ساطع الحصري: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ZkBot (نقاش | مساهمات)
سطر 15:
| الأبناء =
| الجنسية = سوري
| الموقع = }}
 
'''أبوخلدون ساطع الحُصْري''' مفكر [[سوري]] وأحد مؤسسي [[الفكر القومي العربي]]، وهو أحد الدعاة والمصلحين القوميين الذين زخر بهم [[المشرق العربي]] ممن تبنوا الدعوة إلى [[القومية العربية]] أمثال [[عبد الرحمن الكواكبي]] و[[شكيب أرسلان]] في أواخر القرن التاسع عشر، و[[زكي الأرسوزي]] و[[محمد عزة دروزة]] في أوائل [[القرن العشرين]].
 
== نشأته ==
اسمه ساطع بن محمد هلال الحصري، ولد في [[صنعاء]] [[اليمن|باليمن]] في [[17 شعبان]] [[1296 هـ]]/ [[5 آب]] [[1879]]م، وكان أبوه موظفا فيها، ثم درس في [[مدرسة|المدارس]] [[تركيا|التركية]] وتخرج فيها ونال عدة وظائف [[تعليم|تعليمية]]ية و[[إدارة|إدارية]]، وكان مديراً لدار المعلمين في [[إستانبول]]، ثم عين محافظاً لبعض الولايات في [[البلقان]]، وكانت نزعته طورانية تركية بحتة، وعمل مع [[جمعية الإتحاد والترقي]]، وقد نشر عدة مقالات في الدعوة إلى الطورانية والتتريك في مجلة (تورك أوجاني) بتوقيع: م ساطع، أي مصطفى ساطع، ثم انقلب بين عشية وضحاها ليصبح رائداً من رواد [[القومية العربية]] وكانت في لغته رطانة. وشغل عدة مناصب في بلاط السلطان [[عبد الحميد الثاني]] حتى سقوط دولة [[الخلافة العثمانية]] ثم رحل إلى [[دمشق]] عام [[1919]].
 
تولى في [[دمشق]] منصب وزير التعليم وعمل على وضع مناهج [[تعليم|التعليم]] [[العرب|العربية]]ية وكانت له علاقات مع كبار المفكرين والعلماء في [[سوريا]] إلى أن خلع الملك [[فيصل الأول]] عام [[1920]].
 
في هذه الفترة أبعد ساطع الحصري بعض علماء الدين عن التدريس فكان منهم الشيخ أبو السعود بن ضيف الله مراد فغضب الشيخ أبو السعود غضباً شديداً وهجاهُ ببيتين من الشعر قائلا:
سطر 57:
== دفاعه عن عروبة مصر ==
تعددت مناظراته الفكرية ومجادلاته للدفاع عن [[القومية العربية]]، ففي مواجهة دعاة فكرة الإقليمية في [[مصر]]، أرجع الحصري تجاهل [[مصر]] الاستجابة لقضية [[القومية العربية]] قبل الثورة لعاملين:
 
* الأول: هو حالة العزلة التي أحدثها الاحتلال البريطاني.
* الآخر: إلى ارتباط بعض النخب في [[مصر]] بروابط وولاءات تتنافى مع الروح القومية.
السطر 66 ⟵ 65:
واجه الحصري دعاة الإقليمية في [[سوريا الكبرى]] و[[المشرق العربي]] وأبرزهم [[أنطون سعادة]] مؤسس [[الحزب السوري القومي الاجتماعي]] الذي كان ينفي وجود رابط قومي بين [[سوريا]] وغيرها من الأقطار العربية التي يصفها بالبداوة على عكس الأقطار السورية في [[الهلال الخصيب]] ([[سوريا]] و[[لبنان]] و[[فلسطين]] و[[العراق]] و[[الأردن]]) مركزاً على الرباط الجغرافي للهلال الخصيب لتمييزه عن الأقطار العربية الأخرى. فهكذا نجد الحصري يرفض الرباط الجغرافي فقط كأساس للقومية، ويرفض أيضاً التسليم بوجود سمات ومميزات للسوريين (سكان الهلال الخصيب) تختلف عن تلك التي تتسم بها الشعوب الأخرى الناطقة بالعربية، بل أن الحصري كان ينفي تماماً وجود ما يعرف بالإقليم السوري (سورية الكبرى) بمعناه الإداري الحديث حتى عام [[1943]].
 
