الغزو الفرنسي لروسيا: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
إضافة صورة الإنسحاب
OKBot (نقاش | مساهمات)
ط تدقيق إملائي يستهدف حروف الجر (المزيد)
سطر 5:
كان هدف [[نابليون]] من الحرب هو إجبار قيصر روسيا [[ألكسندر الأول]] على وقف التجارة مع بريطانيا مما كان سيدفعها برأيه لقبول الصلح مع فرنسا<ref>{{cite book|author= Armand Augustin Louis Caulaincourt|title= With Napoleon in Russia: The Memoirs of General de Caulaincourt|ISBN= 978-1199977984|location=London|publisher= W. Morrow and company|year=1935|pages=9}}</ref>. أما الهدف السياسى الرسمى من الحرب فكان تحرير [[بولندا]] من التهديد الروسى. لذلك أطلق نابليون إسم "الحرب البولندية الثانية" على حملته لكى يكسب تعاطف البولنديين وليوفر غطاءا سياسيا للحملة<ref>{{cite book|author= Armand Augustin Louis Caulaincourt|title= With Napoleon in Russia: The Memoirs of General de Caulaincourt|ISBN= 978-1199977984|location=London|publisher= W. Morrow and company|year=1935|pages=294}}</ref>.
 
دفع نابليون فىفي حملته على روسيا بجيش ضخم وصل تعداده 680,000 جندى , 300,000 منهم فرنسيون. إندفع الجيش الفرنسى بسرعة لمسافات بعيدة عبر [[روسيا الأوروبية]] فىفي محاولة لملاقاة الجيش الروسى فىفي معركة حاسمة. غير أن كل المعارك التى دخلها الجيش الفرنسى كانت مواجهات صغيرة بإستثناء معركة واحدة كبيرة عند [[سمولنسك]] فىفي شهر أغسطس. تمنى نابليون أن تنهى هذه المعركة توغله داخل روسيا إلا أن الجيش الروسى إنسحب شرقا داخل روسيا تاركا سمولنسك لتحترق<ref>{{cite book|author= Armand Augustin Louis Caulaincourt|title= With Napoleon in Russia: The Memoirs of General de Caulaincourt|ISBN= 978-1199977984|location=London|publisher= W. Morrow and company|year=1935|pages=74-76}}</ref>. إنهارت خطة نابليون التى كان قد أعدها لمعركة سمولينسك وإضطر لمواصلة التوغل شرقا لمطاردة الجيش الروسى.
 
ومع تراجع الجيش الروسى إلى داخل البلاد , أوكلت [[قوزاق|للقوزاق]] مهمة إحراق القرى والمدن والحاصيل قبل تقدم الجيش الفرنسى إليها. كان الغرض من عملية الإحراق حرمان الفرنسيين من إمكانية الإعتماد على ما تحويه المدن والقرى الروسية من مواد غذائية وغيرها لتموين الجيش الغازى. فؤجئ الفرنسيون بخطة الروس وبحجم الدمار الذى ألحقوه بممتلكاتهم وأراضيهم<ref>{{cite book|author= Armand Augustin Louis Caulaincourt|title= With Napoleon in Russia: The Memoirs of General de Caulaincourt|ISBN= 978-1199977984|location=London|publisher= W. Morrow and company|year=1935|pages=85}}</ref>. دفعت هذه الخطة الفرنسيين لمحاولة إمداد جيشهم عبر خطوط إمداد طويلة وصعبة أثبتت لاحقا فشلها فىفي إمداد الجيش. دفع الجوع والبؤس الجنود الفرنسيون لمغادرة معسكراتهم ليلا للبحث عن الطعام وكانوا غالبا ما يقعون فريسة سهلة للقوزاق الذين أسروا أو قتلوا الكثير منهم.
 
إستمر إنسحاب الجيش الروسى إلى داخل البلاد لمدة ثلاثة أشهر تقريبا. أدى تواصل الإنسحاب وفقدان المزيد من أراضى روسيا للفرنسيين إلى غضب كبير فىفي أوساط النبلاء الروس الذين ضغطوا على القيصر [[ألكسندر الأول]] حتى يقيل قائد جيشه الفيلد مارشال [[باركلى]]. إستجاب القيصر لضغوط نبلائه وعين المحارب المخضرم الأمير [[ميخائيل كوتوزوف]] قائدا جديدا للجيش.
 
