الوحدة اليمنية: الفرق بين النسختين

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 43:
تاريخ اليمن يوضح أسباب الانفصال والتوحد المتعددة والمتكررة عبر تاريخه ولهذه الأسباب قامت الوحدة اليمنية فتمجيد هذا التاريخ الطويل هو مادفع اليمنيين في العصر الحديث لإقامة دولة واحدة تجمعهم <ref>Stephen W. Day,''Regionalism and Rebellion in Yemen: A Troubled National Union'' p.42</ref> اليمن لديها تاريخ طويل من الإقطاعية والحكم الذاتي على الخطوط القبلية والمذهبية. قامت [[الجمهورية العربية اليمنية]] أو اليمن الشمالي في [[26 سبتمبر]] [[1962]] بعد انقلاب [[عبد الله السلال]] على الإمام [[محمد البدر حميد الدين]] وقامت [[جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية]] أو اليمن الجنوبي عقب [[ثورة 14 أكتوبر]] لتنهي 128 سنة من الاستعمار الانجليزي ل[[محمية عدن]].
 
==== الجمهورية اليمنية ====
كانت الوحدة هدفاً لكلا النظامين في الشمال والجنوب منذ ستينيات القرن العشرين وكلا الجمهوريتين أنشئتا مؤسسات خاصة لشؤون الوحدة ولكن إختلاف النظام السياسي والإقتصادي كان عاملا معرقلاً وهو العامل الرئيس<ref>Christopher Boucek ''Yemen on the Brink'' p.63</ref> كانت هناك عوامل أخرى مثل رفض [[عميل (جاسوسية)|عملاء]] [[السعودية]] من مشايخ القبائل وحلفائهم من القوى المحافظة للوحدة مع اليمن الجنوبي من الستينيات<ref name="I. William Zartman p.100">I. William Zartman '' Preventive Negotiation: Avoiding Conflict Escalation'' p.100</ref> ولكن التغييرات الداخلية والخارجية الطارئة ساعدت على قيام الوحدة اليمنية:
{{طالع|الوحدة اليمنية}}
* تم اكتشاف النفط على حدود الدولتين بكميات تجارية في الثمانينات<ref>Sheila Carapico ''Civil Society in Yemen: The Political Economy of Activism in Modern Arabia'' p.48</ref>
[[ملف:Saleh and Beidh 1989.jpg|250px|تصغير|<center>[[علي عبد الله صالح]] مع أمين الحزب الاشتراكي حينها [[علي سالم البيض]] في 30 نوفمبر 1989 خلال التوقيع على اتفاقية الوحدة<center>]]
كانت [[الوحدة اليمنية]] كانت هدفاً لكلا النظامين في الشمال والجنوب منذ ستينيات القرن العشرين وكلا الجمهوريتين أنشئتا مؤسسات خاصة لشؤون الوحدة ولكن إختلاف النظام السياسي والإقتصادي كان عاملا معرقلاً وهو العامل الرئيس<ref>Christopher Boucek ''Yemen on the Brink'' p.63</ref> كانت هناك عوامل أخرى مثل رفض [[عميل (جاسوسية)|عملاء]] [[السعودية]] من مشايخ القبائل وحلفائهم من القوى المحافظة للوحدة مع اليمن الجنوبي من الستينيات <ref name="I. William Zartman p.100">I. William Zartman '' Preventive Negotiation: Avoiding Conflict Escalation'' p.100</ref> ولكن التغييرات الداخلية والخارجية الطارئة ساعدت على قيام [[الوحدة اليمنية]] :
