدالغفور، وضياء الدين محمد، وصدر الدين محمد، ومرتضى بن مرتضى.
وأبناؤه: أبو حامد محمد نور الهدى، وأبو علي معين الدين أحمد، ومحمد بن محمد علم الهدى. كذاك أحفاده، كلّهم من العلماء والمحدّثين والمؤلّفين - على أنه صاهر الحكيم الإلهي والعارف الرباني الشهير المولى صدرا الشيرازي .<ref>مقدمة كتاب علم اليقين، بقلم المحقق محسن بيدارفر.</ref>
 
== سيرته ==
<ref>هذا القسم منقول من مقدمة كتاب علم اليقين بقلم المحقق محسن بيدارفر مع تصرف قليل.</ref> عاش الفيض الكاشاني قدس سره الشريف في أوج اقتدار الدولة الصفوية في إيران وعاصر من ملوكها:
* [[الشاه عباس الأول]] ([[996]] - [[1038]]).
* [[الشاه صفي]] ([[1038]] - [[1052]]).
* [[الشاه عباس الثاني]] ([[1052]] - [[1077]]).
* و[[الشاه سليمان]] ([[1077]] - [[1106]]).
ومع أن ذلك العصر كان مسرحاً لحروب طاحنة في عدة مناطق حدودية - مثل آذربيجان وخراسان والعراق - بين الصفويين ومجاوريهم - من العثمانيين والكوركانيين وغيرهم - فإن المناطق الداخلية والمركزيّة كانت في أمن ودعة، وبذلك تمكن المواطنون من الإقبال على العلم والتعليم، كما صار سبباً لهجرة جمع من العلماء إليها؛ وصار عاصمة الدولة الصفوية - أصبهان - مركزاً علميّاً حافلاً لجهابذة من المشاهير، اشتغلوا فيها بالإفادة والاستفادة - مثل الشيخ البهائي والسيد الدامادوالداماد و[[المير الفندرسكي]] وغيرهم. في هذه الظروف الزمانية والمكانية نشأ الفيض وعاش ودرس وسافر واشتغل بالتأليف والتعليم وإرشاد العوام والخواص. يظهر من التأمل في سيرته أنه سار في مراحل ثلاث:
# '''ففي المرحلة الأولى''' اشتغل بتحصيل المقدّمات والعلوم الظاهرية إلى أن بلغ رتبة الاجتهاد فيها، وذلك حين اشتغاله في مولده كاشان ثم رحلته إلى إصبهان وشيراز.
# '''المرحلة الثانية''' تبدأ من حين رجوعه من شيراز، حيث لم ير فيما حصّله في المرحلة الأولى رواء غلّته وشفاء علّته؛ فأخذ بعد ما أحكم العلم الظاهر يتفحّص عمن عنده شيء من علم الباطن؛ وإن كان من أول أمره أيضاً راغباً في ذلك سائلاً عنه، إلا أنه لم يكن في مجدّاً إلى ذلك المقدار، فسافر في البلاد وطاف الديار حتى وصل - كما قال - في قم إلى صدر المتألهين الشيرازي، فأقام عنده سنين مشتغلاً بالرياضيات وتحصيل علم الباطن، وكان في هذه الأوان ذا شوق واهتمام وجدّ، يكتب ويقول ويصرّح بمكنوناته ويتبهج بها؛ وهذه المرحلة ابتدأت من رجوعه من شيراز إلى أصبهان ثم رحلاته إلى البلاد وإقامته في قم ورجوعه مع صدر المتألهين إلى شيراز ورجوعه بالأخير وبعد فوت صدر المتألهين إلى مولده كاشان وبقائه فيها مدة.
# '''والمرحلة الثالثة''' تبدأ من هذا التأريخ بعد ما تكامل وحصّل العلوم والتجارب الضرورية في العلم والعمل، ونال من العوام والخواص من معاصريه ما نال، فرأى النجاة والراحة في الإعراض عن الخلق باطناً والكون معهم ظاهراً، والإقبال على الاهتمام بالنفس عملاً والتمسك بالثقلين والتفكر فيهما علماً، وفي هذه المرحلة نراه عالماً عارفاً معتدلاً، بلا إفراط ولا تفريط، يراعي الظاهر والباطن، يعيش مع الخلق ويكتب لهم ويهديهم في الظاهر، ولا يختلط بهم وينعزل عنهم ويستمر مسيره في الباطن.
 
