|
'''[[تصنيف:علماء دين سنة]]
== '''محمد عمرو عبد اللطيف''' ==
العلامة المحدث الشيخ محمد عمرو بن عبد اللطيف
إن أردت أن تتحدث عن الزهد فتحدث ما شئت، وإن أردت أن تتحدث عن التواضع ولين الجانب فتحدث ما شئت، وإن أردت أن تتحدث عن الورع والعبادة، فتحدث ما شئت، وإن أردت أن تتحدث عن الحرص على السنة والالتزام بها فتحدث ما شئت، وإن أردت أن تتحدث عن طلاقة الوجه والتحبب إلى الخلق فتحدث ما شئت، إن أردت أن تتحدث عن الأدب والتواضع الجم وإنكار الذات والتحبب إلى الكبير والصغير فتحدث ما شئت.
إنه الشيخ محمد عمرو بن عبد اللطيف العلامة المحدث الزاهد الورع، شيخ الحديث في مصر، وعلم الحفظ والبحث والتدقيق والتفتيش عن الأسانيد والرجال، والصبر على العلم والحرص على النفع.
اسمه ومولده:
الشيخ محمد عمرو بن عبداللطيف بن محمد بن عبدالقادر بن رضوان بن سليمان بن مفتاح بن شاهين الشنقيطي، جاء أحد أجداده إلى مصر واستقر بها.
وفي مصر ولد الشيخ في الحادي عشر من شهر رمضان المبارك عام 1374هـ - الموافق 5/2/1955 م.
نشأته وشبابه وطلبه للعلم:
تخرج من كلية التجارة وإدارة الأعمال ، وعين بعد تخرجه في إحدى الوظائف الحكومية، فتركها بعد شهرين فقط، لما يتواجد فيها من الاختلاط والشبهة.
لفت نظر الشيخ أحد الأفاضل إلى كتب العقيدة السلفية وللشيخ من العمر ثمانية عشر عامًا .
حبب إلى الشيخ علم الحديث، واهتم بتحقيقات الكتب الحديثية، وحرص على مطالعتها واقتنائها، وله اختصاص واهتمام بكتب المحدث العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الالباني.
- التقى بالشيخ الألباني لقائًا عابرًا في القاهرة والشيخ محمد عمرو في حوالي العشرين من العمر.
- حضر دروس الشيخ محمد نجيب المطيعي ( صاحب تكملة المجموع) واستفاد منه وأجازه الشيخ المطيعي.
- دروسه وثناء العلماء عليه:
- لازم الشيخ جماعة من طلبة العلم في مصر واستفادوا منه، وللشيخ أثر كبير في النهضة الحديثية في مصر.
- أثنى على الشيخ جماعة من أهل العلم منهم: العلامة المحدث الألباني رحمه الله، والعلامة المحدث مقبل بن هادي الوادعي.
من مؤلفاته وتحقيقاته:
- للشيخ العديد من المصنفات المختصرة اليسيرة في حجمها العظيمة في نفعها منها:
- ((أخذ الجنة بحسن حديث الرتع في رياض الجنة))
- ((الأذكار الصحاح والحسان في الصباح والمساء وبعد الصلاة)).
- ((القسطاس في تصحيح حديث الأكياس)) .
- تخريج أحاديث الحقوق ((حقوق دعت إليها الفطرة وقررتها الشريعة))
للشيخ ابن عثيمين
- ((آداب حملة القرآن)) للآجري ، الذي طبع باسم : أخلاق أهل القرآن.
- ((البدائل المستحسنة لضعيف ما اشتهر على الألسنة)).
- ((تبييض الصحيفة بأصول الأحاديث الضعيفة)) .
- ((تكميل النفع بما لم يثبت به وقف ولا رفع))
- حديث ((قلب القرآن يس في الميزان)) .
- تخريج أحاديث كتاب : ((الذل والانكسار للعزيز الجبار)) لابن رجب الحنبلي
- تعليقات على كتاب : إماطة الجهل بحال حديثي ((ما خير للنساء)) و((عقدة الحبل)) جمع وتنسيق زوجه : أم عبدالرحمن بنت النوبي .
