أحمد بن أبي الضياف: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 9:
سمي أحمد بن أبي الضياف في شوال [[1237]]هـ/ جوان [[1822]] عدلا وعرف منذئذ بقدراته على التحرير، فسمي في [[1 شوال]] [[1242]]/ [[1827]] أولاه الباي حسين خطة الكتابة بديوان الإنشاء واختصه بكتابة سره، وهو أول من كتب للدولة العثمانية باللغة العربية واستمر مشواره في خدمة الدولة لبضعة عقود. وانتقل من '''كاتب السراية''' أو '''كاتب السر''' لدى عدد من البايات إلى أن سمي وزيرا مع رتبة أمير الأمراء. وشارك من موقعه في تحرير المراسلات المختلفة للدولة والتي تهم السياسة الداخلية والخارجية والأوامر العلية، كما أرسل في مهمات بالخارج لدى الباب العالي مثلا عام [[1831]] ثم في عام [[1842]] <ref>المصدر نفسه، ص 345</ref>. كما اصطحب [[أحمد باشا باي]] في رحلته إلى [[باريس]] في ديسمبر [[1846]]، وتحدث عن هذه الرحلة في كتابه الإتحاف. لكن دوره ما فتئ أن تراجع في عهد [[محمد باشا باي]]، وذلك لم يمنعه من أن يكلف بتحرير [[عهد الأمان]] عام [[1857]] المصدر نفسه ص 351. ثم كان عضوا في [[المجلس الكبير]] الذي ترأسه [[خير الدين]] وبعد استقالة هذا الأخير في عام [[1862]] تولى عوضا عنه [[مصطفى خزندار]]، وسمي ابن أبي الضياف نائبا ثانيا للرئيس <ref>المصدر نفسه ص 354-355</ref>. لكن بعد توقف عمل المجلس غداة ثورة [[علي بن غذاهم]] عام [[1864]] أبعد شيئا فشيئا عن الإدارة ليعود عند عودة خير الدين إلى دوائر القرار ليقع إلحاقه في أواسط عام [[1870]] بأحد أقسام الوزارة الكبرى ثم استقال من منصبه في بداية عام [[1872]]. وفي السنة الموالية شهد صعود نجم خير الدين الذي سمي وزيرا أكبر، أما هو فقد توفي في 29 أكتوبر [[1874]].
==كتاباته==
لا شك أن أهم ما كتبه ابن أبي الضياف هو كتابه الضخم في التاريخ والمعنون ب[[إتحاف أهل الزمان بأخبار ملوك تونس وعهد الأمان]]، والذي خصصه لتاريخ تونس إلى عصره. وبالإضافة إلى ذلك فقد حرر ابن أبي الضياف أيضا المراسلات الرسمية لمختلف البايات الذين خدمهم، وكتب بعض القصائد التي جمعها [[محمد السنوسي]] في كتابه '''مجمع الدواوين التونسية'''. كما أجاب ابن أبي الضياف عن 21 سؤالا توجه بها إليه عام [[1856]] القنصل الفرنسي '''[[ليون روش''' (Léon Roches)]] وضمنها تحت عنوان '''الأجوبة الأروباوية'''، وأصدرها [[المنصف الشنوفي]] في [[حوليات الجامعة التونسية]] تحت عنوان '''رسالة أحمد بن أبي الضياف في المرأة''' وذلك عام [[1968]]، وهي تتناول وضعية المرأة المسلمة، وقد دافع في أجوبته عن وضعية المرأة في الإسلام، من زاوية تتسم في عمومها بالمحافظة <ref>المصدر نفسه ص 140</ref>.
 
==أفكاره==
من خلال كتابه يظهر تعلق ابن أبي الضياف بالأفكار الإصلاحية وخاصة ما يتعلق منها بنظام الحكم حيث نقد حكم الإطلاق المنافي للشرع وللعقل، وأن الإطلاق لا يقود إلا إلى الظلم. داعيا إلى تقييده بالشرع ونوه في نفس الإطار [[التنظيمات|بالتنظيمات]] مبينا جداوها ومحاولا الإقناع بالحجج المختلفة والعديدة بضرورة تطبيق الإصلاحات لوضع حد للشهوة الملوكية المطلقة وبالتالي لفساد الحكم وظلم البايات وعسف العمال <ref>[[أحمد الطويلي]]، تصدير النشرة الثانية من الإتحاف لأحمد بن أبي الضياف، تونس 1979، ج 3، ص5</ref>. وقد حرص ابن أبي الضياف على تقديم الدليل القاطع على أن الأبرياء يذهبون ضحايا للملك المطلق وأن الظلم مرتعه وخيم ويجر إلى نقص العمران واختلال شؤون الدولة وفساد الأحوال الاجتماعية وتدهور الاقتصاد بينما العدل يؤدي إلى ازدهار العمران ويمهد طرق الثروة الاقتصادية والأمن الاجتماعي <ref>المصدر نفسه ص 6</ref>.