* تم اكتشاف النفط على حدود الدولتين بكميات تجارية في الثمانينات <ref>Sheila Carapico ''Civil Society in Yemen: The Political Economy of Activism in Modern Arabia'' p.48</ref>
* توقف [[الإتحاد السوفييتي]] عن دعم [[اليمن الجنوبي]] والتخلي عن تحفاظته بشأن الوحدة مع اليمن الشمالي في [[مارس]] [[1990]]<ref name="I. William Zartman p.100"/>
* انخفاض معدل الانتاج الزراعي ومعدل تحويلات المغتربين التي كانت تشكل نصف [[إيراد حكومي|الإيرادات الحكومية]] لليمن الجنوبي<ref name="K. Enders p.3">K. Enders ''Yemen in the 1990s: From Unification to Economic Reform'' p.3</ref>
* بقيت القيادات الجنوبية منقسمة عقب أحداث [[حرب 1986 الأهلية في جنوب اليمن|13 يناير 1986]] فرأت القيادة الجديدة التي تولت السلطة بعد الحرب في الوحدة مع اليمن الشمالي فرصة للبقاء في السلطة<ref>Charles Dunbar '' The Unification of Yemen'' p.464-467</ref>
 
تم إعلان الوحدة رسميا في [[22 مايو]] [[1990]] وإعتبار [[علي عبد الله صالح]] رئيسا للبلاد و[[علي سالم البيض]] نائب لرئيس الجمهورية اليمنية. كان اتفاق الوحدة سريعاً ولم يخضع لفترة إنتقالية لدرجة أن [[كوريا الجنوبية]] استبشرت بالوحدة اليمنية ورأت الوحدة مع [[كوريا الشمالية]] ولكن الخلافات المتزايدة بين السياسيين اليمنيين دفعت الكوريين للتعليق بأن "أي وحدة وطنية تقوم لمنافع سياسية صرفة ومفتعلة لن تنجح ويجب أن تخضع لفترة إنتقالية طويلة لإزالة الشكوك والخصومة المتبادلة بين السياسيين" <ref>Gabriel Jonsson ''Towards Korean Reconciliation: Socio-cultural Exchanges and Cooperation'' p.46</ref> قبل الوحدة في عام [[1989]] وقبله، كانت القوى القبلية والدينية في شمال اليمن ترفض الوحدة بوضوح بحجة أن الجنوب إشتراكي وسيؤمم الشمال وكانت لهم تحفظات إجتماعية كذلك بالإضافة للضغوطات السعودية الممارسة عليهم، من عام [[1972]] و[[السعودية]] تستعمل نفوذها على القبائل للإطاحة بأي حكومة في شمال اليمن تحاول المضي نحو الوحدة <ref>Nadav Safran ''Saudi Arabia: The Ceaseless Quest for Security'' p.132</ref> عكس الوحدة بين [[ألمانيا الشرقية]] و[[ألمانيا الغربية]] حيت استطاعت [[ألمانيا الغربية]] فرض شروطها لتفوقها الإقتصادي ، لم تستطع أي من الدولتان اليمنيتان فرض نظامها ورؤيتها على الآخر فقامت الوحدة السياسية قبل دمج المؤسسات العسكرية والإقتصادية <ref>Gabriel Jonsson ''Towards Korean Reconciliation: Socio-cultural Exchanges and Cooperation'' p.46-47</ref>
