الوحدة اليمنية: الفرق بين النسختين

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ZkBot (نقاش | مساهمات)
ط ←‏تاريخ الوحدة: تهذيب باستخدام أوب
سطر 50:
* بقيت القيادات الجنوبية منقسمة عقب أحداث [[حرب 1986 الأهلية في جنوب اليمن|13 يناير 1986]] فرأت القيادة الجديدة التي تولت السلطة بعد الحرب في الوحدة مع اليمن الشمالي فرصة للبقاء في السلطة<ref>Charles Dunbar '' The Unification of Yemen'' p.464-467</ref>
 
تم إعلان الوحدة رسميا في [[22 مايو]] [[1990]] وإعتبار [[علي عبد الله صالح]] رئيسا للبلاد و[[علي سالم البيض]] نائب لرئيس الجمهورية اليمنية. كان اتفاق الوحدة سريعاً ولم يخضع لفترة إنتقالية لدرجة أن [[كوريا الجنوبية]] استبشرت بالوحدة اليمنية ورأت الوحدة مع [[كوريا الشمالية]] ولكن الخلافات المتزايدة بين السياسيين اليمنيين دفعت الكوريين للتعليق بأن "أي وحدة وطنية تقوم لمنافع سياسية صرفة ومفتعلة لن تنجح ويجب أن تخضع لفترة إنتقالية طويلة لإزالة الشكوك والخصومة المتبادلة بين السياسيين" <ref>Gabriel Jonsson ''Towards Korean Reconciliation: Socio-cultural Exchanges and Cooperation'' p.46</ref> قبل الوحدة في عام [[1989]] وقبله، كانت القوى القبلية والدينية في شمال اليمن ترفض الوحدة بوضوح بحجة أن الجنوب إشتراكي وسيؤمم الشمال وكانت لهم تحفظات إجتماعية كذلك بالإضافة للضغوطات السعودية الممارسة عليهم، من عام [[1972]] و[[السعودية]] تستعمل نفوذها على القبائل للإطاحة بأي حكومة في شمال اليمن تحاول المضي نحو الوحدة <ref>Nadav Safran ''Saudi Arabia: The Ceaseless Quest for Security'' p.132</ref> عكس الوحدة بين [[ألمانيا الشرقية]] و[[ألمانيا الغربية]] حيت استطاعت [[ألمانيا الغربية]] فرض شروطها لتفوقها الإقتصادي ، لم تستطع أي من الدولتان اليمنيتان فرض نظامها ورؤيتها على الآخر فقامت الوحدة السياسية قبل دمج المؤسسات العسكرية والإقتصادية <ref>Gabriel Jonsson ''Towards Korean Reconciliation: Socio-cultural Exchanges and Cooperation'' p.46-47</ref>
 
[[ملف:Qaddafi and saleh 1990.jpg|250px|تصغير|<center> [[معمر القذافي]] في [[صنعاء]] في [[30 مايو]] [[1990]]<center>]]
سطر 57:
أعلنت الحكومة اليمنية أنها تؤيد قرارا عربياً لحل أزمة [[الغزو العراقي للكويت]] في [[أغسطس]] [[1990]] ورفضت اليمن التي كانت الدولة العربية الوحيدة بمقعد في [[مجلس الأمن]] تلك الفترة، التصويت لقرار أممي يقضي بانسحاب القوات العراقية من [[الكويت]] وتدخلت قوات التحالف بقيادة أميركية لتحرير دولة [[الكويت]] وتبددت كل آمال الجمهورية اليمنية بتقليص التواجد والنفوذ الغير عربي في المنطقة، وألبت الجمهورية الجديدة كل الدول الغربية التي أملت [[صنعاء]] تلقي الدعم منها.<ref name="Ami Ayalon 1990, p.721">Ami Ayalon ''Middle East Contemporary Survey 1990, Volume 14; Volume 1990'' p.721</ref> كان [[علي عبد الله صالح]] [[المؤتمر الشعبي العام|وحزبه]] وقيادات [[الحزب الإشتراكي اليمني]] تعتقد أنه استناداً لخصومة الجموع العربية مع المشيخات الخليجية، أن أغلب رؤساء الدول العربية سيتخذون موقفا متعاطفا مع [[صدام حسين]] وهو إما الإعتراف ب[[جمهورية الكويت]] أو الإتفاق على ''حل عربي '' بانهاء الخلاف الكويتي العراقي دون تدخل أممي <ref>Ami Ayalon ''Middle East Contemporary Survey 1990, Volume 14; Volume 1990'' p.719</ref> ولكن الجمهورية الوليدة رأت في [[صدام حسين]] حليفاً موثوقاً لإعادة التوازن الى [[العلاقات اليمنية السعودية]]، وكان [[علي عبد الله صالح]] ناقماً على موقف السعودية الرافض لإنضمام اليمن ل[[مجلس التعاون الخليجي]] من الثمانينات <ref name="Ami Ayalon 1990, p.721"/> من ناحية جيواستراتيجية، [[العراق|عراق]] ضعيف يعني هيمنة [[السعودية]] على [[شبه الجزيرة العربية]] ويسمح لها بمزيدا من التدخل في شؤون اليمن الداخلية والخارجية <ref>W. Andrew Terrill ''The Conflicts in Yemen and U.S. National Security''</ref>
 
