الوليد بن يزيد: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
←‏رواية المدافعين عنه: تم إصلاح النحو
وسوم: لفظ تباهي تحرير من المحمول تعديل في تطبيق الأجهزة المحمولة
←‏رواية المدافعين عنه: تدقيق لغوي/تصحيح إملائي، استبدل: الاموي ← الأموي (4) باستخدام أوب
سطر 53:
== رواية المدافعين عنه ==
 
وتعتبر خلافة الوليد بن يزيد بداية النهاية للدولة الامويةالأموية حيث انفجرت المشاكل في كل مكان والاخطر من ذلك ان الانقسامات حدثت بين أبناء البيت الامويالأموي نفسه وأصبح باسهم بينهم شديد.
فرغم أن الوليد استهل عهده بزيادة رواتب الجند ــ وقد يسر له ذلك كثرة الأموال التي تركها له عمه هشام، الذي اشتهر بتدبير الأموال ــ ورغم أنه اشتهر بصفات حسنة وميل الي فعل الخير علي حد تعبير ابن كثير الذي يقول : (ثم ان الوليد بن يزيد سار في الناس سيرة حسنة بادئ الرأي واخرج من بيت المال الطيب والتحف لعيالات المسلمين وزاد في أعطيات الناس ولا سيما اهل الشام والوفود وكان كريما ممدوحا شاعرا مجيدا لا يسأل عن شيء فيقول لا)<ref>الطبري. تاريخ الأمم والملوك. جـ7 ص8</ref><ref>سير أعلام النبلاء للذهبي جـ5 ص370</ref>، رغم هذه البداية الطيبة إلا أن الوليد لقي مصرعه علي اثر ثورة اقامها ضده بتدبير ابن عمه يزيد بن الوليد بن عبد الملك وبعض أبناء عمومته الاخرين، هشام وسليمان والحجاج.
وقد نجح هؤلاء في تلطيخ سمعة الوليد واتهموه بالفسق والفجور واللواط والعكوف علي شرب الخمر والغناء، حتي اتهموه انه هم بان يشرب الخمر فوق الكعبة عندما امره عمه هشام علي الحج سنة 119 هـ كما اتهم بانه اهان المصحف الشريف الي غير ذلك من التهم الشنيعة التي الصقها أبناء البيت الامويالأموي بابن عمهم، والحقيقة انه بالتكامل والبحث في النصوص اتضح ان هذه التهم مبالغ فيها، بل تكاد تكون مختلقة من أساسها بدافع الحقد والخصومة، فبعض المصادر التاريخية تروي مايدل علي ان الوليد لم يكن علي هذه الصورة الماجنة الفاجرة، فابن الاثير يروي ان الوليد كان عفا ذا مروءة وكان ينهي الناس عن الغناء لانه يزيد في الشهوة ويهدم المروءة، ثم يقول : (وقد نزه قوم الوليد مما قيل فيه وانكروه ونفوه عنه، وقالوا : انه قيل عنه وليس بصحيح) (3).
وروي الطبري وتابعه ابن الاثير وابن كثير انه لما احاط اتباع يزيد ابن الوليد بالوليد بن يزيد في قصره وحصروه قبل أن يقتلوه، قالوا : (فدنا الوليد من الباب فقال اما فيكم رجل شريف له حسب وحياء اكلمه، فقال له يزيد بن عنبسة السكسكي، كلمني قال له : من أنت ؟ قال : انا يزيد بن عنبسة، قال : يااخي السكاسك، الم ازد في اعطياتكم ؟ الم ارفع المؤن عنكم ؟ الم اعط فقرائكم ؟ الم اخدم زمانكم ؟ فقال :انا ما ننقم عليك في انفسنا، ولكن ننقم عليك في انتهاك ما حرم الله وشرب الخمر ونكاح امهات أولاد ابيك واستخفافك بامر الله، قال : حسبك يا أخا السكاسك فلعمري لقد اكثرت واغرقت وان فيما احل لي لسعة عما ذكرت ورجع الي الوراء واخذ مصحفا وقال يوم كيوم عثمان، ونشر المصحف يقرأ، ثم قتلوه، وكان آخر كلامه قبل أن يقتل، أما والله لئن قتلت لا يرتق فتقكم ولا يلم شعثكم ولا تجتمع كلمتكم) (4).
فهذا يدل علي ان التهم التي الصقت بالوليد كانت باطلة أشاعها حوله اعداؤه من أبناء اعمامه ثم كيف لإنسان ان يصدق ان الوليد ــ وكان ولي عهد يعني خليفة المسلمين في المستقبل ــ يهم بشرب الخمر فوق الكعبة وهو أمير الحج ؟ ! وهل ضاقت عليه الدنيا حتي لم يجد مكانا يشرب فيه الخمر غير الكعبة، ان هذا لو حدث من حاكم مسلم في عصرنا هذا لرماه الناس بالحجارة، فكيف بالوليد ــ خليفة المسلمين ــ وهو في عصر قريب من عصر النبوة والخلافة الراشدة وملئ بالعلماء والصالحين من التابعين.
علي كل حال اذن الله لدولة بني امية ان تزول وحق عليهم قول الله: (يخربون بيوتهم بأيديهم) ولم نبعد عن الصواب حين قلنا أن مقتل الوليد علي أيدي أبناء عمومته كان بداية النهاية لدولتهم ولم تجتمع لهم كلمة بعده كما حذرهم الوليد نفسه ولقد حاول بعض أبناء بني أمية مثل العباس بن الوليد أخي يزيد قائد الثورة علي الوليد، ومروان بن محمد أن يوقفوا التدهور الذي آل إليه بنو أمية وأن يمنعوا الثورة على الوليد لكنهم فشلوا في ذلك واستطاع الثوار الإحاطة بالوليد في قصره في قرية تسمي البخراء علي بعد أميال من تدمر وقتلوه في أواخر جمادي الاخر سنة 126 هـ.
 
وجاء مقتله دليلا علي حالة الانهيار الذي وصل اليه أبناء البيت الامويالأموي الذين فقدوا كل إحساس بالمحافظة علي دولتهم والأخطار التي كانت تحدق بها من كل جانب ولقد سهلوا بعملهم هذا لأعدائهم القضاء على دولتهم وعليهم جميعا في مدى ثلاث سنوات بعد مقتل الوليد بن يزيد.
 
{{استخلاف