مبارك التوزونيني: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 6:
جده الملقب بـ"بداح" هو الذي أسلم وكان يهوديا،<ref>محمد المختار الوصي، المعسول، ج16، مطبعة النجاح الدار البيضاء، ص 263.</ref> وعاشت الأسرة في قرية [[توزونين]] ب[[أقا]] (جماعة قروية تابعة حاليا للنفوذ الترابي [[إقليم طاطا|لإقليم طاطا]]) بقبيلة [[آيت أمريبط]] في المغرب، وبها ولد مبارك ونشأ في زمرة الفقراء. تأثر مبارك التوزونيني بالتصوف وفقه الباطن، وكان ذلك من الأسباب التي فرضت عليه هجرة قريته صوب ناحية [[تافراوت (المغرب)|تافراوت]]. فاستقر بقرية [[أومسنات]] [[أملن|بأملن]] مطلع القرن العشرين، حيث كان يشتغل لتأمين قوته اليومي ويبحث عن مأوى لأسرته، وانظم في تلك القرية الجبلية إلى طائفة من مريدي الزاوية، وتقرب من كبار شيوخها، الذين لقنوه بعض الأذكار والآيات. ولاحظ هؤلاء المشايخ طموحاته وهوسه بالسلطة و اعتلاء العرش، لدرجة ادعائه أنه شريف النسب، فنصحوه بأنه لن يستقيم له ما يريد في بلاد السوس، وعليه البحث في قبائل أخرى. وعند ظهور دعوة [[أحمد الهيبة]] سلطاناً في [[مراكش]] إلتحق به، وعند هزيمته أمام الفرنسيين، انصرف عنه مبارك يتنقل بين [[سكتانة]] و[[إلغ]] و[[مكناس|مكناسة]]، وغاص في [[السوس الأقصى|بلاد سوس]] وتزوج من [[آيت عطا]] بالقرب من [[تافيلالت]]، واستقر بمنطقة الرك والتف حوله إيملوان تازارين وآيت إيعزا. وبدأ التوزونيني يدعوا الناس للجهاد منذ 1912م، ويحرض الفئات العريضة المتواضعة على النخبة.<ref>[http://daraapress.com/?p=2499 الثائر مبارك التوزونيني .. محاولة فقير من طاطا اعتلاء عرش المملكة] ، عبد القادر أولعايش، تاريخ الولوج 15 ماي 2014</ref>
 
ويذكر [[محمد المختار السوسي]] أن التوزونيني اشترى فرسا وربطه بقبة على نية الجهاد، واعتبر التوزونيني أن من علامات الإذن بالجهاد أن يصبح الفرس ذات يوم مسرجا وملجما. وكانت قد استقرت حامية فرنسية في قصبة تيغْمَرْتْ جنوبي واحة تافيلالت سنة 1917 تحت قيادة القبطان والمستشرق أوستري، الذي نشر الرعب والإرهاب في نفوس الناس، والذي وصفته روايات محلية ب «''الكافر الجبار الطاغية الغدار زعيم أهل الشرك والكفر''»، فأرسل التوزونيني أحد [[آيت عطا|العطاويين ]] لقتله غيلة. وبعد قتل الحاكم الفرنسي أسرج الفرس، مما يدل على أن الأمر قد قضي وأن الإذن بالجهاد قد حصل. فكانت الأجواء مهيئة لتقبل دعوة مبارك التوزونيني للجهاد في صفوف سكان. فاستنفر القبائل وانتصر على الجيش الفرنسي في [[معركة البطحاء]] في 15 أكتوبر 1918 م.<ref>[http://www.aljamaa.net/ar/document/27677.shtml مقاومة التوزونيني للاستعمار الفرنسي أحداث وظواهر]، [[جماعة العدل والإحسان]]، تاريخ الولوج 15 ماي 2014</ref> وحاصرهم النكادي في مركز [[تيغمرت]] وتم الظفر لمبارك. فاستولى على [[تافيلالت]]السوسي (محمد المختار)، المعسول، البيضاء ، 1961، ج 16، ص. 382–396. أيام عيد الأضحى، واحتل قصبة منسوبة [[المولى سليمان|للمولى سليمان]]، وبايعه الناس كسلطان، وخطب باسمه أئمة المساجد، ووصلت سيطرته حتى [[أرفود]]. فنظم جيشاً مرابطاً رأس عليه " [[محمد بن بلقاسم النكادي]] " وعينه وزيراً للحربية فكانت بينه وبين الجيش الفرنسي وقائع حامية وتكاثر الناس عليه بالهدايا والطاعة، واشتد هو على من اتهمهم بموالاة الاحتلال والسلطة الفرنسية، فقتل عدداً القضاة والعلماء وقياد المخزن خصوصا الأشراف العلويين الذين صادر أموالهم باعتبارهم الفئة الاجتماعية ذات النفوذ السياسي والاجتماعي بالواحة.<ref>محمد المهدي الناصري، نعت الغطريس الفسيس هيان بن بيان المنتمي إلى السوس، مخطوط خاص، خزانة د. أحمد البوزيدي، ص. 44</ref>
فتم التعويل على فئة اجتماعية تحتل آنذاك أسفل السُّلم الاجتماعي، خصوصا [[الحراطين]]، فوجدت حركة التوزونيني نفسها في أسوأ واقع يمكن تصوره: مواجهة الشرفاء واستعداء أرباب [[زاوية (مدرسة)|الزوايا]] والأغنياء. وقاد الباشا [[التهامي الكلاوي]]، وابن أخيه القائد [[حمو الكلاوي]] حملة ببلاد [[تودغة]]، ضد أتباع التوزونيني، الذين بدأوا يهددون تلك المنطقة.<ref>[http://www.attarikh-alarabi.ma/Html/Adad41partie5.htm علاقة آل الكَلاوي بالأسر القائدية بوادي درعة] ، الدكتور أحمد البوزيدي، كلية الآداب – ظهر المهراز- فاس </ref>
 
رفض النكادي فتك قائده بالاشراف،<ref>[http://islamport.com/w/trj/Web/1004/1759.htm الأعلام للزركلي (6/60)]</ref> فزاد التقاطب والتنافس بين التوزونيني ووزيره، وفي استعراض للجيش بمحضر السلطان التوزونيني وكان ذلك يوم السبت 23 أكتوبر 1919 في قرية أولاد الإمام بين [[الريصاني]] و[[أرفود]]، قام التوزونيني بإذلال وزيره النكادي أمام الملأ، فأخرج النكادي بندقيته وأرداه قتيلا جهاراً أمام الجيش. وبويع النكادي مكانه.