فىفي السابع من سبتمبر 1812 لحق الجيش الفرنسى بالجيش الروسى الذى كان قد حصن نفسه فىفي التلال المحيطة ببلدة صغيرة تسمى [[ بورودينو]] تقع غرب [[موسكو]] بحوالى ٧٠ ميلا. وقعت هناك أكبر معركة فىفي [[الحروب النابليونية]] كلها حيث إشترك بها 250,000 جنديا وقع منهم 70,000 قتيلا. وعلى الرغم من تحقيق فرنسا النصر بالمعركة إلا أن ثمنه كان غاليا بوفاة الألاف من الجنود و 49 ضابطا. وفى اليوم التالى نجح الجيش الروسي فىفي تخليص نفسه وواصل إنسحابه شرقا تاركا الفرنسيين بدون النصر الحاسم الذى كانوا يأملون به.
 
[[File:Napoleon Moscow Fire.JPG|thumb|200px|حريق موسكو (سبتمبر 1812)]]
دخل نابليون وجيشه موسكو بعد أسبوع واحد من معركة بورودينو ليجد الروس قد إنسحبوا منها بعد أن أحرقوها بناء على أمر حاكمها الكونت [[فيودور روستوبشين]]<ref>{{cite book|author= Armand Augustin Louis Caulaincourt|title= With Napoleon in Russia: The Memoirs of General de Caulaincourt|ISBN= 978-1199977984|location=London|publisher= W. Morrow and company|year=1935|pages=107-109}}</ref>. لم يعط سقوط موسكو نابليون النتيجة التى كان يرجوها وهى النصر الحاسم فىفي الميدان . أيضا لم يطلب القيصر السلام مع فرنسا بعد سقوط موسكو وعرف الطرفان أن الوقت لم يكن فىفي صالح نابليون الذى كان وضعه يزداد سوءا يوما بعد يوم. ومع ذلك بقى نابليون بموسكو إنتظارا لمبادرة القيصر لعقد الصلح معه. تعزز إعتقاد نابليون بقرب طلب الروس لعقد سلام معه بعد أن إنتشرت معلومات (تبين فيما بعد عدم صحتها) عن إنتشار مشاعر السخط وتدنى معنويات الجنود الروس. بعد أن بقى نابليون بموسكو شهرا خرج بجيشه متوجها إلى الجنوب الغربى من موسكو بإتجاه مدينة [[كالوغا]] حيث كان كوتوزوف قد عسكر بجيشه هناك.
 
أوقفت قوة روسية تقدم الفرنسيين بإتجاه كالوغا. حاول نابليون مرة أخرى إجبار الروس على الدخول معه فىفي معركة حاسمة بالقرب من بلدة [[مالوياروسلافيتس]] , إلا أن الروس إنسحبوا كالعادة , بالرغم من تمتعهم بموقع إستراتيجى, ليؤكدوا إستمرارهم فىفي خطتهم القائمة على تجنب الدخول مع الفرنسيين فىفي مواجهة حاسمة. أجبر قرب حلول الشتاء وعدم وجود ملابس شتوية للجنود وقلة المؤن والإجهاد الشديد الذى حل بالجنود والخيل أجبرت كل هذه العوامل نابليون على التراجع على أمل التمكن من تموين جيشه فىفي [[سمولينسك]] ثم فىفي [[فيلنيوس]] لاحقا.
 
عانى الجيش الفرنسى خلال الأسابيع التالية من الجوع والبرد مع بداية فصل الشتاء الروسى القاسى. أدى نقص المؤن والغذاء للجنود والخيل والبرد القارس والهجمات المتكررة للفلاحين الروس على أطراف القوات الفرنسية إلى خسارة العديد من الأرواح فىفي صفوف الجيش الفرنسى , كما أدت تلك العوامل إلى خسارة الجيش الفرنسى تماسكه ونظامه. وبحلول شهر نوفمبر 1812 وعند عبور الجيش الفرنسى ل[[نهر بيريزينا]] لم يتبق بالجيش سوي 27,000 جندى بعد أن تكبد جيش نابليون الكبير 380,000 قتيلا وحوالى 100,000 أسيرا.
 
[[ملف:Napoleons retreat from moscow.jpg|تصغير|انسحاب نابليون من روسيا، بريشة "أدولف نورثن".]]لم يبق نابليون فىفي روسيا كثيرا بعد عبور نهر بيريزينا وإتجه عائدا ل[[باريس]] بموافقة (وحتى تشجيع) قواده ليدافع عن منصبه كإمبراطور لفرنسا وليحاول حشد المزيد من القوات لمواجهة الروس. إنتهت حملة نابليون على روسيا عمليا فىفي الرابع عشر من ديسمبر 1812 , أى بعد أقل من ستة أشهر على بدايتها , بمغادرة أخر القوات الفرنسية لأرض روسيا.
 
== مصادر ==