نقش النمارة: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
OKBot (نقاش | مساهمات)
ط تدقيق إملائي يستهدف حروف الجر (المزيد)
OKBot (نقاش | مساهمات)
ط تدقيق إملائي يستهدف همزات القطع (المزيد)
سطر 1:
'''نقش النَّمارة''' أو '''حجر نمارة''' أو كما يعرف ب '''نقش إمرئ القيس''' هو ما يُعتقد أنه مرحلة سابقة للعربية الفصحى، ويرجع تأريخه إلى عام [[328]]م وكان قد كتب ب[[خط نبطي|الخط النَّبطي]] المتأخر. وقد عثرت عليه البعثة الفرنسية في مطلع القرن العشرين في قرية النمارة شرقي [[جبل العرب]] بسورية. ويعتقد غالبية المختصين ان نقش النمارة هو [[شاهد قبر]] [[امرؤ القيس بن عمرو (الأول)|امرؤ القيس بن عمرو الأول]]، احدأحد [[مناذرة#ملوك المناذرة|ملوك المناذرة]] في [[الحيرة]] [[الجاهلية|قبل الإسلام]]. وقد تم تحديد تأريخ وفاته إلى العام 328 ميلادي بناءا على قراءاتهم لهذا النقش.<ref>[http://arabetics.com/public/html/more/History%20of%20the%20Arabic%20Script_article_Arabic.htm جذور الكتابة العربية الحديثة: من المسند إلى الجزم ] سعد الدين ابوالحَب. كلية بَروك. [[جامعة مدينة نيويورك]]</ref> ويُلاحَظ من دراسة نص النمارة، حسب بعض المختصين، التطوُّر الواضح من [[الثمودية]] [[لغة لحيانية|واللحيانية]] [[لغة صفوية|والصَّفَوِية]] إلى [[العربية الفصحى|العربية الفصيحة]]. يحتفظ [[متحف اللوفر]] في [[باريس]] بالنسخة الأصلية للنقش.
 
== الاستكشاف ==
سطر 50:
</blockquote>
 
ورغم ان جميع القراءات السائدة اليوم، كالقراءة اعلاه، تعتقد ان حجر هذا النقش كان شاهد قبر ملك الحيرة امرؤ القيس بن عمرو، الا ان القراءة الجديدة التي قام بها الباحث [[سعد الدين ابوالحب]]<ref>[http://www.voiceofarabic.net/index.php?option=com_content&view=article&id=1133:2012-10-20-19-10-52&catid=5:2008-06-07-09-31-31&Itemid=336 قراءة جديدة لنقش أم الجمال الأول النبطي - سعد الدين أبوالحب]</ref> عام 2009 بعد اعادته تعقب الحروف النبطية للنقش وبعد ترجمته لها بالحروف العربية، تعتقد ان نقش النمارة لم يتحدث عن انجازات امرؤ القس، وحجره لم يكن شاهد قبره. وان الجملة الاولى لم تكن الا جملة افتتاحية اقسمت بروح الملك امرؤ القيس قبل الدخول إلى الفقرة الاساسية للنقش والتي تحدثت عن تفاصيل انتصار احدأحد القادة العرب المتحالفين مع الروم، واسمه عكدي، على قبيلة مذحج وذلك بعد معركة في شعاب نجران. ادناه ملخص قراءة الباحث الحرفية، نبطيا وعربيا، للنقش والتي نشرت في فصل <ref>[http://arabetics.com/public/html/DeArabizing_Arabia/DeArabizing_Arabia_Chapter_3_Arabic.htm سعد الدين ابوالحب، ترجمة الفصل الثالث: نقش النمارة العربي النبطي 328م، من كتاب DeArabizing Arabia: Tracing Western Scholarship on the History of the Arabs and Arabic Language and Script. 2011. New York: Blautopf Publishing]</ref> من فصول كتابه بالإنكليزية عن تأريخ اللغة والكتابة العربية.<ref>[http://books.google.com/books?id=-LwbdQYZyS4C&lpg=PP3&dq=dearabizing&pg=PP3#v=onepage&q=dearabizing&f=false Saad D. Abulhab. DeArabizing Arabia: Tracing Western Scholarship on the History of the Arabs and Arabic Language and Script. 2011. New York: Blautopf Publishing. 240 pg. 24 cm.]</ref> وبعدها قراءته للنقش بالعربية الحديثة مع شروح مقتضبة بين الأقواس:
 