ويقدِّم الحصْري وحدة اللغة على سائر عوامل الرابطة القومية . ويرى أنَّ الثقافة القائمة على اللغة تؤكد تشابه التكوين النفسي ويعتبره أساس الأمة . فيقول لطه حسين " اضمنوا لي وحدة الثقافة وأنا أضمن لكم كلَّ ما بقي من ضروب الوحدة " . وفرَّق بين الثقافة التي اعتبرها قومية وبين الحضارة التي اعتبرها أمميَّة . وتكلَّم عمَّا يدعى ويسمى ( العبودية الثقافية ) و( السيطرة الثقافية) التي تمارسها بلدان الغرب الإمبريالية ويراها تشكل خطراً على الثقافة القومية والوجود القومي العربي . وحذِّر من مخلَّفات السيطرة الاستعمارية الغربية التي تروِّج للتيارات والنـزعات الإقليمية .. وبالمقابل يؤكد الحصْري على شعبية الثقافة ويعتبرها الأساس في تكوين نفوس الشعب ولا يقصد بذلك التقليد بل البعث والنهوض . وهذا ما دعاه إلى رسم سياسة لغوية صحيحة في معركة النضال من أجل الوحدة العربية ، فأبرز أهمية إصلاح اللغة والتعمّق في معرفة الفصحى في مدارس البلدان العربية .
 
ودافع عن قومية الأدب أمام المنادين بإقليمية الأدب فخاطب أحمد ضيف : " إنَّ الأدب العربي لم يكن أدباً واحداً . وإنما هو مجموعة آداب ، نشأت في بيئات مختلفة " ويستشهد بالمتنبي الذي ولد في الكوفه ونشأ في البادية وعاش في بغداد وحلب وسافر إلى القاهرة ، ومع ذلك حافظ على أصالته وصفته الموحّدة . وإنَّ الأدب حافظ على صفته الموحَّدة والموحِّدة حتى في أسوأ عصور تفكك الدول العربية وتفتُّت شعوبها . فيرى الحصري أن " التنوّع والأصالة شيء وإقليمية الأدب شيء آخر . فلا يوجد أدب مصري وأدب عراقي أو شامي أو تونسيٌّ … وإنما يوجد أدباء مصريون ، عراقيون ، شاميون ، وكلُّهم يسعون لتطوير الأدب وإبراز أصالته .. "
 
وفي سبيل تكوين ثقافة عربية معاصرة يجدُ الحصْري التنوير أنجعَ أداة . ولا يقتصر التنوير عنده على التعليم المدرسي والتحصيل الجامعي بل يتعدّاه إلى تأثير المفكرين والإيديولوجيين من حملة الأفكار القومية والوطنية النيّرة . وهذا ما جعله يعتبر وحدة الثقافة مقدِّمة هامة وأساسيّة للوحدة السياسية . وهذا يستدعي إصلاح وتوحيد أنظمة التربية والتعليم في البلدان العربية وقد ساهم واهتمَّ بهذا الدور التنويريِّ الهام فاعتبرَ المدرسةَ مهمَّتُها إعدادُ الجمهور لتقبُّلِ الأفكار الجديدة وجعل الجيل الجديد عاملاً في إعداد مجتمع راق ، ولذلك دعا إلى الإبداع الخلاق وزرعه في نفوس الناشئة دون إلغاء الأصالة .
 
لم يقض الحصْري عمرَه المديد وراء المكاتب وفي برجه بل كان مثالاً للباحث والمجرِّب والدارس الملتزم . يحاضر ويناقش ويطوِّر آراءه ونظراته ، ولم يغلق نوافذ ثقافته وتفكيره على ثقافة دون ثقافة بل أقاد كثيراً من نظريات تكوين الأمم تحديداً النظرية الألمانية والفرنسية . فقال الدكتور محمد أحمد خلف الله : " لقد كان ساطع الحصري يصدر عن العقيدة القومية في كلِّ أعمالِهِ التعليمية . كما دفعه ذلك إلى أن يسلك وسيلة خاصة مع المدارس التي ينشئها غيرُ العرب في العراق . فكان ينشئ إلى جانب كلِّ مدرسة إيرانية مدرسة عربية "
 
