القيم الآسيوية: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
طلا ملخص تعديل
سطر 5:
أصل الجدال ، أنه يوجد اختلافات عديدة بين [[الشرق]] و[[الغرب]] ، من حيث الأفكار والفلاسفة والأديان ولكلٍ منهم موقعه الجغرافي. على سبيل المثال ، فان المدافعين عن مفهوم القيم الآسيوية يدعون أن [[الجماعية]] – وهي فكرة أن الانسان جزء مكمل للكون ، وأن الناس متصلين بعضهم ببعض بشكل أساسي - هذه الفكرة متواجدة بقوة أكبر في المجتمع الآسيوي . وعلى الجانب الآخر فإن [[الفردانية]] – فكرة أن الانسان مستقل عن العالم والمجتمع – متواجدة بقوة أكبر في المجتمع الغربي.
 
تتضمن المدارس الرئيسية المعنية بتأييد مفهوم القيم الآسيوية [[البوذية]] و [[الكنوفوشوسيةالكونفشيوسية]] و [[الهندوسية]] و [[اليوجا التكاملية]] و [[الاسلام]] و [[الطاوية]] ، بالاضافة لفلاسفة آخرين وحركات وديانات أخرى.
 
أما هؤلاء الذين هم ضد فكرة " القيم الآسيوية " يقولون بأنه لا يوجد مجموعة واحدة " للقيم الآسيوية " ، ولكن يوجد تنوعات هائلة لثقافات وقيم مختلفة حول القارة الآسيوية ، بعضها يتناقض مع بعضها الآخر.
سطر 13:
 
== التعريف ==
حيث أنه يوجد العديد من المقترحين للمفهوم والمختلفين حوله ، فإنه لا يوجد تعريف واحد يحدد معناه ويؤسس له. ولكن نموذجيا ، فإن القيم الآسيوية تشمل بعض الآثار من [[الكونفوشيوسيةالكونفشيوسية]] وبالأخص " الاصلاح البنوي " أو الولاء للعائلة ، والتعاون ، والأمة ، والتخلي عن الحرية الشخصية من أجل استقرار المجتمع وازدهاره و البحث عن الامتياز الاكاديمي والتكنولوجي ، والعمل الجاد ، مع الالتزام أخلاقيا والتميز في العمل. يدعي مؤيدو القيم الآسيوية – والذين يرغبون في دعم الحكومات السلطوية الآسيوية – أنّ هذه القيم الآسيوية أكثر مناسبة للمنطقة عن الديمقراطية الغربية ، مع التأكيد على الحرية الفردية .
القيم الآسيوية تم دعمها وتأكيدها في [[إعلان بانكوك عام 1993]] ، والتي أعادت التأكيد على مبادئ السيادة ، حق تقرير المصير ، عدم تداخل الحقوق المدنية مع الحقوق السياسية.
 
سطر 23:
# الولاء والاحترام تجاه السلطة ، من الآباء والمعلمين وحتى الحكومات.
# الجماعية والتوجه نحو المجتمع عن الفردية والتحرر.
# الحكومات [[السلطوية]] (والتى لها مسئوليات محددة وأيضا مميزات ) في مقابل [[الديومقراطيةالديمقراطية الليبرالية]] .
 
== الأهمية السياسية ==
إن مفهوم " القيم الآسيوية " له قبول عند شعوب جمهوريات كل من [[الصين]] ، و [[ماليزيا]] ، و [[سنغافورة]] ، و [[اندونيسياندونيسيا]] ،و [[أيضا]] بعض الدوائر السياسية في [[اليابان]] .
ففي كل من ماليزيا وسنغافورة اعتنق مفهوم " القيم الآسيوية" بشكل جزئي ، حيث أنه يتصالح به الاسلام –دين المالويين – مع الكنفوشية – دين الأصول الصينية – وكذلك الهندوسية. والذي تسبب في خلق شعور عام بالقيم المشتركة بين العرقيات ومجموعات الأديان المختلفة في هذه البلاد ، وأيضا تشكيل أيدلوجية خاصة بهم تختلف عن فهم الغرب.
في اليابان ، أيدت بعض الدوائر الوطنية القيم لأنها تحدت الغرب ، ووفرت إمكانية أن يكون لليابان دور القيادة في آسيا . فمنذ التسعينات الى الثمانينات ، فان مناطق شرق وجنوب آسيا كانت هى فقط المناطق النامية حيث نمت بشكل موسع وخاصة الثروة الاقتصادية . يُرجع داعمو القيم الآسيوية هذا الفضل الى نجاح النموذج الآسيوي السياسي " الطريق الثالث" والذي عُدّ كبديل لكلٍ من الشمولية والديمقراطية الغربية.
 