[[ملف:Namara abulhab common.jpg|تصغير|340بك|center| رسم حروف نقش النمارة النبطية (اعلى) ثم ترجمتها الحرفية بالعربية (وسط) مع ترجمة بالعربية الحديثة بعد اضافة حروف الالف والحركات وفواصل الفقرات، وذلك حسب قراءة [[سعد الدين ابوالحب]]]]
سطر 62:
== دراسات وتفسيرات حول النقش ==
 
لقد كان نصيب نقش النمارة ان يكون احدأحد اهمأهم الدلائل النقشية المستخدمة في بحوث كل من تأريخ اللغة العربية الفصحى وتأريخ الكتابة العربية الحديثة. واهميته القصوى في دراسة تأريخ اللغة العربية جاءت اساسا بعد انتشار النظريات الاستشراقية في القرن التاسع عشر والتي ارجعت نشوء العربية الفصحى إلى ما بعد الإسلام وتجاوزت دلائل الشعر الجاهلي لعدم وجود ادلة مادية ملموسة لها على حد زعمهم. ورغم ان نقش النمارة هو اهمأهم النقوش العربية لوضوح ومتانة لغته ولكن لايمكن اعتباره النقش الوحيد لاثبات جدور العربية الفصحى قبل الإسلام، اذإذ لدينا الاف النقوش العربية بخط المسند من انحاء الجزيرة العربية، وخاصة اليمن، و التي استخدمت مفردات عربية فصحى واضحة. هذا بالاضافة إلى العديد من النقوش النبطية الاخرى مثل [[نقش أم الجمال الأول]] الأقدم منه عمرا.
 
ورغم أن غالبية كلمات النقش عربية مفهومة عموما، ظهرت بعض الكلمات الغريبة ككلمة "عكدي" التي اختلف في تفسيرها المختصين، اذإذ افترض بعضهم انها كلمة قواعدية تعني "ابدا" او "بعد ذلك" او "فيما بعد". وقد ظهرت هذه الكلمة في جملتين، الاولى "''هرّبَ مذحجو عكدي وجاء ...''"، والثانية "''عكدي هَلك سنة ...''". ولان هذه الكلمة استُخدمت اولا بعد فعل تبعه اسم ثم استُخدمت في المرةالثانية مباشرة قبل [[فعل]] ماضي ولم يتبعها اسم فاعل او اسم مفعول به، اعتقد البعض انها الاسم عكدي من عكد، مثله مثل الاسم حسني من حسن ورمزي من رمز، وان حجر النمارة هو اما شاهد قبر او نصب تذكاري لأحد رفاق امرؤ القيس، او ربما ملك لاحق، واسمه عكدي. اذإذ بدأ النص حسب قراءتهم بجملة أولية تكريما لامرؤ القيس ثم عدد خدمات عكدي وانجازاته الحربية واختتم ذلك بتأريخ وفاته.
 
اما الاهمية القصوى الاخرى لنقش النمارة فهي بعلاقته بنشوء وتطور الكتابة العربية الحديثة، التي سميت قديما بخط الجزم، وقد اختلف على ااصولها الباحثون، سابقا وحديثا. ورغم ان العديد من علماء الحضارة العربية الإسلامية كابن خلدون والقلقشندي والهمداني اعتقدو ان الخط العربي الحديث اشتق من الخط المسند، الا ان النظريات الاستشراقية الحديثة تعتقد انه كان قد تطور من الخط النبطي الارامي. اذإذ لا يمكن انكار تشابه حروف النبطية المتأخرة في نقش النمارة مع الحروف العربية. فبعد القراءة الأولى للحجر الاصلي نجد" أشكالاً حرفية متصلة وقريبة بعض الشيء من العربية. فقد قرأت الكلمة الثانية من السطر الثاني على انها "الأسدين"، متضمنتاً الحرف المركب "لام- أليف"، رغم تلف الحجر الواضح في موقع تلك الكلمة. في عدة مناطق اخرى على الحجر يمكن ملاحظة أشكال شبيهه بالعربية [[باء|للباء]] [[هاء|والهاء]] النهائيتين، وشكلين لحرف الكاف النبطية، بل وحتى إشارة ل[[تاء مربوطة]] مستقبلية". ولكن وبرغم كل هذا لا يمكننا انكار ان العديد من اشكال الحروف العربية الحديثة تبدو مشتقة بوضوح من اشكال حروف الخط المسند، وخاصة حرف الراء الذي كان مطابقا لنظيره في المسند. اما اتصال الحروف فلدينا اليوم ادلة نقشية عديدة تثبت ان الخط المسند كان هو الاخر قد كتب بحروف متصلة في القرن الثالث والرابع الميلادي.
 