[[السعودية]] والتي كانت أبرز معرقلي جهود [[الوحدة اليمنية]] من البداية، زادت من ضغوطاتها على اليمن وادعت ان اليمن تآمرت مع [[العراق]] و[[الأردن]] و[[منظمة التحرير الفلسطينية]] لتقسيم [[السعودية]] بينهم واعادة [[آل سعود]] إلى [[نجد]]، لم يتوفر دليل على المزاعم السعودية <ref>Ami Ayalon ''Middle East Contemporary Survey 1990, Volume 14; Volume 1990'' p.723</ref> ولكن معاهدة الطائف التي تمت عام [[1934]] بين البلدين كانت قد اوشكت على الانتهاء على أية حال <ref>Peter W. Wilson ''Saudi Arabia: The Coming Storm'' p.130</ref> فنشرت قوات من المرتزقة الباكستانيين على الحدود ـ الغير المعرفة آنذاك ـ وشددت إجرائاتها على العمال اليمنيين وشنت حملات إعلامية على اليمن واليمنيين لإن المغتربين الورقة الأكثر حساسية وفعالية.<ref>Daniel Pipes ''The Hidden Hand: Middle East Fears of Conspiracy'' p.21</ref><ref>[http://arabi.assafir.com/article.asp?aid=1331&refsite=arabi&reftype=articles&refzone=articles ''العمالة اليمنية في السعودية: أداة ابتزاز سياسي'' فارع المسلمي لصحيفة السفير العربي تاريخ الولوج ١٢ نوفمبر ٢٠١٣]</ref> إذ كانت السعودية تسمح لليمنيين بالعمل داخل أراضيها دون كفيل، تم ترحيل قرابة نصف مليون عامل، ستين ألف منهم اضطر للعيش في مخيمات للاجئين عند عودتهم لليمن وهو ماأضر بالإقتصاد اليمني الضعيف أصلاً إذ كان المغتربون يرسلون قرابة اثنين مليار دولار سنوياً إلى اليمن، أي 20% من الإيرادات الخارجية <ref>Ami Ayalon ''Middle East Contemporary Survey 1990, Volume 14; Volume 1990'' p.724</ref> وزادت السعودية من دعمها التقليدي للقبائل ضد الحكومة المركزية لإستخراج تصريحات مؤيدة لها من زعامات القبائل والقوى الدينية المعادية للوحدة أصلاً ولكن الحكومة اليمنية شكلت لجنة لمساعدة الإعلام اليمني على الرد على البروباغندا والتعبئة السعودية <ref>Ami Ayalon ''Middle East Contemporary Survey 1990, Volume 14; Volume 1990'' p.725</ref> كانت [[السعودية]] تعلم بشأن الآبار النفطية في [[مأرب]] و[[شبوة]] و[[محافظة الجوف|الجوف]] وهو مافاقم الأزمة الحدودية بين البلدين.<ref>Ami Ayalon ''Middle East Contemporary Survey 1990, Volume 14; Volume 1990'' p.717</ref>
 