كان كل من [[مهاتير محمد]] و[[لي كوان يو]] ، في هذا الوقت رؤساء وزراء كل من ماليزيا وسنغافوة على الترتيب,من أشد المؤيدين للقيم الآسيوية. و أصر لي كون على أنه لسيت فقط السياسة والاقتصاد ، بل ثقافة الأمة هى من تحدد مصيره . وقد كتب [[فريد زكريا]] بشكل موسع عن القيم الآسيوية ،حيث يرى أن التنوع الثقافي لآسيا كبير جدا ، لا يمكن أن تحتويه مجموعة واحدة من القيم المشتركة عبر المنطقة . فالاقتراح الذي ينص على أن
مجموعة من القيم الآسيوية تعمل عبر آسيا أو حتى شرقها يتعارض مع ما نعرفه عن الحضور القوي بين الناس لمواقف الأديان ( الاسلام والهندوسية و الكنوفوشيةالكونفشيوسية والبوذية والمسيحية ) والانقسامات الأخري في المنطقة ، وكذلك التحولات العظمى الاجتماعية والثقافية الجارية حاليا خاصة في العقد الأخير .
 
== ماذا حدث لمفهوم القيم الآسيوية؟ ==
بدأ مفهوم " القيم الآسيوية " يفقد رصيده بعد بعد الأزمة الاقتصادية الآسيوية التي أضعفت اقتصاديات العديد من الدول الآسيوية والتى أدت الى سقوط [[سهارتوسوهارتو]] في [[اندونسيا]] ، فالبعض يعتبر أن هذه القيم قد ساهمت في هذه الأزمة ، ولكن سرعان ما استبعد هذا اللوم عندما انتشرت الأزمة عبر العالم.
فالقيم الآسيوية ( كمعارضة للقيم الغربية أو العالمية ) تساعد في تكوين أيدولوجيا صلبة في آسيا وبالأخص في الصين تهدف لمواجهة الامم التى تهدف بشكل واضح الى فرض الايدلوجيا الغربية في الشرق . فبشكلٍ أو بآخر ، استخدام هذا المصطلح قادر في نفسه على خلق حوار هام بين الحضارات حول الافكار الانسانية في جميع المجالات . فرنسيس فوكوياما مؤلف " نهاية التاريخ " و " الرجل الاخير " وأحد أكبر الداعمين للديمقراطية الليبرالية الغربية ، يقدم واحد من أكبر الأمثلة للايدلوجيا التى تعارض " القيم الآسيوية ".
يذكر فوكوياما في كتابه أن الديمقراطية " غزت أيدلو جيات منافسة مثل الملكية الوراثية ، والفاشية ، وحديثا جدا الشيوعية ، والتى بها أنهت الحرب البادة ، وربما تؤدى هذه الفكرة عن الديمقراطية الليبرالية الى " النقطة النهائية لتطور الأيدولوجيا الانسانية ، والصورة النهائية للحكومات الانسانية " والتى تشكل نهاية التاريخ .
سطر 47:
عبرت شخصيات سياسية عامة آسيوية عن نقدها لفكرة القيم الآسيوية ، ومن بينهم الرئيس السابق لجمهورية الصين (تايوان ) لي تينج هوى ، والرئيس السابق لجهورية كوريا الجنوبية كيم داي يانج.
عبر الرئىس السابق كيم داي يانج عن رأي مغاير لما طرحه لي كوان يو في مقاله له في مجلة الشؤون الخارجية تحت عنوان: هل الثقافة مصير ؟ أسطورة القيم الآسيوية الغير ديموقراطية - في هذه المقالة قام بانتقاد السياسيين الداعيين لمصطلح "القيم الآسيوية" موضحاً أن القيم الآسيوية ما هي الا ذريعة لتبرير الاستبداد والطغيان ، ودعا الي عالمية الديموقراطية اليبرالية.
على الرغم من أن مثل هذا التعليق من الرئيس كيم قد يكون مشتقا من تطلعاته نحو الديموقراطية الليبرالية وقد يكون ايضا مشتق من غرض سياسي في محاولة لفوز جانب الولايات المتحدة الامريكية بالتماشي مع سياستها المتمثلة في نشر الديموقراطيةالديمقراطية.
وأيضا أشار مارتيا صن في مقالته " الديمقراطية كقيمة غربية " بأنه لا يمكن أن يوجد نظام عالمي للقيم الآسيوية ، لأن التنوع الهائل في آسيا يصعب أن ينتج مجموعة واحدة من القيم المشتركة عبر القارة.