علي الخواص: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
ط تدقيق لغوي/تصحيح إملائي، استبدل: احمد ← أحمد، احاديث ← أحاديث، بن ابي ← بن أبي باستخدام أوب
سطر 5:
والامام الخواص شخصية صوفية تحتل الذروة في عرفانها وتحققها باسمى المقامات , فلو ذهبنا نتعرف على تلك المواهب التي منحها القطب الخواص لضاقت بنا السطور وتحيرت منا العقول ازاء هذه المنح الاصطفائية التي لا يحدها وصف ولا حصر , ولكن سنسير من عمق هذه الشخصية ما تهيأ لنا .
فليسمح لنا العارف الخواص ان نقتبس من اضواء سيرته المباركة ونسبح في بحر عطائه بالفكر والتامل لنعرف فضل الله تعالى على اوليائه , وفضلهم على سائر الناس .
وفي مقدمة التصوف على العارف الخواص نتساءل عن المنهل الصوفي الذي شرب منه ثم سقى منه غيره , ولكي نطمئن الى كل ما سنعرف عن الخواص من مواهب الهية وفتوحات ربانية حين نعلم انه تربى صوفيا على يد القطب المحمدي سيدي ابراهيم المتبولي . يقول العلامة المناوي في الترجمة الشخصية للعارف الخواص ( وكان في ابتداء امره يبيع الجميز وهو شاب عند الشيخ ابراهيم المتبولي بالبركة , ثم أذن له ان يفتح دكان زيات , فمكث بها نحو اربعين سنة , ثم ترك , وصار يضفر اتلخوص حتى مات ) , ومكانة القطب المتبولي غير خافية على من له قدم في المعرفة الصوفية , ويكفي ان نشير هنا الى سمو منزلته كشيخ للعارف الخواص من خلال تلك العبارة التي قالها متحدثا بنعم الله عز و جل : ( نحن في الدنيا خمسة لا شيخ لنا الا رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم : ( الجعيدي – يعني نفسه – والشيخ ابو مدين والشيخ عبد الرحيم الفتاويب والشيخ ابو السعود بن ابيأبي العشائر والشيخ ابو الحسن الشاذلي ) ان هؤلاء الخمسة الذين ذكرهم العارف المتبولي يمثلون المدرسة المحمدية في عصرهم وهم سادة اهل الارض في عرفانهم بالله وصدق عبوديتهم له .
وانطلاقا من مضمون هذه الحقيقة التي تعرفنا بمقام القطب المتبولي شيخ العارف الخواص فانا ولا شك سنجد الكثير والكثير من ثمار هذه التربية , فقد اسلم سيدي علي نفسه لشيخه ليوصله الى مقامات الرجال , فتعهد شيخه بالصقل والتريبة حتى صارت صورة شيخه منعكسة في شخصه . ولقد كان القطب المتبولي بعده لكي يكون خليفته من بعده .
لقد آثر عن سيدي علي الخواص ما يشير الى انه كان ابراهيمي المقام اذ ذكر الامام الشعراني في مننه ان شيخه كان يقول : ( أخذت طريقي هذه عن سيدي ابراهيم المتبولي عن رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم وتارة يقول : أخذت طريقي هذه عن ابينا ابراهيم الخليل عليه السلام ) .
واجتماع الولي بالنبي انما هو اجتماع في عالم الارواح بعد صفاء روح الولي وتحررها من كثافة ترابيته ولا تتنافى تلك المتابعة الابراهيمية التي أشرنا اليها مع متابعةالرسول الاعظم صلى الله تعالى عليه و سلم لأن ما هو لسيدنا ابرهيم عليه السلام انما هو بالاصالة لسيدنا محمد صلى الله تعالى عليه و سلم لأنه نبي الانبياء .
ثم لقد تحقق سيدي علي الخواص فيما بعد بالارث المحمدي بحكم وراثته لمقام سيخه المتبولي , فلقد ذكر الامام الشعراني عن الشيخ ابي الفضل الاحمديالأحمدي ان سيدي عليا لم يمت حتى صار يأخذ عن رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم بلا واسطة .
ولذلك يفخر القطب الشعراني بأن بينه وبين رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم في التربية رجل وواحد هو شيخه الخواص , ولقد ورث سيدي الخواص سيدي ابراهيم المتبولي وصار بعده قطبا راسخا في الولاية , ولقد كان من مظاهر هذا الارث ان شيخه كان يقام له سماط كل سنة على سد يأجوج ومأجوج ويحضره جميع الاولياء من سائر اقطار الارض وهو بمثابة حفل تكريم يحتفل فيه الاقطاب بسيدي ابراهيم وتتلاقى انوار العارفين في هذا المشهد الروحي العظيم ونعم النفحات والبركات ارجاءالكون ,, وقد ظل هذا السماط يقام للقطب المتبولي حتى انتقل الى جوار مولاه , فلما ورثه القطب الخواص صار يقيم السماط الذي كان يقام لشيخه بل لقد زاد سماطه على سماط شيخه بان صار يحضره ارواح الشهداء والانبياء اضافة لجمع الاولياء اجمعين .
وقبل ان نترك الحديث عن تربية الامام الخواص الصوفية : نضيف انه نهل الى جوار المورد المتبولي من مورد شيخ آخر هو سيدي محمد ابو البركات الخياط : وهو الذي دفن الشيخ الخواص بضريحه المقام بالحسينية بمصر . ولقد أنبأه شيخه أبو البركات بذلك مسبقا وهو حي , اذ قال له : ( يا علي : لا يشتهر الضريح والمزارالا بك) وقد تحقق ما قاله الشيخ : إذ لم يشتهر الضريح الا بعد ان لحق سيد علي بربه وانتقل الى جوار شيخه سنة949 هـ فعرف المزار واشتهر بسيدي علي الخواص مع انه اصلا لشيخه ابي البركات .
سطر 17:
ويخبرنا الامام الشعراني انه بعد فتحه قد غطس في بحر علوم شيخه القطب الخواص خمس مرات وفي كل مرة وجد صيدا من خزائن علومه اللدنية , فلما اراد ان يغطس السادسة استحال البحر حجرا اذ قال نال نصيبه من بحر علوم شيخه العارف , حديث الامام الشعراني عن هذه الغطسات الخمس :قد لايجد متسعا في عقول الكثيرين او في تصورهم , ولكن موضوعية البحث تلح في طلب الحقيقة ايا كان مدى تصورها , يقول العارف الشعراني انه حينما غطس في المرة الاولى في بحر علوم شيخه وجد جملة العلوم التي برزت من اللوح المحفوظ الى جميع هذا العالم على اختلاف طبقاته من الصديقية العظمى الى اخر درجات الولاية.
وفي المرةالثانية وجد جملة ايات من القران الكريم وتحت كل اية تفسيرها بما شاء الله من العلوم .
وفي الثالة : وجد جملة الاحاديثالأحاديث النبوية الشريفة بشروحها ودلالاتها وعلومها التي لا تحصى .
وفي الرابعة : وجد علم التاويل الخاص بتأويل ما أخذه عن الكمل من اهل الله تعالى .
وفي الخامسة وجد جملة من الحقائق المتفرقة التي لا تتنازع فيها العقول الانسانية ...