حرملك: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط نقلت لا روسا صفحة حريم (تعبير عثماني) إلى حرملك على تحويلة: مصطلح أدق
لا ملخص تعديل
وسم: لفظ تباهي
سطر 1:
[[ملف:Quintana Blas Olleras-Harem Scene.jpg|Quintana Blas Olleras-HaremScene.jpg|تصغير|يسار|جناح الحريم للرسام الإسباني كوينتانا أوليراس (1851-1919)]]
 
"الحرم العثماني" عندما يذكر يتبادر إلى الذهن سراي -قصر- "طوپ قپو". وسراي "طوپ قپو" هو عبارة عن مركز لدوائر الدولة يجمع ما يشبه اليوم رئاسة الدولة ورئاسة الوزراء و الوزارات، ويضم القصر كذلك الذي تسكن فيه عائلة السلطان، فالأجنحة المخصصة لسكن السلطان وعائلته هي "الحرم" في المصطلح العثماني.
ارتبط مفهوم '''الحريم''' ب[[الدولة العثمانية]] للدلالة على الجناح الضخم الملحق ب[[الباب العالي|قصر السلطان]] والذي يضم والدته وزوجاته وجواريه، وبقية أفراد عائلته، ويتهم المؤرخون بعض أعضاء هذا الجناح بالتدخل في شؤون الدولة فيما بات يعرف ب"[[سلطنة الحريم]]".
ويصر البعض على أن سراي "طوپ قپو" ليس إلا بيت ومركز لملذات السلاطين ومتعتهم، ويرفضون أي شيء غير ذلك، ويصور أيضًا -في العصر الحالي- المرشدون السياحيين والموظفون المسئولون عن القصر وكأنه مركز لمجون السلاطين، بل يتصدرهم بعض رجال العلم والفكر عمدًا وقصدًا.
والجدير قبل أن أنهي النبذة عن معنى كلمة "الحرم العثماني"، أن أذكر بأن هناك في القصر ما يسمى بـ "صُفّة الخنكار". والصُفّة هي "مساحة" تطل عليها أبواب غرف القصر، والتي شاع أنها فسحة اللهو مع الجواري، أما "الخنكار" فتعني السلطان.
وكان المرشدون السياحيون يشرحون للسائحين بأن النقوش الموجودة في هذا المكان ما هي إلا "شعر ماجن" لتحريك شهوات الجواري والنساء الفاتنات، على حين أنها كانت آيات قرآنية وأحاديث نبوية تتعلق بتربيه العائلة السلطانية وسلوكها، وهي منقوشة بخط جميل على حوائط "صُفّة الخنكار".
 
أما ما يورد وكتبه بعض المؤرخين الأجانب عن الحرم من أوهام وخيالات وروايات بهيمية هي أقرب منها إلى الحقائق التاريخية؛ وقد ترك هذا التصوير بصماته على ما يمسى "البحث العلمي"؛ لأن الكتاب الغربيين هم أول من صوروا بأقلامهم أسطورة تجهيز الجواري للسلاطين في الحرم منذ القرن السابع عشر. فقد كتب Thomas Dallam ما تخيله عن نساء الحرم عام 1599، وتبعه سفير البندقية في اسطنبول Ottaviano Bon، ورجل الصناعة الفرنسي Flachat وغيرهم.
كان الحرم السلطاني في [[الباب العالي]] يأخذ مساحة كبيرة تضم ما يزيد على 400 غرفة، وإضافة إلى أسرة السلطان وجواريه، فإنه يضم أيضًا الخدم والموظفين من الجنسين المعينين للاهتمام بأعضاء الجناح ومرافقه المتعددة التي تضم مطابخ وحمامات وصالونات ومكتبات وحدائق.
 
ولقد كرر كتاب الغرب بغير استثناء ما رواه سفير البندقية "بون" بأسلوب مثير للغرائز عن تقديم جواري الغرفة الخاصة وتجهيزهن من الأكاذيب ما يخجل أن يُكتب هنا، ونكتفي بالقول بأن الوثائق العثمانية والمذكرات الشخصية لم تؤيد هذا مطلقًا.
ويُميَّز الحرم السلطاني بتعبير الحرم الهُمايوني ([[لغة تركية عثمانية|بالتركية العثمانية]]: Harem-i Hümayun) أي حريم السلطان العثماني، وهذا القسم هو الذي يؤدي إليه "باب السعادة" في القصر العثماني وهو الباب الذي لا يدخله أي أحد، وقد ألهم ما وراءه خيال الأدباء والرسامين، وارتبط بالأساطير، ويُتهم أعضاؤه من [[جارية|الجواري]] والمحظيات بإشغال السلاطين عن مهام الدولة، فيما يُتهم أعضاؤه الآخرون، مثل زوجات السلاطان [[والدة السلطان|ووالداتهم]]، بالتدخل في شؤون الحكومة.
 
إن شهادة الحق عن تحريف الغرب لهذه المسألة هو ما كتبه المؤرخ الفرنسي "Robert Anhegger" المكلف بأعمال صيانة القصر عام 1960 حيث يقول: "انتبهت إلى أن ما كتب وسطر في أوروپا عن "الحرم" لا مساس له بالواقع، فليس الحرم مؤسسة تخدم أهواء السلطان لينام مع من يشتهي من النساء، بل حتى هندسة مباني الحرم تكذب هذا الأدعاء، فلا يستطيع السلطان أن يراقب الجواري وأن يختار احداهن! فالتصميم الهندسي للأبواب والبيوت والممرات يمنع ذلك، وبيت الأماء في صالات تسع خمسًا وعشرين جارية، تحت رقابة شديدة من رئيساتهن في الطابق الأعلى، وتسكن والدة السلطان في القسم الخاص بها، والسلطان أيضًا في القسم الخاص به، ويحق لوالدة السلطان أن تختار أمراة السلطان وتقدمها إليه، فحسب التصميم الهندسي يحتاج السلطان إلى أجنحة ليطير إلى القسم المخصص للجواري!"
والأخيرة، وهي [[والدة السلطان]]، تعد المسؤول الأول في الحرم العثماني، وتمارس سلطة مطلقة في اختيار أعضاء الحرم وتوزيع أدوارهم ولا يضاهي سلطتها هذه سوى السلطان نفسه.
 
"إن خريطة الحرم شبيهة بجامعة والجواري بالطلبة، وما أبلغ أن يكتب على باب الجواري "يا مفتح الأبواب أفتح لنا خير باب"، فيفتح الله حظهن للزواج، ويجهزها السلطان بجهازها من نفقته إلى بيت زوجها؛ لأن الجارية ليست أمة (بالمفهوم الغربي) وليست أمة لقضاء الشهوة ألبتة! بل الأقرب تسميتهن بنات السلطان! زفي الواقع إنهن يراعين ويعلمن ويدربن مثل بنات السلطان".
يعد "باب السعادة" المفضي إلى الحرم الهُمايوني آخر نقطة يمكن للأجانب بلوغها، أما دخولها فمحصور على القلة، وأحد القلائل الذين زعموا دخول الحرم السلطاني وسجلوا مرئايتهم هو طوماس دلم (Thomas Dallam) الذي اُنتدب من الملكة إليزابيث لتقديم هدية إلى السلطان [[محمد الثالث العثماني|محمد الثالث]]؛ وجاء في وصفه<ref name="لويس">لويس، برنارد: استنبول وحضارة الخلافة الإسلامية. (سيد رضوان علي). (1982). ط2. الدار السعودية للنشر والتوزيع. ص 105.</ref>:
 
"إن كثيرًا مما كتبه الأجانب محض خيال تتناقله الألسن وتُسطر فيه الكلمات، أو ترسم في لوحات، فلم تنفك من إسار تصوراتها "للحرم" موطنًا للخيال وعالمًا متسربلًا بالظلمات والخفايا، لأسباب منها: ابتعاد النساء المسلمات عن الرجال، وتدثرهن بالحجاب خارج البيوت، وامتناعهن عن مشاركة الرجال في المجلس، في أيدينا صور وتماثيل كثيرة عن نساء حكام أوروپا وبناتهن، يعكس حياتهن ولباسهن ومظهرهن ... ولكننا لا نجد شيئًا من ذلك عن نساء آل عثمان ما عدا تصاوير معدودة لزوجات سفراء اسطنبول التقين بنساء السراي".
{{اقتباس خاص|وبعد أن أراني [يقصد مرافقه الرسمي داخل القصر] أشياء كثيرة أعجبت بها، أشار إليّ -بعد عبور صحن صغير مبلط بالرخام- بالذهاب إلى نافذة في الجدار، ولكن لمح لي بإشارته أنه لا يستطيع الذهاب داخله بنفسه. وعندما جئت هناك، وجدت الجدار سميكًا جدًا وكان فيه نافذة من الحديد قوية جدًا من الجهتين ورأيت من خلال تلك النافذة ثلاثين جارية من جواري السيد العظيم [أي السلطان]، اللائي كن يلعبن بالكرة في صحن آخر.
 
وفكّرت عند نظرتي الأولى أنهن كن شبانًا، ولكن عندما رأيت شعورهن المعلقة على ظهورهن وفيها عقود من اللؤلؤ الصغير، وعلامات أخرى واضحة عرفت أنهن كن نساءً وجدّ جميلات حقًا.
 
ولم يكن يلبسن على رؤوسهن غير كوفية من قماش الذهب، والتي كانت لا تغطي إلا الجزء الأعلى من الرأس. ولم يكن حول عنقهن أي ربطة أو أي شيء آخر غير عقد من اللؤلؤ جميل، وماسة معلقة على صدر كل واحدة، وماسات في آذانهن وكانت قمصانهن شبيهة بحاكيتات الجنود، بعضها من الساتان الأحمر وبعضها من الأزرق وبعضها من ألوان أخرى وكانت مربوطة بمناطق شبيهة بدنتله، وكن يلبسن سراويل من القماطي (؟) قماش ممتاز القطن، أبيض كالثلج ورقيق كالماء لأنني استطعت أن أرى سيقانهن من خلالها.
 
وكانت تصل هذه السراويل إلى منتصف سيقانهن وبعضهن كن لابسات الأحذية العالية من الجلد القرطبي، وكانت سيقان الأخريات عارية، مع خلخال من الذهب في أسفل الساق، وفي أرجلهن خفاف من المخمل في علو خمس أو ست بوصات.
 
وبقيت واقفًا أنظر إليهن لمدة طويلة، بحيث أن الشخص الذي كان عاملني بكل هذا اللطف بدأ يغضب علي غضبًا شديدًا إذ قطب جبينه، وضرب برجله على الأرض لكي أترك النظز إليهن، الأمر الذي كرهته أنا، لأن هذا المشهد قد أبهجني، إلى حد كبير.|25px|25px}}
 
{{مراجع}}