حرب زيان: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
وسم: تحرير من المحمول
لا ملخص تعديل
وسم: تحرير من المحمول
سطر 126:
 
=== القوى المركزية في المغرب ===
خلال الحرب، أشعلت القوى المركزية فتيل الفتنة في الأراضي الحليفة بإفريقيا و الشرقوالشرق الأوسط، هادفة لإلهاء موارد الجيش عن الجبهة الغربية<ref>Burke 1975, p. 440</ref>. كما أطلقت المخابرات الألمانية على شمال غرب إفريقيا أنها [[كعب أخيل]] للمستعمرات الفرنسية، و أصبحوأصبح التشجيع على البقاء هناك هدف موضوعي<ref>Lázaro 1988, p. 96</ref>. بدأ التورط عام 1914 بمحاولة الألمان لإيجاد قائد مغربي مناسب ليساعدهم في ضم القبائل ضد الفرنسيين<ref>Burke 1975, p. 444</ref>. كان السلطان السابق عبد العزيز هو أول من إختاروه، و لكنهولكنه رفض التعاون معهم و سافروسافر إلى جنوب فرنسا متجنبًا أية تعاملات<ref>Burke 1975, p. 444</ref>. و لذلكولذلك تفاوض الألمان مع خليفته عبد الحفيظ. في باديء الأمر تعاون معهم و تخلىوتخلى عن موقفه السابق المؤيد للحلفاء في خريف 1914 ثم إنتقل إلى [[برشلونة]] ليلتقي بأحد موظفي دولة ألمانيا، الإمبراطورية العثمانية و المقاومةوالمقاومة المغربية<ref>Burke 1975, p. 445</ref>. و فيوفي الوقت نفسه كان يبيع معلومات للفرنسيين<ref>Burke 1975, p. 445</ref>. إنكشف ذلك الولاء المُزدوج حينما رفض الركوب على متن غواصة ألمانية متجهة إلى المغرب، حينها قررت القوى المركزية أنه لم يعد له فائدة<ref>Burke 1975, p. 445</ref>. حاول عبد الحفيظ إبتزاز أموال من المخابرات الفرنسية، و كانوكان مردودها أنها قطعت المعاش الخاص به و نوتونوت إعتقاله في ا[[لإسكوريالالإسكوريال]]<ref>Burke 1975, p. 445</ref>. و بعدهاوبعدها كافئته ألمانيا بمعاش مقابل صمته<ref>Burke 1975, p. 445</ref>.
 
أدى ذلك الإخفاق في إيجاد قائد مناسب إلى تغيير خططهم من تمردهم على نطاق واسع إلى دعم نطاق أصغر لحركة الصمود<ref>Burke 1975, p. 445</ref>. و ضموضم الدعم الألماني المستشارين العسكريين و الفارينوالفارين من الفيلق الأجنبي إلى القبائل، و كذلكوكذلك النقود و الأسلحة ووالأسلحة الذخيرةوالذخيرة<ref>Burke 1975, p. 447</ref>. ضمت النقود [[البيزيتا]] الأسبانية و [[الفرنك]] الفرنسي هُربت إلى المغرب من السفارة الألمانية في مادريد<ref>Burke 1975, p. 454</ref>. حُولت النقود إلى [[تطوان]] أو [[مليلية]] عبر البحر أو تُلحق ب [[تلغراف]] قبل أن يتم تهريبها إلى القبائل التي إستقبلت ستمائة ألف بيزيتا في شهر<ref>Burke 1975, p. 454</ref>. وصلت الأسلحة عبر طريق طويل من [[العرائش]] الأسبانية و أخرىوأخرى من [[تجارة الأسلحة]] أو قوات الجيش الأسباني الفاسدة<ref>Burke 1975, p. 451</ref>. واجه الألمان صعوبة في نقل الموارد إلى الزيانيين في جبال الأطلس الوسطى نظرًا لبُعد المسافات، و كل ما توجه إلى الزيانيين لم يصل إليهم بل لقوات سيد<ref>Burke 1975, p. 448</ref>. كان مصير المحاولات الألمانية لتوزيع الإمدادات في الداخل هو الإحباط و الفشلوالفشل بسبب حصول كل قبيلة على مخزون من أفضل الموارد<ref>Burke 1975, p. 452</ref>. ظلت الذخائر شحيحة في الأطلس الوسطى، مما أجبر الكثير على الإعتماد على البارود و الخراطيشوالخراطيش المُصنعة محليًا<ref>Burke 1975, p. 452</ref>.
 