عكس الوحدة بين [[ألمانيا الشرقية]] و[[ألمانيا الغربية]] حيت استطاعت [[ألمانيا الغربية]] فرض شروطها لتفوقها الإقتصادي ، لم تستطع أي من الدولتان اليمنيتان فرض نظامها ورؤيتها على الآخر فقامت الوحدة السياسية قبل دمج المؤسسات العسكرية والإقتصادية فيبدوا أن [[علي سالم البيض]] و[[علي عبد الله صالح]] أرادوا بحث أمر هذه المؤسسات بعد الوحدة. أعاد [[علي عبد الله صالح]] التحالف القديم بينه وبين القوى القبلية والدينية في [[حزب التجمع اليمني للإصلاح]] ليكونوا ثقلا موازناً للحزب الإشتراكي والذي كان إلى تلك الفترة، حزباً مناطقياً وممثلا للجنوب. تزايدت وتيرة الإغتيالات وأعمال العنف ، أول المستهدفين كان الأديب [[عمر عبد الله الجاوي]] الذي لجأ لشمال اليمن قبل الوحدة ولكنه كان ينتقد الأداء الحكومي وبعد الوحدة، انتقد التعبئة والتحريض الديني الممارس من قبل القوى القبلية والدينية<ref>Stephen W. Day ''Regionalism and Rebellion in Yemen: A Troubled National Union'' p.112</ref> القوى الدينية المحافظة كانت معادية للوحدة حتى [[أسامة بن لادن]] نفسه عارض الوحدة بحجة أن اليمن الجنوبي ماركسي وإمتداد [[الإتحاد السوفييتي|للإتحاد السوفييتي]] الذي كان قد انسحب للتو من [[أفغانستان]]، وكان [[عبد المجيد الزنداني]] أبرز مجندي الشباب اليمني للقتال في [[الحرب السوفيتية في أفغانستان]]<ref>American Foreign Policy Council ''The World Almanac of Islamism: 2011'' p.257</ref> أدرك [[علي عبد الله صالح]] و [[علي سالم البيض]] أن اليمن لا تحتمل رئيسان، فتغاضى [[علي عبد الله صالح]] عن المجاهدين العائدين لليمن وتحالف مع [[طارق الفضلي]] لإن الفضلي كان الرجل الأمثل بالنسبة لصالح لإعادة القوى القبلية في جنوب اليمن التي فرقها الإشتراكيين<ref name="Gregory D. Johnsen p.22">Gregory D. Johnsen ''The Last Refuge: Yemen, Al-Qaeda, and the Battle for Arabia'' p.22</ref>
 
[[ملف:Qaddafi and saleh 1990.jpg|250px|تصغير|<center> [[معمر القذافي]] في [[صنعاء]] في [[30 مايو]] [[1990]]<center>]]
وفقا للأميركيين، [[أسامة بن لادن]] كان متواجداً بالسعودية في صيف [[1990]] وكان يدفع المرتبات لأمثال [[طارق الفضلي]] ليقيموا المخيمات في [[مأرب]] و[[أبين]]، كان [[أسامة بن لادن]] يردد حديثا [[النبي محمد|للنبي محمد]] مراده إخراج '' المشركين '' من [[شبه الجزيرة العربية]]، ابن لادن والفضلي والزنداني وكل هولاء كانوا يعتبرون الإشتراكيين في اليمن كفار<ref>Gregory D. Johnsen ''The Last Refuge: Yemen, Al-Qaeda, and the Battle for Arabia'' p.24</ref> تم اغتيال 158 سياسي من جنوب اليمن في الفترة مابين [[1991]] و[[1993]] وهو مافاقم الخلافات بين [[علي سالم البيض]] و[[علي عبد الله صالح]]، اتهم [[علي عبد الله صالح]] [[السعودية]] بالوقوف وراء الإغتيالات<ref>Peter Wilson '' Saudi Arabia: the Coming storm'' p.130</ref> ولكن الحقيقة هي أن صالح رأى في هولاء الجهاديين حليفاً للتخلص من الحزب الإشتراكي، الشريك السياسي في اتفاقية الوحدة اليمنية<ref name="Gregory D. Johnsen p.22"/> فلم يقدم أي من الجهاديين للمحاكمة ولم تبذل الأجهزة الأمنية جهداً يذكر لإيقاف مسلسل الإغتيالات<ref>Christopher Boucek, Marina Ottaway ''Yemen on the Brink'' p.70</ref> بل [[علي محسن الأحمر]] تزوج من شقيقة [[طارق الفضلي]]<ref name="Gregory D. Johnsen p.22"/> كانت نتيجة متوقعة لإن كلا الطرفان دخل الوحدة لمكاسب سياسية سريعة وعمل جاهداً على المناورة لتوسيع نفوذه على الآخر<ref>Sarah Phillips ''Yemen's democracy experiment in regional perspective : patronage and pluralized authoritarianism'' p.48</ref>
تمت مباركة الوحدة عربياً وبالذات من القوى القومية مثل [[ليبيا]] و[[العراق]] و[[مصر]] وأراد [[علي عبد الله صالح]] أن يلعب دور الوسيط بين المتنازعين من '' الأشقاء العرب '' وزار [[معمر القذافي]] و[[محمد حسني مبارك]] و[[صدام حسين]] [[صنعاء]] وأعلن الأخير وقوفه مع اليمن ضد '' أعداء الأمة العربية '' وهو بالضبط ماأراده [[علي عبد الله صالح]]، فاتخذت الجمهورية الموحدة الجديدة خطا قومياً معاديا لأي تمركز لقوى غير عربية على [[البحر الأحمر]] وأعلن اليمن الموحد الجديد عن ''كشفه لمؤامرة'' [[إسرائيل]]ية ـ [[إثيوبيا|إثيوبية]] للسيطرة على حوض [[البحر الأحمر]]، كانت العلاقات الإسرائيلية الإثيوبية قد عادت من جديد مطلع التسعينات وأرادت [[إسرائيل]] تأمين إمداداتها عبر المنطقة وهي '' المؤامرة '' التي تحدث عنها صالح <ref>Ami Ayalon ''Middle East Contemporary Survey 1990, Volume 14; Volume 1990'' p.718</ref>
 
أعلنت الحكومة اليمنية أنها تؤيد قرارا عربياً لحل أزمة [[الغزو العراقي للكويت]] في [[أغسطس]] [[1990]] ورفضت اليمن التي كانت الدولة العربية الوحيدة بمقعد في [[مجلس الأمن]] تلك الفترة، التصويت لقرار أممي يقضي بانسحاب القوات العراقية من [[الكويت]] وتدخلت قوات التحالف بقيادة أميركية لتحرير دولة [[الكويت]] وتبددت كل آمال الجمهورية اليمنية بتقليص التواجد والنفوذ الغير عربي في المنطقة، وألبت الجمهورية الجديدة كل الدول الغربية التي أملت [[صنعاء]] تلقي الدعم منها.<ref name="Ami Ayalon 1990, p.721">Ami Ayalon ''Middle East Contemporary Survey 1990, Volume 14; Volume 1990'' p.721</ref> كان [[علي عبد الله صالح]] [[المؤتمر الشعبي العام|وحزبه]] وقيادات [[الحزب الإشتراكي اليمني]] تعتقد أنه استناداً لخصومة الجموع العربية مع المشيخات الخليجية، أن أغلب رؤساء الدول العربية سيتخذون موقفا متعاطفا مع [[صدام حسين]] وهو إما الإعتراف ب[[جمهورية الكويت]] أو الإتفاق على ''حل عربي '' بانهاء الخلاف الكويتي العراقي دون تدخل أممي <ref>Ami Ayalon ''Middle East Contemporary Survey 1990, Volume 14; Volume 1990'' p.719</ref> ولكن الجمهورية الوليدة رأت في [[صدام حسين]] حليفاً موثوقاً لإعادة التوازن الى [[العلاقات اليمنية السعودية]]، وكان [[علي عبد الله صالح]] ناقماً على موقف السعودية الرافض لإنضمام اليمن ل[[مجلس التعاون الخليجي]] من الثمانينات <ref name="Ami Ayalon 1990, p.721"/> من ناحية جيواستراتيجية، [[العراق|عراق]] ضعيف يعني هيمنة [[السعودية]] على [[شبه الجزيرة العربية]] ويسمح لها بمزيدا من التدخل في شؤون اليمن الداخلية والخارجية <ref>W. Andrew Terrill ''The Conflicts in Yemen and U.S. National Security''</ref>
قبل الوحدة، كان لكلا النظامين حزب حاكم فتأسس [[حزب المؤتمر الشعبي العام]] عام [[1982]] في شمال اليمن وهو حزب شبيه [[الحزب الوطني الديمقراطي (مصر)|بالحزب الوطني الديمقراطي المصري]]<ref name="Lisa Blaydes p.214">Lisa Blaydes ''Elections and Distributive Politics in Mubarak's Egypt'' p.214</ref> وكان [[الحزب الإشتراكي اليمني]] الحزب الحاكم بجنوب اليمن. كانت التجربة الديمقراطية جديدة على اليمن لإن كلا الحزبين في جنوب وشمال اليمن لم يتولى السلطة بطرق ديمقراطية وأنهت الوحدة عام [[1990]] نظام الحزب الواحد. شارك [[حزب المؤتمر الشعبي العام]] و[[الحزب الإشتراكي اليمني]] و[[حزب التجمع اليمني للإصلاح]] وثلاثة آلاف سياسي مستقل في [[الانتخابات البرلمانية اليمنية 1993]] <ref name="Lisa Blaydes p.214"/> حاز [[حزب المؤتمر الشعبي العام]] بقيادة [[علي عبد الله صالح]] على 123 من 301 مقعد في [[مجلس النواب اليمني]] و 62 مقعد ل[[حزب التجمع اليمني للإصلاح]] و 56 [[الحزب الإشتراكي اليمني|للحزب الإشتراكي اليمني]] وبقية المقاعد لمرشحين مستقلين معظمهم كان مشايخ نافذين في مناطقهم أو رجال أعمال أنفقوا بسخاء لكسب أصوات الناخبين<ref name="Lisa Blaydes p.214"/><ref>Dina Shehata ''Islamists and Secularists in Egypt: Opposition, Conflict & Cooperation'' p.155</ref> كانت النتيجة مخيبة لآمال [[الحزب الإشتراكي اليمني]] فطالب [[علي سالم البيض]] بحكم ذاتي لجنوب اليمن وتمثيل متساو في المناصب بين الجنوبيين والشماليين<ref>Christopher Boucek; Marina Ottaway ''Yemen on the Brink'' p.65</ref> وإكتشاف حقول نفطية جديدة عام [[1993]] في [[حضرموت]] ، مسقط رأس [[علي سالم البيض]] ساهم في في زيادة حدة الخلاف وأصر [[علي سالم البيض]] على موقفه الرافض لأي شيئ أقل من نصف السلطة مع [[حزب المؤتمر الشعبي العام]] ووصلت المحادثات الى طريق مسدودة حتى توسط [[الحسين بن طلال ملك الأردن]] ووقع [[علي عبد الله صالح]] و[[علي سالم البيض]] على [[وثيقة العهد والاتفاق 1994]] في العاصمة الأردنية عمَّان في [[فبراير]] [[1994]].
