إنسانيات: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ZkBot (نقاش | مساهمات)
OKBot (نقاش | مساهمات)
ط تدقيق إملائي يستهدف همزات القطع (المزيد)
سطر 49:
الفنانون الحديثون لديهم ممارسة واسعة للرسم وتشمل إلى حد بعدي على سبيل المثال فن التجميع, وهذا بدأ مع المدرسة التكعيببية وهي ليست مدرسة رسم شديدة الصرامة, كما وأن بعض الرسامين الحديثين يستخدمون مختلف المواد مثل الرمل و الإسمنت و التبن و الخشب في أشغالهم والمثال الأوضح لهذا هي أعمال أنسلم كيفر. والفن الحديث و المُعاصر ابتعد كثيراً عن القيم التاريخية في الصياغة لصالح المفهوم, هذا يقود البعض ليقول أن الرسم التشكيلي كنوع مهم من الفن قد مات. لكن هذا لم يردع معظم الفنانين في الإستمرار بممارسته إما كجزء أو كلي من أعمالهم.
== اصل المصطلح ==
كلمة العلوم الإنسانية (بالإنجليزية "humanities" مشتقة من التعبير اللاتيني في عصر النهضة "الدراسات الإنسانية_studia humanitatis")أو( "دراسة الإنسانية_Study of Humanity" كلمة"انسانية_humanity" كلمة تحمل معاني أخرى في اللاتينية وهي "الثقافة_culture" ,"التحسين_refinement","التعليم_education" بالتحديد "التعليم المناسب لرجل الزراعة_education befitting a cultivated man") عندما استُخدم هذا المصطلح في بدايات القرن الخامس عشر الميلادي, كانت الدراسات الإنسانية عبارة عن دورة تتكون من القواعد والشعر والبلاغة والتاريخ والفلسفة الأخلاقية, المشتقة بالأساس من الدراسات اليونانية واللاتينية الكلاسيكية. كلمة "الإنسانية- humanitas" أدت إلى ظهور تعبير جديد في عصر النهضة الإيطالي "أومانيستي-umanisti-بمعنى الإنسانية" حيث أن "humanist-انسانيإنساني" ,"Renaissance humanism-عصر النهضة الإنساني"
== تاريخ العلوم الإنسانية ==
في الغرب يمكن تتبع دراسة العلوم الإنسانية من اليونان القديمة حيث كان الأساس في التعليم الواسع للمواطنين. تطور مفهوم الفنون السبعة خلال العصور الرومانية، وتشتمل تلك الفنون على( الفنون الثلاث) وهي القواعد والبلاغة وعلم المنطق إلى جانب ( الفنون الأسمى) وهي علم الحساب وعلم الهندسة وعلم الفلك والموسيقى. هذه المواضيع أخذت الحيز الأكبر من التعليم في العصور الوسطى, مع التشديد على العلوم الإنسانية كمهارات أو كأنشطة يتم ممارستها.
في القرن الخامس عشر، طرأ تغيير كبير على النهضة الإنسانية عندما بدأت العلوم الإنسانية تصبح مواضيعا للدراسة لا للممارسة، إلى جانب ذلك ظهر تغيير مماثل يبعد عن المجالات التقليدية ويتجه إلى جوانب أخرى مثل الأدب والتاريخ. في القرن العشرين وجهة النظر هذه واجهت تحديات من قبل حركة ما بعد الحداثة, و التي تسعى إلى إعادة تعريف العلوم الإنسانية بحيث تصبح عادلةً أكثر وملائمة للمجتمع الديموقراطي.
== العلوم الانسانيةالإنسانية اليوم ==
=== في الولايات المتحدة الامريكيةالأمريكية ===
مؤشرات العلوم الإنسانية, التي كُشف النقاب عنها في 2009 من قبل الأكاديمية الأمريكية للعلوم والفنون, تعتبر أول تجميع شامل للبيانات المتعلقة بالعلوم الإنسانية في الولايات المتحدة, و التي توفر للعلماء و صانعي السياسات والعامة معلومات مفصلة عن تعليم العلوم الإنسانية من التعليم الإبتدائي إلى التعليم العالي, القوى العاملة و التمويل والبحث في مجال العلوم الإنسانية, وأيضاً الأنشطة التي يقوم بها العامة في هذا المجال. على غرار مؤشرات العلوم والهندسة الصادرة من مجلس العلوم الوطني. وتتميز مؤشرات العلوم الإنسانية على أنها مصدر معتمد في تحديد المعايير التي تساعد على تحليل حالة العلوم الإنسانية في الولايات المتحدة الأمريكية.
العديد من الجامعات والكليات الأمريكية تؤمن في فكرة تعميم تعليم العلوم الإنسانية، بمعنى أنه يتوجب على كل طالب أن يدرس العلوم الإنسانية إلى جانب تخصصه. جامعتي شيكاجو وكولمبيا كانتا من الأوائل في فرض دراسة الفلسفة والأدب والفنون على جميع الطلاب. هناك كليات أخرى تفرض سنتين من دراسة العلوم الإنسانية ككلية القديس جون وكلية القديس آنسيلم وكلية بروفيدينس. من الدعاة المشهورين للعلوم الإنسانية في الولايات المتحدة الأمريكية Mortimer J. Adler و E. D. Hirsch, Jr.