ولتحديد تأريخ النقش فقد تم قراءة الكلمتين بعد الكلمة "سنت" في هذا النقش، شأنه في ذلك شأن نقشي [[نقش حران|حران]] [[نقش جبل أسيس|وجبل أسيس]]، على انها ارقام نبطية. وتم قراءة الجزء الأخير من الكلمة الثانية، المتشابة في النقوش الثلاثة على أنه الرقم ثلاثة وعشرون. وقراءة الرمز الأخير كرقم نبطي سيعني ان رقم الآحاد كان متشابها في سنوات النقوش الثلاث. ولكن عند البحث في اشكال الأرقام النبطية لا نعثر على شكل رقمي مشابه قطعيا لهذا الرمز،<ref>Forvm Ancient Coins. Nabataean Numerals and Number Words. http://www.forumancientcoins.com</ref> اذإذ ربما اشار هذا الرمز الأخير لحدث او عام وليس لرقم. وتحديد تأريخ النقش لها اهمية قصوى اذإذ ان [[نقش سكاكة]] كان هو الآخر قد تحدث بالتحديد عن أحد أبناء او عبيد امرؤ القيس. وقد تم تقدير تأريخ ذلك النقش حوالي تاريخ نقش النمارة أو بضعة عقود بعده في أكثر تقدير. ولكن وبعد تفحص الاشكال الحرفية وطريقة كتابة "امرؤ القيس" في كلا النقشين، وبينهما بضعة عقود فقط، يرى بعض الباحثين "ان [[أبجدية نبطية|الكتابة النبطية]] لا يمكن ان تكون قد تطورت إلى كتابة الجزم وانما عاصرتها وتفاعلت معها".
 
== شرح المفردات ==
* ''تي'': "هذه" اسم إشارة للمفرد المؤنث حسب العديد من اللغويين وهي قد تكون عربية صحيحة، اذإذ كتب ابن منظور في شروحه عن حرف الذال في لسان العرب: (أبا الھيثم قال: يقال في تأنيث ھذا ھذه منطلقة فيصلون ياء بالھاء؛ وقال بعضھم: ھذي منطلقة، وتي منطلقة، وتا منطلقة). ولكن وحسب رأي [[سعد الدين ابوالحب]]، والذي يعتقد ان (تي) في نقش النمارة هي (تيا) او حتى (تي) ولكنها استخدمت بمعنى (حرف تنبيه او حرف تنبيه مع قسم)، فان لسان العرب استخدم (قال بعضھم) ولم يعطي اي مثال في الشعر كعادته ولم يذكر ان (تي) استخدمت لوحدها كاسم اشارة عند العرب في شروحه المسهبة عن حرف التاء رغم اشارته للعديد من اسماءأسماء الاشارة المشتقة من (تا). كما ان بيت الفية بن مالك في قواعد العربية قال (بذا لمُفْرَدٍ مُذكّــرٍ أشِــرْ .... بذي وذِهْ وتا على الأنثى اقتَصرْ)، اي انه حدد ثلاث اسماءأسماء فقط للاشارة للمفرد المؤنث بالعربية <ref>(تي) وتضاف إليها الهاء أيضا (هاتي ثم هاته) مثل (ذي) التي أصبحت (هذي ثم هذه) فهي أصيلة حسب علم اللغة المقارن. و(هاته) أكثر انتشارا في بلاد المغرب من (هذه).
</ref>
* ''نفس'': "نفس" وهي حسب المستشرقين جاءت بمعنى ضريح وذلك اعتمادا على قراءاتهم للنقوش العبرية والنبطية الشمالية، واعتمادا على تفسيرهم لمصطلح (نفس وقبر) الشائع على نقوش المسند الجنوبية بمعنى (ضريح وقبر). ولم يورد كتاب لسان العرب هذا الاستخدام في شروحه المسهبه للكلمة. اما المعنى الاكثر شيوعا للكلمة في العربية فهو روح، كما في الاية القرآنية الكريمة "يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية".