سارق الكحل (كتاب): الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 50:
بالإضافة إلى المحتوى الفكري القيم، قدم يحيي حقي قدرًا عاليا من التمكن الأدبي من حيث اللغة وتطور الأحداث. خلال القراءة يصتدم القارئ ب[[الصور]] البيانية الغريبة والتي إستوحاها الكاتب من [[البيئة]] الفقيرة، تلك الصور التي عززت إحساس القارئ بالغرق في غياهب [[قصة]] غامضة، كما أن الكاتب وظّف الألفاظ [[العامية]] ليعكس الحياة اليومية والعادات بل وأيضًا المشاعر الغريبة التي تعتمر في نفوس الشخصيات. أما مهارات [[يحيي حقي]] في تسلسل الأحداث فقد تجلت عند نهاية القصة، حيث كل لفظ وصورة وحدث كان كقطعة [[الأحجية]] التي يجمعها القارئ ليتشكل عنده فالنهاية صورة كاملة، غير أن الصورة كانت مظلمة وحزينة وتعكس [[واقع]] مخيف ومظلم لا يعرفه الكثيرون.<ref>سارق الكحل، قصة كأن، من صفحة 9 إلى 38</ref>
 
== سارق الكحل ==
سارق الكحل هي [[القصة]] الثانية فالمجموعة القصصية، وهي أيضًا القصة التي يحمل عنوان الكتاب أسمها.
 
=== نبذة ===
تحكي القصة عن رجل يعيش وحيدًا في بيت من طابقين، والطابق الثاني لم يستأجره أحد نظرًا لإرتفاع ثمن الإيجار، إلى أن يأتي "مصطفى" والذي يسنأجر الدور الثاني ليتزوج به، وبالفعل يحضر مصطفى عروسه "وجيهة" وسرعان ما يصبح الزوجان جزءًا من حياة راوي القصة. تعكس القصة تفاصيل روعة قصة [[الحب]] بين "مصطفى" و "وجيهة"، ثم تأخذ [[القصة]] منعطفًا آخر بعد [[موت]] "وجيهة" المفاجئ.
 
=== المحتوى الفكري للقصة ===
بدأ [[يحيي حقي]] عرضه للقصة بوصف حياة الراوي الوحيد ومعاناته من بثور بيده اليسرى، الأمر الذي يبدو للقارئ غريبًا وغير مهم في أحداث القصة، ولكن الكاتب سيعيد الإشارة لهذا الأمر لاحقًا للنأكيد على أحد الأفكار التي يناقشها. لعل الفكرة الأكثر وضوحًا لمن يقرأ القصة هي فكرة الحب. فالكاتب يركز على ذكر تفاصيل علاقة "مصطفى" و "وجيهة" والتي تفضح عنف الحب بينهما. فعلى سبيل المثال يذكر الكاتب عمق النظرات بينهما في قوله "الأعمى يتبين أنهما واقعان في حب عنيف، إنه يكاد يأكلها بنظراته"<ref>كتاب سارق الكحل، قصة سارق الكحل، صفحة 44</ref> و أيضًا في إيضاح كيف أن ما يسعده يسعدها،وما يشقيها يشقيه في قوله " فمن أجله وحده إبتسامتها. فإذا غاب غابت"<ref>قصة سارق الكحل، صفحة 44</ref> و يطيل يحيي حقي وصف أمارات الحب على الزوجين. كيف تودعه وتستقبله،و كيف تعلو الإبتسامة وجهه دائمًا بسبب حبه الشديد لها.فعندما ذكر " ويهبط مصطفى السلم يخبط الدرابزين يكاد يتعثر لأن وجهه ملتفت إلى فوق، و ألمح وجهه من شراعة باب شقتي فأجده مضيئًا بسعادة مطمئنة" <ref>قصة سارق اكحل، صفحة 46</ref> . ثم يزيد وضوح الحب في قلب "مصطفى" بعد وفاة "وجيهة" فقد بكا بكاء مرير وصفه يحيي حقي بقوله " ليس هذا برجل يبكي امرأة. وأنما سمعت اللآذان لأول مرة بكاء بكاءالإنسان على قدر أخرجه مطرودًا من [[الجنة]]، وحرمه رؤية وجه ربه". <ref>قصة سارق الكحل، صفحة 49</ref> فلقد حطمه الأمر و توقف عن الأكل و ظل يبكي عليها كلما ذُكر اسمها، كما أطلق لحيته. ولكن هذه الفكرة والتي قد تسيطر على القارئ طوال قرائته القصة إلى وصوله للنهاية،حيث تضح الفكرة الرئيسية التي أراد إيصالها [[يحيي حقي]]وهي النسيان. فلقد تزوج "مصطفى" مرة أخرى بل و عاد الراوي يصور كيف أن الحب بينهما واضح، فلقد أصاب قلب مصطفى الحب من جديد، بل و قد وصل به النسيان أن يتزوجها في نفس المنزل الذي شهد على قصة الحب بينه وبين "وجيهة". في هذه اللحظة يدرك القارئ سبب ذكر البثور فيد الراوي والتي شفي منها عندما نسيها، ف[[النسيان]] هو سنة [[الحياة]] والألام جميعها تزول بالنسيان.
 
=== اللغة والألفاظ ===
لقد ساهم تمكن يحيي حقي اللغوي من إيضاح الفكرة في قصة سارق الكحل. قلقد أستخدم الألفاظ الموحية للدلالة على قوة الحب بين "مصطفى" و "وجيهة". كما أفاد من الصور البيانية للإيضاح والتأكيد. كما تلاعب بعنصر التكرار للتأكيد على أن الحياة تمضي والنسيان سنة. ففي بداية القصة يصوغ يحيي حقي على لسان "مصطفى" جملة "بذمتك أرأيت يا عم كم هي جميلة..زوجتي القطقوطة؟ كانت منيتي طوال حياتي أن أتزوج من [[شقراء]]."<ref>قصة سارق الكحل، صفحة 44</ref>ثم في نهاية القصة يعيد الجملة ولكن على زوجته الثانية،فيقول: "بذمتك أرأيت كم هي جميلة.. زوجتي القطقوطة؟ كانت منيتي طوال حياتي أن أتزوج من سمراء".<ref>قصة سارق الكحل، صفحة 56</ref> و قد أستخدم التكرار على نطاق أوسع، فكرر المشاهد والتصروفات التي كانت بين "مصطفى" و "وجيهة" بين "مصطفى" وزوجته الجديدة مما جعل فكرة النسيان واضحة وجلية للقارئ.
== مراجع ==
{{مراجع}}