اليهودي التائه: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
OKBot (نقاش | مساهمات)
ط تدقيق إملائي يستهدف همزات الوصل (المزيد)
ZkBot (نقاش | مساهمات)
سطر 1:
[[ملف:Wandering jew.jpg|تصغير|اليهودي التائه بلوحة غوستاف دوريه]]
 
== بداية القصة ==
كثيرون هم أولئك الذين يقولون أن '''اليهودي التائه''' بطل [[أسطورة]] من الأساطير. ولكن المؤرخين والكتاب أجمعوا على أن قصته ليست خيالاً قط، بل هي حقيقة واقعة، وإن اختلفوا في مدى حياته وعذابه وتشرده والأيام والأعوام والأجيال التي عاشها؛ وهل قضت عليه الأقدار حقاً بالحياة الدائمة المتجددة يقضيها شريداً ضالاً بين مشارق الأرض ومغاربها رمزاً للعنة الأبدية. وسواء كانت الأولى أم الثانية، ذكر المؤرخون تاريخه وقصته ووجدت سجلات في بلدان كثيرة أثبتت أنه ظهر فيها بعض الوقت في أجيال وصور متباينة.
قالوا إن [[جبل الزيتون]] المطل على [[القدس]] كان يموج بزرافات من القوم كلهم يحيطون برجل ترتفع فوقه هالة من النور. وكان الضجيج والصخب والصراخات تملأ المكان وتتحرك مع حركة ذلك الموج الزاخر المنطلق في طريقه إلى [[أورشليم]]. وبلغ القوم قاعة [[المحكمة]] حيث أرادوا أن ينتهوا من الأمر الذي بيتوا النية عليه سريعاً.
وفي داخل القاعة نصبوا قضاتهم، قضاة رتبوا من قبل ذلك الحكم الذي سيصدرونه. ولم يكن ثمة دفاع، فقد كان كل ما يريدونه أن يصلبوا السيد [[المسيح]] لينتهوا من أمره. ومضت ساعة. وانتهت القصة التي أرادوها وحاكوا خيوطها. واجتمع [[اليهود]] الذين ملأوا القاعة وراحوا يجرون السيد [[المسيح]] من قاعة المحكمة ليسوقوه حيث يتمون نهاية القصة. وبينما هم يمرون من باب القاعة تعثر على عتبتها حيث وقف '''"كارتا فيلوس"''' اليهودي حارس الباب. وبكل وقاحة انحنى كارتا فيلوس فدفع السيد ولكمه على ظهره بقبضة يده وهتف ساخراً: أسرع، لماذا تتمهل؟ والتفت السيد [[المسيح]] ونظر إليه نظرة قاسية وقال في هدوء: سأذهب سريعاً، أما أنت فستبقى.
ومنذ تلك اللحظة انصبت اللعنة على كارتا فيلوس، فقد ارتفع المسيح سريعا، أما هو فبقي طويلاً، وطويلاً جداً، ليكون رمزاً للإثم الأكبر الذي ارتكبه [[اليهود]] في ذلك اليوم وما تلاه من أيام<ref name="abc1" /> و هذه القصة قريبة جدا لفكرة نجاة المسيح من الصلب برفعه في القرآن الكريم !! قول الله تعالى { وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً } [ النساء الآية 157] { بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً } [ النساء الآية 158]{{مراجع}}1{{مصدر القرآن الكريم سورة النساء }}
 
== دورة لانهائية ==
 
راحت السنون تمر وكارتافيلوس في دورته اللانهائية فوق الأرض. وكلما بلغ المائة، انتابه هزال فظيع ينتهي بغيبوبة طويلة يعود بعدها شاباً كما كان تماماً وقت أن انصبت عليه اللعنة، وهكذا دواليك.
ويظل كارتا فيلوس يسير. وفي خلال اختفائه وظهوره يتبدل اسمه ويتباين. فهو مرة يوسف وأخرى ناشورس. ولكنه في كل هذه المرات لا تتباين طبيعته أبداً. فهو شديد التحفظ دائماً، قليل الكلام، نادر الحديث، فلما يبدي استياء أو يوجه إلى أي فرد من الناس لوماً. ولعله يعيش في ذلك على أمل واحد. هو أن رحمة الله وسعت كل من في الأرض. وربما غفر الله له هو الآخر ذنبه الكبير<ref name="abc1" />
 