 
[[السعودية]] والتي كانت أبرز معرقلي جهود [[الوحدة اليمنية]] من البداية، زادت من ضغوطاتها على اليمن وادعت ان اليمن تآمرت مع [[العراق]] و[[الأردن]] و[[منظمة التحرير الفلسطينية]] لتقسيم [[السعودية]] بينهم واعادة [[آل سعود]] إلى [[نجد]]، لم يتوفر دليل على المزاعم السعودية <ref>Ami Ayalon ''Middle East Contemporary Survey 1990, Volume 14; Volume 1990'' p.723</ref> ولكن معاهدة الطائف التي تمت عام [[1934]] بين البلدين كانت قد اوشكت على الانتهاء على أية حال <ref>Peter W. Wilson ''Saudi Arabia: The Coming Storm'' p.130</ref> فنشرت قوات من المرتزقة الباكستانيين على الحدود ـ الغير المعرفة آنذاك ـ وشددت إجرائاتها على العمال اليمنيين وشنت حملات إعلامية على اليمن واليمنيين لإن المغتربين الورقة الأكثر حساسية وفعالية.<ref>Daniel Pipes ''The Hidden Hand: Middle East Fears of Conspiracy'' p.21</ref><ref>[http://arabi.assafir.com/article.asp?aid=1331&refsite=arabi&reftype=articles&refzone=articles ''العمالة اليمنية في السعودية: أداة ابتزاز سياسي'' فارع المسلمي لصحيفة السفير العربي تاريخ الولوج ١٢ نوفمبر ٢٠١٣]</ref> إذ كانت السعودية تسمح لليمنيين بالعمل داخل أراضيها دون كفيل، تم ترحيل قرابة نصف مليون عامل، ستين ألف منهم اضطر للعيش في مخيمات للاجئين عند عودتهم لليمن وهو ماأضر بالإقتصاد اليمني الضعيف أصلاً إذ كان المغتربون يرسلون قرابة اثنين مليار دولار سنوياً إلى اليمن، أي 20% من الإيرادات الخارجية <ref>Ami Ayalon ''Middle East Contemporary Survey 1990, Volume 14; Volume 1990'' p.724</ref> وزادت السعودية من دعمها التقليدي للقبائل ضد الحكومة المركزية لإستخراج تصريحات مؤيدة لها من زعامات القبائل والقوى الدينية المعادية للوحدة أصلاً ولكن الحكومة اليمنية شكلت لجنة لمساعدة الإعلام اليمني على الرد على البروباغندا والتعبئة السعودية <ref>Ami Ayalon ''Middle East Contemporary Survey 1990, Volume 14; Volume 1990'' p.725</ref> كانت [[السعودية]] تعلم بشأن الآبار النفطية في [[مأرب]] و[[شبوة]] و[[محافظة الجوف|الجوف]] وهو مافاقم الأزمة الحدودية بين البلدين.<ref>Ami Ayalon ''Middle East Contemporary Survey 1990, Volume 14; Volume 1990'' p.717</ref>
لم يندمج الجيشان بعد الوحدة وفي [[أبريل]] عام [[1994]] تم تبادل اطلاق النار في معسكر تابع لليمن الجنوبي قرب [[صنعاء]] سرعان ماتطورت لحرب كاملة في [[20 مايو]] [[1994]] وقامت [[حرب 1994 الأهلية في اليمن]] بعد ثلاثة أسابيع من تساقط صواريخ سكود على [[صنعاء]]، وأعلن [[علي سالم البيض]] نفسه رئيساً على دولة جديدة سماها '' جمهورية اليمن الديمقراطية '' من [[عدن]]. انتصرت الحكومة اليمنية واعادت السيطرة على [[عدن]] في [[يوليو]] [[1994]] وفر [[علي سالم البيض]] إلى [[سلطنة عمان]].
 