- وللشيخ العديد من المسودات التي لم تبيض، وله تعليقات وحواشي وتصويبات كثيرة على كتب الرجال والحديث.
- صفاته وأخلاقه:
- كان مما يميز الشيخ رحمه الله، الحرص على السنة، الحافظة القوية، النباهة، سرعة البديهة، الحرص على البحث، سلامة القلب ورقته ، زد على ذلك الطرفة والدعابة رحمه الله رحمة واسعة.
- خلف الشيخ ذرية مباركة من البنات والذكور، من الذكور اثنان هما: عبد الرحمن، وبه يكنى، وأنس؛ وهو من الحفاظ لكتاب الله ومن طلبة العلم، ثبتنا الله وإياهم.
- مرضه ووفاته:
- ابتلي الشيخ رحمه الله بمرض السكري ما يقرب من الخمسة والثلاثين سنة، مما أثر في أعضائه وحواسه، وأصيب رحمه الله بضيق في بعض الشرايين في القلب في آخر حياته رحمه الله رحمة واسعة.
توفي عليه الرحمة والرضوان مساء الاثنين13- 1-1429- الموافق 21-1-2008 ، ودفن ظهر الثلاثاء، بمقابر أسرة النوبي بمدينة السادس من أكتوبر، وكانت جنازته حافلة تجمعت فيها جموع أهل الحديث والسنة، وقد صلي على الشيخ في مسجد السلام بمدينة نصر، وقد أم المصلين فضيلة الشيخ محمد بن إسماعيل المقدم، وامتلاء المسجد عن آخره حضر الصلاة ما يقارب الألفين من أهل العلم وطلاب الحديث.
ثم انطلقت المسيرة إلى المقابر، حيث دفن الشيخ أسأل الله أن ينير قبره، وأن يوسع مدخله.
وممن حضر الجنازة: فضيلة الشيخ محمد بن إسماعيل المقدم، فضيلة الشيخ محمد حسين يعقوب، فضيلة الشيخ محمد حسان، فضيلة الشيخ سيد حسين العفاني، فضيلة الشيخ حسن أبو الأشبال، فضيلة الشيخ الدكتور أسامة عبد العظيم، فضيلة الشيخ نشأت أحمد، فضيلة الشيخ طارق عوض، فضيلة الشيخ الدكتور عادل عبد الغفور، فضيلة الشيخ الدكتور عمر بن عبد العزيز القريشي، وغيرهم كثير، وازدحمت المقابر، وعلا صوت القائل: بيننا وبين أهل البدع يوم الجنائز.
وألقى كلٌ من فضيلة الشيخ محمد حسين يعقوب موعظة قصيرة، ذكر فيها بالموت وأثنى على الشيخ بكونه من الثابتين الراسخين، وتكلم الشيخ عمر بن عبد العزيز القريشي واعظًا ومذكرًا، وتكلم الشيخ سيد حسين العفاني، وأشار إلى علم الشيخ رحمه الله وزهده وبعده عن الشهرة، وحرصه على السنة وصبره على مصائب الدنيا، ثم لبث الناس مليًا يدعون للشيخ رحمه الله في السر كما هي السنة.
وأخذ الناس يتسائلون متعجبين من شدة الزحام جنازة من هذه،... جنازة من هذه.... إنها جنازة علم الحديث العلامة المحدث الورع الشيخ محمد عمرو ....
رحم الله طبيب الحديث، المدافع عن سنة خير المرسلين، من إذا ذكر ذكر الزهد والورع والخشية والتواضع.
إنا لله وإنا إليه راجعون، إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك يا شيخ لمحزونون
رحم الله الشيخ عمرو وثبتنا على الحق والهدى والتوحيد والسنة، وأسأله سبحانه أن يجمعنا به في جنات النعيم .
كتبها الفقير إلى عفو ربه إسلام محمود دربالة'''
| 