المدني الكلاوي: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط روبوت: استبدال قوالب: شريط مشروع المغرب
لا ملخص تعديل
سطر 5:
وبرز اسم المدني عندما أقدم السلطان مولاي الحسن، أواخر سنة [[1310 هـ]] / [[1893]] م ومطلع سنة [[1311 هـ]]، بزيارة إلى ناحية [[تافيلالت]]، واستغرقت هذه الرحلة عدة شهور، وعند رجوعه إلى مراكش سلك طريق الفايجة، ولما وصل إلى ثنية الكَلاوي سقط ثلج كثير، فأصاب الناس ببرد شديد تألم منه حتى السلطان،<ref> الناصري (أحمد بن خالد)، الاستقصاء لأخبار المغرب الأقصى، البيضاء، 1956، ج 9، صص. 202-204.</ref> فتدخل المدني الكَلاوي وأخيه [[التهامي الكلاوي|التهامي]] لإسعاف الركب السلطاني وجيشه، فأسعف وزود قافلة السلطان بكل ما تحتاج إليه، واستجاب السلطان لدعوة ضيافة آل الكَلاوي بقصبة [[تلوات]]، فتفانى المدني وأخوه التهامي الكَلاوي، في توفير كل لوازم الراحة والضيافة اللائقتين بالسلطان وحاشيته من رجال المخزن، وقد ظل السلطان بقصبة تلوات حوالي خمسة وعشرين يوما.<ref>Le Prévost (Jacques), EL GLAOUI , Paris, 1968, p. 19 – 20</ref> فحصلت له بذلك التفاتة خاصة من جانب السلطان. واستغل القائد المدني الكَلاوي، وجود حاشية السلطان بقصبته لتوطيد علائقه بالرجال النافذين في البلاط السلطاني، خاصة الرجل القوي الحاجب [[أحمد بن موسى البخاري]]. وكانت مكافأة السلطان للمدني الكلاوي منحه [[ظهير]] تعيينه خليفة للسلطان بالإيالات الجنوبية من قصبة تلوات بالأطلس الكبير إلى [[محاميد الغزلان]] على مشارف الصحراء، بما في ذلك بلاد تافيلالت و[[دادس]] و[[تودغة]]، ووضع رهن إشارته مدفعين من صنع ألماني، وعدة صناديق من الذخيرة الحربية.<ref>Gouvion (Marthe et Edmond), Kitab Ayane Al Maghreb Al Akça, Paris, 1939, p. 340</ref>
 
وبعد مدة قصيرة على تعيين المدني على المناطق الجنوبية، حتى توفي السلطان مولاي الحسن في أواخر سنة 1311 ه/ 1894 م، فانتفضت القبائل وثارت ضد قوادها، وعمت "[[بلاد السيبة|السيبة]]" جل المناطق المحسوبة على آل الكَلاوي، فشن المدني الكَلاوي حملة لكسر شوكة القبائل السائبة، فبدأ بقبائل وادي تيدلي، القريبة جدا من قصبة تلوات، فتغلب عليها وقطع رأس [[ولد بن حليمة]]، شيخ قبائل الوادي المالح، "وعلق مدخل قصبة تلوات ببضعة رؤوس لأعيان قبائل المنطقة،<ref>Le Prévost (Jacques), EL GLAOUI , Paris, 1968, p. 22</ref> ثم توجه بقوته جنوبا لفك الحصار، الذي دام لمدة سبعة أشهر ، عن أخيه حمادي المزواري بقصبة تاوريرت حاضرة أهل ورزازات.
 
واجه القائد المدني الكَلاوي مشاكل كبيرة لإخضاع قبائل آيت ووازكيت القوية والتي يصنفها المخزن كقبائل "سائبة" ، وكانت آيت ووازكيت عبارة عن حلف قبلي، ولصعوبة منازلة هذه القبائل، عول على تفكيكها، قبل المواجهة العسكرية، وذلك بواسطة مصاهرة شيخ قبائل آيت زينب علي بن محمد نايت بن حدو. وكانت قبيلة آيت زينب تعتبر أقوى قبيلة في اتحادية آيت ووازكيت. ولم تمض إلا فترة قصيرة على هذه المصاهرة، حتى قام المدني الكَلاوي باعتقال صهره الشيخ علي نايت بن حدو، ووضع الأغلال في يديه ورجليه إمعانا في إذلاله وقهره.