أعاد [[علي عبد الله صالح]] التحالف القديم بينه وبين القوى القبلية والدينية في [[حزب التجمع اليمني للإصلاح]] ليكونوا ثقلا موازناً للحزب الإشتراكي. تزايدت وتيرة الإغتيالات وأعمال العنف <ref>Stephen W. Day ''Regionalism and Rebellion in Yemen: A Troubled National Union'' p.112</ref> القوى الدينية المحافظة كانت معادية للوحدة حتى [[أسامة بن لادن]] نفسه عارض الوحدة بحجة أن اليمن الجنوبي ماركسي وإمتداد [[الإتحاد السوفييتي|للإتحاد السوفييتي]] الذي كان قد انسحب للتو من [[أفغانستان]]، وكان [[عبد المجيد الزنداني]] أبرز مجندي الشباب اليمني للقتال في [[الحرب السوفيتية في أفغانستان]]<ref>American Foreign Policy Council ''The World Almanac of Islamism: 2011'' p.257</ref> إذ كان ابن لادن يمول ثلاث طائرات من طراز [[بوينغ 707]] لملئها بالشباب اليمني للقتال في [[أفغانستان]] يومياً<ref>Richard D. Mahoney ''Getting Away with Murder: The True Story Behind American Taliban John Walker Lindh and What the U. S. Government Had to Hide'' p.150</ref> تغاضى [[علي عبد الله صالح]] عن المجاهدين العائدين إلى اليمن وتحالف مع [[طارق الفضلي]] لإن الفضلي كان الرجل الأمثل بالنسبة لصالح لإعادة القوى القبلية في جنوب اليمن التي فرقها الإشتراكيين<ref name="Gregory D. Johnsen p.22">Gregory D. Johnsen ''The Last Refuge: Yemen, Al-Qaeda, and the Battle for Arabia'' p.22</ref> تم اغتيال 158 سياسي من جنوب اليمن في الفترة مابين [[1991]] و[[1993]] وهو مافاقم الخلافات بين [[علي سالم البيض]] و[[علي عبد الله صالح]]، اتهم [[علي عبد الله صالح]] [[السعودية]] بالوقوف وراء الإغتيالات.<ref>Peter Wilson '' Saudi Arabia: the Coming storm'' p.130</ref> ولكن الحقيقة هي أن صالح رأى في هولاء الجهاديين حليفاً للتخلص من الحزب الإشتراكي، الشريك السياسي في اتفاقية [[الوحدة اليمنية]]<ref name="Gregory D. Johnsen p.22"/> فلم يقدم أي من الجهاديين للمحاكمة ولم تبذل الأجهزة الأمنية جهداً يذكر لإيقاف مسلسل الإغتيالات <ref>Christopher Boucek, Marina Ottaway ''Yemen on the Brink'' p.70</ref>
 
قبل الوحدة، كان لكلا النظامين حزب حاكم فتأسس [[حزب المؤتمر الشعبي العام]] عام [[1982]] في شمال اليمن وهو حزب شبيه [[الحزب الوطني الديمقراطي (مصر)|بالحزب الوطني الديمقراطي المصري]]<ref name="Lisa Blaydes p.214">Lisa Blaydes ''Elections and Distributive Politics in Mubarak's Egypt'' p.214</ref> وكان [[الحزب الإشتراكي اليمني]] الحزب الحاكم بجنوب اليمن. كانت التجربة الديمقراطية جديدة على اليمن لإن كلا الحزبين في جنوب وشمال اليمن لم يتولى السلطة بطرق ديمقراطية وأنهت الوحدة عام [[1990]] نظام الحزب الواحد. شارك [[حزب المؤتمر الشعبي العام]] و[[الحزب الإشتراكي اليمني]] و[[حزب التجمع اليمني للإصلاح]] وثلاثة آلاف سياسي مستقل في [[الانتخابات البرلمانية اليمنية 1993]] <ref name="Lisa Blaydes p.214"/> كانت الإنتخابات ناجحة وشفافة إلى حد كبير وتوجه [http://www.mei.edu/profile/david-mack ديفيد ماك] إلى [[صنعاء]] وقال <ref>Micah Zenko ''Between threats and war : U.S. discrete military operations in the post-Cold War world'' p.76</ref> :{{إقتباس| من المهم أن تتذكروا أنه لا توجد دولة في العالم تملك مخططا للديمقراطية لدولة أخرى.. لذلك لا تنظروا إلى ماتفعلونه هنا كمثال للدول الأخرى}} كان الأميركيون يشيرون [[السعودية|للسعودية]] التي لم يعجبها نجاح الإنتخابات <ref>Eric Watkins, ''Success of Yemeni Elections Prompts Worries for Saudis,'' Financial Times, May 14, 1993, p. 4</ref> كانت النتيجة مخيبة لآمال [[الحزب الإشتراكي اليمني]] فطالب [[علي سالم البيض]] بحكم ذاتي لجنوب اليمن وتمثيل متساو في المناصب بين الجنوبيين والشماليين.<ref>Christopher Boucek; Marina Ottaway ''Yemen on the Brink'' p.65</ref> وإكتشاف حقول نفطية جديدة عام [[1993]] في [[حضرموت]] ، مسقط رأس [[علي سالم البيض]] ساهم في في زيادة حدة الخلاف وأصر [[علي سالم البيض]] على موقفه الرافض لأي شيئ أقل من نصف السلطة مع [[حزب المؤتمر الشعبي العام]]. وصلت المحادثات الى طريق مسدودة حتى توسط [[الحسين بن طلال ملك الأردن]] ووقع [[علي عبد الله صالح]] و[[علي سالم البيض]] على [[وثيقة العهد والاتفاق 1994]] في العاصمة الأردنية عمَّان في [[فبراير]] [[1994]].