مسلمة بن محمد: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 12:
 
فوصلت بعد أيام الأنباء الصحيحة إلى القناصل والتجار والجواسيس الأجانب بآسفي والصويرة وغيرهما، مؤكدة أن السلطان المولى اليزيد هو الذي توفي في المعركة وحده، وأن المولى هشام حي يرزق لم يمت، وأن أهل فاس بايعوا المولى سليمان لما بلغهم خبر موت اليزيد، فلم تشأ إسبانبا حينئذ أن توثق علاقاتها مع المولى مسلمة، لأنها كانت تعين المولى هشام بالمال والسلاح على حرب أخيه اليزيد، الذي لم تحبذه منذ حصاره لسبتة. وحاول المولى مسلمة أن يكسب بيعم أهل فاس وييزاحم أخاه المولى سليمان المبايع بها، فكتب رسالة تفويض منه للفقيه محمد بن الصادق ابن ريسون المؤرخة في [[21 رجب]] [[1206هـ]]، بيدعوا أهل فاس ومكناس لمبايعته. وكانت طائفة من أهل الرباط قد بايعته فعلا، وأرسل سراياه إلى جهات عديدة وسط المغرب وغربه، ولكن قوات المولى سليمان أوقعت بها، وتم معاقبة القبائل التي بايعته، فسحبت عرب الخلط وقبائل جبالة بيعتها من مسلمة، فسار إلى جبل الزبيب (تيزيرين) بين شفشاون والحسيمة، وانتقل إلى الريف، فلم يقبله سكانها، ولما صعد إلى [[جبال بني يزناسن]] فطردوه أهلها، فسار إلى [[ندرومة]] فمنعه حاكمها من الوصل إلى الباي بالجزائر، فتوجه إلى [[تلمسان]] وأقام بها، واجتمع فيها بالمؤرخ [[أبي القاسم الزياني]] بضريح [[أبي مدين شعيب]]، وكتب من هناك إلى حاكم الجزائر التركي يستأذنه في المرور بإيالته للحاق بالمشرق، فرفض طلبه، وأرسل من أخرجه من تلمسان، فرحل إلى [[سجلماسة]].
=== السفر للمشرق===
لما بلغ السلطان المولى سليمان خبر مجيئ مسلمة إلى سجلماسة أرسل إليه مالا وملابس، وعين له راتبا قارا يؤمن له عيشه وعيش أبنائه، وأعطاه قصبة يقيم فيها مع أهله، لكنه لم يطب له العيش بسجلماسة، فخرج متوجها إلى المشرق بقصد [[الحج في الإسلام|الحج]]. وخلال مروره بتونس سمع به [[حمودة باشا|الباي حمودة باشا]]، فأكرمه وأنزله في قصره ب[[منوبة]]، وبقي يتردد على حمودة باشا إلى أن واصل سيره إلى المشرق. ويذكر أنه عند مروره ذات يوم بمدينة [[باردو]] وجنود المدفعية يطلقون القنابل، طلب منهم إطلاق القنبلة بطريقة وحساب معين فأصابت هدفها بدقة وتعجب الجنود من مهارته. ولما وصل إلى [[مصر]] اجتمع فيها بالجنرال [[نابليون الأول|نابليون]] قائد [[الحملة الفرنسية على مصر|الحملة الفرنسية]]. أقام بها مدة ودخل بعدها [[الحجاز]]، ونزل بمكة، ضيفا على أصهاره، حيث أقارب زوج أخته [[سرور بن مساعد]] و[[الشريف غالب بن مساعد]]. ومل الأمير الإقامة بمكة، فارتحل عنها وصار يرتحل ويجوب البلدان. وبعد أن طال ترحاله ساء حاله واشتد حنينه إلى وطنه المغرب الأقصى، فسافر بحرا إلى تونس سنة 1126هـ بعد اثنين وعشرين عاما من خروجه منها، فرح الباي حمودة باشا بمقدمه، وأكرمه ببيت يسكن فيه وعين له راتبا يتعيش منه. لكن الأمير مسلمة عبر له عن رغبته في العودة إلى المغرب، وطلب منه أن يكتب لأخيه السلطان [[سليمان بن محمد|مولاي سليمان]] رسالة شفاعة فيه، فاستجاب له الباي، فسار مسلمة إلى وهران، وطلب من حاكمها التركي أن يكتب له رسالة شفاعة أخرى، ولما وصلت الرسالتان إلى السلطان مولاي سليمان قبل شفاعتهما، وكتب لأخيه المولى مسلمة أن يسير إلى [[سجلماسة]] ليستقر بها، وعين لسكناه بها دار والده السلطان [[محمد الثالث بن عبد الله|سيدي محمد بن عبد الله]]، ووعده بمقاسمته نعمته. وكان اختيار مولاي سليمان سجلماسة لإقامته سياسة حكيمة قصد بها إبعاد أخيه عن مؤججي نيران الثورات. لكن الأمير مسلمة كان يطمح أن يقيم بمكان آخر يرضاه،، فرفض عرض أخيه، وعاد إلى تونس ليستقر فيها بقية حياته، وتزوج سيدة من بيت الشيخ القصري أنجب منها ولدا وتوفي صغيرا.
 
== مراجع ==