لجنة روكرفيلر في عام ١٩٨٠ وصفت العلوم الإنسانية في تقريرها، العلوم الإنسانية في الحياة الأمريكية؛
أن من خلال العلوم الإنسانية فنحن نفكر في السؤال الأساسي: ماذا يعني أن تكون انسانا؟إنسانا؟ العلوم الإنسانية تعرض دلائل على الإجابة ولكنها لا تعطي جوابا كاملا أبدا فهي تكشف عن محاولات الناس لخلق معنى أخلاقي و روحي وفكري للكلمة اللا عقلانية كاليأس والوحدة والموت واضحة مثل الولادة والصداقة والأمل والسبب.
وعدد متزايد من النقاد يرى التعليم في الفنون المتحررة غير متصل بالموضوع أو مثل أن تتعلم أكثر وأكثر عن أشياء أقل وأقل فالتعليم بذلك لم يعد يحضر الطلاب لسوق العمل الأمريكي في ظل المنافسة المتزايدة بفضل أعداد الخريجين بعد الحرب العالمية الثانية، استفاد الملايين من قدامى المحاربين من قانون ( جي ال بل ( زيادة التوسع في إعطاء المنح والقروض الدراسية من قبل الحكومة الفيدرالية الأمريكية أدى إلى زيادة عدد المتخرجين من الجامعات. في عام ٢٠٠٣ ما يقارب ٥٣٪ من السكان تلقوا تعليماً جامعي. ٢٧،٢٪ منهم حصلوا على شهادة البكلوريوس فيما حصل ٨٪ على شهادت عليا. وجهة النظر المضادة هي"أن الإلمام بمجموعة من المعارف وطرق التحري و اكتشاف العلوم والفنون والقدرة على دمج المعرفة والخبرة والسلوك لربما يكون لها قيمة دائمة في مثل هذا العالم المتغير أكثر من التقنيات المتخصصة و التدريب والتي يمكن ان يعفو عنها الزمن بشكل اسرع".
=== في العصر الرقمي ===
سطر 70:
== الحقيقة والمعنى والعلوم الإنسانية ==
الفصل بين العلوم الإنسانية و العلوم الطبيعية أعطى حجج حول المعنى في العلوم الإنسانية تتميز العلوم الإنسانية عن العلوم الطبيعية بطريقة الإستيعاب، لا بطبيعة العلم نفسه. والعلوم الإنسانية تُركز على فهم المعنى, والغاية, و الأهداف و يعزز تقدير الظواهر التاريخية الفردية و الإجتماعية؛ كطريقة تفسيرية لإيجاد الحقيقة. عوضاً عن شرح العلة من الحوادث أو كشف الحقيقة عن العالم الطبيعي. والسرد الخيالي هو أداة مهمة في إعادة إنتاج المعنى المفهوم في التاريخ, والثقافة, والأدب.
التخيل, كجزء من مجموعة أدوات للفنانين و العلماء, تخدم كعجلة لإبتكار المعنى الذي يستدعي انتباه الجماهير طالما أن علماء الإنسانيات دائماً ضمن إطار التجارب الحية, نظرياً لا معرفة مُطلقة ممكنة. فالمعرفة هي عملية غير مُنقطعة من الإختراع و إعادة اختراع السياق الذي يُقرأ منه النص. فما بعد البنيوية قد شكلت مدخلا للدراسات الإنسانية استناداً على تساؤولات حول المعنى، والقصد، والتأليف. وبعد ما تم نشر مقالة"موت الكتاب" للناقد الفرنسي رولان بارت، سعت العديد من التيارات النظرية كالتشريحية وتحليل الخطاب إلى فضح الإيدلوجيات والخطابات المنطوقة لإنتاج كلاً من المقاصد مزعومة المعنى والموضوعات التفسيرية للدراسات الانسانيةالإنسانية. هذا الإكتشاف فتح الهيكل التفسيري للعلوم الإنسانية لإنتقاد المنحة الدراسية في العلوم الإنسانية لإنها غير علمية و لذلك غير مُناسبة لإدراجها ضمن المنهج الجامعي الحديث لطبيعة معناها السياقي المتغير.
البعض، مثل ستانلي فيش زعم أن الإنسانية قادرة على الدفاع عن نفسها من خلال رفض تقديم أي مطالبات من المرافق.(في المقام الأول لربما فكر فيش في الدراسة الأدبية, بدلاً من التاريخ والفلسفة). وفقاً لفيش فإن أي محاولة لتبرير العلوم الإنسانية من حيث الفوائد الإجتماعية فلنقل مثلاً"زيادة الإنتاجية" أو من حيث الأثار النبيلة على الفرد مثل"زيادة الحكمة و تقليل الخلل" , لا أساس لها. ببساطة هي تضع طلبات مستحيلة على الأقسام الأكاديمية ذات العلاقة وأبعد من ذلك . التفكير الناقد الذي يمكن القول أنه نتيجة لتدريب إنساني يمكن الحصول عليه من سياقات أخرى و العلوم الإنسانية لا تقدم حتى مزيداً من الفعاليات الإجتماعية ( ما يُسميها الإجتماعيين أحياناً " الرأس الثقافي" أو العاصمة الثقافية) حيث كانت مُساعدة للنجاح في المجتمع الغربي قبل عصر التعليم الشامل الذي تبع الحرب العالمية الثانية.
عوضاً عن ذلك, علماء مثل ( فيش) أشاروا إلى أن العلوم الإنسانية تقدم نوع متفرد من المتعة؛ بناءً على السعي المشترك وراء المعرفة في هذا النقاش, فالممارسة الأكاديمية للمتعة تستطيع إعطاء رابط بين الأماكن الخاصة و العامة في المجتمع المستهلك الغربي الحديث و تقوية المجال العام الذي بالنسبة لكثير من المنظرين هو الأساس للديموقراطية الحديثة.