ويشيد المؤرِّخ المصري محمد عبد الرحمن برج بدور الحصْري فقال عنه في كتابه ( ساطع الحصري) : " كان ساطع على رأس الرعيل الأول الذي دعا إلى القومية العربية وإلى تجسيد هذه القومية في وقت كانت فيه شخصيةُ الأمة العربية قد ذابت في شخصيات أخرى . واتجّه أبناؤها اتجاهات شتىّ .. "
 
ويقول " الباحثون الغربيون ركزوا على الجذور الفلسفية لأفكار الحصْري ، ويعتبرونها نقلاً مباشراً لما كان رائجاً في أوروبا بالقرن التاسع عشر . ويتجاهلون عداءَه للإمبريالية وهي سمة من سمات مؤلفاته .. "
 
== الحصري بين الوحدة العربية والوحدة الإسلامية ==
على عكس [[عبد الرحمن الكواكبي]] و[[محمد عبده]] و[[رشيد رضا]]، نجد الحصري يتبنى دعوته من منطلق علماني استناداً إلى [[اللغة]] و[[التاريخ]] متجاهلاً الرابط [[ديانة|الديني]] أو [[إسلام|الإسلامي]] متبنياً أن فكرة [[القومية العربية]] نشأت عند المفكرين المسيحيين قبل [[المسلمين]]، وأن المسيحيين ساهموا في بناء [[حضارة|الحضارة]] [[العرب|العربية]]ية قبل وبعد [[الإسلام]].
 
وفي مواجهة تصور البعض للقومية العربية على أنها تتنافى مع [[الإسلام]] أو الذين يروا في القومية نوع من عودة إلى عصبية قد نهى [[الإسلام]] عنها أو أولئك الذين ينادون بالوحدة الإسلامية بدلاً من الوحدة العربية نجد الحصري يرى أنه برغم أن فكرة الوحدة الإسلامية تعد أوسع وأشمل من مفهوم الوحدة العربية إلا أنه ليس بالإمكان المناداة بالوحدة الإسلامية قبل المناداة بالوحدة العربية، لذلك نجده يؤكد أن من يعارض الوحدة العربية هو في الحقيقة معارض للوحدة الإسلامية أيضاً.
السطر 91 ⟵ 90:
يُلمِحُّ في مقالاته على كشف نوايا الإمبريالية ودورها في التجزئة (( إنَّ الدول العربية القائمة الآن لم تتكوّن ، ولم تتعدَّد بمشيئتها ومشيئة أهلها ، ولا بمقتضيات طبيعتها ، إنّما تكوَّنَتْ وتعدَّدت من جراء الاتفاقات والمعاهدات المعقودة بين الدول التي تقاسمت البلاد العربية وسيطرت عليها …))
 
ويتعمَّق في طرحِ أفكارِه محلِّلاً ماهية الوحدة العربية : فيقول : (( ويخطئ من يظنُّ بأنَّ قضايا الوحدة العربية يمكنُ أنْ تدرَّس وتعالج بأعمال حسابية ، ولْنعلَمِ العلم اليقين بأنّ (( الاتحاد يولّد قوّة )) ليس عن طريق جمعِ القوى . فحسب . بل عن طريق إيجاد حياة جديدة ، وأوضاع جديدة تولّد قوى جديدة ، تفوق مجموع القوى المتفرِّقة بآلاف الدرجات …)) وحول علاقة الفكر القومي بالدين ، وما تعرَّض له من ردود ونقاشات يبيّن الحصْري وجهة نظره في فصل الدين وعدم اعتباره من مقوِّمات القومية . (( إن التفكير في بعض الأمورِ مستقلاً عن الدين ، لا يعني إنكار الدين ، إنَّما يعني اعتبار تلك الأمور مما لا يدخل في نطاق الأمور الدينية . وذلك لا يحول دون الرجوعِ إلى الدين في سائر الميادين . ولذلك كلِّه . قلت ولا أزال أقول : إنَّ نَعْتَ القومية باللادينية والقوميين باللادينيين . لا يتفق مع حقائق الأمور بوجه من الوجوه … ))
 