== أصل الحكاية ==
سطر 30:
 
تمر القرون ولا يزال اليهودي التائه شارداً في أنحاء الأرض، ويتم تناول قصته عبر هذه القرون كلما اكتشف أمره في بلد من البلدان. وكلما نسي القوم أمره ظهر من جديد ليذكّر الناس بقصة اللعنة الكبرى. ومن ذلك يتحدث "بول دنزن" العالم الديني وأسقف مدينة شلزفنج الألمانية عام 1564 فيقول: إنه ذهب في شتاء 1542 ليزور والديه في [[هامبورغ]]، وفي يوم الأحد ذهب إلى الكنيسة، وهناك وفي أثناء إلقاء الموعظة شاهد أمام منبر الواعظ رجلاً مديد القامة عاري القدمين تتدلى خصلات شعره الطويلة على كتفيه، يقف في شيء من الذهول وهو يستمع إلى الموعظة ساكناً مهتماً. وعندما ذكر الواعظ اسم السيد المسيح نكس الرجل رأسه وخبط صدره بيده وثقل تنفسه. ولم يكن الرجل يرتدي إلا ثوباً واحداً برغم البرد القارس الشديد. ومن فوقه عباءة ممزقة تتدلى حتى قدميه. وأثر ذلك المنظر في رجل الدين فانطلق إليه يسأله. وراح الرجل يقص عليه قصته. فإذا هو ذلك اليهودي الذي لعنه المسيح يوم محاكمته ينتقل بين دول العالم المختلفة. ثم بقي حياً منذ ذلك التاريخ.
 
== تاريخ الشرق ==
 
في مدينة بول ديزن التقى اليهودي التائه بعميد مدرسة هامبورغ وهو رجل يعرف تاريخ الشرق معرفة واسعة. وراح يحدثه عن تاريخ الشرق منذ وقت المسيح حتى أدهشه بدقة المعلومات وشمولها وعمقها ومطابقتها للتاريخ كل المطابقة. وتمر سنون وسنون، ومرة أخرى يظهر اليهودي التائه في [[ستراسبورغ]] فتقبض عليه السلطات بتهمة التشرد. ولكنه عندما يستجوب عن حقيقة حاله يحكي قصته ويقول إنه سبق أن مر بستراسبورغ قبل ذلك بمائتي عام وترجع السلطات إلى سجلات المدينة فيعرفون أنه لم يكن كاذباً. فيطلقونه ليستأنف المسير من جديد. وتمر أعوام ثلاثون، ثم يظهر اليهودي التائه عام 1604 في لابوفيه بفرنسا، ويشهده الناس بجوار قصر أسقف تلك المدينة. وهناك يحيط به الصبية والغلمان ولا يأبه له أحد. فكلهم يشككون في أمره ويقولون إنه مجنون. ولا شيء أكثر.<br />
ويروح التائه الملعون ينتقل بين المدن والبلدان. وفي كل انتقال تصحبه أعاصير وعواصف ورعود حتى يبلغ غابة سوان بألمانيا عام1640. وهناك تذاع قصته ويعرف خبر وصوله. ويندفع الناس يبحثون عنه فيجدونه نائماً مستلقياً بجوار جدار الكاتدرائية. وحينما يصحو يستدعيه الكاردينال فيسأله عن قصته. ولكنه يحكي له عن حلم رآه وهو نائم، حيث اقترب منه شخص أشعث أغبر طويل القامة عملاق يحيط نفسه بعباءة طويلة تخفي أغلب وجهه ولا يبدو من تحتها سوى عينين تشعان ببريق ناري غريب. وقال له العملاق: "انهض على قدميك. فلن تسقط بعد اليوم ما دمت معي". قال له اليهودي التائه: "
معك؟ ومن تكون؟". قال العملاق: "منقذك. اخترتك من دون الناس. فأنت مثلي تائه في الأرض. وأنا إبليس التائه بين الأرض والسماء. تلاحقني اللعنة في كل مكان. وقد وجدت يائساً. يعميك الحقد ويملؤك اليأس". صرخ اليهودي التائه: "إذن أنت الذي وسوست لي. كان المسيح يمر ببابي يدفعه جند الرومان وتلاحقه اللعنات ويضنيه جهد المسير وهو يرزخ تحت عبء الصليب. وسألني أن أدعه يستريح على حجري. ولكنك همست في أذني. ادفعه عنك. اصرخ فيه. أنا لا أجد رحمة من أحد. ولن أهب الرحمة لأحد. امض في طريقك. سر. وفي أذنه صوت لا يزال يدوي. الحق الحق أنا أقول لك. ستسير على قدميك. وتهيم على وجهك إلى يوم البعث. هكذا يريد الرب الذي في السماء. فهلا طلبت لي الرحمة والعفو يا سيدي الكاردينال؟" ولم يستطع رجل الدين أن يقول له شيئا فتلك إرادة السماء.<br />
ويواصل اليهودي التائه مسيره، وفي يوم 22 أبريل عام 1772 يدخل مدينة [[بروكسل]]، حيث يلح عليه الناس للبقاء. ولكنه يرفض ويستأنف سيره حتى يختفي بين الجبال المحيطة بالمدينة. وكانت تلك آخر ليلة يراه فيها الناس.
ومع مرور قرون أخرى لا يدري أحد هل استقر في مكان ما أم نزلت به الرحمة التي كان يتمناها. وهل لا يزال يتنقل بين المدن والبلدان في هيئته المزرية يرفع يديه في الحين والحين نحو السماء ضارعاً في انتظار العفو والغفران من رب السماوات <ref name="abc1" />
 
