الحركة الوطنية المغربية: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
سطر 7:
تباين موقف المجتمع المغربي من الحماية في سنواتها الأولى، حيث انقسم إلى أكثر من جبهة في التعامل مع الظاهرة الاستعمارية الحادثة، فصنف منهم فضلوا الهجرة والهروب، وآخرون عبروا عن مواقفهم بما يمكن تسميته بالمقاومة السلبية بمظاهرها المتعددة كلزوم البيت وعدم مبارحته كما فعل بعض علماء فاس. ومنهم من العلماء وذوي السلطة من قواد العهد القديم خصوصا من تعامل مع فرنسا وسلطات الحماية بوصفها إدارة جديدة لمقاليد الحكم في البلاد. وفي هذا يقول [[عبد الله العروي|العروي]]: {{اقتباس|"في هذه الظروف ماذا يفعل القوّاد والشيوخ إذا أصبحوا يواجهون جيشا يدّعي أنه يحاربهم باسم السلطان الشرعي؟" <ref>الجذور الاجتماعية للوطنية المغربية: 24.</ref>}}
 
وتجلى ذلك الاختلاف عندما دخل [[أحمد الهيبة]] بقواته ل[[مراكش]] في مارس 1912، فرفض الفقيه [[أبو شعيب الدكالي]] هذا التحرك، وتحركات أخرى مثل حركة [[مبارك التوزونيني]] و[[بلقاسم النكادي]] و[[بوحمارة]] [[بوعمامة|وبوعمامة]]، حيث كان من الداعين إلى عدم جهاد الجيش المخزني والرضوخ لسلطات الحماية، حيث كان يشغل منصب وزير العدل ، وهو نفس موقف كبار رجالات البلاد، كما هو حال [[محمد بن الحسن الحجوي]] وزير المعارف، وفقهاء بحجم [[ عبد الحي الكتاني]] و[[محمد بن العربي العلوي]]، وقواد المخزن أمثال [[المدني الكلاوي|المدني]] [[التهامي الكلاوي|والتهامي الكلاوي]] و[[العيادي بن الهاشمي]] و[[الطيب الكندافي]]، وقد برر المؤرخ [[أحمد بن خالد الناصري|الناصري]] هذا الوقف: {{اقتباس|"لا يخفى أن النصارى اليوم على غاية من القوة والاستعداد، والمسلمون لم الله شعتهم، وجبر كسرهم، على غاية من الشظف والاختلال. وإذا كان كذلك، فكيف يسوغ في الرأي والسياسة بل وفي الشرع أيضا أن ينابذ الضعيف القوي، أو يحارب الأعزل الشاكي السلاح؟ وكيف يستجاز في الطبع أن يصارع المقعد القائم على رجليه، أو تناطح الشاة الجماء الشاة القرناء..؟" <ref>الاستقصا في اخبار دول المغرب ااقصى: 9/187</ref>.}}
 
كما ظهرت أصوات تطالب بالإصلاحات السياسية لمحاربة الاستعمار، [[مشروع دستور المغرب 1908|كمشروع دستور المغرب لسنة 1908]]، ومن هذه الأصوات [[أبو الفيض الكتاني]]، الذي دعا إلى الجهاد وطرد المعمرين من البلاد، وألف رسائل عديدة تدعو لمقاومة المحتل. وشارك والده في هذه الحركة الجهادية، وحضر معه مؤتمر القبائل المغربية بمكناس عام [[1326 هـ]]، الذي ألف وأصلح فيه الشيخ أبو الفيض بين بعض القبائل ، واتفقوا على جهاد المستعمر الفرنسي والإسباني.