هذه الآراء والأفكار وضعته في مواجهة فكرية مع أنصار الرابطة الإسلامية .. فتصدى لهم عن طريق الحوار فنفى كون الدين عاملاً من عوامل تكوين الأمة العربية ، وأنكر دوره في تشكّل الفكرة القومية العربية . وحذَّر من اعتبار الدين عاملاً أساسياً رغم أنه يراعي تأثير الإسلام على الجماهير العربية العريضة . ويؤكّد الحصري أن الموقف الذي يقفه دعاة الرابطة الإسلامية حيال الوحدة العربية يجعلهم في مواقع العداء لمصالح الأمة العربية . فهم بنفيهم العصبة الجنسية وبتأييدهم للعصبة الدينية يسهمون في تعميق النـزاع بين المسلمين والمسيحيين وغيرهم من الطوائف فيقول : (( كيف يمكن لأحد أن يأمل بتكوين وحدة من البلاد الإسلامية التي تتكّلم بلغات مختلفة . دون تكوين وحدة من البلاد التي تتكلّم بلغة واحدة ، ولا سيما التي تتكلم بلغة القرآن .. ) )
 
إنَّ اهتمام الحصْري بالقضايا المصيرية كان يدفعه إلى الحوارات والكتابة والإدلاء بآرائه . وقد تناثرت آراؤه القيمة في كتبه ومساجلاته ومحاضراته وهي ذات قيمة. فاعتبر الجامعة العربية خطوة بالغة الأهمية ،وهي سبيل إلى التلاحم القومي وبعث الوعي القومي الذي اعتبره سبيلاً إلى التلاحم في حال توفر الأسس الموضوعية لها . ويخرج بنا إلى آراء تحتاج إلى وقفة متأنية فيقول : (( إن الجامعة قد ألحقت الضرر بالقومية العربية بدلاً من أن تعمل لخيرها . قوبلت في البداية بحماسة شديدة ، لكن الوقائع خيَّبت آمال الكثيرين ويرى أيضاً : من الخطأ المطابقة بين جامعة الدول العربية وبين المسيرة الوحدوية القومية . ويؤكد على كونها جامعة للدول العربية لا جامعة عربية والأخيرة لا تزال بمثابة المثل الأعلى الذي تصبو إليه النفوس المدركةُ معنى العروبة ))
السطر 100 ⟵ 99:
وفي سنة [[1965]]م، عاد إلى [[العراق]] وتوفي في [[بغداد]] في [[4 شوال]] [[1388 هـ]]/ [[23 ديسمبر]]/كانون الأول [[1968]]م، وصلى على جنازته الحاج [[معتوق الأعظمي]] في [[جامع أبو حنيفة]]، ودفن في [[مقبرة الخيزران]]، في [[الأعظمية]]، قرب مرقد الشيخ [[رضا الواعظ]].
 
وكرَّمته جامعة الدول العربية بعد وفاته وخصَّصت أسبوعاً لدراسة فكره ورؤيته تقديراً لدوره القومي والتربوي .
 
== المصادر والمراجع ==
السطر 110 ⟵ 109:
{{قومية عربية}}
 
[[تصنيف:كتاب سوريون]]
[[تصنيف:مواليد 1880]]
[[تصنيف:وفيات 1967]]
[[تصنيف:حلبيون]]
[[تصنيف:صنعانيون]]
[[تصنيف:عرب الإمبراطورية العثمانية]]
[[تصنيف:قوميون عرب]]
[[تصنيف:قوميون عرب سوريون]]
[[تصنيف:كتاب سوريون]]
[[تصنيف:وزراء تربيةكتاب سوريون من القرن 20]]
[[تصنيف:مفكرون سوريون]]
[[تصنيف:مواليد 1296 هـ]]
[[تصنيف:مواليد 1879]]
[[تصنيف:مواليد 1880]]
[[تصنيف:وزراء تربية سوريون]]
[[تصنيف:وفيات 1388 هـ]]
[[تصنيف:وفيات 1967]]
[[تصنيف:وفيات 1968]]
[[تصنيف:قوميون عرب سوريون]]
[[تصنيف:عرب الإمبراطورية العثمانية]]
[[تصنيف:وزراء تربية سوريون]]
[[تصنيف:صنعانيون]]
[[تصنيف:قوميون عرب]]