== تحليل الأسطورة ==
بنيت التقارير المكررة عن الوجود الأصلي لليهودي التائه الذي يحتفظ في ذاكرته بتاريخ صلب [[المسيح]] على مجموعة من الأساطير الألمانية في [[القرن التاسع عشر]]، والفكرتان اللتان جُمعتا في قصة الهارب القلق قريب [[قابيل]] والتائه إلى الأبد فتتمثلان بشكل منفصل في الأسماءِ الحالية المعطاة لهذه الشخصية في البلدان المختلفة. وفي أكثر [[اللغات التيوتونية]] يمتد التركيز إلى الشخصية الملعونة وهي المعروفة بالأبدي، أَو اليهودي الأبدي {{ألم|Ewige Jude}}. في الأراضي التي تتكلم [[اللغات الرومانسية]]، فإنه يدعى باسم الجوال أو التائه {{فرنسية|le Juif errant}} وهو ما يتبعه الشكل الإنجليزي، حيث من المحتمل أن يكون مشتقاً مباشرة من فرنسا.
سطر 65:
{{مراجع}}
{{تصنيف كومنز|Wandering Jew}}
 
 
{{شريط بوابات|ميثولوجيا}}
 
[[تصنيف:لعنات]]
[[تصنيف:أعمال أدبية أصلية حسب الاسم]]
[[تصنيف:معاداة السامية]]
[[تصنيف:فلكلور مسيحي]]
[[تصنيف:أساطير العصور الوسطى]]
[[تصنيف:يهود]]
[[تصنيف:مواضيع يهودية مسيحية]]
[[تصنيف:أساطير دينية]]
[[تصنيف:أعمال أدبية أصلية حسب الاسم]]
[[تصنيف:اليهود في الخيال]]
[[تصنيف:خلود]]
[[تصنيف:شخصيات ميثولوجية]]
[[تصنيف:فلكلور مسيحي]]
[[تصنيف:لعنات]]
[[تصنيف:معاداة السامية]]
[[تصنيف:مواضيع يهودية مسيحية]]
[[تصنيف:يهود]]