حظى رجال القبائل بتدعيم الإمبراطورية العثمانية تلك الفترة، مدعمة إياهم بتدريب عسكري منذ عام 1909<ref>Burke 1975, p. 458</ref>. كما تعونت مع المخابرات الألمانية لكتابة و توزيعوتوزيع الدعاية باللهجة العربية و الفرنسية ووالفرنسية لهجةولهجة بربر الأطلس الوسطي<ref>Burke 1975, p. 455</ref>. تتولى وكالات عربية تنسيق كثير من جهود الإمبراطورية العثمانية تعمل من السفارة في مادريد، كما رأى عضوان من الفريق الدبلوماسي العثماني خدمة فعالة مع القبائل في المغرب أثناء الحرب<ref>Burke 1975, p. 459</ref>. إن الإنقسامات الداخلية في الفريق، و الإختلافاتوالإختلافات مع حلفائهم الألمان، بالإضافة إلى إندلاع [[الثورة العربية]] التي تعاطف معها بعض طاقم السفارة<ref>Burke 1975, p. 459</ref>، أعاقت المجهودات العثمانية في المغرب. أدت تلك المشاكل مغادرة الفيلق الدبلوماسي العثماني إلى أمريكا في شهر أيلول لعام 1916، مُنهيًا كثير من العمليات العثمانية في المغرب<ref> Burke 1975, p. 460.
</ref>.
 
عملت قوات المخابرات الفرنسية بجِد لمقاومة القوى المركزية و للفوزوللفوز بدعم الشعب المغربي. عُقدت مجموعة من المعارض التجارية على سبيل المثال: معرض الدار البيضاء لعام 1915، لوصف الثروة الفرنسية و منافعومنافع التعاون<ref>Burke 1975, p. 449</ref>. كما شيد الفرنسيون أسواقًا في نقاط تمركزهم العسكرية و دفعواودفعوا للشعب المغربي لتوليه الأشغال العامة، لتصعيد حملتهم الدعائية و زيادةوزيادة الإعتماد على الرشوة في إقناع القبائل للإستسلام<ref>Burke 1975, p. 449</ref>. بالإضافة إلى تشجيع العلماء الإسلاميين لإصدار [[فتوى]] تدعم تصريح السلطان المغربي بشأن الإستقلال عن الإمبراطورية العثمانية<ref>Burke 1975, p. 456</ref>.
 
تعاونت وكالات المخابرات البريطانية و الفرنسيةوالفرنسية في فرنسا و المغربوالمغرب الأسبانية و جبلوجبل طارق متقفيًا أثر الوكالات الألمانية والعثمانية، عاملين على إختيار المستشارين الذين تم إرسالهم إلى القبائل و وقفووقف تدفق القوات<ref>Burke 1975, p. 451</ref><ref>Burke 1975, p. 450</ref>. وُضع المواطنون الألمان تحت فحص دقيق في المغرب و عُدموعُدم أربعة بعد عدة أيام من إندلاع الحرب<ref>Strachan 2003</ref>. إستطاع الفرنسيون فك الشفرات التي إستخدمتها السفارة الألمانية، كما إستطاعوااستطاعوا أيضًا قراءة جميع الإتصالات المرسلة من السفارة إلى الهيئة العامة ببرلين<ref>Burke 1975, p. 450</ref>. قدم البربر رشوة لتلك الهيئة بالبعثة العثمانية للمخابرات الأسبانية الموثوق بها حول خطط القوى المركزية لبلاد المغرب<ref>Burke 1975, p. 450</ref>.
 
نتج عن جهود القوى المركزية عودة النضال ضد الحكم الفرنسي، إلا أنهم لم يُوفقوا في ذلك، مُخفقين في تحقيق أهداف المخططين التي تسعى لتوسيع حركةالجهاد<ref>Burke 1975, p. 439</ref><ref>Burke 1975, p. 457</ref><ref>Lázaro 1988, p. 93</ref>. وُجدت حالات قليلة من الإضراب عدد كبير من المدنيين، لم يُطلب تعزيز فرنسا للقبائل المُتمركزة في المغرب، كما إستمرت جهود تصدير المواد الخام و العمالوالعمال للحرب<ref>Burke 1975, p. 457</ref>. لم يستطيعوايستطعوا إيقاف تدفق القوات تمامًا، إلا أن كان للفرنسيين القدرة على تقليص إمداد ألات إطلاق النيران و سلاحوسلاح المدفعية<ref>Burke 1975, p. 452</ref><ref>Burke 1975, p. 453</ref>. لم تكن القبائل قادرة على مواجهة مباشرة مع الفرنسيين، و اضطرتواضطرت إلى الإستمرار في الإعتماد على الغارات والكمائن<ref>Burke 1975, p. 453</ref>. ذلك على عكس الخبرة الأسبانية في [[حروب الريف]] عام 1920 و التي استمرت حتى عام 1926 حيث استطاعت القبائل إلحاق الهزائم بالجيش الأسباني في ساحة المعركة إستنادًا بمنفذ للأسلحة، و على سبيل المثال [[معركة أنوال]]<ref>Burke 1975, p. 453</ref>.
 
== صراعات مابعد الحرب==