هذا ما نستنتجه من التأمل في سيرة الفيض الكاشاني قدس سره العلمية والعملية. كتب في رسالته "شرح الصدر" قسماً من سيرته وسوانح أيام حياته، قائلاً أنه ((لما لم يجد أحداً يظهر له ما في قلبه من عقد المكاره، رأى أن يكتب ذلك بمعونة القلم في أوراق ينفّس بها كربته؛ والرسالة مؤلّفة في سنة [[1065 هـ]] حين كان في الثامنة والخمسين من عمره الشريف، وبما أنها مكتوبة بالفارسية، فقد عربها المحقق [[محسن بيدارفر]] إلى العربية ملخصاً:
((المنّة لله - عزّ وجلّ - ما ألقى من أوان الصبا في قلب عبده هذا شوقاً إلى تحصيل الكمال وطلبه، وكرّمه بإخلاص النية، وحتى تكون هذه النعم معينة له في سفره في طريق الحق. ووفّقه لأن يكون من مبدء أمره إلى الآن - وقد جاوز عمره الثامنة والخمسون - إذا صرف شيئاً من عمره فيما لا يعني أو في غير سلوك سبيل الحقّ، رأى ذلك غبناً عظيماً - ولا فخر.
 
سطر 93:
# ولده الزكي المعروف بـ [[علم الهدى]].
# العلامة المجلسي صاحب [[بحار الأنوار]].
# السيد [[نعمة الله الجزائري]].
# القاضي [[سعيد القمي]].
 
سطر 103:
* قال [[الأردبيلي]] في [[جامع الرواة]]: (محسن بن مرتضى الكاشاني تعالى، العلامة المحقق المدقق جليل القدر عظيم الشأن، رفيع المنزلة، فاضل كامل أديب متبحّر في جميع العلوم، له قريب من مائة تأليفات).<ref>جامع الرواة : 42/2.</ref>
 
* قال معاصره السيد [[علي خان المدني]] في كتاب [[سلافة العصر]]: (المولى العلامة محمد بن الشاه مرتضى الشهير بملا محسن القاشاني، له كتب ومصنفات جليلة في الفقه والحديث والكلام والحكمة، وهو من أهل العصر الموجودين الآن).<ref>سلافة العصر: 491.</ref>
 
* في كتاب [[روضات الجنات]] للمرحوم [[الخونساري]]: (أمره في الفضل والفهم والنباهة الفروع والأصول والإحاطة بمراتب المعقول والمنقول وكثرة التآليف والتصنيف مع جودة التعبير والترصيف أشهر من أ ن يخفى في هذه الطائفة على أحد إلى منتهى الأبد).<ref>روضات الجنات: ج6، ص79</ref>
سطر 111:
* قال فيه [[الحرّ العامليّ]]: (محمد بن المرتضى المدعو بمحسن الكاشاني، كان فاضلاً عالماً ماهراً حكيماً متكلّماً محدّثاً فقيهاً محقّقاً شاعراً أديباً، حسَنَ التصنيف من المعاصرين، له كتب كثيرة... من مؤلفاته كتاب الوافي. جمع الكتب الأربعة مع شرح أحاديثها المشكلة، حسن إلا أن فيه ميلاً إلى بعض طريقة الصوفية... قد ذكره السيد علي بن ميرزا أحمد في السلافة وأثنى عليه ثناءً بليغاً.).<ref>أمل الآمل : 2/305</ref>
* يقول الدكتور عباس الترجمان في مقدمة كتاب تفسير الصافي للفيض الكاشاني: إن ما ذكره الشيخ الحر العاملي ـ رضوان الله عليه ـ في وصف كتبه من : «أن فيها ميلا إلى بعض الطريقة الصوفية » قد يكون ناتجا مما رآه من أسلوبه في الشرح الذي نحا فيه منحى العرفاء والفلاسفة ـ كما قلنا وأنه استعمل الكلمات المصطلحة لديهم، متأثرا بأستاذه صدر المتألهين المعروف بملا صدرا الشيرازي الذي ثنيت له الوسادة في الفلسفة والعرفان، فتراءى للشيخ العاملي أن فيها ميلا إلى بعض الطريقة الصوفية. ولو أردنا أن نحتسب الجملة هذه باحتساب ما تعبر كل كلمة منها عن المعنى الذي تحمله، يتضح لنا ما أراد الشيخ العاملي. ففي كلمة «ميل» منعى أقل بكثير من معنى الا تجاه، فلو كان صوفيا ـ كما يدعيه الصوفيون ـ لقال معاصره العامليّ. إن فيها اتجاه إلى...، وكلمة « بعض » تشير إلى الجزئية التي تتجلى في المصطلحات العرفانية التي طغت على كتاباته. ولو لا ذلك لقال ـ ـ إلى الطريقة الصوفية، ولما قيدها بكلمة « بعض ». لهذا نرى أن أصحابنا ـ قدست أسرارهم ـ لم يجدوا فيه مغمزا، وأثنوا عليه غاية الثناء، وأطروه بأحسن إطراء.<ref name="ReferenceA">تَفسير الصَّافي، الجزء الأول، كلمة التقديم.</ref>
* ذكره السيّد [[محمّد شفيع الحسينيّ]] في [[الروضة البهيّة]] قائلاً: (إنّه صرف عمره الشريف في ترويج الآثار المرويّة، والعلوم الإلهيّة، وكلماتُه في كلّ باب في غاية التهذيب والمتانة، وله مصنّفات كثيرة).
* قال السيد [[نعمة الله الجزائري]] في زهر الربيع: (كان أستاذنا المحقق المولى محمد محسن الكاشاني صاحب الوافي وغيره مما يقارب مائتي كتاب ورسالة).<ref>زهر الربيع، ص164، طبع طهران.</ref>
* قال الشيخ [[يوسف البحراني]] في لؤلؤة البحرين: (المحدث الكاشاني كان فاضلاً، محدثاً، أخبارياً، سليماً).
* قال المحدث الشيخ [[عباس القمي]] في الكنى والألقاب: (الفيض: لقب العالم الفاضل الكامل العارف المتحدث المحقق المدقّق المتأله محمد بن المرتضى المدعو بالمولى محسن الكاشاني صاحب التصانيف الكثيرة الشهيرة كالوافي والصافي والشافي والمفاتيح والنخبة والحقائق وعلم اليقين وعين اليقين وخلاصة الأذكار وبشارة الشيعة ومحجة البيضاء إحياء الإحياء، إلى غير ذلك مما يقارب من مائة تصنيف).<ref>الكنى والألقاب: 3: 39_42.</ref>
سطر 182:
 
== وفاته ==
توفي العلامة الفيض الكاشاني قدس سره الشريف سنة [[1091 هـ]]، وهو ابن أربع وثمانين سنة وكانت وفاته في كاشان ودفن بها ومرقده الشريف معروف بالكرامة والمقامة في دار المؤمنين وموئلاًموئلاً للزائرين والعاكفين، وقد كان فيها مرجعاً مشهوراً.
 
== المصادر ==
سطر 206:
[[تصنيف:فلاسفة القرن الحادي عشر]]
[[تصنيف:علماء فرس]]
[[تصنيف:علماء دين مسلمونشيعة إيرانيون]]