جامع الزيتونة: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 41:
لم يكن المعمار وجماليته الاستثناء الوحيد الذي تمتّع به جامع الزيتونة، بل شكّل دوره الحضاري والعلمي الريادة في العالم العربي والإسلامي إذ اتخذ مفهوم الجامعة الإسلامية منذ تأسيسه وتثبيت مكانته كمركز للتدريس وقد لعب الجامع دورا طليعيا في نشر الثقافة العربية الإسلامية في بلاد المغرب وفي رحابه تأسست أول مدرسة فكرية بإفريقية أشاعت روحا علميّة صارمة ومنهجا حديثا في تتبع المسائل نقدا وتمحيصا ومن أبرز رموز هذه المدرسة [[علي ابن زياد]] مؤسسها و[[أسد بن الفرات]] و[[سحنون بن سعيد التنوخي|الإمام سحنون]] صاحب المدوّنة التي رتبت المذهب المالكي وقننته.
 
وكذلك اشتهرت الجامعة الزيتونية في العهد الحفصي بالفقيه المفسّر والمحدّث [[السلطان محمد بن عرفة|محمد بن عرفة]] التونسي صاحب المصنّفات العديدة و[[ابن خلدون]] المؤرخ ومبتكر علم الاجتماع. إلا أن الجامع عرف نكسة كبرى عندما دخله الجيسالجيش [[إسبانيا|الإسباني]] في صائفة [[1573]] فيما يعرف ب[[وقعة الجمعة]]، واستولوا على مخطوطاته، ونقلوا عددا منها إلى إسبانيا وإلى مكتبة البابا.<ref>[http://www.radiotunisienne.tn/culturelle/index.php?option=com_content&view=article&id=1239:2010-03-29-17-19-06&catid=131 جامع الزيتونة في موقع إذاعة تونس الثقافية]</ref>
 
لقد تخرّج من الزيتونة طوال مسيرتها آلاف العلماء والمصلحين الذين عملوا على إصلاح أمّة الإسلام والنهوض بها. إذ لم تكتف جامعة الزيتونة بأن تكون منارة تشع بعلمها وفكرها في العالم وتساهم في مسيرة الإبداع والتقدم وتقوم على العلم الصحيح والمعرفة الحقة والقيم الإسلامية السمحة، وإنما كانت إلى ذلك قاعدة للتحرّر والتحرير من خلال إعداد الزعامات الوطنية وترسيخ الوعي بالهوية العربية الإسلامية ففيها تخرج المؤرخ [[ابن خلدون]] و[[ابن عرفة]]، و[[التيجاني]] و[[الو الحسن الشاذلي]] و[[إبراهيم الرياحي]] و[[سالم بوحاجب]] و[[محمد النخلي]] و[[محمد الطاهر بن عاشور]] صاحب تفسير التحرير والتنوير، و[[محمد الخضر حسين]] شيخ جامع الأزهر و[[محمد العزيز جعيط]] والمصلح الزعيم [[عبد العزيز الثعالبي]] وشاعر تونس [[أبو القاسم الشابي]] صاحب (ديوان أغاني الحياة (وال[[طاهر الحداد]] صاحب كتاب ([[امرأتنا في الشريعة والمجتمع]] و[[التعليم الإسلامي وحركة الإصلاح في جامع الزيتونة]]) ومن حلقاته العلمية برز المصلح الجزائري [[ابن باديس]] والرئيس الجزائري الراحل [[هواري بو مدين]] وغيرهم كثير من النخب التونسية والمغاربية والعربية.