أعاد [[علي عبد الله صالح]] التحالف القديم بينه وبين القوى القبلية والدينية في [[حزب التجمع اليمني للإصلاح]] ليكونوا ثقلا موازناً للحزب الإشتراكي. تزايدت وتيرة الإغتيالات وأعمال العنف <ref>Stephen W. Day ''Regionalism and Rebellion in Yemen: A Troubled National Union'' p.112</ref> القوى الدينية المحافظة كانت معادية للوحدة حتى [[أسامة بن لادن]] نفسه عارض الوحدة بحجة أن اليمن الجنوبي ماركسي وإمتداد [[الإتحاد السوفييتي|للإتحاد السوفييتي]] الذي كان قد انسحب للتو من [[أفغانستان]]، وكان [[عبد المجيد الزنداني]] أبرز مجندي الشباب اليمني للقتال في [[الحرب السوفيتية في أفغانستان]]<ref>American Foreign Policy Council ''The World Almanac of Islamism: 2011'' p.257</ref> إذ كان ابن لادن يمول ثلاث طائرات من طراز [[بوينغ 707]] لملئها بالشباب اليمني للقتال في [[أفغانستان]] يومياً<ref>Richard D. Mahoney ''Getting Away with Murder: The True Story Behind American Taliban John Walker Lindh and What the U. S. Government Had to Hide'' p.150</ref> تغاضى [[علي عبد الله صالح]] عن المجاهدين العائدين إلى اليمن وتحالف مع [[طارق الفضلي]] لإن الفضلي كان الرجل الأمثل بالنسبة لصالح لإعادة القوى القبلية في جنوب اليمن التي فرقها الإشتراكيين<ref name="Gregory D. Johnsen p.22">Gregory D. Johnsen ''The Last Refuge: Yemen, Al-Qaeda, and the Battle for Arabia'' p.22</ref> تم اغتيال 158 سياسي من جنوب اليمن في الفترة مابين [[1991]] و[[1993]] وهو مافاقم الخلافات بين [[علي سالم البيض]] و[[علي عبد الله صالح]]، اتهم [[علي عبد الله صالح]] [[السعودية]] بالوقوف وراء الإغتيالات.<ref>Peter Wilson '' Saudi Arabia: the Coming storm'' p.130</ref> ولكن الحقيقة هي أن صالح رأى في هولاء الجهاديين حليفاً للتخلص من الحزب الإشتراكي، الشريك السياسي في اتفاقية [[الوحدة اليمنية]]<ref name="Gregory D. Johnsen p.22"/> فلم يقدم أي من الجهاديين للمحاكمة ولم تبذل الأجهزة الأمنية جهداً يذكر لإيقاف مسلسل الإغتيالات <ref>Christopher Boucek, Marina Ottaway ''Yemen on the Brink'' p.70</ref>
 
قبل الوحدة، كان لكلا النظامين حزب حاكم فتأسس [[حزب المؤتمر الشعبي العام]] عام [[1982]] في شمال اليمن وهو حزب شبيه [[الحزب الوطني الديمقراطي (مصر)|بالحزب الوطني الديمقراطي المصري]]<ref name="Lisa Blaydes p.214">Lisa Blaydes ''Elections and Distributive Politics in Mubarak's Egypt'' p.214</ref> وكان [[الحزب الإشتراكي اليمني]] الحزب الحاكم بجنوب اليمن. كانت التجربة الديمقراطية جديدة على اليمن لإن كلا الحزبين في جنوب وشمال اليمن لم يتولى السلطة بطرق ديمقراطية وأنهت الوحدة عام [[1990]] نظام الحزب الواحد. شارك [[حزب المؤتمر الشعبي العام]] و[[الحزب الإشتراكي اليمني]] و[[حزب التجمع اليمني للإصلاح]] وثلاثة آلاف سياسي مستقل في [[الانتخابات البرلمانية اليمنية 1993]] <ref name="Lisa Blaydes p.214"/> حازكانت [[حزبالإنتخابات المؤتمرناجحة الشعبيوشفافة العام]]إلى بقيادةحد كبير وتوجه [[عليhttp://www.mei.edu/profile/david-mack عبدديفيد اللهماك] صالحإلى [[صنعاء]] علىوقال 123<ref>Micah منZenko 301''Between مقعدthreats فيand [[مجلسwar النواب: اليمني]]U.S. وdiscrete 62military مقعدoperations ل[[حزبin التجمعthe اليمنيpost-Cold للإصلاح]]War وworld'' 56p.76</ref> [[الحزب:{{إقتباس| الإشتراكيمن اليمني|للحزبالمهم الإشتراكيأن اليمني]]تتذكروا وبقيةأنه المقاعدلا لمرشحينتوجد مستقليندولة معظمهمفي