قطر الندى: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
Jobas (نقاش | مساهمات)
الرجوع عن تعديل معلق واحد من 197.163.78.172 إلى نسخة 12838041 من Kolega2357.
OKBot (نقاش | مساهمات)
ط تدقيق إملائي يستهدف همزات القطع (المزيد)
سطر 16:
 
==من القاهرة.. إلى بغداد==
ولما بلغ خمارويه ما يعتزمه المعتضد، وما ينوي ان يفعله بعد أن مات أبوه الموفق، قرر أن يجيش الجيوش ليزحف بها إلى مصر، قال: «رحم الله أباه الموفق، كان أذكى، وأوفر حكمة من ابنه المعتضد، فلو طلب منا أن نزيد في خراجه لفعلنا، فما نحن إلا ولاته على الاقاليم، ولكن بما أنه عزم على حربنا، فلا خيار لنا سوى ملاقاته»، ثم جمع قادة جيشه وأمر أبا عبد الله بن سعد ـ قائد جنده ـ أن يخرج إلى مشارف العراق، وأن يعرض على المعتضد، أن يضاعف له الخراج، فإن أبى إلا الحرب، فلا بد من تبديد شمل جيشه، على ألا يدخل القتال مقر الخلافة العباسية، إلا بأوامر من خمارويه نفسه! لكن ابن سعد انفرد بخمارويه محدثا إياه بشأن ابنته قطر الندى التي كان قد خطبها منه، فوعده خيرا، وقال له: «دعني أكلم قطر الندى في ذلك، وكذلك استشير أخاها اباأبا عساكر، وعندما تعود الينا منصورا، سننظر في طلبك ان شاء الله». ولكن خمارويه لم يكن صادقا في وعده! تحالف جديد ويخرج أبو عبد الله وهو حزين، بعدم البت في أمر خطوبته من قطر الندى، حتى إذا اقترب من العراق، ينجح الخليفة المعتضد في استمالته اليه، بعد أن اقنعه بأن خمارويه يبخل عليه بالزواج من ابنته! فينضم بجيشه إلى جيش المعتضد، ويجتمع حقد العاشق الخائب مع غل الخليفة الحاسد وينحدران إلى فلسطين.
 
==خمارويه==
وتثور ثائرة والي مصر، بعد أن بلغته أخبار التحالف الزاحف لمواجهته في القاهرة! فيقرر الخروج اليهم بنفسه على رأس الجيش ليدرأ الخطر القادم، فيوصي ابنه: «انتأنت مكاني على الناس هنا، فاذا فتح الله علينا عدنا غانمين، سالمين، واذا شاءت ارادة الله الا ننتصر، فانشدك الخير في اهل البلاد يا ولدي، فأهل مصر عون لك في الشدة.. واوصيك باختك قطر الندى، فهي وردة يانعة، ليس لها من يحميها من الايدي الطامعة سواك، فلا تسلمها إلا إلى خير الناس، ممن ترضى عنه ولا تزفها إلا لكفء كريم..» ثم يسأل ولده «ألديك ما تريد قوله لي قبل أن أرحل؟»، فيسأله ابنه أبو العساكر: «إن اظفرك الله بالمعتضد، أتمنى ألا يدخلن القاهرة إلا وهو مقيد بالحديد!»، لكن خمارويه يجيبه بالقول: «كلا يا ولدي.. بل اذا ظفرت بالمعتضد خليفة المسلمين، وأمير المؤمنين، فسأعيده إلى بغداد معززا مكرما، فما يزيل الاحقاد يا ولدي الا الصفح الجميل، ولا تنس، لولا أنه رفع السلاح علينا، لما بادرنا بحربه، إنه الخليفة!».
 
وكانت هزيمة المعتضد ساحقة في المعركة، بعد أن وقعت جيوشه كلها في الاسر، لكن خمارويه يأمر بأن يتم التعامل مع الخليفة بما يليق ومكانته كأمير المؤمنين، ثم وعده بمضاعفة خراج مصر، بل وعده بما هو أكثر من ذلك عندما عقد العزم على مصاهرته بزواجه من وحيدته قطر الندى، فكان ذلك العرس الأسطوري الذي ذكرته كتب التاريخ!