كانالعالم مشايختملك نافذينمخططا فيللديمقراطية مناطقهملدولة أوأخرى.. رجاللذلك أعماللا أنفقواتنظروا بسخاءإلى لكسبماتفعلونه أصواتهنا الناخبين<refكمثال name="Lisaللدول Blaydesالأخرى}} كان الأميركيون يشيرون [[السعودية|للسعودية]] التي لم يعجبها نجاح الإنتخابات p.214"/><ref>DinaEric ShehataWatkins, ''IslamistsSuccess andof SecularistsYemeni inElections Egypt:Prompts Opposition,Worries Conflictfor & CooperationSaudis,'' Financial Times, May 14, 1993, p.155 4</ref> كانت النتيجة مخيبة لآمال [[الحزب الإشتراكي اليمني]] فطالب [[علي سالم البيض]] بحكم ذاتي لجنوب اليمن وتمثيل متساو في المناصب بين الجنوبيين والشماليين.<ref>Christopher Boucek; Marina Ottaway ''Yemen on the Brink'' p.65</ref> وإكتشاف حقول نفطية جديدة عام [[1993]] في [[حضرموت]] ، مسقط رأس [[علي سالم البيض]] ساهم في في زيادة حدة الخلاف وأصر [[علي سالم البيض]] على موقفه الرافض لأي شيئ أقل من نصف السلطة مع [[حزب المؤتمر الشعبي العام]]. ووصلتوصلت المحادثات الى طريق مسدودة حتى توسط [[الحسين بن طلال ملك الأردن]] ووقع [[علي عبد الله صالح]] و[[علي سالم البيض]] على [[وثيقة العهد والاتفاق 1994]] في العاصمة الأردنية عمَّان في [[فبراير]] [[1994]].
[[ملف:Hadi 1994.jpg|250px|تصغير|<center>الرئيس الحالي للجمهورية [[عبد ربه منصور هادي]] عام [[1994]]<center>]]
في [[أبريل]] عام [[1994]] تم تبادل اطلاق النار في معسكر تابع لليمن الجنوبي قرب [[صنعاء]] سرعان ماتطورت لحرب كاملة في [[20 مايو]] [[1994]] وقامت [[حرب 1994 الأهلية في اليمن]] بعد ثلاثة أسابيع من تساقط صواريخ سكود على [[صنعاء]]، وأعلن [[علي سالم البيض]] نفسه رئيساً على دولة جديدة سماها '' جمهورية اليمن الديمقراطية '' من [[عدن]] ، لم يعترف أحد بالدولة الجديدة وعملت [[السعودية]] على إخراج إعتراف من [[مجلس التعاون الخليجي]] بالدولة الجديدة ووافقت [[البحرين]] و[[الكويت]] و[[الإمارات العربية المتحدة]] في حين رفضت [[قطر]] و[[سلطنة عمان]] الإعتراف بالجمهورية التي أعلنها [[علي سالم البيض]]<ref>Joseph A. Kechichian ''Oman and the World: The Emergence of an Independent Foreign Policy'' p.98</ref> بعدها توجهت [[السعودية]] [[الأمم المتحدة|للأمم المتحدة]] للدفع بقرار أممي بوقف إطلاق النار، فشلت الجهود السعودية لعرقلة الوحدة اليمنية فتوجهت [[الولايات المتحدة|للولايات المتحدة]] مطالبة إياها الإعتراف بعلي سالم البيض فرفض الأميركيون<ref>Stephen C Pelletiere, ARMY WAR COLL STRATEGIC STUDIES INST CARLISLE BARRACKS PA ''Yemen and Stability in the Persian Gulf: Confronting the Threat from Within'' p.34</ref> وحاولت السعودية استعمال عملائها القبليين ضد الوحدة ولكن [[عبد الله بن حسين الأحمر]] ـ الذي كان معادياً للوحدة سابقا ـ أبقى على تحالفه مع [[علي عبد الله صالح]]<ref>
^ Sarah Philips Yemen's Democracy Experiment in Regional Perspective p.100</ref> دعمت [[السعودية]] [[علي سالم البيض]] بالأموال والأسلحة لتراه يهرب من البلاد وانتصرت الحكومة اليمنية واعادت السيطرة على [[عدن]] في [[يوليو]] [[1994]].
 
==موقف السعودية==